رواية والكيف مجهول - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رواية والكيف مجهول

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-07, 12:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24 رواية والكيف مجهول

عن جعفر بن عبدالله قال ( كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال : يا أبا عبدالله , الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟
فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال : ( الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج ) اه
أخرجه أبونعيم في الحلية 6/326 , واللالكائي في شرح السنة 3/497 , والصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17-18 , من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/151 من طريق عبد الله بن نافع قال كنا عند مالك بن أنس فذكره
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص408 من طريق عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك بن أنس فذكره
وأخرجه البيهقي في الاعتقاد 116 : من طريق يحيى بن يحيى قال كنا عند مالك بن أنس فذكره
وأخرجه الدارمي الرد على الجهمية 66: من طريق جعفر بن عبد الله عن رجل قد سماه لي قال جاء رجل إلى مالك بن أنس فذكره
وأخرجه ابن حيان الأنصاري ( ت369 ) في طبقات المحدثين بأصبهان 2/214
من طريق محمد بن النعمان بن عبد السلام يقول أتى رجل مالك بن أنس فذكره

وأثر مالك هذا صححه جمع من الإئمة قال الحافظ بن حجر في الفتح 13/406 :
إسناده جيد , وصححه الذهبي في العلو ص103 .
وكل من سبق ذكرهم من المخرجين إنما رروه بلفظ ( والكيف غير معقول )
- وقد جاء هذا الأثر عند البيهقي في الأسماء والصفات بلفظ ( ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع )
قال الذهبي في العلو 138 :
( وساق البيهقي بإسناد صحيح عن أبي الربيع الرشديني عن ابن وهب قال كنت عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كماوصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة أخرجوه ) اهـ
- وجاء هذا الأثر عند ابن عبد البر في التمهيد بلفظ ( استواؤه مجهول والفعل منه غير معقول ) اه
قال ابن عبد البر في التمهيد 7/151 :
( أخبرنا محمد بن عبدالملك قال حدثنا عبدالله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا بكار بن عبدالله القرشي قال حدثنا مهدي بن جعفر عن مالك بن أنس أنه سأله عن قول الله عز وجل ‏الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال فأطرق مالك ثم قال استواؤه مجهول والفعل منه غير معقول والمسألة عن هذا بدعة ) اهـ
وجاء هذا الأثر عند ابن عبد البر في التمهيد بلفظ (سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول ) اهـ
قال ابن عبد البر في التمهيد 7/151 :
( قال بقي وحدثنا أيوب بن صلاح المخزومي بالرملة قال كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له يا أبا عبدالله مسألة أريد أن أسألك عنها فطأطأ مالك رأسه فقال له يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول إنك امرؤ سوء أخرجوه فأخذوا بضبعيه فأخرجوه
قال يحيى بن إبرهيم بن مزين :
إنما كره ملك أن يتحدث بتلك الأحاديث لأن فيها حدا وصفة وتشبيها والنجاة في هذا الانتهاء إلى ما قال الله عز وجل ووصف به نفسه بوجه ويدين وبسط واستواء وكلام ... فليقل قائل بما قال الله ولينته إليه ولا يعدوه ولا يفسره ولا يقل كيف فإن في ذلك الهلاك لأن الله كلف عبيده الإيمان بالتنزيل ولم يكلفهم الخوض في التأويل الذي لا يعلمه غيره ) اهـ

فائدة :
حكى بعضهم هذا الأثر عن الإمام مالك بلفظ :
( والكيف مجهول )
ولم يرد هذا الأثر عن الإمام مالك بهذا اللفظ فيما وقفت عليه من الكتب المسندة
نعم ورد بلفظ ( وكيفيته مجهولة ) عند ابن عبد البر في التمهيد 7/138 :
حيث قال :
أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا عبدالله بن نافع قال: قال مالك بن أنس : " الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان ، لا يخلو منه مكان . وقيل لمالك : (الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فقال مالك : استواؤه معقول ، وكيفيته مجهولة ، وسؤالك عن هذا بدعة ، وأراك رجل سوء ) اهـ

فائدة ثانية :
جاء معنى هذا الأثر عن أم سلمة وابن عباس رضي الله عنهما وعن ربيعة الرأي رحمه الله
- أما أثر أم سلمة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164
( عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله الرحمن على العرش استوى
قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والاقرار به إيمان والحجود به كفر ) اهـ
- وأما أثر ابن عباس :
ففي فتح القدير للشوكاني 2/ 307 قال :
( أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { استوى على العرش } الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود كفر ) اهـ
- وأما أثر ربيعة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164:
( عن ابن عيينة قال سئل ربيعة عن قوله (الرحمن على العرش استوى )كيف استوى ؟
قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق )
وراه العجلي في الثقات 1/358:
بلفظ : ( قيل لربيعة بن أبي عبد الرحمن ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟
قال : الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم ) اهـ

