بسم الله الرحمان الرحيم
القاعدة الأولى
قاعدة من أقوى القواعد في الرد على المعطلة؛ ولهذا ذكرها - الخطيب البغدادي - -، وذكرها شيخ الإسلام -هذه القاعدة- في "التدمرية"، جعلها قاعدة مستقلة،وذكرها غير واحد من السلف وهذه القاعدة ما هي؟
قالوا: والأصل في هذا.. أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات. القاعدة عندنا: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات. هذه القاعدة يمكن أن ترد بها على كل معطل؛ أياً كان تعطيله، ابدء بالجهمي، المعتزلي، الأشعري، أكثر أو أقل من هؤلاء، فكل من عطل صفة لله -عز وجل- يمكن أن يرد عليه بهذه القاعدة.
الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات. ما معنى هذا الكلام؟ أنه يقال لهذا المعطل؛ الذي -مثلا- نفترض أن هذا المعطل الذي أمامنا أشعري، ينفي أن يتصف الله -سبحانه وتعالى- بالغضب، فيقول: أنا لا أثبت لله صفة الغضب. طيب، نقول له: هل تثبت لله ذات؟ فلا بد أن يقول: ها. نعم؛ لأنه إذا نفى الذات عن الله -عز وجل- نفى وجود الله -عز وجل-، قال: إن الله عدم. طيب، هل ذات الله -عز وجل- مثل ذات المخلوق؟ المخلوق له ذات، سيقول: لا. فنقول: لا، كذلك صفة هذه الذات، هذه الذات تغضب، فإذا كان ذات الرب لا تماثل ذات المخلوق؛ فكذلك غضب الرب لا يماثل غضب المخلوق. الصفة التي تتصف بها هذه الذات لا تماثل الصفة التي لذات المخلوق.
هي قاعدة مختصرة؛ لكنها من القوة بمكان؛ ولهذا نرد بها على أكبر معطل، أكبر معطل الذي ينفي عن الله كل الأسماء والصفات، نقول له: تثبت لله وجود، ولا ما تثبت لله وجود؟ فلا بد أن يقول: نعم. أثبت لله وجود؛ لأنه إذا قال: الله -عز وجل- لا وجود له. في معنى: أنه عدم، عند ذلك انتكص من الإسلام إلى الكفر، من الإيمان إلى الإلحاد، فإذا أثبت لله وجود، نقول: كذلك المخلوق موجود ولا ما موجود؟ قطعا المخلوق موجود. هل وجود المخلوق مثل وجود الخالق؟ سيقول: لا. وجود الخالق وجود يليق به -سبحانه-، هو واجب الوجود، أزلي، دائم. نقول: كذلك بقية الصفات. خذ أي صفة تعطلها وطبق عليها نفس القاعدة، إذا كان وجود الخالق ليس كوجود المخلوق فكذلك صفة الخالق ليست كصفة المخلوق.
يتبع