( و من يتوكل على الله فهو حسبه)
هي القلوب إذا خالطها الشك و ضعف يقينها تعلقت بالأسباب و تركت التعلق بمسبب الأسباب
التوكل هو صدق الاعتماد على الله و الثقة به في جلب المنافع و دفع المضار دون النظر للأسباب بالقلب. قال علماؤنا من نظر للسبب بقلبه فقد أشرك و الشرك خطره عظيم
و قد جرت سنة الله التي لا مبدل لها بأنه يرزق من اتقاه
و أما الذي كان حريصا على شيء من غير تقوى فقد يبتلى بفقده و عدم حصوله
و ما أعظم ما قيل ( إن الله يغار و لا يرضى أن يعلق قلب بغيره) فيقطع عن القلب ما تعلق به فلا يدركه فمن تعلق قلبه بوظيفة ابتلي بفقدها و عدم تحصيلها
و وا أسفي على عيون ما بكت من خشية الله و ما سالت على معاصيها
و رأيناها تبكي في هذه المسابقة خوفا و حرصا على الرزق؟!!!!
و هل تموت نفس دون أن تكمل رزقها؟! كلا و ربيّ
و ما أعظم ما جاء من هدي السلف فقد قال أحدهم لأويس ( أويس هذا كان مجاب الدعوة صالحا عابدا) أين تأمرني أن أكون ؟ فأشار أويس جهة الشام فقال له و كيف المعيشة هناك؟ فرد عليه أف لقلوب خالطها الشك فما تنفعها الموعظة
و مما قلته أنا في غير مقام أنه ينبغى لنا أن التأسي بالطير فهي كل صباح تصبح جائعة خماصا و جوعها لا يمنعها عن طاعة ربها بل كل يوم تصبح مسبحة لله ذاكرة له و إن لم نفقه تسبيحها الذي هو زقزقتها فما إن يحل المساء إلا و تعود بطانا شبعى و لهذا قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا) فسبحان من ألهم الطير تسبيحه و هي جائعة فما حرمت رزقها
و أما نحن فلا نذكر الله إلا إذا شبهنا و إذا ذكرناه فكان ذكرنا يشوبه الشوائب و تعتريه المعائب
فاللهم الطف بنا