* مامعنى الكيف في قول مالك ( والكيف منه غير معقول ) أو ( والكيف عنه مرفوع ) ... إلخ ؟ :
قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من معرفة معنى الكيف في اللغة والاصطلاح :
الكيفية في اللغة :
في مختار الصحاح 1/244:
( ك ي ف :
كَيفَ اسم مبهم غير متمكن وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء
- وهو للاستفهام عن الأحوال
- وقد يقع بمعنى التعجب كقوله تعالى { كيف تكفرون بالله }
- وإذا ضُمَّ إليه ما صح أن يجازى به تقول كيفما تفعل أفعل ) اهـ
وفي تاج العروس لمرتضى الزبيدي 1/6114 :
( كيف :
الكَيْفُ : القطْعُ وقد كافَه يَكِيفُه ومنه : كَيَّفَ الأَدِيمَ تَكْيِيفاً : إذا قَطَعه ...
والغالبُ فيه أَنْ يَكُونَ اسْتِفهاماً عن الأَحْوالِ إِما حَقِيقِيّاً ككَيْفَ زَيْدٌ ؟ أَو غَيْرَهُ مثل : " كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللهِ " فإنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ والتّوْبِيخِ ...
ويَقَعُ خَبَراً قَبْلَ ما لا يَسْتَغْنِي عَنْه كَكَيْفَ أَنْتَ ؟ وكَيْفَ كُنْتَ ؟ . ويَكُونُ حالاً لا سُؤالَ معه كقَوْلِكَ : لأُكْرِمَنَّكَ كَيْفَ كُنْتَ أَي : عَلى أَيِّ حالٍ كُنْتَ وحالاً قَبْلَ ما يَسْتَغْنِي عَنْهُ ككَيْفَ جاءَ زَيْدٌ ؟ . ويَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقاً مثل : " كَيْفَ فَعَل رَبُّكَ " ) اهـ
* إذن كيف لها أربعة معاني في اللغة :
1- الاستفهام عن الأحوال , أو الحال بدون استفهام ( وهذا المعنى هو المراد فيما نحن فيه )
2- القطع . ( وهذا له تعلق بما نحن فيه )
3- التعجب
4- الجزاء
أما الكيفية فهي المصدر من كيف
ففي لسان العرب 9/312 :
( وقال ( أي الزجاج ) فـي مصدر كيف: الكَيْفِـيَّة . ) اهـ
وقال الزبيدي في تاج العروس 1/6114 :
( وأما قول شيخنا ـ ابن الشركي ـ : وينبغي أن يزيد قولهم : الكيفية أيضاً . فإِنها لا تكاد توجد في الكلام العربي. قلتُ : نَعَمْ قد ذكره الزجاج فقال : والكيفية : مصدر كيف , فتأمَّل ) اهـ
فإذا كانت الكيفية هي المصدر من كيف فمعناها إذن :
( الحالة التي عليها الشيء )
والتكييف هو جعل الشيء ذا كيفية إلا أن كيَّف مولده
ففي لسان العرب 9/312 :
( قال اللـحيانـي: هي ( يعني كيف ) مؤنثة وإِن ذكِّرت جاز، فأَما قولهم : كَيَّف الشيءَ فكلام مولَّد )

* أما الكيفية في الاصطلاح :
فقد استعمل الأئمة الكيفية في صفات الله تعالى بمَعْنيين :
الأول : بمعنى الجسمية و التشخص :
وحينئذ فالمنفي هو الكيف ذاته :
وهو المراد بقول الإمام مالك ( والكيف غير معقول ) وفي رواية ( والكيف عنه مرفوع ) يعني أن الجسمية والتشخص غير معقوله في صفات رب العالمين وهي مرفوعة عنه سبحانه
- ومن استعمالات الأئمة الكيف بمعنى الجسمية والتشخص :
* - مارواه الصابوني ص 193والبيهقي في الأسماء ص 452 والهروي في ذم الكلام ص 231 :
عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال :
قال لي الأمير عبد الله بن طاهر ياأبا يعقوب هذا الحديث الذي تروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة . كيف ينزل ؟ قال قلت : أعز الله الأمير لا يقال لأمر الرب كيف إنما ينزل بلا كيف ) اهـ منقول









 


قديم 2013-10-07, 13:09   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

المبحث الأوَّل : تخريج هذا الأثـر وبيان ثبوته عن الإمام مالك -رحمه الله-

لقد اشتهر هذا الأثر عن الإمام مالك -رحمه الله- شهرة بالغة ، ورواه عنه طائفة من تلاميذه،
وهو مرويٌّ عنه من طرق عديدة، وقد حَظِي باستحسان أهل العلم، وتلقَّوه بالقبول،
وهو مخرَّج في كتب عديدة من كتب السنة.
وفيما يلي ذكرٌ لما وقفت عليه من طرق لهذا الأثر مع ذكر مخرِّجيها، وما وقفت عليه من كلام
أهل العلم في بيان ثبوته.


1 ـ رواية جعفر بن عبد الله( )
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية: حدّثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي، ثنا القاضي
أبو أميَّة الغلابي، ثنا سلمة بن شبيب( )، ثنا مهدي بن جعفر( )، ثنا جعفر بن عبد الله
قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى
 كيف استوى؟، فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكتُ
بعود في يده حتى علاه الرّحضاء ـ يعني العرق ـ ثمَّ رفع رأسه ورمى بالعود وقال:
(( الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ))،
وأمر به فأُخرج( ).

ورواه الإمام أبو إسماعيل الصابوني في كتابه (( عقيدة السلف )) قال: أخبرنا
أبو محمد المخلدي العدل، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني،
حدّثنا أبو الحسين علي بن الحسن، حدّثنا سلمة بن شبيب به، وذكر نحوَه،
إلاّ أنّه قال: (( الكيف غير معلوم ))( ).

ورواه أيضاً الإمام الصابوني من طريق أخرى قال: أخبرنا به جدّي أبو حامد أحمد بن إسماعيل،
عن جدّ والدي الشهيد، وأبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني، حدّثنا
محمد بن أحمد ابن أبي عون النسوي، حدّثنا سلمة بن شبيب به( ).
ورواه الحافظ اللالكائي في شرح الاعتقاد من طريق علي بن الربيع التميمي المقري قال:
ثنا عبد الله بن أبي داود قال: ثنا سلمة ابن شبيب به، باللفظ السابق( ).
وتابعه بكّار بن عبد الله( ) عن مهدي بن جعفر عن مالك، ولم يذكر شيخه جعفر بن عبد الله.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد( )، أخبرنا محمد بن عبد الملك قال : حدّثنا عبد الله بن يونس قال :
حدّثنا بقيُّ بن مخلد قال: حدّثنا بكار بن عبد الله القرشي قال: حدّثنا مهدي بن جعفر عن مالك
ابن أنس أنَّه سُئل عن قول الله  :  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى  : كيف استوى؟، قال:
فأطرق مالك ثم قال: (( استواؤه مجهول( )، والفعل منه غير معقول، والمسألة عن هذا بدعة )).

وتابعه أيضاً الإمام الدارمي، قال في كتابه الردّ على الجهميّة: حدّثنا مهدي بن جعفر الرملي ثنا
جعفر بن عبد الله ـ وكان من أهل الحديث ثقة ـ عن رجل قد سمّاه لي، قال: جاء رجل إلى مالك
ابن أنس، وذكره( ).
فزاد في إسناده بعد جعفر بن عبد الله: (( عن رجل )).
ومهدي بن جعفر صدوق له أوهام وقد اضطرب في روايته لهذه القصة، فرواها مرّة عن شيخه
جعفر بن عبد الله عن مالك، ورواها مرّة أخرى عن شيخه جعفر عن رجل عن مالك، ورواها
مرّة ثالثة عن مالك مباشرة، وهذا الاضطراب الذي في هذه الطريق لا ينفي صحة القصة؛
لأنَّها قد جاءت من طرق أخرى تعضدها وتقوِّيها -كما سيأتي-.


2 ـ رواية عبد الله بن وهب( )
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران( )، ثنا أبي( )،
حدّثنا أبو الربيع بن أخي رشدين ابن سعد( ) قال: سمعت عبد الله بن وهب يقول: كنا عند
مالك بن أنس فدخل رجل فقال: يا أبا عبدالله  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى  كيف استواؤه؟،
قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ، ثم رفع رأسه فقال: (( الرحمن على العرش استوى
كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه،
قال: فأُخرج ))( ).
قال الذهبي في العلوّ: (( وساق البيهقي بإسناد صحيح عن أبي الربيع الرشديني
عن ابن وهب ... )) وذكره( ).
وقال الحافظ ابن حجر: (( وأخرج البيهقي بسند جيِّد عن ابن وهب ...)) وذكره( ).


3 ـ رواية يحيى بن يحيى التميمي( )
قال البيهقي -رحمه الله- في كتابه الأسماء والصفات:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه الأصفهاني( )، أنا أبو محمد
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيَّان المعروف بأبي الشيخ( )، ثنا أبو جعفر أحمد بن زيرك
اليزدي: سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري( ) يقول: سمعت يحيى بن يحيى يقول :
كنا عند مالك بن أنس فجاء رجـل فقال : يا أبا عبد الله  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى 
فكيف استوى؟، قال: فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:
(( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة،
وما أراك إلاّ مبتدعاً. فأمر به أن يُخرج ))( ).
ورواه البيهقي في كتابه الاعتقاد بالإسناد نفسه( ).

وأورده الذهبي في العلوّ قال: وروى يحيى بن يحيى التميمي وجعفر بن عبدالله وطائفة،
وذكره ثم قال: (( هذا ثابت عن مالك ))( ).
وقال الإمام شمس الدين محمد بن عبد الهادي في كتابه في الاستواء: ((صحيح ثابت عن مالك ))( ).


4 ـ رواية جعفر بن ميمون( )
قال الإمام أبو إسماعيل الصابوني حدّثنا أبو الحسن بن إسحاق المدني، حدّثنا أحمد بن الخضر
أبو الحسن الشافعي( )، حدّثنا شاذان، حدّثنا ابن مخلد بن يزيد القهستاني، حدّثنا جعفر بن ميمون
قال: سئل مالك بن أنس عن قوله:  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى  كيف استوى؟، قال:
(( الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة،
وما أراك إلاّ ضالاًّ، وأمر به أن يخرج من مجلسه ))( ).



5 ـ رواية سفيان بن عيينة( )
قال القاضي عياض: (( قال أبو طالب المكي: كان مالك -رحمه الله- أبعدَ الناس من مذاهب
المتكلِّمين، وأشدَّهم بُغضاً للعراقيين، وألزَمَهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين،
قال سفيان بن عيينة : سأل رجلٌ مالكاً فقال:  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى  كيف استوى
يا أبا عبد الله؟، فسكت مالكٌ مليًّا حتى علاه الرحضاء، وما رأينا مالكاً وجد من شيء
وجده من مقالته، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثمَّ سُريَّ عنه فقال:
(( الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب،
وإني لأظنُّك ضالاًّ، أخرجوه )).
فناداه الرجل: يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلاَّ هو، لقد سألتُ عن هذه المسألة أهلَ البصرة
والكوفة والعراق، فلم أجِد أحداً وُفِّق لما وُفِّقت له ))( ).



6 ـ رواية محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي( ).
قال أبو الشيخ الأنصاري في كتابه طبقات المحدّثين: حدّثنا عبد الرحمن بن الفيض( )، قال:
ثنا هارون بن سليمان( )، قال: سمعت محمد بن النعمان بن عبدالسلام يقول: (( أتى رجل
مالكَ بنَ أنس فقال:  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى؟، قال: فأطرق، وجعل يعرق،
وجعلنا ننتظر ما يأمر به، فرفع رأسه، فقال:
(( الاستواء منه غير مجهول، والكيف منه غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة،
وما أراك إلاّ ضالاًّ، أَخرجوه من داري))( )، وإسناده جيّد.


7 ـ رواية عبد الله بن نافع( ).
قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله-: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن( )، قال:
حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ابن مالك( )، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل( )، قال:
حدّثني أبي، قال: حدّثنا سريج بن النعمان( )، قال: حدّثنا عبد الله بن نافع، قال: قال
مالك بن أنس: (( الله  في السماء وعلمه في كلِّ مكان، لا يخلو منه مكان، قال: وقيل
لمالك: الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى  كيف استوى؟، فقال مالك -رحمه الله-: استواؤه معقول،
وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء ))( ).



8 ـ رواية أيوب بن صالح المخزومي( ).
قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله-: وأخبرنا محمد بن عبد الملك( )، قـال : حدّثنـا
عبـد الله بـن يـونس( )، قـال : حدّثنـا بقي بن مخلد( )، قال: حدّثنا بكّار بن عبد الله القرشي( ) ...
وساق روايته للأثر المتقدّمة من طريق مهدي بن جعفر، ثم قال: قال بقي: وحدّثنا
أيوب بن صلاح( ) المخزومي بالرملة، قال: ((كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له: يا أبا
عبد الله مسألة أريد أن أسألك عنها؟، فطأطأ مالك رأسه فقال له: يا أبا عبدالله  الرَّحْمَنُ
عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى  كيف استوى؟، قال: سألتَ عن غير مجهول، وتكلّمت في غير معقول،
إنّك امرؤ سوء، أخرِجوه، فأخذوا بضبعيه فأخرجوه))( ).


9 ـ رواية بشّار الخفّاف الشيباني( ).
قال ابن ماجه في التفسير: حدّثنا علي بن سعيد( )، قال: حدّثنا بشّار الخفّاف أو غيره، قال:
(( كنت عند مالك بن أنس فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ،
كيف استوى؟، وذكره، كذا في تهذيب الكمال( ).
وقال أبو المظفر السمعاني في تفسيره: (( وقد رووا عن جعفر بن عبد الله وبشر الخفّاف( )
قالا: كنّا عـند مالك بن أنس فأتـاه رجل فسأله عن قوله:  الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ،
كيف استوى؟ فأطرق مالك مليًّا، وعلاه الرحضاء، ثم قال: (( الكيف غير معقول، الاستواء
مجهول( )، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنّك إلاّ ضالاًّ، ثم أمر به فأخرج ))( )،
من غير شك في رواية بشار الخفاف.



10 ـ رواية سحنون( ) عن بعض أصحاب مالك.
قال ابن رشد في البيان والتحصيل: قال سحنون: أخبرني بعض أصحاب مالك أنَّه كان قاعداً
عند مالك فأتاه رجل فقال: (( يا أبا عبد الله مسألة؟، فسكت عنه ثم قال له: مسألة؟،
فسكت عنه، ثم عاد فرفع إليه مالك رأسَه كالمجيب له، فقال السائل: يا أبا عبد الله
 الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ، كيف كان استواؤه؟ فطأطأ مالك رأسَه ساعة ثم رفعه،
فقال: (( سألتَ عن غير مجهول، وتكلّمتَ في غير معقول، ولا أراك إلاَّ امرأ سوء، أَخرِجوه ))( ).


فهـذا جملة ما وقفت عليه من طرق لهذا الأثر عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رحمه الله-،
وبعض طرقه صحيحة ثابتة، وبعضها لا يخلو من مقال، إلا أنّها يشدّ بعضها بعضاً، ويشهد بعضها
لبعض، والأثر ثابت بلا ريب بمجموع هذه الطرق، ولذا اعتمده أهل العلم، وصححه غير واحد،
وقد تقدّم الإشارة إلى بعض من صحّحه، ولا يُعرف أحدٌ منهم ضعّفه، وسيأتي في مبحث
لاحق نقل كلام أهل العلم في التنويه به، والثناء عليه، وتلقّيهم له بالقبول والاستحسان. ] أ.هـ

عبد الرزاق البدر حفظه الله ...
منقول ..









قديم 2013-10-07, 22:21   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

و قال حفظه الله تعالى :
في معنى قوله: "الاستواء غير مجهول" والضوابط المستفادة منه
مراد الإمام مالك رحمه الله بقوله: "الاستواء غير مجهول" ظاهرٌ بيِّنٌ، حيث قصد رحمه الله
أنَّ الاستواء معلوم في لغة العرب، وقد سبق أن نقلت في مبحث سابق1 جملةً من النقولات

عن أئمّة السلف رحمهم الله في معنى الاستواء وأنَّ المراد به في اللغة: العلوّ والارتفاع،
وهو من الصفات السمعية المعلومة بالخبر، وهو علوٌّ وارتفاعٌ مخصوصٌ وقع بمشيئة الربّ
تبارك وتعالى وإرادته، فعلاَ سبحانه وتعالى فوق عرشه كيف شاء سبحانه "فالأصل
أنَّ علوَّه على المخلوقات وصفٌ لازمٌ له كما أنَّ عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك،
وأما الاستواء فهو فعلٌ يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته، ولهذا قال فيه:
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر،
وأما علوُّه على المخلوقات فهو عند أئمّة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة
بالعقل مع السمع"2.
والاستواء كما تقدّم له معنى معلوم من لغة العرب وهو العلوّ والارتفاع، لكن ما يضاف
إلى الله منه فهو أمرٌ يليق بجلاله وكماله سبحانه لا يشبه ما يكون من المخلوقين،
ولا يجوز أن يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوقين وملزوماتها كقولهم: لو كان
على العرش لكان محتاجاً إليه، ولو سقط العرش لخرّ مَن عليه، سبحانه وتعالى عما يقول
الظالمون الجاحدون علواًّ كبيراً، لأنَّ الله تبارك وتعالى أضاف الاستواء إلى نفسه
الكريمة كما أضاف إليه سائر أفعاله ...


ثم قال :

في معنى قوله: "والكيف غير معقول" والضوابط المستفادة منه
قول الإمام مالك رحمه الله في الاستواء: "والكيف غير معقول" هو نظير قول غير واحد
من أئمة السلف في إثبات الصفات عموماً: "بلا كيف"، وقد سبق نقل بعض ألفاظهم
في ذلك ومنها غير ما تقدّم:
قول سفيان بن عيينة: "كلُّ شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره
ولا كيف ولا مثل"1.
وقول وكيع: "نسلم هذه الأحاديث كما جاءت ولا نقول كيف هذا، ولِمَ جاء هذا"2.
وسبق أن مرَّ معنا قول مالك نفسه رحمه الله، وغيره من أئمة السلف في الصفات:
"أَمِرُّوها كما جاءت بلا كيف".
قال شيخ الإسلام: "فقول ربيعة ومالك: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،
والإيمان به واجب" موافق لقول الباقين: "أمرُّوها كما جاءت بلا كيف" فإنَّما نفوا
علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة، ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرّد من غير
فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول"
، ولما قالوا: "أمرُّوها كما جاءت بلا كيف"، فإنَّ الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً
بل مجهول بمنزلة حروف المعجم وأيضاً فإنَّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية
إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، إنّما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات،
وأيضاً فإنَّ من ينفي الصفات الجزئية أو الصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول:
"بلا كيف" فمن قال: إنَّ الله ليس على العرش، لا يحتاج أن يقول: بلا كيف،
فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا: بلا كيف. وأيضاً
فقولهم: "أمرُّوها كما جاءت" يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه، فإنّها
جاءت ألفاظاً دالّة على معاني، فلو كانت دلالتُها منتفية لكان الواجب أن يُقال:
أمرّوا لفظها مع اعتقاد أنَّ المفهوم منها غير مراد، أو أمرّوا لفظها مع اعتقاد
أنَّ الله لا يوصف بما دلّت عليه حقيقة، وحينئذ تكون قد أُمِرَّت كما جاءت، ولا يُقال
حينئذ: "بلا كيف"، إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغوٌ من القول"1.
وقول السلف رحمهم الله: "الكيف مجهول" أو "بلا كيف" يتضمّن عدّة فوائد أُجملها
فيما يلي:
1- قطع طمع العقل في إدراك كيفية صفات الله، وأنَّ ذلك غير ممكن "مهما تصوّر
في وهمك فالله بخلاف ذلك"2.
2- أنّهم نفوا علمنا بالكيفية، ولم ينفوا أن يكون في نفس الأمر كيفية لا يعلمها
إلاَّ هو سبحانه "نفي الشيء غير نفي العلم به"3"لم يقل مالك: الكيف معدوم،
وإنما قال الكيف مجهول"4.
3- عدم العلم بالكيفية لا يقدح في الإيمان بالصفات.
4- إثبات الصفة لله حقيقة، لأنَّ من ينفي الصفات ولا يثبتها لا يحتاج أن يقول: "لا كيف".
5- إنَّ العلم بكيفية الشيء تكون برؤيته أو رؤية نظيره أو الخبر الصادق عنه،
والمؤمنون لن يرى أحدٌ منهم ربَّه في الدنيا، والله تبارك وتعالى لا نظير له،
ولم يأت في الخبر الصادق ذكر لكيفية صفات الباري سبحانه.
6- إمكانية العلم بكيفية الصفة عند رؤية الله في الآخرة.
7- بطلان قول المعتزلة وغيرهم الذين ينفون أن يكون له ماهية وحقيقة وراء ما علموه.
8- التوقّف عند النصوص وما دلّت عليه وعدم تجاوزها فالكيف مجهول، "لأنَّه لم يرد به
توقيف ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف"1.
9- الردّ على الممثِّلة، لأنَّ كلَّ ممثِّل مكيِّف.
10- أنَّ إثبات أهل السنة والجماعة للصفات هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف،
فالمؤمن مُبصِرٌ بها من وجه، أعمى من وجه آخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "المشهور بين أهل السنة والجماعة أنَّه لا يُقال
في صفات الله عز وجل (كيف) ولا في أفعاله (لِمَ) وقد ذكرنا في غير هذا الموضع
أنَّ السلف والأئمة نفوا علمنا الآن بكيفيته، كقول مالك: "الاستواء معلوم، والكيف
مجهول". لم ينفوا أن يكون في نفس الأمر له حقيقة يعلمها هو، وتكلّمنا
على إمكان العلم بها عند رؤيته في الآخرة أو غير ذلك، لكن كثيراً من الجهمية
من المعتزلة وغيرهم ينفون أن يكون له ماهية وحقيقة وراء ما علموه"2.

وقال ابن القيم رحمه الله: "ومراد السلف بقولهم: "بلا كيف" هو نفيللتأويل،
فإنَّه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل، فإنَّهم هم الذين يثبتون كيفيةً تخالف
الحقيقة فيقعون في ثلاثة محاذير: نفي الحقيقة، وإثبات التكييف بالتأويل،
وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه، وأما أهل الإثبات فليس
أحد منهم يكيِّف ما أثبته الله تعالى لنفسه، ويقول: كيفية كذا وكذا، حتى يكون
قول السلف "بلا كيف" ردًّا عليه، وإنّما ردّوا على أهل التأويل الذي يتضمّن
التحريف والتعطيل، تحريف اللفظ وتعطيل معناه"1.
وقال أيضاً: "إنَّ العقل قد يئس من تعرّف كُنه الصفة وكيفيتها، فإنَّه لا يعلم
كيف الله إلاَّ الله، وهذا معنى قول السلف "بلا كيف" أي: بلا كيف يعقله البشر،
فإنَّ من لا تعلم حقيقة ذاته وماهيته، كيف تعرف كيفية نعوته وصفاته؟ ولا يقدح
ذلك في الإيمان بها، ومعرفة معانيها، فالكيفية وراء ذلك، كما أنا نعرف
معاني ما أخبر الله به من حقائق ما في اليوم الآخر، ولا نعرف حقيقة كيفيته،
مع قرب ما بين المخلوق والمخلوق، فعَجْزُنا عن معرفة كيفية الخالق وصفاته
أعظم وأعظم.
فكيف يطمع العقل المخلوق المحصور المحدود في معرفة كيفية من له الكمال كلّه،
والجمال كلّه، والعلم كلُّه، والقدرة كلّها، والعظمة كلّها، والكبرياء كلّها؟
من لو كُشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سبحاته السموات والأرض وما فيهما
وما بينهما، وما وراء ذلك، الذي يقبض سمواته بيده فتغيب كما تغيب الخردلة
في كفِّ أحدنا، الذي نسبة علوم الخلائق كلّها إلى علمه أقلَّ من نسبة نقْرة
عصفور من بحار العلم الذي لو أنَّ البحر يمدُّه من بعده سبعة أبحر مداد وأشجار
الأرض من حين خلقت إلى قيام الساعة أقلام، لفَنِيَ المداد وفنيت الأقلام،
ولم تنفد كلماته، الذي لو أنَّ الخلق من أول الدنيا إلى آخرها، إنسهم وجِنَّهم،
وناطقهم وأعجمهم، جُعلوا صفًّا واحداً ما أحاطوا به سبحانه، الذي يضع السموات
على إصبع من أصابعه، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والأشجار
على إصبع، ثمّ يهزّهنَّ، ثم يقول: أنا الملك.
فقاتل الله الجهمية والمعطّلة! أين التشبيه ها هنا؟ وأين التمثيل؟ لقد اضمحلَّ
ها هنا كلُّ موجود سواه، فضلاً عن أن يكون له ما يماثله في ذلك الكمال،
ويشابهه فيه، فسبحان من حجب عقول هؤلاء عن معرفته، وولاّها ما تولّت
من وقوفها مع الألفاظ التي لا حرمة لها، والمعاني التي لا حقائق لها.
ولما فهمت هذه الطائفة من الصفات الإلهية ما تفهمه من صفات المخلوقين،
فرَّت إلى إنكار حقائقها، وابتغاء تحريفها، وسمَّته تأويلاً، فشبّهت أوَّلاً،
وعطّلت ثانياً، وأساءت الظنَّ بربِّها وبكتابه وبنبيِّه، وبأتباعه"1.
ثم بيّن رحمه الله وجه إساءة هؤلاء الظنّ بربِّهم وكتابه ونبيّهم وأتباعه.
وقال الجويني في رسالته (النصيحة في صفات الرب جلَّ وعلا) : "وصفاته
معلومة من حيث الجملة والثبوت، غير معقولة له من حيث التكييف والتحديد،
فيكون المؤمن بها مبصراً من وجه، أعمى من وجه، مبصراً من حيث الإثبات
والوجود، أعمى من حيث التكييف والتحديد، وبهذا يحصل الجمع بين الإثبات
لما وصف الله به نفسه، وبين نفي التحريف والتشبيه والوقوف، وذلك
هو مراد الله تعالى مِنَّا في إبراز صفاته لنا لنعرفه بها، ونؤمن بحقائقها
وننفي عنها التشبيه، ولا نعطلها بالتحريف والتأويل، لا فرق بين الاستواء
والسمع، ولا بين النزول والبصر، لأنَّ الكلَّ ورد في النص"2.
فهذا هو مراد السلف رحمهم الله بقولهم: "بلا كيف".
ومع ذلك فقد قال الزمخشري المعتزلي في كشافه: "ثم تعجب من المتسمّين
بالإسلام، المتسمّين بأهل السنة والجماعة كيف اتخذوا هذه العظيمة1 مذهباً،
ولا يغرّنك تستّرهم بالبَلْكَفَة2، فإنَّه من منصوبات أشياخهم3، والقول
ما قال بعض العدلية4 فيهم:
لجماعة سمّوا هواهم سنّة ... وجماعة حمر لعمري موكفه5
قد شبّهوه بخلقه وتخوّفوا ... شنع الورى فتستّروا بالبلكفه"6.
وقد أجاب بعض أهل العلم عن هذين البيتين بمثلهما فقال:
عجباً لقوم ظالمين تلقّبوا ... بالعدل ما فيهم لعمري معرفة
قد جاءهم من حيث لا يدرونه ... تعطيل ذات الله مع نفي الصفة7
ثم هم مع تعطيل الذات ونفي الصفة قد شبّهوا الله تبارك وتعالى بخلقه،
لأنّهم إنما قالوا بالتعطيل لتوهمهم التشبيه، ففرّوا منه إلى التعطيل، فوقعوا
في تشبيه آخر، وهو تشبيه الله بالممتنعات والمعدومات أو الجمادات، وذلك بحسب
نوع تعطيلهم، وقد "برّأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنّته عن ذلك كلّه
فلم يصفوه إلاَّ بما وصف به نفسه ووصفه به نبيُّه صلى الله عليه وسلم، ولم يجحدوا
صفاته، ولم يشبّهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عمّا أنزلت عليه لفظاً ولا معنى،
بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات، فكان إثباتهم بريًّا
من التشبيه، وتنزيههم خليًّا من التعطيل لا كمن شبّه حتى كأنَّه يعبد صنماً،
أو عطّل حتى كأنَّه لا يعبد إلاَّ عدَماً"1، والحمد لله رب العالمين.

اهــ

نعتذر على النقل المطوّل و لكن للفائدة فقط ..









قديم 2013-10-07, 23:45   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
fatouh40
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2013-10-10, 23:52   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الجزائري مشاهدة المشاركة
و قال حفظه الله تعالى :
في معنى قوله: "الاستواء غير مجهول" والضوابط المستفادة منه
مراد الإمام مالك رحمه الله بقوله: "الاستواء غير مجهول" ظاهرٌ بيِّنٌ، حيث قصد رحمه الله
أنَّ الاستواء معلوم في لغة العرب، وقد سبق أن نقلت في مبحث سابق1 جملةً من النقولات

عن أئمّة السلف رحمهم الله في معنى الاستواء وأنَّ المراد به في اللغة: العلوّ والارتفاع،
وهو من الصفات السمعية المعلومة بالخبر، وهو علوٌّ وارتفاعٌ مخصوصٌ وقع بمشيئة الربّ
تبارك وتعالى وإرادته، فعلاَ سبحانه وتعالى فوق عرشه كيف شاء سبحانه "فالأصل
أنَّ علوَّه على المخلوقات وصفٌ لازمٌ له كما أنَّ عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك،
وأما الاستواء فهو فعلٌ يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته، ولهذا قال فيه:
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر،
وأما علوُّه على المخلوقات فهو عند أئمّة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة
بالعقل مع السمع"2.
والاستواء كما تقدّم له معنى معلوم من لغة العرب وهو العلوّ والارتفاع، لكن ما يضاف
إلى الله منه فهو أمرٌ يليق بجلاله وكماله سبحانه لا يشبه ما يكون من المخلوقين،
ولا يجوز أن يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوقين وملزوماتها كقولهم: لو كان
على العرش لكان محتاجاً إليه، ولو سقط العرش لخرّ مَن عليه، سبحانه وتعالى عما يقول
الظالمون الجاحدون علواًّ كبيراً، لأنَّ الله تبارك وتعالى أضاف الاستواء إلى نفسه
الكريمة كما أضاف إليه سائر أفعاله ...


ثم قال :

في معنى قوله: "والكيف غير معقول" والضوابط المستفادة منه
قول الإمام مالك رحمه الله في الاستواء: "والكيف غير معقول" هو نظير قول غير واحد
من أئمة السلف في إثبات الصفات عموماً: "بلا كيف"، وقد سبق نقل بعض ألفاظهم
في ذلك ومنها غير ما تقدّم:
قول سفيان بن عيينة: "كلُّ شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره
ولا كيف ولا مثل"1.
وقول وكيع: "نسلم هذه الأحاديث كما جاءت ولا نقول كيف هذا، ولِمَ جاء هذا"2.
وسبق أن مرَّ معنا قول مالك نفسه رحمه الله، وغيره من أئمة السلف في الصفات:
"أَمِرُّوها كما جاءت بلا كيف".
قال شيخ الإسلام: "فقول ربيعة ومالك: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،
والإيمان به واجب" موافق لقول الباقين: "أمرُّوها كما جاءت بلا كيف" فإنَّما نفوا
علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة، ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرّد من غير
فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول"
، ولما قالوا: "أمرُّوها كما جاءت بلا كيف"، فإنَّ الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً
بل مجهول بمنزلة حروف المعجم وأيضاً فإنَّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية
إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، إنّما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات،
وأيضاً فإنَّ من ينفي الصفات الجزئية أو الصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول:
"بلا كيف" فمن قال: إنَّ الله ليس على العرش، لا يحتاج أن يقول: بلا كيف،
فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا: بلا كيف. وأيضاً
فقولهم: "أمرُّوها كما جاءت" يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه، فإنّها
جاءت ألفاظاً دالّة على معاني، فلو كانت دلالتُها منتفية لكان الواجب أن يُقال:
أمرّوا لفظها مع اعتقاد أنَّ المفهوم منها غير مراد، أو أمرّوا لفظها مع اعتقاد
أنَّ الله لا يوصف بما دلّت عليه حقيقة، وحينئذ تكون قد أُمِرَّت كما جاءت، ولا يُقال
حينئذ: "بلا كيف"، إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغوٌ من القول"1.
وقول السلف رحمهم الله: "الكيف مجهول" أو "بلا كيف" يتضمّن عدّة فوائد أُجملها
فيما يلي:
1- قطع طمع العقل في إدراك كيفية صفات الله، وأنَّ ذلك غير ممكن "مهما تصوّر
في وهمك فالله بخلاف ذلك"2.
2- أنّهم نفوا علمنا بالكيفية، ولم ينفوا أن يكون في نفس الأمر كيفية لا يعلمها
إلاَّ هو سبحانه "نفي الشيء غير نفي العلم به"3"لم يقل مالك: الكيف معدوم،
وإنما قال الكيف مجهول"4.
3- عدم العلم بالكيفية لا يقدح في الإيمان بالصفات.
4- إثبات الصفة لله حقيقة، لأنَّ من ينفي الصفات ولا يثبتها لا يحتاج أن يقول: "لا كيف".
5- إنَّ العلم بكيفية الشيء تكون برؤيته أو رؤية نظيره أو الخبر الصادق عنه،
والمؤمنون لن يرى أحدٌ منهم ربَّه في الدنيا، والله تبارك وتعالى لا نظير له،
ولم يأت في الخبر الصادق ذكر لكيفية صفات الباري سبحانه.
6- إمكانية العلم بكيفية الصفة عند رؤية الله في الآخرة.
7- بطلان قول المعتزلة وغيرهم الذين ينفون أن يكون له ماهية وحقيقة وراء ما علموه.
8- التوقّف عند النصوص وما دلّت عليه وعدم تجاوزها فالكيف مجهول، "لأنَّه لم يرد به
توقيف ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف"1.
9- الردّ على الممثِّلة، لأنَّ كلَّ ممثِّل مكيِّف.
10- أنَّ إثبات أهل السنة والجماعة للصفات هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف،
فالمؤمن مُبصِرٌ بها من وجه، أعمى من وجه آخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "المشهور بين أهل السنة والجماعة أنَّه لا يُقال
في صفات الله عز وجل (كيف) ولا في أفعاله (لِمَ) وقد ذكرنا في غير هذا الموضع
أنَّ السلف والأئمة نفوا علمنا الآن بكيفيته، كقول مالك: "الاستواء معلوم، والكيف
مجهول". لم ينفوا أن يكون في نفس الأمر له حقيقة يعلمها هو، وتكلّمنا
على إمكان العلم بها عند رؤيته في الآخرة أو غير ذلك، لكن كثيراً من الجهمية
من المعتزلة وغيرهم ينفون أن يكون له ماهية وحقيقة وراء ما علموه"2.

وقال ابن القيم رحمه الله: "ومراد السلف بقولهم: "بلا كيف" هو نفيللتأويل،
فإنَّه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل، فإنَّهم هم الذين يثبتون كيفيةً تخالف
الحقيقة فيقعون في ثلاثة محاذير: نفي الحقيقة، وإثبات التكييف بالتأويل،
وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه، وأما أهل الإثبات فليس
أحد منهم يكيِّف ما أثبته الله تعالى لنفسه، ويقول: كيفية كذا وكذا، حتى يكون
قول السلف "بلا كيف" ردًّا عليه، وإنّما ردّوا على أهل التأويل الذي يتضمّن
التحريف والتعطيل، تحريف اللفظ وتعطيل معناه"1.
وقال أيضاً: "إنَّ العقل قد يئس من تعرّف كُنه الصفة وكيفيتها، فإنَّه لا يعلم
كيف الله إلاَّ الله، وهذا معنى قول السلف "بلا كيف" أي: بلا كيف يعقله البشر،
فإنَّ من لا تعلم حقيقة ذاته وماهيته، كيف تعرف كيفية نعوته وصفاته؟ ولا يقدح
ذلك في الإيمان بها، ومعرفة معانيها، فالكيفية وراء ذلك، كما أنا نعرف
معاني ما أخبر الله به من حقائق ما في اليوم الآخر، ولا نعرف حقيقة كيفيته،
مع قرب ما بين المخلوق والمخلوق، فعَجْزُنا عن معرفة كيفية الخالق وصفاته
أعظم وأعظم.
فكيف يطمع العقل المخلوق المحصور المحدود في معرفة كيفية من له الكمال كلّه،
والجمال كلّه، والعلم كلُّه، والقدرة كلّها، والعظمة كلّها، والكبرياء كلّها؟
من لو كُشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سبحاته السموات والأرض وما فيهما
وما بينهما، وما وراء ذلك، الذي يقبض سمواته بيده فتغيب كما تغيب الخردلة
في كفِّ أحدنا، الذي نسبة علوم الخلائق كلّها إلى علمه أقلَّ من نسبة نقْرة
عصفور من بحار العلم الذي لو أنَّ البحر يمدُّه من بعده سبعة أبحر مداد وأشجار
الأرض من حين خلقت إلى قيام الساعة أقلام، لفَنِيَ المداد وفنيت الأقلام،
ولم تنفد كلماته، الذي لو أنَّ الخلق من أول الدنيا إلى آخرها، إنسهم وجِنَّهم،
وناطقهم وأعجمهم، جُعلوا صفًّا واحداً ما أحاطوا به سبحانه، الذي يضع السموات
على إصبع من أصابعه، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والأشجار
على إصبع، ثمّ يهزّهنَّ، ثم يقول: أنا الملك.
فقاتل الله الجهمية والمعطّلة! أين التشبيه ها هنا؟ وأين التمثيل؟ لقد اضمحلَّ
ها هنا كلُّ موجود سواه، فضلاً عن أن يكون له ما يماثله في ذلك الكمال،
ويشابهه فيه، فسبحان من حجب عقول هؤلاء عن معرفته، وولاّها ما تولّت
من وقوفها مع الألفاظ التي لا حرمة لها، والمعاني التي لا حقائق لها.
ولما فهمت هذه الطائفة من الصفات الإلهية ما تفهمه من صفات المخلوقين،
فرَّت إلى إنكار حقائقها، وابتغاء تحريفها، وسمَّته تأويلاً، فشبّهت أوَّلاً،
وعطّلت ثانياً، وأساءت الظنَّ بربِّها وبكتابه وبنبيِّه، وبأتباعه"1.
ثم بيّن رحمه الله وجه إساءة هؤلاء الظنّ بربِّهم وكتابه ونبيّهم وأتباعه.
وقال الجويني في رسالته (النصيحة في صفات الرب جلَّ وعلا) : "وصفاته
معلومة من حيث الجملة والثبوت، غير معقولة له من حيث التكييف والتحديد،
فيكون المؤمن بها مبصراً من وجه، أعمى من وجه، مبصراً من حيث الإثبات
والوجود، أعمى من حيث التكييف والتحديد، وبهذا يحصل الجمع بين الإثبات
لما وصف الله به نفسه، وبين نفي التحريف والتشبيه والوقوف، وذلك
هو مراد الله تعالى مِنَّا في إبراز صفاته لنا لنعرفه بها، ونؤمن بحقائقها
وننفي عنها التشبيه، ولا نعطلها بالتحريف والتأويل، لا فرق بين الاستواء
والسمع، ولا بين النزول والبصر، لأنَّ الكلَّ ورد في النص"2.
فهذا هو مراد السلف رحمهم الله بقولهم: "بلا كيف".
ومع ذلك فقد قال الزمخشري المعتزلي في كشافه: "ثم تعجب من المتسمّين
بالإسلام، المتسمّين بأهل السنة والجماعة كيف اتخذوا هذه العظيمة1 مذهباً،
ولا يغرّنك تستّرهم بالبَلْكَفَة2، فإنَّه من منصوبات أشياخهم3، والقول
ما قال بعض العدلية4 فيهم:
لجماعة سمّوا هواهم سنّة ... وجماعة حمر لعمري موكفه5
قد شبّهوه بخلقه وتخوّفوا ... شنع الورى فتستّروا بالبلكفه"6.
وقد أجاب بعض أهل العلم عن هذين البيتين بمثلهما فقال:
عجباً لقوم ظالمين تلقّبوا ... بالعدل ما فيهم لعمري معرفة
قد جاءهم من حيث لا يدرونه ... تعطيل ذات الله مع نفي الصفة7
ثم هم مع تعطيل الذات ونفي الصفة قد شبّهوا الله تبارك وتعالى بخلقه،
لأنّهم إنما قالوا بالتعطيل لتوهمهم التشبيه، ففرّوا منه إلى التعطيل، فوقعوا
في تشبيه آخر، وهو تشبيه الله بالممتنعات والمعدومات أو الجمادات، وذلك بحسب
نوع تعطيلهم، وقد "برّأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنّته عن ذلك كلّه
فلم يصفوه إلاَّ بما وصف به نفسه ووصفه به نبيُّه صلى الله عليه وسلم، ولم يجحدوا
صفاته، ولم يشبّهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عمّا أنزلت عليه لفظاً ولا معنى،
بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات، فكان إثباتهم بريًّا
من التشبيه، وتنزيههم خليًّا من التعطيل لا كمن شبّه حتى كأنَّه يعبد صنماً،
أو عطّل حتى كأنَّه لا يعبد إلاَّ عدَماً"1، والحمد لله رب العالمين.

اهــ

نعتذر على النقل المطوّل و لكن للفائدة فقط ..
الخلاف هو حول رواية الكيف مجهول هنا هو مربط الفرس كما يقال ، اي ان لله كيف ولك لانعلمه









 

الكلمات الدلالية (Tags)
مجهول, رواية, والكيف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc