يجمع الأساتذة والمختصون في التنمية البشرية وتطوير القدرات على أن النجاح في الدراسة هو ثمرة وتحصيل عمل متواصل لمدة سنة كاملة، بدءا من أول يوم في المدرسة وصولا إلى موعد الامتحانات، وخاصة إذا ما تزامنت السنة مع مواعيد مصيرية كامتحانات شهادة البكالوريا والتعليم الابتدائي والمتوسط. ولكي يتمكن التلاميذ من الاستعداد لتلقي المعلومات بشكل سليم واستيعاب الدروس والمواد العلمية عليهم الاهتمام بالتغذية والسير وفق برنامج خاص وصارم طوال السنة ليتصدروا قائمة الناجحين.
وجّه الدكتور "لحسن بوجناح" مختص في الاسترخاء والعلاقات الأسرية، جملة من النصائح للتلاميذ وأوليائهم مؤكدا أن الصحة تبدأ بوجبة فطور الصباح وهي ضرورية جدا وعليها يترتب استيعابُ التلميذ للمواد العلمية بشكل خاصٍّ خلال الساعتين الأوليين من النهار وقد تستمر إلى منتصفه، ومن الشائع جدا أن بعض التلاميذ يرفضون تناولها لذا يتوجب على الأولياء إقناعهم باللين والمفاوضات بعيدا عن العنف، فيحرصون على تقديم وجبات غذائية محببة لديهم تحتوي على نسبة من السكريات وبشكل خاص الحليب فهو غني بالكالسيوم، المربَّى وإضافة بيضة مقلية مع قليل من المربّى في قطعة من الخبز هذه الأخيرة تشكل وجبة كاملة يستطيع التلميذ حملها معه للمدرسة وتناولها في وقت "اللمجة"، وهي تزودهم بالطاقة وحجر زاوية في اليوم بأكمه وتساعدهم على الحركة والنشاط أيضاً .
ولأن الدراسة هي مرحلة تحضيرية للامتحانات يتوجب على التلميذ الاستعداد لها على مدار السنة، حيث أوضح الدكتور "بوجناح" أن التحضير يكون من أول يوم في المدرسة يسطر خلاله التلميذ برنامجا خاصا ويضع فيه قائمة اهتماماته والسلوكيات الواجب عليه الالتزام بها، كما يتوجب عليه التخلي عن بعض المغريات التي تكثر بين تلاميذ المدارس كقصص العشق والهيام التي تشغل تفكيرهم داخل الأقسام خلال 6 أشهر الأولى من الدراسة.
وأضاف المختص "بوجناح" أنه يتوجَّب على التلاميذ اللعب والمرح في فترات وبكمِّيات معتدلة، مع تأكيد أوليائهم على دعمهم المطلق لهم وتوعيتهم بأهمية الدراسة وتأثيرها على مستقبلهم العملي، وأردف المختص أن الدراسة الجدية يومية وليست لمدة شهر فقط قبل الامتحانات مثلما تروِّج له بعض المدارس التدعيمية، فعلى التلميذ والطالب وضع مخطط دراسة يومي ليراجع وفق الأساليب التي تساعده، فهناك من يفضِّل الحفظ عن طريق التركيز البصري، وهناك الحفظ الذهني وآخرون يفضلون السمعي بل حتى أن منهم من يملك ملكة وقدرة حفظ تجمعهم، فيكتب ملخصاتٍ يومية يطالعها باستمرار تساعده على الحفظ ليلقي عليها كل أمسية نظرة سريعة يوميا ثم يسترجعها أسبوعيا، ومن ثم يعتمد على هذه الحوصلة في فترة الاختبارات مع ضرورة الابتعاد عن الفوضى داخل الأقسام. وركز المختص في نصائحه على ضرورة تمسك التلاميذ بحب العمل والرغبة في النجاح يبدأ مع بداية العام الدراسي.