أحبتنا يسرقون منا

[الغزالي]

لا نشعر بهم وهم يتسربون من حولنا كما يتسرب الماء من بين الأصابع.......... بتناقصهم يتنا قص عددنا .......وتضعف قوتنا .......ويخفت صوتنا......هم سندنا في هذه القطعة من الأرض..........ومنبع عزنا........ وسر قوتنا....... يمسحون أدمعنا حين تفيض........ ويسندوننا حين نسقط........ويعزوننا حين نهون.......فرافدنا واحد ومشربنا واحد ووطننا واحد وديننا واحد ..........نحبهم والله يشهد...... بل هم نحن ونحن هم.......نحن روحان حللنا جسدا...........هل عرفتهم أخي ؟؟؟
قبل سنتين زرت ولاية بجاية الجميلة العزيزة التي فيها لنا أحبة لا نعرفهم وإخوة لا نفرط فيهم.......فالله أشهدكم أني أحسست بالغربة وراعني ما شاهدته مع إخوتي فغيرنا وجهتنا إلى تيشي وياليتنا ما فعلنا ............ وسارعنا الخطى إلى اوقاس أين اضطررنا إلى العشاء والمبيت وعند صلاة العشاء توجهنا إلى المسجد غير البعيد من الشاطيء ..........تصوروا المسجد صغير لا يصل إلى ربع مساجدنا ورغم ذلك لم يتجاوز المصلون الصفين وفي خضم حيرتي همس لي صديقي كل هؤلاء ضيوف مدينة أوقاس.
يا جماعة يا إخوة يا إحبة رسول الله.......... إخواننا القبائل يضيعون منا .......... يسرقون منا ........ماذا سنقول لرب العالمي عندما يسألنا عنهم.........هؤلاء أحبتنا ......جلسنا نتناحر حول طول السواك وحكم الملاعق وإخواننا يعانون الصواعق.
الاحصائيات تقول أن الآلاف من القبائل يتحولون عن الإسلام فكيف ينام لنا جفن أو تقر لنا عين ؟
أين الدعاة إلى الله ؟ أليس فينا من يبيع نفسه إلى الله فيحي الدعوة إلى الله هناك ؟ أكل ما نحسنه هو اللعب بالحاسوب وتضليل هذا وتكفير هذا وتفسيق هذا ؟ أين طريق الأنبياء في الدعوة إلى الله ؟
يا إخوان سنستيقض يوما وقد زرعت بيننا دولة مسيحية ؟ فماذا سنفعل وماذا سنقول ؟
إلى الله المشتكى وهو المستعان...............