![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
السرقات العلمية ( مختار الطيباوي أنموذجا )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلَّا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا-نبي الرحمة-محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: هذه بعض الوقفات مع مقال لمن لبسوا لباس أهل العلم وهم ليسوا من أهله، وقفات تبين لك أخي الحبيب كيف يستطيع من ضل عن سواء السبيل وسعى للشهرة والزعامة أن يستملك قلوب المغفلين، وقفات تبين لك مدى استخفاف هؤلاء بعقول من تبعهم، وقفات تبين لك مدى قدرة هؤلاء على بتر وتقطيع كلام أهل السنة. فتدبر! وتأمل! ولا تعجب! فلكل قوم وارث......... الوقفة الأولى: ابتدأ الطيباوي مقاله فقال: (..الحَقَائِقُ مُرَّةٌ فاستَعِيرُوا لَهَا خِفَة البَيَان..). أقول: من هنا نبدأ: 1- فلقد وضعت هذه الحكمة في مقدمة مقالك ولم تقم بعزوها لصاحبها، كما يفعل أهل العلم من عزو النقولات إلى أهلها من باب الأمانة العلمية. 2- ثم إنك لم تنقلها كما جاءت عن قائلها، فهي في الأصل هكذا: (الْحَقِيْقَة ثَقِيْلَة فَاسْتَعِيْرُوا لِحَقَائِقِ الْعِلْمِ خِفَّة البَيَان)، أو ربما الذي نقلت عنه هذه الحكمة لم يذكرها كما جاءت عن صاحبها. 3- والمفاجأة: أن من نقلت عنه هذه الحكمة قد كررها في تفسيره في خمسة مواضع ألا وهو: (محمد متولي الشعراوي-الصوفي-) وقد جاء بها على نفس النسق الذي جئت به أنت، وسيأتي بيان كلام أهل العلم في هذا الرجل-الصوفي-، وإليك هذه المواضع باختصار: أ- في تفسيره للآية الكريمة: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...) الآية، حيث قال: (...ولذلك قالوا: الحقائق مرة فاستعيروا لها خفة البيان...). ب- وفي تفسيره للآية الكريمة: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ...) الآية، حيث قال: (...وقيل أيضا: الحقائق مرة فاستعيروا لها خفة البيان...). ت- وفي تفسيره للآية الكريمة: (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) الآية، حيث قال: (...وقالوا: الحقائق مُرّة فاستعيروا لها خِفّة البيان...). ث- وفي تفسيره للآية الكريمة: (وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) الآية، حيث قال: (...وقال آخر: الحقائق مُرَّة، فاستعيروا لها خِفَّة البيان...). ج- وفي تفسيره للآية الكريمة: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) الآية، حيث قال: (...ويقولون: الحقائق مرة، فاستعيروا لها خِفَّة البيان...). 4- وللفائدة: هذه الحكمة للشاعر أحمد شوقي من كتابه: (أسواق الذهب/ ص: 118، مطبعة الهلال/ 1932م). الوقفة الثانية: ثم قال الطيباوي: (...تَمهيد: قال الله-عزَّ وجلَّ-: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ). فقسم الأمَّة التي أورثها الكتاب واصطفاها إلى ثلاثة أصناف: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات، وهذا التَّقسيم مطابق للأقسام الثلاثة المذكورة في حديث جبريل: الإسلام والإيمان والإحسان، وهو تقسيم لا يخرج عنه مسلم....)أهـ. أقول: فلو طابقنا بين كلامك وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-لوجدنا أنه عين كلام ابن تيمية إلا أنه تم التغير في بعض الكلمات وحذف بعض الآيات لكي لا يمل القارئ ويجد في الاختصار بغيته، وسأقارن بين كلامك وبين كلام شيخ الإسلام-رحمه الله-لكي يتبين صدق ما أقول. حيث قال ابن تيمية-رحمه الله-: (...وقال-تعالى-: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)(فاطر). فقد قسم-سبحانه-الأمة التي أورثها الكتاب واصطفاها (ثلاثة أصناف): ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات، وهؤلاء الثلاثة ينطبقون على الطبقات الثلاث المذكورة في حديث جبريل : (الإسلام) و (الإيمان) و (الإحسان)، كما سنذكره-إن شاء الله-...)[1]. هذا هو كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-، والذي أسأل الله-سبحانه وتعالى-أن يحشره في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء. فهل بعد هذا البيان كلام؟. الوقفة الثالثة: قال الطيباوي (...لقد بعث الله النبيّ صلى الله عليه و سلم بالهدى فتلقاه العرب بمجاهدة شديدة و مقاومة ومدافعة بكل السبل و الوسائل، فعالجهم صلى الله عليه و سلم حتى نقلهم من تلك العادات الجاهلية و الظلمات الكفرية بمنهج الحلم و العفو و الإحسان و الصبر على الأذى مستغلا طبائعهم التي جبلت على بعض الأخلاق الشريفة كالشجاعة و الكرم و السخاء إلى هدى الله ونوره،فلما تلقوا عنه هذا الهدى، وحبب إليهم الله، و حبب إليهم لقاءه، و حبب إليهم فداء دينه بكل عزيز ونفيس زالت عنهم قسوة قلوبهم و شبهاتهم، فاخذوا الهدى العظيم بتلك الفطرة العربية الجيدة، فاجتمع لهم الكمال بالقوة المغروزة فيهم و الكمال الذي أنزل الله إليهم بمنزلة أرض طيبة في نفسها لكنها معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها الشوك وصارت مأوى للخنازير و الذئاب فإذا طهرت وزرعت جاء منها الخير الذي لا مثيل له. فالمنهج الذي صيّر قطاع الطريق و عبَّاد الحجارة وجهلة الإنسانية السابقين الأولين، وأفضل خلق الله بعد الأنبياء هو الذي يصيّر المبتدع من هذه الأمة سنيا و المشرك موحدًا....). أقول: رويدك أيها الطيباوي! فمن قرأ كلامك ظن أنه يقرأ لأحد الأئمة أو أحد العلماء الذين أفنوا حياتهم في العلم والتعليم وسبر أقوال العلماء ليوصلوا لنا هذا العلم من غير شوائب. ولو تأملنا كلام شيخ الأسلام-رحمه الله-بتأمل لوجدنا أنك قد قلبته رأسًا على عقب فجئت بكلامه من الوسط فجعلته في المقدمة وجعلت المقدمة في الوسط وهكذا فليتبس على القارئ هذا الأمر. فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (...فلما بعث الله محمدًا-صلى الله عليه وسلم-بالهدى: الذي ما جعل الله في الأرض-ولا يجعل-أمرًا أجل منه وأعظم قدرًا، وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية، والظلمات الكفرية، التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها، فلما تلقوا عنه ذلك الهدى العظيم زالت تلك الريون عن قلوبهم، واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله. فأخذوا هذا الهدى العظيم، بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم، والكمال الذي أنزل الله إليهم: بمنزلة أرض جيدة في نفسها، لكن هي معطلة عن الحرث، أو قد نبت فيها شجر العضاة والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع، فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر والدواب، وازدرع فيها أفضل الحبوب والثمار، جاء فيها من الحرث ما لا يوصف مثله، فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله بعد الأنبياء، وصار أفضل الناس بعدهم: من اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة: من العرب والعجم...)[2]. تأمل! أيها المنصف واحكم بنفسك، هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-، وذاك كلام الطيباوي كما ادعى! فهل يعقل أن يكون......؟. الوقفة الرابعة: قال الطيباوي: (...لأن جل طوائف الأمة فيها من غرائز الخير التي غرسها فيهم الإسلام، ولهم طبيعة قابلة للحق معطلة عن فعله...). أما شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-فقد جاء بهذا الكلام على النحو الآتي: قال-رحمه الله-: (...لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير، معطلة عن فعله...)(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم-المجلد الأول/ ص: 400-401/ تحقيق: د.ناصر بن عبد الكريم العقل/ مكتبة الرشيد، الرياض). الوقفة الخامسة: انتقل الطيباوي بعد أن فرغ من نقله وبتره عن شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-ليبحث هذه المرة في كتب الإمام ابن القيم-رحمه الله-. قال الطيباوي: (...الفرق بين الإنكار والملاطفة: 4- (...إذا عدم الإنسان كل فضيلة صار كالشوك وكالحطب الذي لا يصلح إلا للوقود...). قال ابن القيم-رحمه الله-: (...حَتَّى إذا عدم كل فَضِيلَة صَار كالشوك وكالحطب الَّذِي لَا يصلح الا للوقود...)[3]. الوقفة السادسة: ثم عاد لابن تيمية-رحمه الله-حيث قال الطيباوي: (...ففضيلة أهل السنة فضيلة تعيين و تحقيق...) قال ابن تيمية-رحمه الله-: (...وَالْفَضِيلَةُ بِالْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى فَضِيلَةُ تَعْيِينٍ وَتَحْقِيقٍ...)[4]. يتبع بإذن الله........... كتبه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد الخميس الموافق: 3/ شوال/ 1432 [1] ( الإيمان الأوسط لابن تيمية-رحمه الله-/ تحقيق: أبو يحيى محمود أبو سن/ دار طيبة للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى: 1422هـ/ ص: 30) [2] (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم-المجلد الأول/ ص: 400-401/ تحقيق: د.ناصر بن عبد الكريم العقل/ مكتبة الرشيد، الرياض). [3] (مفتاح دار السعادة/ دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1996م/ ص: 364)
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محتار, أنموذجا, السرقات, العلمية, الطيباوي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc