°-.♥| حَدِيــــث نَفْس |♥.-•°

[•~ندية الجوري~•]

كم هي مظلمة دياجير الإختناق
حين تبيت أفئدتنا الصّغيرة توائـم الأوصـاب
حين تتقاسم شفاهنا المتيبّسـة كؤوس الخيبات
كم يُضحي الأمــل حينها كفيف النّبض’

متهالك البقايا

و على شاكلة البكاء تبتهج سرائرنـا
و قد جفّ طين بسماتنا مـائلا


و ليت الذّرائع تسدّ ثغر الخطيئة
ليت إبتهالات الأنين تأتي ببصيص نــور

و يـكأنّ الشّكوى باتت للقلوب ترنيمتها الأبدية
ويكأننا الحمقى تتسع أحداقنا بـ سؤال أخرق
و أنين الرّوح يمزق الضّلوع

و ليتنا ندري أنّها تــئن من غُربـة
ليتنا نــوقن أنّ زنابق الرّاحـة جذورها في السّماء
و سقياها التُّقى

و شربـــة حقّ تبيد تــأتـأة الأدمع بين الرّموش
و شموع تسبيحٍ تنير حُجرات القلب
و آيــات سّكينـة
بها تتجلى جنح الظّلام عن البصيرة




كم عاهدنا أنفسنـا بـ الحبور و مضينا العجز ينكّس دواخلنـا
يتلــونا ترليونـا و يزيد سرمديات جنون


و عُكّــاز الأمــل الهزيـل الّذي كم كنّــا نهشُّ به
في دربـ المسير مـا عاد يحمل أثقالنـا و فوائدهـا المركّبة


همهمــة الحيرة تتردّد في خلدها
تغصّ بــ ريق جاف

و تزفر فصول العمر صيفا يشتدّ إحتراقا


و ما الفقر في الدنيا إلاّ فقــر الأرواح

من مصـادر النّور و الخير
و ليس أشدّ فقراً من لاهثٍ يُفقرُ روابي روحـه ممّا ينعشها و يحيهـا


أوَغير الكريم له نسعى ليروينـا من فيض عطائه ..

أَ مِِنْ تقاعسنـا تنبثق أنــوار الحقّ
أ بهـ يموت الأسى و يُجبر ضلعٌ هوى و ذوى


تكاثف الدّاء و أحالتنـا فصول الضّباب صفرة ذاويــة
و ظـــل بارد ... و محض خيال لـ زهور ميتة

نحن الجزع و الوهن و السّقم و الموت
فـ كيف عسانا نتلـو سطورنــا أمــام بارئنــا


و قد تربّت قلوبنـا على حكايا الجزع و الشّكوى
و إن سرى ما يقضّ مضجع السّكينة
و يهدينـا جمر الإنكسار ....
مــا يذرّ على أكـتافنـا أوراق وجع و بوح أنين
أسلمنـا الوتين و تساقطنــا كسفا
و أشلاء أسقام
تــــزيد غبار الأمكنة




و هل تراه يتحدّر من السّماء نـور الطّهر
و الغفلة مشرّعة أبوابها
و الشّفاه تتلو أهزوجــة التّسويف الممتدة
و الفجر عصراً..و الظّهر جمعا و قصرا ’ العشاء صباح الغد








يتيــم ...كم هو يتيم البوح
الكلام ’’

الحرف ’

حين يكون دون أجر
حين لا يــأتي بـ حصاد خير بعـــد هذا السفــر
يتيم نبض قلب لا يزخر بفيض طهر
كلامـه منحدر شوك ...نقيع سمّ ... حرف شؤم
هزيـــل موجعٌ يضر

هل يتساوى و من عطّر أنفاسه بحب الله
بحب رسول الله

بمن مدّ يداه للنّــــور و نهـــل
و إحتسى بقلب شغوف
كــأس الخلال الفــاضلة



و رطّب لسانه بخير الذِّكر

و كـــانت حروفــه
زجاجــة حبّ ترشُّ عطراً


و هتف ملء القلب , ملء الرّوح ’ ملء الجوارح


لا إله إلاّ الله ...

لا إله إلاّ الله ...
لهي حياة القلب ..
أنفاس الحقّ و تبيانه....
أنوار المسير و زاد طريقه




هل يستوي
بـ من إمتلأ جوفـــه بـ هواء اليقين و الإيمان
و رتّــل القرآن

و رتّــل
و إنحنى

و ابتهــل
و بكى
حتى إبتسمت روحه , قلبه و عينــاه
و توقّــدت شعلة النّـور في داخله
و سرى شلال الهدى بعروقــه
و هــل مثــل
كتاب الله
فيض يزخــر بــأنوار تجلي عن القلب سدوف الظّلمة
و هل من غيره تستمدّ الروح المنهكــة وجعا... قوّة و سكينة
و ليست تسمو النّفس
و ليست ترقى
و هي مغموســة في هواها ,

سابحــة إلى الدّونِ في سبل الضّياع و الشّتات
و ليتها تدري
أنّ ما إليه نسعى لـ نملأ أكفّنا فتات فناء يابس
لن يُرْضي مهما زاد
و لن يَبقى
و ليس يملأ الأكفّ كـ مثل الدعاء
و كم تهدي ’’

و ستهدي لقلوبنا قطوف فرح دانية ..و ثمار راحة دائمة


فهو الكريم وحده
المُكرم لعبده
إذا أعطى لا يمُن
و مــا خاب من كان نــاصره
و ما ضـــاع من دعاه..ناجاه و رجــاه


فـ
يا الله .......يا الله


.