حدثني... كيف كنت تفهمه؟؟ .... وكيف وجدته...؟؟ وكيف تراه الآن... ؟؟

[adam17]

قد نصادف أحيانا في يومياتنا أحداثا ووقائع تصيبنا في صميم الصميم، فنصاب بالخيبة واليأس وانعدام الثقة في كل شيء من حولنا ـ إلا من الله الواحد الأحد الفرد الصمدـ، ويجرّنا ذلك جرّاً إلى إعادة صياغة المفاهيم التي ورثناهاأو حفظناها أو حتى رضعناها من حلمات أمهاتنا دون أن ندركها أو نحسها في واقعنا المعاش، فكثيرا ما يصدمنا هذا الأخير فنجد فيه عكس ما كان يُخيّل إلينا أنه موجود أو قيل أنه كان موجودا.
في هذه الفسحة ليحدثنا كل واحد فينا عن شيء أو معنى من معاني الحياة ـ بعيدا عن أمورعقيدة ديننا الحنيف ـ كان يفهمه بصيغة معينة أو ورثه من أخطاء مربيه أو فرضته عليه العادات والتقاليد أو قالوا عنه فقال بقولهم، غير أنه لم يلمسه قطّ في حياته أو حدثت له واقعة ذات أثر، فجعلته يغيّر صياغة ذلك المعنى من جديد أو ينفيه تماما.
وبنفسي أبدأ وسأسرد ما حدث لي، في صورة بيانية فيها من التلميح أكثر من التصريح، لكن بفكرة عامة واضحة تمام الوضوح، هذه الواقعة جعلتني أعيد النظرفي معنى "الأخ الذي لم تلده أمي" ، فلحد كتابة هذه الأسطر أظن أنه لا يوجد سوى الأخ أو الأخت التي ولدتها أمي (الأخ بمعناه الكافي والوافي وليست الكلمة التي يرددها الكثير دون أن يوفيهامستلزماتها).
وهذه الصورة البيانية عبارة عن حوار من طرف واحد أخاطب فيه من كنت أعتقد ـ يوما ما ـ أنه خليلي و أخي الذي لم تلده أمي.
:c onfused:

أما إنكَ جفوتـَني حتى أوجعتـَني.. وجئتُ مشتاقا للـُقـْيَاكَ فحرمتـَني.. وبالأمس القريب مررتُ أمام ناظريْكَ فأنكرتـَني.. حتى بصرُكَ ثـَقـُل عليه أن يرمُقنـي.. وطرقتُ سمْعكَ يوماً فلطمتـَني.. والأدهى من ذلك أني وهبتكَ مفاتيح ثقتي فخذلتـَني.. وسلكتَ دربا ما أعجبنـَي.. بل ساءني وأنكسني.. أم أنك لا تتذكرُ يوم خميس بالتقويم المدني(07/06/2007).. ولا أدري إن كان قبل ذا الخميسِِ خميسٌ يُخفي عني ما يُؤلمني.. غيرَ أني كتمته عن نفسي وحتى عن أذني.. وأمهلتـَك دهرا عسى بما كان تطلعني.. أو تـُفصحَ فتـُصلحَ ما كان منكَ أو من غيركَ يوم ظعني(سفري).. لكنكَ امتنعتَ وذا الذي أدهشني.. وأذهلني فأخرجني من صمتي أنطقني.. أما إنك بفعلك ظلمتـَني.. زعزعتـَني.. زلزلتـَني.. غير أني لا أظلم من ظلمني.. وسأخيّركَ بين أمرين لا أدري في أيهما سلامة عقلي وصحة بدني.
فإماأن تعقدَ العزم من جديد فتـُصلحْ.. وإني لأرجو أن في ذلك تـُفلحْ.. فالجرحُ عميقْ.. ويحتاج إلى معالجٍ عارفٍ بالدواء وبالجرح رفيقْ.
وإما أن تكمل ما بدأتـَه..غير أن هذه المرة لن تكون طعنتكَ من الخلف.. فأنا أمامكَ وبين يديكَ.. ولم يبق إلا أن تـُحكِمَ قبضتـَك.. فتطعنَ طعنة واحدة نافذة إلى سويداء القلب.. ودعني بعدها أتجرع كأس الألم جرعة واحدة.. وقبل أن تـُقدمَ على أمر كهذا.. وإني لا أراك إلاّ فاعلـُه.. اسمح لي أن أنعى نفسي بنفسي.
..أما إني أشهدُكَ وأشهدُ نفسي من بعدك.. أني والله كنت صافيتـُكَ وآخيتكَ صدقاً وعدلاً.. سرّاً علنا.. لا ضعفاً ولا وهنا.. ولا أدري إن كنت على حالي سأظل.. فلعمري إن لفعلتك خطبٌ جلل.
وإني والله أحاسب النفس أُعاتبها..أُعنّفها.. ويحكِ.. !! ماذا فعلتِ..!!؟ ما الذي اقترفتِ..!!؟ أي جـُرْمٍ ارتكبتِ..!!؟ لكنها تأبى أن تجيب.. فهي لا تعرف معنى الإساءة للآخرين.. ولا تعرف معنى نكث العهد وخُلف الوعد.. ولا تحبّ الظلم .. فهي وإن أخطأت فعن حسن نية وطيبة خاطر.. وما إن تدرك أنها أخطأت في حق غيرها.. فلا يهدأ لها بال ولا تقرّ لها عين حتى تصلح ما أفسدت.. قدر ما استطاعت.. وهي الآن ورغم ما تعانيه من شدة الجفاء.. وفضاضة وغلظة قلب ناقض العهد ناكر الجميل فقير الوفاء .. تأبى إلا أن تقول لك .. مستنكرة مستهجنة فعلتك:

أتجفو خلاًّ ما سهى عنــك ساعـة وتزهـد فيـه بعدمـا كنت راغبـا

وما كان لي ذنب فاستوجب الجفا فإن كان لي ذنب فقد جئتُ تائبا

(البيتين مقتبسين بتصرف)