انقطع برجل الطريق وخيّم عليه الليل قرب جبل ،فرآى ضوءا يتوسطه ،قال في نفسه لعله عابرسبيل انتهى به المطاف مثلي، أشاركه النار حتى يطلع النهار وإن كان ساكنا للمغارة أستضيفه وأبيت عنده .
صعد حتى وصل باب المغارة ، فرآى نارا يتصاعد لهيبها وسمع صوتا مبهما في الداخل ، فنادى ،واستأذن ،فنوديّ من الدّاخل ، ادخل يا إنسان .
دخل ، ثمّ سلّم ومن شدة البرد جلس قرب النار يتدفأ ، وهو يضمّ كفيه لبعضهما ينفث فيهما بفيه ، فعجب المضيف من الرجل وسأله لماذا تنفث في كفيك .
قال : لأبعث فيهما هواءا ساخنا
رفع حاجبيه متعجبا وامسك ذيله على الصعود ، وقال ممكن.
بعد هنيهة قدمّ صاحب المغارة للرجل حساءا مرقا كان يعدّه سلفا
أخذ الرجل الملعقة ووجد الحساء ساخنا ، وتذكر العادة وبدأ نفث الحساء ، فبادره صاحبه ، وماذا تفعل الان .
قال وجدت الحساء ساخنا وها أنا أبرده.
لم يتمالك الجان نفسه ، وقال اخرج من عندي يا أيها الإنسان ،كيف تملك قوة التبريد والتسخين من فيك ، لن تبقى معي ساعة من الزمان.
في بلاد العجائب نبرد ونسخن ليلا ونهارا ونفعل الأفاعيل ، ونسبق الجان .