بسم الله الرحمان الرّحيــــــــم والصّلاة على نبيّنا محمّدٍ خاتَمِ الأنبياء والمُرسلين أمّا بعد :
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته مُجتمعنا الغالي ...
أردتُ أن يكون موضوعي عن ظاهرة بقدر ماهي دينيّة محضة إلاّ أنّها واقِعُ مُعاشْ أصبحنا نقرأها قراءة إجتماعيّة.
ماهي ؟ ولماذا؟
إنّــها صِلةُ الرّحِم ..نعم صِلة الرّحِم التي كادت تُهجر منّا بسبب عدم القُدرة الشّرائية للزّائر أو واصِل الرّحِم لكيس يحوي كيلوغرام من التفاح أو البرتقال أو الياغورت...أو بسب ما تضعه أنتَ أو أنتِ في كفّ من تزورينها عند باب منزلها أثناء مشيها معكِ خطوات للخروج ...
في حقيقة الأمر والله لا أعلمُ إلى أين بهذه العادة ؟ لا أعلم كيف نعالج هذا الأمر ونتجاوزه وتُحسنُ الظنّ بي إن زُرتك أنتَ يا عمّي أو خالي وأنا لا أملك ما أجلب معي من مُقتنيات لعسرة حالي... أو إن زُرتِ أنتِ عمّتك أو خالتكِ ولا تملكين مثل ما ذكرتُ !!!
أَنَبُثُّ ذلك تنبيها وتوعيّة في نشرة الثّامنة أو في قناة إذاعيّة ؟؟ والله أمر صعب..
لديّ صديق أسأل الله له التوفيق دائما نجلس نناقش بعض القضايا الإجتماعية المحلّية وحتّى الأجنبية أحيانا ، ذكر لي أنّه في يوم من الأيام كان مُعظم أفراد عائلته مِن عمّات وخالات وأُخَرْ الأقارب كانوا مُجتمعين في بيتهم لِمناسبة ما .. فقال لي إستأذنت أمّي للدخول عليهم فطلبت منّي معرفة السّبب فقلت لها لمّا أدخل سوف تسمعين ،قال فمنعتني أمّي خوفا مِن كلمة لا يُفهم قصدها أو تكون خطأ فتكون تلك مقصلة الأم من طرف النّساء ،قال : فدخلت عُنوةً بعد ما اِستأذنت أمام باب الغرفة فأقرأهم السّلام ودخل وقال لهم : في مُجمل الكلام بأنّه مارأيكم أن نزور بعضنا البعض من حينٍ لآخر ودون تمييز لكِن لا ينتظر منّا الآخر ما يحمله له أو ما يضعه في كفّه مِن مال فذك سبب قطع صلة رحمنا وبعضنا ميسور الحال والآخر فقير و..و..وراح يشرح لهم فقال لي إستَحْسَنوا الفكرة وضحك بعضهم وشكره وقال خرجتُ من عندهم وتركت لهم خلفي موضوع يتدارسوه ويمضوا به بقية وقتهم..
أصبح الإبن لايصل أقرباءه لأنّه لا يملك مايحمل معه وكذا الأم والأب والبنت ، بل أحيانا يمرّ الواحد منّا على بيت أقرب الناس له كخالته أو عمّته أو حتّى أخته متزوجة أو أخيه ، ولا يدخل بحجّة أنّه لايملك مال ليضعه في يد القريب أوليشتري مقتنيات لهم.
إلى أين بهذه الظاهرة خاصة وأنّ القدرة الشرائية في تزايد والجميع يعتمد على أجر الشهر فلاتكفيه لنصف الشهر المتبقّي ، أم نُصبِحُ نزور أقربائنا لمّا نتقاضى الأجرة ...
صدق من قال : فلان كالكعبة يُزارُ ولا يَزورُ
[/size]