![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
فترة الامتحانات : امتحان ينسى... وامتحان يخشى...
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() امتحان ينسى... وامتحان يخشى
كتـب المقال أم عبد الاله سيفوان الأربعاء, 29 أكتوبر 2008 15:26 حدث يتكرر كل عام حتى ألفه الناس ورغم تكراره إلا أنه يُحدث الهلع ويبعث على الخوف فترى جلّ الناس وأكثرهم قد ارتسم على قسمات وجوههم أثار الهم وسمات القلق وكلما اقترب موعد ذلك الحدث زادت مؤشرات الخوف ودواعي القلق، وهو حدث لا ينتهي بساعة أوبضع ساعات ولاينتهى بيوم أو يومين بل يستغرق أياماً متتالية، حدثٌ أشغل الصغار والكبار والذكران والإناث والآباء والأمهات والإخوان والأخوات فكل واضع يده على قلبه من فواجع ذلك الحدث والناس مابين خائف وجل ومستبشر حذر… ما هو هذا الحديث الذي شغل حياة الناس وشلّ حركتهم ؟ فالتزم كثير من الناس بيوتهم فالشوارع قد خلت من مرتاديها والملاعب قلّ عاشقوها … هل هذا الجد والنشاط من أجل أن يدركوا جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر! هل هذا الجد و العزم من أجل الفرار من نار وقودها الناس والحجارة قد أكل بعضها بعضا! لا والله ولكنها مواسم الامتحانات. إنه الاختبار… حدث يحتاج منا إلى وقفات لأنه منعطف خطير في حياة الأبناء بل في حياة المجتمعات، ولذا كان لنا هذه الوقفات المهمة: ُّ الوقفة الأولى: موجه لكل فرد فينا. فلتعلم أنّ هناك امتحانا أعظم، أنت تخوض غماره، وهناك اختبار أكبر أنت تعيشه في كل لحظة. هو أعظم من هذه الامتحانات التي مرت عليك. إنه ما إن جرى عليك أمر التكليف (حين بلوغك) إلا وقد دخلت قاعة امتحان كبيرة. إنه امتحان من قبل الله سبحانه وتعالى. تمتحن فيها في كل ساعة و دقيقة، في كل لحظة و ثانية. فالمراقب ليس كالمراقب، ولا المواد كالمواد، و لا النتيجة كالنتيجة. أما المراقب في امتحان الدنيا فهو مخلوق ضعيف لا يملك لك لا حول ولا قوة. وأما المراقب في امتحان الله فهم كثر: فالملائكة تراقبك (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) الانفطار: ١٠ – .١٢وأعضائك تراقبك: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النور: ٢٤. والأرض التي تمشي عليها تراقبك: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) الزلزلة: ٤ وأعظم هؤلاء هو الله الذي ناصيتك بيده، وروحك التي بين جنبيك ملك له، وأنفاسك التي تدخل وتخرج في كل لحظة هو الذي يجريها:( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) البروج: ٩ . وأما المواد في امتحانات الدنيا فهي قليلة؛ بعض كتب وصفحات معدودات. لكن مواد امتحان الله كثيرة جدا: تمتحن في جوارحك كلها: هل حافظت عليها، هل سخرتها في طاعة الله، هل شكرت الله عليها؟ تمتحن في كل نعمة انعم الله بها عليك، تمتحن في وقتك: كيف أفنيته؟ وفيما ضيعته؟ وأما النتيجة في امتحانات الدنيا فهي الشهادة، لكن في امتحان الله: إما أن تنجح وتفوز الفوز العظيم، وأما أن ترسب فتخسر الخسران المبين. والنتيجة تظهر عندما توشك أن تغادر هذه الدنيا. هناك عند سكرات الموت، لو ذقت حلاوة النجاح في امتحان الله فسوف تقول يوم القيامة : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) الحاقة: ١٩ . (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران: ١٨٥، فيامن ترهبون امتحان الدنيا... أين مساءلة النفوس ومحاسبتها للآخرة ؟ وماذا أعددتم لذلك اليوم العظيم الذي يبدأ اختباره من لحظات الاحتضار، ثم سؤال الملكين؟ فلنعد للسؤال جواباً، وللحساب عملاً، قبل أن يتذكر المفرطون ويندم المقصرون. الوقفة الثانية: توجه إلى ولي الأمر إلى حارس القلعة، ربان السفينة. الأبناء أمانة في عنق الآباء، قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )الأحزاب: ٧٢، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {{كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالأب راع في أهل بيئة ومسؤول عن رعيته}} متفق عليه، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: {{من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعية إلا لم يرح رائحة الجنة }} صحيح الجامع الصغير، إن الوعيد شديد وإن الأمانة عظيمة فعليك أن تولي هذه الأمانة جلّ اهتمامك ورعايتك وإليك بعض التوجيهات: 1/ فرّغ نفسك في هذه الأيام لأبنائك وأحرص على متابعتهم وتشجيعهم على الجد والمذاكرة وذلل لهم الصعاب، قم بالمراجعة لهم والمناقشة. 2/ احرص على تشجيع الأبناء على تحقيق النجاح وعزز فيهم الثقة بالنفس والقدرة على التميز والنجاح وأن من ضاعف الجهد لابد أن يحصد النجاح . 