فلسطين اليوم .. أندلس البارحة !! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فلسطين اليوم .. أندلس البارحة !!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-13, 15:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عدنان الجزائري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي فلسطين اليوم .. أندلس البارحة !!

كان الدرس الثالث من تاريخ الأندلس هو الأخطر من نوعه، وتبدو معالمه في سؤال ربما يكون قد شغل أذهان البعض كثيرًا، وهو: لماذا انتهى الإسلام بالكلِّيَّة من بلاد الأندلس؟!
فبلاد الأندلس، أي: اسبانيا والبرتغال هي اليوم من أقل بلاد العالم في عدد المسلمين، والذين بلغ عددهم فيها مائة ألف مسلم فقط، أي أقل من عدد المسلمين في مدينة من مدن أمريكا.
ففي مدينة دالاس الأمريكية وحدها يصل عدد المسلمين إلى مائة ألف مسلم، وهي بعدُ لم تكن قد حُكمت بالإسلام، بينما تعداد المسلمين في شبه الجزيرة الأيبيرية -إسبانيا والبرتغال-، وبعد أن حُكمت ثمانية قرون بالإسلام لا يزيد عن مائة ألف مسلم، وهو أمر في غاية الغرابة.
ومن هنا كان هذا السؤال:لماذا انتهى الإسلام من بلاد الأندلس بالكلِّيَّة كأفراد وشعوب ولم ينتهِ من البلاد الأخرى، والتي استُعمرت استعمارًا صليبيًّا، طال أمدهفي بعض الدول؛ مثل: الجزائر التي احتُلت ثلاثين ومائة سنة، ومصر التي احتُلت سبعين سنة، وفلسطين احتُلت مائتي سنة في زمن الصليبيين، وغيرها من الدول الإسلامية التي غُلبت على أمرها، ورغم ذلك لم يندثر المسلمون، أيًّا كانت طريقة اندثارهم، ولم يتغيروا وظلوا مسلمين وإلى الآن؟!
وللإجابة على هذا التساؤل لننظر أولاً ما كان يفعله الاستعمار الإسباني في بلاد الأندلس، فقد كان الاستعمار الإسباني استعمارًا استيطانيًّا إحلاليًّا، ما أن يدخلوا بلدًا إلا قتلوا كل مَنْ فيه من المسلمين في حرب إبادة جماعية، أو يطردونهم ويُهَجِّرونهم إلى خارج البلد، ثم يُهجِّرون إليها من النصارى من أماكن مختلفة من الأندلس وفرنسا مَنْ يحل ويعيش في هذه المدن وتلك الأماكن التي خلفها المسلمون، وبذلك لم يَعُدْ يبقى في البلاد مسلمون.
وحكم البلاد وعاش فيها بعد ذلك نصارى وأبناء نصارى، على عكس ما كان يحدث في احتلال البلاد الإسلامية الأخرى، مثل: مصر، والجزائر، وليبيا، وسوريا، وغيرها؛ فإن الاحتلال في هذه البلاد كان بالجيوش لا بالشعوب، واحتلال الجيوش -ولا شك- مصيره إلى ردةٍ وزوال .
وإن مثل هذا ليضع أيدينا على شيء هو في غاية الأهمية؛ ذلك أن الاحتلال الاستيطاني هذا الذي حدث في بلاد الأندلس لم يتكرر في أيٍّ من بلاد العالم إلا في مكان واحد فقط، وهو -أيضًا- يخصُّ المسلمين، وهو فلسطين .
وإن ما يحدث الآن فيها وعلى أرضها ما هو إلا تكرار لـ أندلس جديدة، ما يفعله اليهود الآن من تهجير اليهود إلى أرض فلسطين، وإبادة في الشعب الفلسطيني بالقتل والطرد والتشريد، وإصرارهم أي: اليهود على عدم عودة اللاجئين إلى ديارهم، ثم الإكثار من بناء المستعمرات، كل ذلك وغيره ما هو إلا خطوة من خطوات إحلال الشعب اليهودي مكان الفلسطيني.
فقد شُرِّد الشعب الفلسطيني وبات مصيره في طيِّ النسيان، بات العالم أجمع ينسى قضيته يومًا بعد آخر، بل بات محتملاً أن ينسى هو نفسه أي: الشعب الفلسطيني قضيته، وأخشى والله! أن ينسى الفلسطينيون المشردون القضية تمامًا كما نسيها أهل الأندلس، الذين هاجروا إلى بلاد المغرب وإلى تونس والجزائر بعد عام أو عامين، أو عشرة أعوام، أو حتى بعد مائة عام، فقد مرَّ الآن على سقوط الأندلس خمسمائة عام، فمن يُفَكِّر في تحريرها؟!
وهكذا وعلى هذا الوضع يسير اليهود ويجمِّعون شتاتهم إلى بلاد فلسطين؛ لإحلال الشعب اليهودي مكان الشعب الفلسطيني.
فكانت قضية فلسطين شديدة الشبه بالأندلس، وتُرى لماذا عُقد اتفاق السلام عام 1992م بين اليهود وبين الفلسطينيين، ومن بين كل بلاد العالم هناك يعقد في إحدى مدن الأندلس القديمة في مدريد؟!
كانت مفاوضات السلام تدور في أوسلو وترعاها أمريكا وروسيا وغيرها من البلاد، ومع ذلك أُقيمت في مدريد، وفي إزالة علامات التعجب نجد أن ذلك كان بسبب أن المفاوضات قامت في سنة 1992م، وهي ذكرى سقوط الأندلس؛ حيث كان قد مر على سقوطها خمسمائة عام.
ففي تلك الأثناء كانت شوارع مدريد مكتظة بالاحتفالات والمهرجانات، حيث هزيمة المسلمين وانتصار الصليبين في هذه الموقعة القديمة منذ خمسمائة عام، وكأنهم يبعثون برسالة مفادها:
ها هو التاريخ يتكرَّر، وها هي أحداث الأندلس تتكرر من جديد في فلسطين ، وها هي الانتفاضة التي تحدث في فلسطين تُقتَل كما قُتلت من قبل انتفاضة موسى بن أبي غسان في غرناطة ..
ها هو التاريخ يتكرر، لا داعي للحرب، ولا داعي للجدال والمحاورات الكثيرة؛ فإن مصيركم هو ما حدث في الأندلس من قبل.

المصدر:كتاب قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط للدكتور راغب السرجاني.








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 03:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الشريف صالح الهاشمي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الشريف صالح الهاشمي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيــــــــرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أندلس, البارحة, الدول, فلسطين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc