طريق الحب ...

[sad sam]

عجبا من طريق بدايته تختلف عن نهايته من غيره يكون سوى طريق الحب ما اقصره و ما اغربه تبدأ بالمشي فيه برفقة عزيز دخل حياتك و قلبك تنسج معه على ارصفته احلام من كل الالوان من كوخ صغير محاط بأزهار ملونة تفوح منها رائحة الحب المعطرة كوخ لا يسع إلا لحبيبين اشتبكتا ايديهما ليسيرا هذا الدرب معا تشمخ فيه اعمدة كهرباء تعلوها اصابيح متلألئة تعكس فرحة العيون الزئبقية طريق جملته اوراق الاشجار الصفراء المتناثرة على ارضية مفروشة لاستقبال العشاق و كأنه رسم بالأيدي خصيصا لهم
لكن سرعان ما ينتهي هذا و تنقضي كل اللوحات لم تبقى أية ألوان لم يبقى مكان يضمنا معا لم ار سوى سواد يجتاح المكان حتى ضوء القمر ابى ان ينير لي الطريق اظنني اصبحت تائهة لكن أين مؤنسي أين الرفيق و الحبيب الذي مررت معه كل هذه الاماكن
مرت أيام و انا اواصل السير وحيدة لا اعلم صحة وجهتي و لا حتى لأي مكان تأخذني بوصلتي لم اعد افقه سبيل العودة هل كنت في متاهة يا ترى وتخيلتها طريق أم أن هذه احد ميزاتك أيها الممر
بحثت،سألت لم ايأس و بقيت منتظرة حتى اذ بي أرى أحدا يشبهك لم اع ان كنت أرى خيالا ام فعلا كنت انت واصلت المشي الى ان وصلت ..انه حقا انت، نعم هذا انت قد عدت الي من جديد، أحسست و كأن القمر استرجع ضياءه نعم لقد فعل هذا ، فعل هذا لأراك ، صحيح اني كنت تائهة لكن لم يكن يهمني رؤية الجمال من دونك
امسكت يدي من جديد غمرني الحب و فاضت مشاعري كالبداية تجاهلت السواد الذي مررت به تكاثرت الافكار و خجلت الكلمات ماذا عسى لساني يقول بأي العبارات سيبدأ لكن لا يهمني هذا الآن فيكفيني انك امامي و معي فليخبرك قلبي بحبه ، باشتياقه و حنينه
تزاحمت كل الكلمات لتخرج ارادت منك الاستماع و الاستمتاع لكن فاجأتها بحديثك المنطقي هل تعي ما فعل منطقك الغبي لقد اوقف كلماتي اوقف تعابيري و مشاعري لقد زلزل كياني كله .. كيف لمنطق لا يعرف سوى الحكم على الحدث ان يتفهم مشاعر عاشقة ؟؟؟؟؟؟ كيف لمنطق ابله ان يتفهم شوق ايام حالكة ؟؟؟؟؟ هل ادعو الله ليبعث لي معجزة تغير ما يحدث....

لم استوعب الأمر جيدا عاد السواد الي ثانية و كأن القمر يحجب نوره من جديد لم اعرف الى اي وجهة وصلنا حتى اذ بي اراك تقول : هنا ينتهي مشوارنا . هل فعلا قلت هذا ام اني لم اسمعك جيدا ألم تخبرني في البداية أن هذا طريقنا معا و أنه لن ينتهي الى غاية موتنا ؟؟؟ هل كانت تلك مجرد احلام لا اكثر
لما نحن الان نقف عند مفترق طرق ؟؟؟؟ لماذا انت جازم على ان طريقنا اصبح مختلف ؟؟؟؟ اية ادلة و براهين على الان ان اخبرك بها ؟؟ فقدت التفكير فقدت الاحساس فقدت كل شيء حتى انت فقدتك .. هل لك ان تخبرني الان كيف لي ان امشي طريقا آخر لأني لم اعد اعلم حتى ما اسماء الطرق او لأي الاتجاهات تأخذ

واصلت سيري في عتمة قلبي بخطى مخذولة و كأني عائدة من جنازة، هذا ان لم يكن بالفعل قد كنت في مراسم دفن قلبي القلب الذي قدمته لك كهدية ، اما الآن فانا اريد ان اكتب فيك هجاءا،اريد ان اتذمر منك،لكنني لا استطيع، لا املك الشجاعة لقول شيء سيء عنك فأنت لست المذنب كيف نعم و انا من قدمت قلبها بدون طلب عليه

اتدري اني اصبحت اكرهك، هل ستتنازل و تسأل لماذا؟؟؟هل ستندهش من قولي لهذا؟؟؟لكنها فعلا الحقيقة. ها أنا ذا اليوم ابغضك من شدة الحنين و تعب قلبي في البحث عنك كل هذه السنين. أي غباء اعيشه اي علة اصابتني العلة التي لا تحتاج الى كشف طبيب و لا الى وصفة دواء العلة التي لا تريد سوى قرب حبيب، العلة التي تريده إلا ان يكون و الروح سواء، اين اجد لها هذا ؟؟؟؟؟؟؟

هل ستشفق على حالي، حقيقة لا اعتقد، و كيف ستفعل هذا و انت رجل الكبرياء؟؟؟ كيف ستتنازل و تواسيني فيما كنت سببه؟؟؟؟ لا عجب فأنا لا انتظر منك هذا.

وصلت اخيرا الى نقطة بدايتي، عدت من حيث اتيت بي اول مرة، عدت اخيرا الى بيتنا الدافئ الذي طالما تمنيت ان يكون لنا مثله، عدت الى حضن امي الصادق الحضن الذي لن يتخلى عني حتى لو اوصدت الطرق كلها سككها، فتحت باب غرفتي لأجد اختي الصغيرة مع لعبتها كالعادة، كان منظرها يسرق الابصار كيف لا و عيناها تلمعان من شدة الفرح، عادت بي ذاكرتي الى ذلك اليوم الذي اشترينا فيه تلك اللعبة، يومها كنت اشري هدية لك كانت فرحتي تقاس بفرحتها الآن يومها اصرت على شراء تلك اللعبة التي احبتها من نظرتها الاولى تماما كما احببتك، هي رأت في تلك اللعبة انها ستسليها و ستكون في كل الحالات متعتها، تماما كما آمنت بك بأنك ستكون مصدر حب و حنان لي قبل ان تغمرني به

كانت بدايتنا متشابهة لكن ها انا اتفرج على اختي و اغار منها في حرصها و معرفتها لاختيار الاشياء، و كأنها الآن تقول لي انه من الاجدر ان نحب ما يمكننا التغير عليه لا من يتغير علينا، معادلة قاسية لكنها مع الاسف صحيحة

غريبة هذه الحياة ان هذه البريئة تعلمني درسا تجاهلته، نعم انها تعيد تذكيري بإعادة استنتاج الامور يشكل مغاير، لقد اكدت لي درسا لطالما كنت تحدثني عنه لكن من شدة غفلتي كان استنتاجي له خاطئ، لقد استوعبت الآن ماضيك و كيف انك تجاوزت من دخل حياتك و كان سبب تعاستك. لكن ماذا افعل فقد كنت حمقاء اخذت منك المهم ألا و هو كيف نحب بصدق و عفوية و تركت الاهم و هو كيف ننسى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نعم يا سيدي النسيان فهو مفتاح البوابة الرئيسية للخروج من كل هذا العذاب و اللجوء فقط الى الصواب و على قول احلام مستغانمي احبيه كما لم تحب امرأة و انسيه كما تنسى الرجال...

عدت كذلك الى قلمي و دفتري الصغير الذي طالما كان كاتم اسراري لأحدثه عما جرى لقلب قام بتصديق سرب من الأحلام، حملت قلمي و اذ بي اهم لكتابة اشياء لا استطيع البوح بها لأكثر من جماد لكني لم استطع و كأن القلم يدفع بيدي الى الخلف... مسكييين انت ايها القلم و مسكينة اكثر انت ايتها الاوراق كيف بك ان تتحملي شكاوي لم يكن لك دخل فيها الى أي مدى ستتحملين تقلب مزاجي. فأنا لم ازرك منذ لقائي به لأكتب فيك و احدثك عن فرحة عمر عشتها في دقائق معه، كيف بك الآن ان تتحملي تذمري من شخص تمزقت لاجله الكثير من الاوراق لكتابة شيء يليق به

-الابيض هو خديعة الألوان- هذا ما قاله بطل احلام مستغنامي لها فهل سأستنجد برأيه و اترك اوراقي بيضاء و اخدع نفسي و اواصل و كأن شيئا لم يكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اظنني وجدت الحل لقد كنت دائما ما اقلدك في اشياء من اجلك فقط اذا ليس بالصعب علي ان اقلدك في شيئ تبرع انت فيه مؤكد عرفت ما هو...النسيان،التجاهل، التناسي و المضي الى الامام دون النظر الى الخلف سأنساااك لهذا ها أنا اليوم اجهز لحبك قبرا من رخام محكما لا يبعث لي بالأحلام

فوداعا ايها السيد فان المقبرة بعيدة كل البعد عن زياراتي إلا اذا اخذت اليها محملة في تابوت مماتي....

[الشاكرة لله]

لست مؤهلة للإجابة على رائعة كهذه
دون تعليق يا Sad

[تميمة تمامة]

شكرا لك و بارك الله فيك