3/ إغرس فيهم تقوى الله ومرا قبته سبحانه وحثهم على ذلك وذكرهم أن التقوى هي المخرج من كل ضيق قال تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الطلاق: ٢ - ٣، ذكرهم أن التقوى من أعظم أسباب تسهيل الأمور وتيسيرها قال تعالى (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق: 4. 4/ اجعل لأبنائك بعض الحوافز التشجيعية التي تدفعهم لتحقيق النجاح والتميز كأن تضع لهم بعض الجوائز المادية أو تعدهم بشراء بعض الألعاب المحببة إليهم وغير ذلك. 5/ الوالدين يملكان سرا من أسرار نجاح الأبناء ألا وهو الدعاء لهم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده". صحيح سنن ابن ماجه. الوقفة الثالثة: توجّه إلى الطالب -وفقه الله وسدد خطاه- وهي عبارة عن نصائح مفيدة: 1/ اخلص النية لله عز وجل في طلبك العلم واجعل الاختبارات وسيلة لمزيد من تحصيل العلم وانفع نفسك وأهلك ودينك واجعل نيتك إدخال السرور على والديك لتفوز برضى الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة..." صحيح الجامع الصغير، فما بالك بإدخال السرور على والديك. 2/ الدقائق والساعات في كل وقت وفي هذه الأيام بالذات هي أثمن شيء فإياك أن تفرط فيها بشيء من الكدح، شيء من الجهد والمثابرة؛ عندها تحقق النجاح والتميز بإذن الله تعالى. 3/ أخي الطالب كن متفائلاً فقد قال صلى الله عليه وسلم : "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح والفأل الصالح: الكلمة الحسنة" صحيح الجامع الصغير، والتفاؤل سر من أسرار النجاح ولن تجد ناجحاً متشائماً فالتفاؤل يُحيل الآلام إلى آمال. 4/ ازرع في نفسك الثقة تحقق أفضل النتائج وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "استعن بالله و لا تعجز..." صحيح سنن ابن ماحه، فالعجز ضد الثقة وتأمل قول يوسف عليه السلام:قَالَاجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف: ٥٥. ( 5/ استعن بالله عز وجل فإنه سبحانه نعم المعين وتوكل على الله عز وجل، وتذكر قول الله ﭽ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الفاتحة: ٥ ، و قول الله عز وجل : (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) الطلاق: ٣ . قال السعدي رحمه الله : [والاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع و دفع المضار هو الوسيلة للسعادة الأبدية والنجاة من جميع الشرور]. و قال رحمه الله : [{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } أي: في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك { فَهُوَ حَسْبُهُ } أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به، وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي [العزيز] الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء]. 6/ أكثر من الدعاء فإن الله وعدك بالإجابة قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ): ٦٠. وقال سبحانه : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة: ١٨٦ . 7/ لابد من الصبر و المصابرة فقد يعتريك بعض الملل فصبِّر نفسك فما هي إلا أيام قلائل وتنقضي قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )١٥٣. وقال صلى الله عليه و سلم: "ما أعطي أحد عطاءً خيراً ولا أوسع من الصبر" متفق عليه. )البقرة: لا تَيْأَسَنَّ وإنْ طالَتْ مُطالبَةٌ . .. إذا استعنَت بصبر أن ترى فَرَجا إنَّ الأمور إذا انْسَدَّتْ مسالِكُها ... فالصبرُ يفتح منها كلَّ ما ارْتَتَجا أَخْلِقْ بذي الصبرِ أن يحظَى بحاجته ... ومُدْمِنِ القَرْعِ للأبواب أن يَلِجَا 9/ تصدق ولو باليسير فقد قال صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" صحيح الجامع الصغير. 10/ أكثر من الاستغفار فإنه من أعظم أسباب التوفيق، قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار" صحيح الجامع الصغير، وقد كان بعض السلف إذا استحكمت عليه مسألة لزم الاستغفار. 11/ كرر المراجعة و اجتهد في تلخيص محتوى المادة ومن أنفع الطرق في تذكر المعلومات طريقة السؤال والجواب. 12/ احذر من الغش فإنه عنوان الفشل وعلامة الخسارة وما حقق التفوق غاشٌ أبداً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا" رواه مسلم. 13/ إذا استلمت ورقة الإجابة فسم الله فهي مفتاح التوفيق واستعن به سبحانه، و قد ذكر عن بعض العلماء أنه يدعو بدعوة موسى عليه السلام : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) طه: ٢٥ - ٢٦ وقول : (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت إذا شئت تجعل الحزن سهلاً) الصحيحة ج6. والله العظيم أسأل بمنه وكرمه أن يوفق أبناءنا لكل خير وأن يسددهم في اختباراتهم وأن يجعلها خيراً لهم في دنياهم وأخراهم. منقول عن مجلة اداعة القران الكريم الدولية
|
||||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc