كتاب فتاوى أكابر العلماء حول فتنة الجزائر.. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كتاب فتاوى أكابر العلماء حول فتنة الجزائر..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-10, 22:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post كتاب فتاوى أكابر العلماء حول فتنة الجزائر..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ بالله مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه. أما بعد..
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

«والعَجَب من قومٍ أرادوا نصرَ الشرع بعقولهم الناقصة، وأَقْيِسَتِهِم الفاسدة، فكان ما فعلوه مَمَرًّا جَرَّأَ الملحدين أعداءَ الدِّين عليه، فلا الإسلامَ نصروا، ولا الأعداءَ كسروا»
هذا.
كتاب : (قبسات من كتاب فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر للإعتبار وفيه التحذير من كل غادر عيار) - للشيخ محمّد بن عبد الحميد حسّونة -رحمه الله-..

https://www.hssona.com/eg/up/books/qbsat-mn-ketab.doc













 


رد مع اقتباس
قديم 2012-12-10, 22:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[كتاب مصور] "فتنة التكفير" للعلامة المحدث ناصر الدين الألباني (مع تعليقات العلامتين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز و فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين) : https://bitly.com/fitnat_takfir

> ألبوم الكتب المصورة : https://bitly.com/pdfbooks
موقع الإمام الآجري... صفحة طالب العلم الشرعي...










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 07:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( وثائق ) : الشيخ ابن عثيمين سنة 1419 هـ : أما هذا الإرهاب فهو والله نقص على المسلمين ، أقسم بالله .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
عند قوله تعالى ( لأنذركم به ومن بلغ ).
لأنذركم به : أحذركم من المخالفة ... وفي قوله ( ومن بلغ ) : إشارة إلى أن من لم

يبلغه القرآن لم تقم عليه الحجة ، وكذلك من بلغه على وجه مشوش فالحجة لاتقوم عليه ، لكنه ليس كعذر الأول الذي لم تبلغه نهائياً لأن من بلغته على وجه مشوش يجب عليه أن يبحث ، لكن قد يكون في قلبه من الثقة بمن بلغه مالا يحتاج معه في نظره إلى البحث .

الآن الدين الاسلامي عند الكفار هل بلغ عامتهم على وجه غير مشوش ؟
لا أبداً .. ولما ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين ، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعما منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله ، والحقيقة أنهم أساؤوا إلى الاسلام
وأهل الاسلام أكثر بكثير مما أحسنوا !
ماذا أنتج هولاء ؟!
أسألكم : هل أقبل الكفار على الاسلام ، أو ازدادوا نفرة منه ؟
وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة ، والإسلام بريء منها ، الإسلام بريء منها .

حتى بعد أن فرض الجهاد ما كان الصحابة يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم أبدا .. إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد.
أما هذا الإرهاب فهو والله نقص على المسلمين ، أقسم بالله .
لأننا نجد نتائجه مافي نتيجة ! أبداً بل هو بالعكس فيه تشويه السمعة ، ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة . أ .هـ


من الشريط الأول من شرح أصول التفسير ( الوجه الأول )
تمّ الشرح في الثاني من ربيع الأول 1419هـ.
"شبكة
سحاب السلفية"










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 07:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إحذروا أيها الشباب .!



هكذا يفعل الإرهابيين بعقول الشباب..!

بواسطة:هذا منهاجى سلفى اثرى

غسيل مخ وتبشير بالجنة ...... هكذا ضحكوا على الشباب المغرر بهم
بسم التكفير والتفجير هل تتصور انك فى جنة بفعلك هذا !
تتصور ربى راضى عليك بقتل الناس.






احذروا من قناة الحظيرة...انها حظيرة من لا حظيرة له..

..........................................










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 07:31   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

، فهذا مقطع صوتي للشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله يصف فيه أعضاء تنظيم القاعدة الخارجي التكفيري بأنهم مجاهدون في سبيل الشيطان.

و إليكم المقطع الصوتي

كما يمكنكم تحميله من
هنا.










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 07:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإسلام ينهى عن العنف في الدعوة..!

* مما يلاحظ على الثقافة الإسلامية المعاصرة اليوم أنه يشوبها شيء من فكر بعض الفرق الضالة مثل الخوارج والمعتزلة، فتجد في بعضها تكفير المجتمعات والأفراد وتسويغ العنف ضد العصاة والفساق من المسلمين، فما توجيهكم؟

- الجواب: هذا منهج خاطئ ؛ لأن الإسلام ينهى عن العنف في الدعوة، يقول تعالى : {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (125)} [النحل]، ويقول لنبـيـيه موسى وهارون عليهما السلام تجاه فرعون: {فقولا له قولاْ لينا لعله يتذكر أو يخشى(44)} [طه]. والعنف يقابل بالعنف ولا يفيد إلا عكس المطلوب، وتكون آثاره على المسلمين سيئة، فالمطلوب الدعوة بالحكمة وبالتي هي أحسن وباستعمال الرفق مع المدعوين. أما استعمال العنف مع المدعوين والتشدد والمهاترات فهذا ليس من دين الإسلام، فالواجب على المسلمين أن يسيروا في الدعوة على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى حسب توجيهات القرآن الكريم.

والتكفير له ضوابط شرعية، فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام التي ذكرها علماء أهل السنة والجماعة حكم بكفره بعد إقامة الحجة عليه، ومن لم يرتكب شيئا من هذه النواقض فليس بكافر وإن ارتكب بعض الكبائر التي هي دون الشرك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
سماحة الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-


نقلاً عن مجلة الدعوة عدد 1906 -23/ جمادى الآخرة/1424 هـ










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 07:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال أسامة بن لادن في مقابلته مع قناة الجزيرة بشأن التفجيرات التي وقعت في الرياض: (شرف عظيم فاتنا أن لم نكن قد ساهمنا في قتل الأمريكان في الرياض)
وقال أيضا: ( فأنا أنظر بإجلال كبير واحترام إلى هؤلاء الرجال العظام على أنهم رفعوا الهوان عن جبين أمتنا سواء الذين فجروا في الرياض أو تفجيرات الخبر أو تفجيرات شرق إفريقيا وما شابه ذلك)

الشيخ صالح الفوزان
===============
أسامة بن لادن من الخوارج
===============

نص السؤال
وهذا أيضا يقول : لا يخفى على سماحتكم ما لأسامة بن لادن من تحريض للشباب في العالم ، وأيضا الإفساد في الأرض ، والسؤال : هل يسوغ لنا أن نصفه بأنه من الخوارج ، لا سيما وأنه مؤيد للتفجيرات في بلادنا وغيرها ؟
نص الجواب
كل من إعتنق هذا الفكر فهو من الخوارج
كل من إعتنق هذا الفكر ودعا إليه وحرٌض عليه فهو من الخوارج بقطع النظر عن اسمه وعن مكانه
فهذه قاعدة أن كل من دعا الى هذا الفكر وهو الخروج على ولاة الأمور وتكفير المسلمين واستباحة دماء المسلمين فهو من الخوارج

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الشيخ صالح الفوزان وصف أسامة بن لادن بأنه من الخوارج


==============
التحذير من رءوس الخوارج
==============

نص السؤال
هذا سائل فضيلة الشيخ يقول : لماذا لا تصدر فتاوى من هيئة كبار العلماء تحذر من رءوس الخوارج مثل ابن لادن والظواهري والفقيه حتى لا يغتر بهم كثير من الناس وخاصة الشباب ؟
نص الجواب
ظاهر من هيئة كبار العلماء عدة قرارات فى التنديد بهذه الأعمال وأصحابها
عدة قرارات ظهرت وفى ظمنها التنديد بمن يدبرونها ومن يخططون لها يدخلون فى هذا ما فى شك

=============================
الكلام في المشعري والفقيه وأسامة بن لادن

=============================
نص السؤال:

أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول: أرجو قراءة السؤال على فضيلة الشيخ كما كتبته وإلا فالله ما جُعِلتم في حل وأنا خصيمك بين يدي الله عز وجل. يقول السائل: هل المسعري والفقيه وأسامة بن لادن يسمون ممن فارق الجماعة؟ وما رأيكم بمن يقول أن الشيخ ابن باز لم يتكلم في أسامة بن لادن والفتوى المنسوبة إلى الشيخ مكذوبة عليه، ويُحْتج كثيرًا بهذه المقولة؟
نص الجواب:

أما الفقيه وأسامة بن لادن والمسعري، أنتم تحكمون عليهم من أفعالهم وأقوالهم، تحكمون عليهم من أفعالهم وأقوالهم و..، لا تكذبوا عليهم؛ ولكن احكموا عليهم بما ظهر منهم من التصرفات.

وأما أن الفتوى مكذوبة على الشيخ؛ فهذا هو الكذب؛ الكاذب هو الذي يقول أنها مكذوبة، ليست مكذوبة؛ ونحن سمعناها من الشيخ، سمعناها من الشيخ –رحمه الله-، وكتبت في فتاواه، وقُرِأت عليه وهو حي، وقرأت الفتاوى بعد وفاته على المشايخ وأقروها، الذي يقول هي مكذوبة هو الكاذب. نعم.

الشيخ صالح الفوزان الكلام في المشعري والفقيه وأسامة بن لادن


==============================
القائمون بالتفجيرات في بلاد الحرمين
==============================
نص السؤال
فضيلة الشيخ وفقكم الله ، هل الذين قاموا بالتفجير في هذه البلاد يعدون
من البغاة أو الخوارج ؟
نص الجواب
أشد من الخوارج الخوارج ما فعلو مثل هلفعل فهم خوارج وزيادة زادو عليهم
الخوارج ما يدخلون على أهل البيوت وينسفونه عليهم ويقتلون الاطفال ومن وجدو مايفعلون هذا الخوارج
ما يفعل هذا إلا القرامطة
هذا أشبه بفعل القرامطة

=================================
موقف الدين من القائمين بالتفجيرات في البلاد الإسلامية
=================================
نص السؤال
أحسن الله إليكم يقول: هل يقال لمن قاموا بالتفجيرات في هذه البلاد أنهم من الخوارج؟
نص الجواب:
على كل حال هذا إفساد فى الإ رض هذا إفساد فى الإرض وإهلاك للحرث والنسل وإعتداء على الدماء البريئة وترويع للمسلمين فهو من أشد افعال الخوارج
الخوارج ما فعلو مثل هذا
الخوارج يبرزون فى المعارك ويقاتلون أما هؤلاء يغدرون يجون للناس وهم نايمين و آمنين وينسفون المنازل بما فيها هذا فعل الخوارج ؟ لا
هذا أشبه شي بفعل القرامطة
أشبه شى بفعل القرامطة
أما الخوارج فهم يتنزهون عن هذا الغدر و هذه الخيانة
ما فعل هذا الخوارج
نعم

===============================
التفجيرات والمظاهرات والعمليات الانتحارية
===============================
نص السؤال

يقول السائل: ما قول سماحتكم فيمن يؤيد التفجيرات والمظاهرات
والعمليات الانتحارية وجزاكم الله خيرا ؟
نص الجواب
هذا من الموضوع الذى تحدثنا عنه الذى يؤيد التفجيرات وإضرار المسلمين والتخريب هذا من المنافقين
هذا من المنافقين والعياذ بالله الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر فلما سنحة الفرصة له صار مع الاشرار ويؤيدهم


==============================
دفاع بعض الناس عن الفئة الضالة
==============================
نص السؤال

هذا يقول : بعض الناس يدافع عن هذه الفئة الضالة ويقول بجانب ما حصل منهم من هذه
الأعمال أن لهم حسنات يجب أن تذكر ؟
نص الجواب
ماهى الحسنات ؟ تهديم البيوت وتقتيل وترويع وإتلاف الاموال وقتل المسلمين والمعاهدين هذه
حسناتهم ؟ مالهم حسنات ظاهرة
أما فيما بينهم وبين الله فنحن لا نعلم الغيب لكن ظاهرهم أن مالهم حسنات ظاهرة والذى يدافع عنهم
هذا يكون مثلهم ترى حكمه حكمهم وان كان انه ما خرج معهم ولا فجر معهم إذا كان يرى أنهم على
حق فانه مثلهم عند الله ومثلهم فى الحكم فليحذر المسلم من هذا انه يكون منهم وهو لا يدر ى لانه
يدافع عنهم أو يبرر لهم أو يعتذر لهم

الشيخ صالح الفوزان دفاع بعض الناس عن الفئة الضالة
=================================
القائمون بالتفجيرات في بلاد المسلمين وقتلهم الشرطة
=================================
نص السؤال

الذين يفجرون في بلاد المسلمين ويقتلون الشرطة هل هم منافقون ، وإذا
كانوا منافقين فهل نفاقهم أكبر أم أصغر ؟
نص الجواب

هؤلاء خوارج هؤلاء خوارج خرجوا عن طاعة ولى الامر وجمعوا مع الخروج عن طاعة ولى
الامر قتل المسلم
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )
هؤلاء خرجوا على ولى الامر وفارقو جماعة المسلمين وقتلوا الابرياء قتلوا المؤنيين
والعياذ بالله جمعوا شرا الى شر














رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 07:54   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مفهوم مصطلح الإرهاب والتطرف


السؤال: كثيراً ما نسمع عن مصطلحات مثل: الإرهاب، والتطرف، ويتكلم في ذلك من هب ودب، فما هو المعيار الصحيح لذلك؟ أي: لمعنى هذه المصطلحات، أو بمعنى آخر: متى يكون الرجل إرهابياً أو متطرفاً؟

الجواب: التطرف هو الأخذ بالرخص التي لا وجه لها ولا دليل عليها، والإرهاب هو الذي يتعدى على الناس بالضرب أو بالقتل بغير حق وبغير دليل، عن جهل وقلة بصيرة، هؤلاء هم الإرهابيون الذين يقتلون الناس بغير حق، وبغير حجة شرعية، فيغيرون على الناس أمنهم، ويسببون المشاكل بينهم وبين دولهم، هؤلاء هم الإرهابيون، أما من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر حسب طاقته فليس إرهابياً، فيأمر بالمعروف حسب طاقته مع أهله، ومع أولاده بيده، في سلطانه، كونه أميراً أو رئيس هيئة، أو موظفاً، فإنه مأمور حسب ما أمر به، وحسب ما عنده من الصلاحيات، والذي لا يستطيع فإنه ينكر بلسانه.. يا عبد الله! اتق الله، هذا لا يجوز، هذا واجب عليك، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، كما قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]. فإن عجز فيكره المنكر بقلبه ولا يحضر المنكر، فالذين يقتلون أو يضربون الناس بغير وجه شرعي هؤلاء هم الإرهابيون، هم المفسدون، هم الذين يخلّون بالأمن ويفسدون على الناس مجتمعاتهم، ولكن لا يغير بيده إلا إن كان عنده صلاحية من جهة ولاة الأمور، وإلا فليرفع الأمر إلى ولاة الأمور، إذا رأى المنكر وعجز عنه يرفع الأمر إلى ولاة الأمور، ولكن ينصح بالكلام والدعوة إلى الله والترغيب والترهيب، أما مع أهل بيته، مع زوجته وأولاده، مع من تحت سلطانه فلا بأس به، له الأمر باليد حسب ما عنده من الصلاحية.. وفق الله الجميع.


ــــــــــــــــــــــــــــــ

من أسئلة محاضرة : ( أسباب الثبات أمام الفتن )
للشيخ : ( عبد العزيز بن باز )طيب الله ثراه.










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


[ الكتاب الثاني عن ملف الجزائر ]

فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون
فتاوى العلماء الأكابر
فيما أُهدر من دماء في الجزائر
أصحاب الفضيلة العلماء:
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
محمد ناصر الدين الألباني
محمد بن صالح بن عثيمين
جمع وتعليق:
عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري
قرأه: العلاَّمة الشيخ محمد بن صالح العُثيمين

قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ [الأنعام 151].
وقال: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء 93].
وقال رسول الله : « أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ »، متفق عليه.
وقال أيضًا : « لا يَزَالُ العَبْدُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا »، رواه البخاري.
وقال أيضًا : « قَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيِا » رواه النسائي، وهو صحيح.
يتبع ...............










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:28   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

..


جمع التعليق الشيخ عبد المالك رمضاني

قرأه: العلاَّمة الشيخ محمد بن صالح العُثيمين

قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ [الأنعام 151].
وقال: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
[النساء 93].
وقال رسول الله  : « أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ »، متفق عليه.
وقال أيضًا : « لا يَزَالُ العَبْدُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا »، رواه البخاري.
وقال أيضًا : « قَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيِا » رواه النسائي، وهو صحيح.
* * *
ـ قال العلاَّمة الألباني رحمه الله: (( نحن نؤيِّد كلَّ مَن يدعو إلى الردِّ على هؤلاء الخارجين على الحُكَّام، والذين يَحُثُّون المسلمين على الخروج على الحكَّام )).
ـ قال العلاَّمة ابن باز رحمه الله: (( إن كان أحدٌ من الدعاة في الجزائر قال عنِّي: قلتُ لهم: (يغتالون الشرطة، أو يستعملون السلاح في الدعوة إلى الله) هذا غلطٌ ليس بصحيح، بل هو كذب! )).
ـ قال العلاَّمة ابنُ عثيمين حفظه الله: (( نرى أنَّه يَجبُ عليهم وضعُ السِّلاح وإلقاءُ السَّلام، وإلاَّ فكلُّ ما يترتَّب على بقائهم من قتلٍ ونَهبِ أموالٍ واغتصابِ نساءٍ فإنَّهم مسئولون عنه أمام الله عزَّ وجلَّ، والواجبُ عليهم الرجوع )).
* * *
واعلم أنَّ أهلَ العلم لا تَجتَمِعُ كلمتُهم على مثلِ هذا تثبيطًا للعاملِ، وتثبيتًا للخامِلِ الغافِلِ، ولكنَّهم ينتَهون إلى حيث أدَّاهم إليه اجتهادُهم، الذي لا يَجوز لِمَن دُونَهم مخالفتُهم فيه؛ لقصورِهم عنه، وخُلوِّ أيديهم من المَلَكات العِلميَّة التي تمكَّنوا منها، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ [الزمر 9].

قالوا عن مُجدِّدي هذا القرن
قال جامعُه عفا الله عنه وعن والديه:
سمعتُ العلاَّمةَ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ يقول:
(( خَلَت الأرضُ من عالِم، وأصبحتُ لا أعرف منهم إلاَّ أفرادًا قليلين، أَخُصُّ بالذِّكر منهم: العلاَّمةَ عبد العزيز بن باز، والعلاَّمةَ محمد بن صالح بن عثيمين ))( ).
قال العلاَّمةُ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: (( ما رأيتُ تحت أديم السماء عالمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلاَّمة محمد ناصر الدِّين الألباني! )).
وسُئل عن حديث رسول الله : « إنَّ اللهَ يبعثُ لهذه الأمَّة على رأس كلِّ مائة سنة مَن يُجدِّد لها دينها » ( )، فسُئل مَن هو مُجدِّدُ هذا القرن؟ فقال رحمه الله: (( الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مُجدِّدُ هذا العصر في ظنِّي، والله أعلم ))( ).
وقال أيضًا: (( لا أعلمُ تحت قُبَّة الفلك في هذا العصرِ أعلم من الشيخ ناصر ))( ).
وسُئل العلاَّمة محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ـ عمَّن رمى الشيخ الألباني بالإرجاء، فأجاب قائلًا:
(( مَن رمى الشيخ الألبانيّ بالإرجاء فقد أخطأ؛ إمَّا أنَّه لا يعرف الألبانيَّ، وإمَّا أنَّه لا يعرف الإرجاءَ.
الألبانيُّ رجلٌ من أهل السنة رحمه الله، مدافعٌ عنها، إمامٌ في الحديث، لا نعلم أنَّ أحدًا يُباريه في عصرنا، لكنَّ بعضَ الناس ـ نسأل الله العافية ـ يكون في قلبه حقدٌ إذا رأى قبول الشخص ذهب يلمزه بشيءٍ، كفعل المنافقين الذي يلمزون المُطَّوِّعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلاَّ جهدَهم، يلمزون المتصدِّق المُكثر من الصدقة، والمتصدِّق الفقير.
الرجل ـ رحمه الله ـ نعرفه من كتبه، وأعرفه ـ بِمجالستِه أحيانًا ـ سلفيَّ العقيدة، سليمَ المنهج، لكنَّ بعضَ الناس يريد أن يُكفِّر عبادَ الله بِما لَم يُكفِّرهم الله به، ثمَّ يدَّعي أنَّ مَن خالفه في هذا التكفير فهو مرجئٌ، كذبًا وزورًا وبهتانًا( )، لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أيِّ إنسانٍ صدر ))( ).
وقال أيضًا: (( الرَّجلُ طويلُ الباعِ، واسعُ الاطِّلاعِ، قويُّ الإقناعِ ))( ).
اطَّلَعَ الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ حفظه الله ـ على محتوى الكتاب، ووافق على طبع فتاواه المدرجة فيه، بعد تهذيبِها من قِبَله، وذلك بتاريخ: ليلة الخامس عشر من ربيع الأول 1421هـ، وذلك في بيتِه العامر في مدينة عنيزة بالقصيم.
وسيجد القارئُ توقيعات الشيخ على كلِّ فتاواه في محلِّها.
****
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهد أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد: فهذه رسالةٌ خاصَّةٌ بأهلِ الجزائر، جَمعتُ فيها فَتاوى لثلاثةٍ مِن أهل العلم الكبار من أهل السنة والجماعة، لا يشكُّ منصفٌ في رُسوخِ أقدامِهم في العِلم، وتفانِيهم في النُّصحِ للمسلمين، وهم:
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
وفضيلة الشيخ محمد ناصر الدِّين الألباني.
وفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.

جزاهم الله خيرًا جميعًا، ونفَعَ المسلمين بعِلمهم، وأعظم لهم المثوبةَ.
وقد كان ولا يزال شيخُنا الفاضل عبد المحسن بن حمد العباد البدر يُسمِّيهم بحقٍّ: علماء الدُّنيا الثلاثة.

ثمَّ إنَّني اقتصرتُ على نقل فتاوى هؤلاء الأكابر الفضلاء؛ لأنَّ سفَّاكي الدِّماء في الجزائر ـ باسم الدِّين ـ كانوا قد أشاعوا عنهم تأييدهم لهم كذبًا وزورًا! وزعموا أنَّهم العلماء المرتَضَوْن عندهم!!
فعساهم يرضون بهم مفتين ههنا، إن كان فيهم بقية إنصاف؟!
وهؤلاء العلماء لَمْ يدَّخِروا وُسعًا في بيان الحقِّ في هذه الفِتنةِ العارِمَةِ التي تَلاحقَتْ حَلَقاتُها كتَلاحُقِ خَرَزاتِ العِقْدِ إذا قُطِع.
واعلم أنَّ سفَّاكي الدماء بالجزائر قسمان:
ـ قسمٌ يُقاتل الشعبَ كلَّه، لا يُفرِّق بين حاكم ومحكوم، وهم غلاة التكفير.
ولا يُحاولنَّ خوَّانٌ تبرئتَهم من انتهاك أعراض النساء وقَتْل الشيوخ والعجَزة وذَبح الصبيان، وتقطيع أعضاء آبائهم بالفؤوس وهم ينظرون، وتحريق العائلة بأسرِها مأسورة في سيارتها ...
يا ابنَ الكرامِ ألا تدنو فتُبصرَ ما قد حدَّثوكَ فما راءٍ كمَن سَمِعَا
ـ وقسمٌ يزعم أنَّ قِتَالَه نظيفٌ؛ لأنَّه يقتصر على رجال الدولة والشُّرَط والعساكر!
وهذا القسم نوعان:
‌أ- الجيش الإسلامي للإنقاذ.
‌ب- الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

وهؤلاء جميعًا هم جماعات تكفير؛ لأنَّهم لم يستبيحوا قتالَ مَن ذكرتُ إلاَّ بعد تكفيرهم.
وتكفيرُهم لهؤلاء لا برهان عليه من الله، ولا اتَّبعوا فيه أهلَ العلم المُبَرِّزين.
ولا يَغُرَّنَّكم انتسابُ أولئك إلى (السلفية)، فليس لهم منها إلاَّ الاسم، وإلاَّ فكيف تستقيم لهم هذه الدعوى وهم في وادٍ والعلماء السلفيون في وادٍ، كما ستراه في هذه الفتاوى؟!
ولا يغرَّنَّكم أيضًا ادِّعاؤهم أَخْذَ الفتيا من (فلان!) من المتشبِّهين بأهل العلم؛ وذلك لسببين هما:
الأول: أنَّ المفتي المشار إليه ليس من الراسخين في العلم، ولا هو على مذهب أهل السنة في مسألة (الإيمان والكفر)، فأين هذا من أولئك الأعلام و(ليس الصحيح كالمُقْعَد)؟!
وقد اشترط الله عزَّ وجلَّ لمثل هذه النوازل الخطيرة سؤال الراسخين من العلماء، فقال: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء 83].
الثاني: أنَّهم حملوا السلاحَ قبل ميلاد الفتوى، بل لم يكن لهم يومَها استعدادٌ للالتفات إلى عالِمٍ أصلًا، كائنًا مَن كان، والصادقون منهم أَخبَرُ الناس بِما أقول!
وسوف أُبيِّن هذا ـ إن شاء الله ـ في مصنَّف خاص، وأذكر فيه تاريخ خروجهم وتاريخ فتواهم هذه المعتمدة عندهم.
ولا أحبُّ ههنا التمييز بين هذه الجماعات؛ لاشتراكها جميعًا في الدِّماء المعصومة، فإنَّه مهما قيل: إنَّ ثَمَّ فرقًا بين قتل المدنيين والعسكريين جميعًا

ـ كما يفعله الغلاة ـ وبين الاقتصار على قتل العسكريين فقط، كما يفعله مَن دونهم؛ لأنَّ هؤلاء المقتولين جميعًا مسلمون، والاستخفافُ بدمٍ واحدٍ استخفافٌ بدم الجميع، قال الله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة 32].
وقد قَتَل أسامةُ بن زيد رضي الله عنهما رجلًا من المشركين بعد أن نطق هذا بكلمة الإسلام وهو في المعركة، فقال له رسول الله : « أقال: لا إله إلاَّ الله؟ فقال أسامة: يا رسول الله! إنَّما قالها خوفًا من السلاح. قال: أفلا شقَقْتَ عن قلبه حتى تعلمَ أقالها أم لا؟! ».
وفي رواية أنَّ رسول الله  قال: « يا أسامة! أقَتَلتَه بعد ما قال لا إله إلاَّ الله؟ قلت: يا رسول الله! إنَّما كان متعوِّذًا. فقال: أقتَلتَه بعد ما قال لا إله إلاَّ الله؟! فما زال يُكرِّرُها حتَّى تمَنَّيتُ أنِّي لم أَكن أسْلمتُ قَبل ذلك اليوم!! » ( ).

فتأمَّل:
1- فإنَّ النبيَّ  لَم يمنعه كونُ القاتل هو حِبَّه أسامة من تعنيفه، وتعظيم الجناية في عينيه، خلافًا للمستخفِّين بدماء المسلمين، مع أنَّ أسامةَ رضي الله عنه كان متأوِّلًا قاصدًا نصرةَ الدِّين، مقاتِلًا لرجلٍ من المشركين، لم ينطق بكلمة (لا إله إلاَّ الله) إلاَّ تحت بارقة السيف.
كلُّ القرائن توحي بأنَّه لم يُرِد بكلمة التوحيد إلاَّ حقن دمه، لا سيما وأنَّه مشركٌ من أصله، مع ذلك حرَّم رسول الله  قتْلَه، بل عنَّف حِبَّه
هذا التعنيفَ الذي لم يُعهَد مثلُه عنه ، حتى تمنَّى أسامةُ أنَّه لم يعرِف الإسلامَ قبل هذه الحادثة، فأين هم الذين يَعرِفون لكلمة (لا إله إلاَّ الله) حُرمتَها؟!
وعلى هذا، فمَن كان متأسِّيًا برسول الله  فلا يُجامِلنَّ هذه الجماعات المقاتِلة كما لَم يُجامِل رسولُ الله  حِبَّه أسامة رضي الله عنه.
2- إنَّ الرجلَ المشركَ لم يكن مسالِمًا، ولكنَّه جاء مقاتلًا، بل قتل من المسلمين عددًا، بل كاد لا يَسْلَم منه أحدٌ، كما قال جندب بن عبد الله رضي الله عنه: (( ... فكان رجلٌ من المشركين إذا شاء أن يَقصِد إلى رجلٍ من المسلمين قَصَد له فقتله ... ))( ).
3- وبعد أن ذكر قَتْلَ أسامة له، قال له رسول الله : « لِمَ قتَلتَه؟
فقال: يا رسول الله! أَوْجَعَ في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا، وسمَّى نَفَرًا، وإنِّي حملتُ عليه، فلمَّا رأى السيفَ قال: لا إله إلاَّ الله! قال رسول الله : أقَتَلتَه؟ قال: نعم! قال: فكيف تصنع بـ (لا إله إلاَّ الله) إذا جاءت يوم القيامة؟! قال: يا رسول الله! استَغفِرْ لي. قال: وكيف تصنع بـ (لا إله إلاَّ الله) إذا جاءت يوم القيامة؟! فجعل لا يزيد على أن يقول: كيف تصنع بـ (لا إله إلاَّ الله) إذا جاءت يوم القيامة؟! » ( ).

هذا في حقِّ مشرك آذى المسلمين بسيفه وقاتَلَهم، فكيف بقَتل مسلمٍ قد يكون مصليًّا مزكيًّا صوَّامًا، كلُّ ذنبه أنَّه شرطيٌّ أو عسكريٌّ؟!
فلا إله إلاَّ الله ما أشدَّ قسوة القلوب!
قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (( إنَّ من وَرْطات الأمور التي لا مَخرَج لِمَن أوقع نفسَه فيها سفكَ الدَّم الحرام بغيرِ
حلِّه
))( ).
فكيف ـ مع هذا كلِّه ـ يدَّعي مستحلُّو دماء الشرطة أنَّ قتالَهم نظيفٌ، ثم هم يعيشون بالأموال المسروقة والمغتصَبة من أهلها عنوةً، ويُزهقون أرواحَ العساكر المسلمين ويَذَرونهم يتشحَّطون في دمائهم وأهلوهم ينظرون؟!
ونحن إذ لا نتبرَّأ من (السلفية)؛ لأنَّها الدينُ الحقُّ، فإنَّنا نبرأ إلى الله من (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) ومن كلِّ حامل سلاحٍ اليومَ في بلادنا ضدَّ النظام أو الشعب.
أقول هذا ليَعلَم الخَلْقُ أنَّ في انتساب هؤلاء الثُوار إلى السلفية تشويهًا للسلفية، كما أنَّ انتساب المسلمين المنحرفين إلى الإسلام تشويه للإسلام، وصدٌّ عن سبيل الله، وتنفيرٌ من الفرقة الناجية.
لكن السلفية هي السلفية، كما أنَّ الإسلام هو الإسلام، وإن تلبَّس به مُحرِّفُه.

3 إنَّ أسامةَ بنَ زيد رضي الله عنهما وقع فيما وقع فيه، ولم يَسبق له أن عرف حُكمَ ما وقع فيه، ولا كان لديه واقعةٌ تُشبهها فيقيس عليها حالتَه
ـ، فكان لا بدَّ من اجتهاده، وكان لا بدَّ من وقوع أحد الأمرين: إمَّا قتلُ الرجل أو تَرْكُه.
إذن فالفُرَصُ التي لديه محدودةٌ جدًّا، ولا سيما وهو في معركة، وقد وجد بين يديه مشركًا شجاعًا ومقاتلًا قويًّا، لم يقدر عليه غيرُه.
كلُّ هذه القرائن لم تَشفع له عند رسول الله ، حتى قال فيه ما قال!
فتأمَّل هذا ـ رحمك الله ـ متجرِّدًا عن الهوى، ومتدثِّرًا بلباس التقوى.
واعلم أنَّ هذا التصرُّفَ من رسول الله  هو سيرتُه في الدِّماء، فلم يكن  يتساهل في هذا الباب أبدًا، ومثله ما رواه جابر رضي الله عنه قال: « خرجنا في سفر، فأصاب رجلًا منَّا حجرٌ، فشجَّه في رأسِه، ثم احتلم (أي أصابته جنابةٌ وهو نائم)، فسأل أصحابَه، فقال: هل تجدون لي رخصةً في التيمُّم؟ قالوا: ما نجدُ لك رخصةً، وأنتَ تقدر على الماء! فاغتسل فمات، فلمَّا قدمنا على النبيِّ  أُخبِر بذلك، فقال: قتلوه قتَلَهم الله! ألا سألوا إذ لَم يعلموا؟! فإنَّما شفاءُ العَيِّ (أي الجهل) السؤال » ( ).

فتأمَّل غضبَ النبيِّ  في حقِّ نفسٍ مؤمنةٍ واحدة!
فكيف بِمَن سطا على أنفسٍ مسلمةٍ من الجيش والشرطة آمنة في مراكزها؟!
فكيف بِمَن أعمل السيفَ والفأسَ في إزهاق أرواحٍ مسلمةٍ في رمضان وهم يُؤدُّون صلاة التراويح؟!

لقد دعا النبيُّ  بهذا الدعاء الشديد على مجاهدين مجتهدين في ظنِّهم، ولقد حقَّت عليهم هذه الدعوة لولا أنَّ رسول الله  قد قال: « اللَّهمَّ إنَّما أنا بشرٌ، أغضبُ كما يغضبُ البشرُ، فأيُّما رجل من المسلمين سَببْتُه أو لَعنتُه أو جلدتُه فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقُربةً تُقرِّبُه بها إليك يوم القيامة، واجعل ذلك كفَّارةً له إلى يوم القيامة »، وفي رواية: « فأيُّما أحدٍ دعوتُ عليه من أمَّتي بدعوة ليس لَها بأهل ... »، الحديث( ).
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (( فإنَّ هؤلاء أخطأوا بغير اجتهاد؛ إذ لم يكونوا من أهل العلم ))( ).
لقد عاشت الجزائر منذ استقلالها عن العدوِّ الفرنسي الكافر أيامَ فتنةٍ في دينها ودنياها.
أمَّا الدِّين؛ فلأنَّ الاستعمارَ لَم يترك لها منه سوى رواسب الشرك، وشعائر البدع، ولولا أنَّ اللهَ سخَّر لأهلها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لَما بقي فيهم من يُفرِّق بين شرك وتوحيد، ولا بين سنة وبدعة، إلاَّ ما شاء الله.
وأمَّا الدنيا؛ فقد كان للسرقة أثرٌ مقلقٌ، حتى إنَّ الرجلَ ليتحاشى أن يَحملَ معه فضلَ مالٍ على نفقته اليومية وهو يريد امتطاء النقل الجماعي، وكان من غرائب المناظر أن ترى على المرأة حِلْيَتَها إذا خرجت من بيتها؛ خشية أن تُغتصب منها نهارًا جهارًا.
فما لبث الأمر أن تديَّن الناسُ حتى أمنوا على أموالهم، ونسوا ما كان أقلقهم من قبل.

وجاءت أيامُ رخاء وأمن وتديّن قويٍّ، حتى إنَّ الرجلَ ليَجوبُ البلادَ شرقًا وغربًا، لا يخاف على نفسه إلاَّ الذئب، بل لا يُفكِّر أين يأويه المبيت؛ لأنَّ الشعبَ الجزائريَّ شعبٌ اجتماعيٌّ متكافلٌ.
ومرَّ به زمنٌ لا تكاد تصادف فيه فقيرًا يتسوَّل.
يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:34   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أمَّا عن الدِّين فقد انتشر فيها ـ قبل هذه الفتنة ـ التوحيدُ والسنة،

وانحسر نشاط طرائق الشرك والبدعة انحسارًا شديدًا، ورجعت المرأة إلى خِدْرِها، ووجدت شرفَها في سترها، وتُركت الخمور في كثير من الأحياء، وازدحمت المساجدُ بأهلها، ودخل الدِّينُ كلَّ بيتٍ، وعضَّ العدوُّ الأناملَ من الغيظ.
ثمَّ
انتبه هذا، فاستفزَّ من الشعب أصلبه عودًا، وأشده جمودًا، وأوقد نار الفتنة بينهم وبين دولتهم، فتقلَّص ظلُّ الدعوة النبوية، وحلَّ محلَّها خُطبٌ ناريةٌ تهييجية، حتى وُلد منها مولودان لا يُدرى أيّهما سبق الآخر:
أحدهما: الخروج على الحكَّام.
وثانيهما: التكفير.

والتكفير والخروج رضيعَا لبانٍ واحد، وربيبَا حِجْرٍ واحد، ما حلاَّ ديار قوم إلاَّ تركوها بلاقع.
ودخلنا فتنةً طال منها الأمد، حتى شاب منها الوالد وما ولد، فاستحال أمنُ البلاد إلى رُعب، وعمرانُها إلى خُرْب، وباتَت مساجدُها الآمنة مسارح للإرهاب، وسالت من دماء هذه الأمة المسلمة أنهار غزار!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي : « والذي نفسي بيده! ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يَدرِي القاتلُ في أيِّ شيء قَتلَ، ولا يدري المقتولُ على أيِّ شيءٍ قُتل » ( ).

فبدءًا بالتَّهيِّيج السياسيِّ على المَنابرِ باسمِ التَّوعيةِ الإسلامية!
وتَثنِيَةً بالتَّعبِئَةِ الجماهيرية باسم الـمُحافَظَةِ على الـهَوِيَّةِ الإسلامية!
وتثليثًا بالخروجِ على الحُكَّامِ باسمِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهْي عن المنكرِ!
وتَربيعًا بتكفِير المسلمين باسمِ الوَلاءِ والبَراءِ!
وتَخميسًا بالتَّفجِيرَات العَشوائيَّةِ والـمَجَازِر الجماعية باسم الجهاد!!
هذا الذي شيَّب رؤوس المصلحين، وشاب بكدر عظيم صفاءَ دين المسلمين! حتى شوَّه صورته لدى أعدائه، بسبب فساد تصرُّف أدعيائه.
وإنَّني لأتعجَّبُ كلَّ العجبِ من قومٍ يُباركون الفتنةَ القائمةَ في وطننا العزيز: الجزائر!
ويا لله العجب! أعراضٌ تُنْهَك! ودماءٌ تُسفك! وأموالٌ تُبدَّد! ودينٌ يُهدَّد!
ويأتي مَن أغمضَ عينيه عن هذا كلِّه، وركب من الجهل كلَّ مركب، ويقول: لِماذا لا تنصرون إخوانَكم؟!
وما هي إلاَّ ديار المسلمين! تركوا حبلَها في اضطراب، وأبناءَها في احتراب!
ولو كان هذا من كافرٍ واضحٍ لزال العجبُ، فالعدوُّ الخارجيُّ لا يألونا خبالًا، ولا يدَّخِّر عنَّا وَبالًا، تلك سنَّةٌ معلومة.
إلاَّ أنَّ المقلِقَ حقيقةً قابليَّةُ المسلمين للتآكلِ الدَّاخليِّ، حتى كانت كوَخْزِ الإبَر في المضاجع!
الخَـطـبُ خـطـبٌ فـادح والعـيبُ عـيبٌ فاضـحُ
وعــارُنــا فـي النَّـاس لا تَـحـمـلـه النَّـواضِحُ
ثمَّ لا غِنى لسائرِ الأقطارِ الإسلاميةِ عن هذه الرسالة؛ لأنَّ البلاءَ واحدٌ، والمسلمون لحمةٌ واحدةٌ.
وإنَّني مُذكِّرٌ مَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد باثنتين:
الأولى: أنَّ الحلول المقترحة اليوم لا تكاد تخرج عن إحدى ثلاث:
ـ إمَّا حلٌّ سياسي.
ـ وإمَّا حلٌّ دعوي.
ـ وإمَّا حلٌّ دموي.
والتزامًا بحدِّ الاختصار، لم أتعرَّض ههنا لأقوالِ أهلِ العلمِ في الحَلِّ السياسيِّ، لا سيما وأنا محيلٌ القارئَ على كتابي (( مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية )) فلا أكرِّرُه.
وأمَّا الحَلُّ الدعويُّ، فهو الذي ندعو المسلمين اليوم إلى التركيز عليه، وقد اتَّحدَت كلمةُ هؤلاء الثلاثةِ على التَّنويهِ به، لا سيما سماحة الشيخ مفتي الأنام عبد العزيز بن باز، كما تقرؤه إن شاء الله.
وانحصر البحثُ ههنا في جمع كلمات هؤلاء الأفاضل في التَّنديدِ بالحَلِّ الدمويِّ إجماعًا؛ لمخالفته لسيرةِ سيِّد البشر ، على تفصيلٍ واضحٍ في فتاواهم، حفظهم الله، ويُضاف إليه أنَّه قد أتى علينا حينٌ من الدَّهر والدماء تنزف، فلم يزدد الأمرُ إلاَّ سوءًا!
ونحن لا ننكرُ مشروعيةَ القتالِ في سبيلِ الله، وقد كان لهذه الأمَّةِ فيه أمجادٌ، وضَربَت فيه المثلَ الأعلى، إلاَّ أنَّ قتالَ المسلمِ للمسلمِ ليس بجهادٍ، ولا كرامة! وقد قال الله تعالى: ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء 93].
بل وقتالُ الكفَّارِ عند اسْتضعافِ المسلمينَ ليس بجهادٍ، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةٍ، الآية [النساء 77].
يوضِّحه أنَّ جهادَ رسول الله  مرَّ بأربع مراحل:
1- مرحلة الكفِّ عن القتال، وهي أطولها، ودليلها الآية السابقة.
2- مرحلة الإذن بالقتال من غير أمر به، ودليلها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( لَمَّا أُخرج النبيُّ  من مكَّة، قال أبو بكر: أَخرَجوا نبيَّهم؟ إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! لَيَهْلِكُنَّ. فنزلت: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ [الحج 39]، فعرفتُ [أي أبو بكر] أنَّه سيكون قتال، قال ابن عباس: فهي أوَّلُ آية نزلت في القتال ))( ).
3- مرحلة قتال مَن قاتل المسلمين والكف عن غيرهم، ودليلها قول الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُم وَلا تَعْتَدُوا [البقرة 190].
4- مرحلة قتال كلِّ كافر حتى يُسلم، ودليلها قول الله تعالى: تُقَاتِلُونَهُم أَوْ يُسْلِمُونَ [الفتح 16]، أو يُعطي الجزية وهو ذليل صاغر، على تفصيل معروف في محلِّه، والدليل قول الله عزَّ وجلَّ: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَلا بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة 29]( ).
فمن هنا أخذ العلماء أنَّه لا يجوز للمسلمين ـ أيام ضعفهم ـ قتال الكافرين، تأسِّيًا برسول الله ؛ لأنَّه لا يجوز للمسلمين حينذاك أن يُلقوا بأيديهم إلى التهلكة، بل دمُ الكافرِ ـ في هذه المرحلة ـ معصومٌ كعصمةِ دم المسلم؛ قال ابن تيمية رحمه الله: (( إنَّ المسلمين كانوا مَمنوعين قبل الهجرة من الابتداء بالقتال، وكان قتلُ الكفَّار حينئذٍ محرَّمًا، وهو من قتل النَّفسِ بغيرِ حقٍّ، كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفُّوا أَيْدِيَكُم، إلى قوله: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِم القِتَالُ [النساء 77] ))( ).
ثمَّ علَّل ذلك بقوله: (( وهذا وجهٌ حسنٌ دقيقٌ؛ فإنَّ الأصلَ أنَّ دمَ الآدميِّ معصومٌ، لا يُقتل إلاَّ بالحقِّ ... وكان دمُ الكافرِ في أوَّلِ الإسلام معصومًا بالعصمة الأصليةِ، وبمنعِ الله المؤمنين من قَتْله، ودماءُ هؤلاء القومِ كدمِ القِبْطِيِّ الذي قتَلَه موسى( )، وكدمِ الكافرِ الذي لَم تبلغْه الدعوةُ في زماننا، أو أحسن حالًا من ذلك، وقد عدَّ موسى ذلك ذنبًا في الدنيا والآخرةِ( )، مع أنَّ قتْلَه كان خطأً شبهَ عمدٍ، أو خطأ محضًا، ولم يكن عمدًا محضًا ))( ).
قلتُ: وهذا الحكمُ ليس منسوخًا نسخًا مطلقًا، بحيث لا يجوز العمل به بعد كمال الشريعة( )، وإنَّما الأمر تابعٌ لضَعفِ المسلمين أو قوَّتِهم، وبهذا شرح ابن تيمية ذلك فقال: (( فمَن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مُستضعَفٌ، أو في وقتٍ هو فيه مستضعَفٌ، فليعمَلْ بآية الصبر والصَّفح عمَّن يؤذي اللهَ ورسولَه من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأمَّا أهلُ القوَّةِ فإنَّما يعملونَ بآيةِ قتالِ الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون ))( ).
فبان من كلام الشيخ أنَّ النسخَ المصطلح عليه عند المتأخِّرين غيرُ واردٍ هنا.
فتأمَّل هذا أيُّها المتعلِّم! وأيُّها الفقيه! وأيُّها المجاهد!

يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:36   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أمَّا عن الدِّين فقد انتشر فيها ـ قبل هذه الفتنة ـ التوحيدُ والسنة،

وانحسر نشاط طرائق الشرك والبدعة انحسارًا شديدًا، ورجعت المرأة إلى خِدْرِها، ووجدت شرفَها في سترها، وتُركت الخمور في كثير من الأحياء، وازدحمت المساجدُ بأهلها، ودخل الدِّينُ كلَّ بيتٍ، وعضَّ العدوُّ الأناملَ من الغيظ.
ثمَّ انتبه هذا، فاستفزَّ من الشعب أصلبه عودًا، وأشده جمودًا، وأوقد نار
الفتنة بينهم وبين دولتهم، فتقلَّص ظلُّ الدعوة النبوية، وحلَّ محلَّها خُطبٌ ناريةٌ تهييجية، حتى وُلد منها مولودان لا يُدرى أيّهما سبق الآخر:
أحدهما: الخروج على الحكَّام.
وثانيهما: التكفير.

والتكفير والخروج رضيعَا لبانٍ واحد، وربيبَا حِجْرٍ واحد، ما حلاَّ ديار قوم إلاَّ تركوها بلاقع.
ودخلنا فتنةً طال منها الأمد، حتى شاب منها الوالد وما ولد، فاستحال أمنُ البلاد إلى رُعب، وعمرانُها إلى خُرْب، وباتَت مساجدُها الآمنة مسارح للإرهاب، وسالت من دماء هذه الأمة المسلمة أنهار غزار!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي : « والذي نفسي بيده! ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يَدرِي القاتلُ في أيِّ شيء قَتلَ، ولا يدري المقتولُ على أيِّ شيءٍ قُتل » ( ).

فبدءًا بالتَّهيِّيج السياسيِّ على المَنابرِ باسمِ التَّوعيةِ الإسلامية!
وتَثنِيَةً بالتَّعبِئَةِ الجماهيرية باسم الـمُحافَظَةِ على الـهَوِيَّةِ الإسلامية!
وتثليثًا بالخروجِ على الحُكَّامِ باسمِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهْي عن المنكرِ!
وتَربيعًا بتكفِير المسلمين باسمِ الوَلاءِ والبَراءِ!
وتَخميسًا بالتَّفجِيرَات العَشوائيَّةِ والـمَجَازِر الجماعية باسم الجهاد!!
هذا الذي شيَّب رؤوس المصلحين، وشاب بكدر عظيم صفاءَ دين المسلمين! حتى شوَّه صورته لدى أعدائه، بسبب فساد تصرُّف أدعيائه.
وإنَّني لأتعجَّبُ كلَّ العجبِ من قومٍ يُباركون الفتنةَ القائمةَ في وطننا العزيز: الجزائر!
ويا لله العجب! أعراضٌ تُنْهَك! ودماءٌ تُسفك! وأموالٌ تُبدَّد! ودينٌ يُهدَّد!
ويأتي مَن أغمضَ عينيه عن هذا كلِّه، وركب من الجهل كلَّ مركب، ويقول: لِماذا لا تنصرون إخوانَكم؟!
وما هي إلاَّ ديار المسلمين! تركوا حبلَها في اضطراب، وأبناءَها في احتراب!
ولو كان هذا من كافرٍ واضحٍ لزال العجبُ، فالعدوُّ الخارجيُّ لا يألونا خبالًا، ولا يدَّخِّر عنَّا وَبالًا، تلك سنَّةٌ معلومة.
إلاَّ أنَّ المقلِقَ حقيقةً قابليَّةُ المسلمين للتآكلِ الدَّاخليِّ، حتى كانت كوَخْزِ الإبَر في المضاجع!
الخَـطـبُ خـطـبٌ فـادح والعـيبُ عـيبٌ فاضـحُ
وعــارُنــا فـي النَّـاس لا تَـحـمـلـه النَّـواضِحُ
ثمَّ لا غِنى لسائرِ الأقطارِ الإسلاميةِ عن هذه الرسالة؛ لأنَّ البلاءَ واحدٌ، والمسلمون لحمةٌ واحدةٌ.
وإنَّني مُذكِّرٌ مَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد باثنتين:
الأولى: أنَّ الحلول المقترحة اليوم لا تكاد تخرج عن إحدى ثلاث:
ـ إمَّا حلٌّ سياسي.
ـ وإمَّا حلٌّ دعوي.
ـ وإمَّا حلٌّ دموي.
والتزامًا بحدِّ الاختصار، لم أتعرَّض ههنا لأقوالِ أهلِ العلمِ في الحَلِّ السياسيِّ، لا سيما وأنا محيلٌ القارئَ على كتابي (( مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية )) فلا أكرِّرُه.
وأمَّا الحَلُّ الدعويُّ، فهو الذي ندعو المسلمين اليوم إلى التركيز عليه، وقد اتَّحدَت كلمةُ هؤلاء الثلاثةِ على التَّنويهِ به، لا سيما سماحة الشيخ مفتي الأنام عبد العزيز بن باز، كما تقرؤه إن شاء الله.
وانحصر البحثُ ههنا في جمع كلمات هؤلاء الأفاضل في التَّنديدِ بالحَلِّ الدمويِّ إجماعًا؛ لمخالفته لسيرةِ سيِّد البشر ، على تفصيلٍ واضحٍ في فتاواهم، حفظهم الله، ويُضاف إليه أنَّه قد أتى علينا حينٌ من الدَّهر والدماء تنزف، فلم يزدد الأمرُ إلاَّ سوءًا!
ونحن لا ننكرُ مشروعيةَ القتالِ في سبيلِ الله، وقد كان لهذه الأمَّةِ فيه أمجادٌ، وضَربَت فيه المثلَ الأعلى، إلاَّ أنَّ قتالَ المسلمِ للمسلمِ ليس بجهادٍ، ولا كرامة! وقد قال الله تعالى: ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء 93].
بل وقتالُ الكفَّارِ عند اسْتضعافِ المسلمينَ ليس بجهادٍ، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةٍ، الآية [النساء 77].
يوضِّحه أنَّ جهادَ رسول الله  مرَّ بأربع مراحل:
1- مرحلة الكفِّ عن القتال، وهي أطولها، ودليلها الآية السابقة.
2- مرحلة الإذن بالقتال من غير أمر به، ودليلها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( لَمَّا أُخرج النبيُّ  من مكَّة، قال أبو بكر: أَخرَجوا نبيَّهم؟ إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! لَيَهْلِكُنَّ. فنزلت: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ [الحج 39]، فعرفتُ [أي أبو بكر] أنَّه سيكون قتال، قال ابن عباس: فهي أوَّلُ آية نزلت في القتال ))( ).
3- مرحلة قتال مَن قاتل المسلمين والكف عن غيرهم، ودليلها قول الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُم وَلا تَعْتَدُوا [البقرة 190].
4- مرحلة قتال كلِّ كافر حتى يُسلم، ودليلها قول الله تعالى: تُقَاتِلُونَهُم أَوْ يُسْلِمُونَ [الفتح 16]، أو يُعطي الجزية وهو ذليل صاغر، على تفصيل معروف في محلِّه، والدليل قول الله عزَّ وجلَّ: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَلا بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة 29]( ).
فمن هنا أخذ العلماء أنَّه لا يجوز للمسلمين ـ أيام ضعفهم ـ قتال الكافرين، تأسِّيًا برسول الله ؛ لأنَّه لا يجوز للمسلمين حينذاك أن يُلقوا بأيديهم إلى التهلكة، بل دمُ الكافرِ ـ في هذه المرحلة ـ معصومٌ كعصمةِ دم المسلم؛ قال ابن تيمية رحمه الله: (( إنَّ المسلمين كانوا مَمنوعين قبل الهجرة من الابتداء بالقتال، وكان قتلُ الكفَّار حينئذٍ محرَّمًا، وهو من قتل النَّفسِ بغيرِ حقٍّ، كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفُّوا أَيْدِيَكُم، إلى قوله: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِم القِتَالُ [النساء 77] ))( ).
ثمَّ علَّل ذلك بقوله: (( وهذا وجهٌ حسنٌ دقيقٌ؛ فإنَّ الأصلَ أنَّ دمَ الآدميِّ معصومٌ، لا يُقتل إلاَّ بالحقِّ ... وكان دمُ الكافرِ في أوَّلِ الإسلام معصومًا بالعصمة الأصليةِ، وبمنعِ الله المؤمنين من قَتْله، ودماءُ هؤلاء القومِ كدمِ القِبْطِيِّ الذي قتَلَه موسى( )، وكدمِ الكافرِ الذي لَم تبلغْه الدعوةُ في زماننا، أو أحسن حالًا من ذلك، وقد عدَّ موسى ذلك ذنبًا في الدنيا والآخرةِ( )، مع أنَّ قتْلَه كان خطأً شبهَ عمدٍ، أو خطأ محضًا، ولم يكن عمدًا محضًا ))( ).
قلتُ: وهذا الحكمُ ليس منسوخًا نسخًا مطلقًا، بحيث لا يجوز العمل به بعد كمال الشريعة( )، وإنَّما الأمر تابعٌ لضَعفِ المسلمين أو قوَّتِهم، وبهذا شرح ابن تيمية ذلك فقال: (( فمَن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مُستضعَفٌ، أو في وقتٍ هو فيه مستضعَفٌ، فليعمَلْ بآية الصبر والصَّفح عمَّن يؤذي اللهَ ورسولَه من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأمَّا أهلُ القوَّةِ فإنَّما يعملونَ بآيةِ قتالِ الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون ))( ).
فبان من كلام الشيخ أنَّ النسخَ المصطلح عليه عند المتأخِّرين غيرُ واردٍ هنا.

يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:41   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



فتأمَّل هذا أيُّها المتعلِّم! وأيُّها الفقيه! وأيُّها المجاهد!
فإنَّه استنباطُ الراسخين في العلمِ مثلُ هذا الإمامِ الذي لَم تلِدِ النساءُ بعدَه مثلَه!
وبهذا تَفهَمُ سرَّ تشبيهِ العالِمَيْنِ الجليلَين: ابن باز والألباني هذه المرحلة بالمرحلة المكية التي عاشها رسول الله  بمكَّة في أولِ دعوتِه.

هذا يعني أنَّنا لو سلَّمنا لأولئك الثوَّار بأنَّ هؤلاء الحكَّام كفَّارٌ، فلا يجوز لهم حملُ السلاحِ في وجوههِم؛ لأنَّ دماءَهم معصومةٌ، كما سبق.
ولذلك كان بحثُ التكفير ههنا غيرَ ذي موضوعٍ؛ لأنَّه لا أثرَ له في مسألةِ الخروج.
فلو زعموا أنَّ الحكَّامَ كفَّارٌ، فلا يجوز الخروجُ عليهم في مرحلةِ الاستضعاف هذه التي يعيشُها المسلمون اليومَ.
وإنْ قالوا: هم مسلمون، لكنَّهم ظلمة ...
قلنا: قد دلَّت النصوصُ الشرعيَّةُ على عدم جواز الخروجِ على الحاكم المسلم ولو كان ظالمًا، ومن هذه الأدلَّة حديثُ عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله  قال: « خِيارُ أئمَّتكم [أي حُكَّامكم] الذين تُحبُّونهم ويُحبُّونكم، ويُصلُّون عليكم [أي يَدْعُون لكم] وتُصلُّون عليهم، وشرارُ أئمَّتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتَلعنونهم ويَلعنونكم، قيل: يا رسول الله! أفلا نُنابذُهم بالسيفِ؟ فقال: لا! ما أقاموا الصلاةَ، لا! ما أقاموا الصلاةَ، وإذا رَأيتُم من وُلاتِكم شيئًا تكرهونه فاكرَهوا عملَه، ولا تنزِعوا يدًا من طاعةٍ » ( ).
ثمَّ إنَّ الذي يُقدِّر هذا الظرفَ ويُعطيه حكمَه إنَّما هو العالِم المتبحِّر، كما سيأتي في كلام العلاَّمة ابن عثيمين إن شاء الله، ولذلك لَمَّا ادَّعى ابنُ المطهر الشيعي الرافضي أنَّ جهادَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الجهاد المشروع دون غيره، رَدَّ عليه ابن تيمية، وبيَّن له الفرق بين جهاد أصحاب أبي بكر وجهاد أصحاب عليٍّ، وذكر له أنَّ هؤلاء كانوا يُقْدمون على القتال حين لا يُؤمَرون به شرعًا، كما في الجمل، وكانوا ينكلون عنه حين يُؤمرون به شرعًا، بخلاف جهاد أصحاب أبي بكر رضي الله عنه، وسبب ذلك أنَّ عليًّا رضي الله عنه ابتُلي بأصحابٍ لم يكونوا في العلم مثل أصحاب أبي بكر، ولذلك بيَّن ابنُ تيمية أنَّ خواصَّ أهل العلم هم القادرون على معرفة وقت مشروعيَّة الجهاد من عدمه، فقال: (( وفي الجملةِ فالبحثُ في هذه الدقائق من وظيفة خواصِّ أهل العلم ))( ).
ولقد صدق ـ رحمه الله ـ؛ فإنَّ الله يقول: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء 83]، فأين هم من هذا الفقه؟!
هذا مع ملاحظة شرطٍ آخرَ لَم يختلف فيه أهلُ العلم، ألا وهو القيادةُ الشرعيَّةُ.
ودليله قول رسول الله : « إنَّما جُعل الإمام جُنَّة يُقاتَل مِن ورائه، ويُتَّقَى به، فإن أمر بتقوى الله وعَدَل فإنَّ له بذلك أجرًا، وإن أَمَر بغيره فإنَّ عليه وِزْرًا » ( ).
وفي الحديث فائدتان:
ـ الأولى: ما نحن بصدده، من أنَّه لا بدَّ للناس من أمير للقتال معه كما سيأتي في كلام ابن جرير.
ـ والثانية: أنَّه (( لم يُقيِّد ذلك بما إذا كان الإمام عادلًا ))، قاله ابن حجر( ).
وأما إذا كان المسلمون الذين يَطمحون إلى إقامة شرع الله متفرِّقِين، على أمراء متعدِّدين في رقعة واحدة، فقد جاء بيانه في حديثُ حذيفة رضي الله عنه حين سأل رسولَ الله  عن مُجتمعٍ لا قائد فيه، فقال: فإن لم يَكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال : « فاعتَزِلْ تلكَ الفرق كلَّها ... » ( ).
وقال ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ: (( في الحديث أنَّه متى لَم يكن للنَّاسِ إمامٌ فافترق الناسُ أحزابًا فلا يَتَّبِع أحدًا في الفُرقةِ، ويعتزِل الجميعَ إنْ استطاعَ ذلك خشيةً من الوقوعِ في الشرِّ ))( ).
وقال الكرماني: (( فيه الإشارةُ إلى مساعدةِ الإمامِ بالقتال ونحوِه إذا كان إمامٌ، وإن كان ظالِمًا عاصيًا، والاعتزال إن لم يكن ))( ).
قلتُ: فإن زعمتم أنَّ إمامَكم هو أميركم المختفي في الجبال، قلنا:
فمَن بايعه من أهل العلم؟ مع أنَّكم لا تفتأون تذبحون أميرًا، وتُبايِعون
أميرًا! بل ما بين وقت وآخر تتحيَّزُ فئةٌ عن مثيلاتها، ويتبادلون تُهم الرِّدة والتكفير!!
وأين الطائفة المنصورة حتى نبايعها؟! وهل تكون طائفة منصورة لا علماء لها؟! مع أنَّ السلفَ قد أجمعوا على أنَّها تتمثَّل في أهل العلم أصحاب الحديث، راجع (( شرف أصحاب الحديث )) للخطيب البغدادي.
وإن قلتُم: اليوم عندنا إمام وهو الذي على رأس الحكومة.
قلنا: إذًا فحَمْلُكم السلاحَ حرامٌ، وهو الحقُّ.
وإن زعمتُم أنَّه لا إمام، فقد علمتم أنَّكم مُطالبون باعتزالِ القتال؛ لأنَّكم جماعاتٌ، وما أكثر فرَقَكم على شدَّة بأسٍ بينكم!
فهل أنتم عاملون بحديث رسول الله ؟
واعلموا أنَّ الخارجيَّ ليس هو مَن خرج على الإمام العادل فحسب، بل مَن خرج على الإمام الجائر سُمِّيَ خارجيًا، قال الإمامُ الآجريُّ رحمه الله:
(( فلا ينبغي لِمَن رأى اجتهادَ خارجيٍّ، قد خرَج على إمامٍ، عدلًا كان الإمام أو جائرًا، فخرج وجمع جماعةً، وسلَّ سيفَه، واستحلَّ قتالَ المسلمين، فلا ينبغي له أن يَغتَرَّ بقراءتِه للقرآن، ولا بطولِ قيامِه في الصلاة، ولا بدوامِ صومِه، ولا بِحُسن ألفاظِه في العلم، إذا كان مذهبُه مذهبَ الخوارج ))( ).
وقال ابن القاسم: سمعتُ مالكًا يقول: (( إنَّ أقوامًا ابتغوا العبادةَ وأضاعوا العلمَ، فخرجوا على أمَّة محمد  بأسيافهم، ولو اتَّبعوا العلمَ لَحَجَزَهم عن ذلك ))( ).
وقال الآجريُّ أيضًا: (( قد ذكرتُ من التحذير من مذهب الخوارج ما فيه بلاغٌ لِمَن عصمه الله تعالى عن مذاهب الخوارج، ولَم يَرَ رأيَهم، فصبر على جَوْر الأئمَّة، وحيف الأمراء، ولَم يَخرُج عليهم بسيفه، وسأل الله تعالى كشفَ الظلمِ عنه وعن المسلمين، ودعا للوُلاة بالصَّلاحِ وحجَّ معهم، وجاهد معهم كلَّ عدُوٍّ للمسلمين، وصلَّى خلفَهم الجمعةَ والعَيدين، وإن أمروه بطاعةٍ فأمكنَه أطاعهم، وإن لَم يُمكنه اعتذر إليهم، وإن أمروه بِمعصيةٍ لم يُطعهم، وإذا دارت الفتنُ بينهم لزمَ بيتَه، وكفَّ لسانَه ويدَه، ولَم يَهْوَ ما هم فيه، ولَم يُعِن على فتنة، فمَن كان هذا وصفُه كان على الصراط المستقيم إن شاء الله ))( ).
وقال اللالكائيُّ مُقرِّرًا عقيدة أهل السنة، وناقلًا هنا عن أحمد بن حنبل قولَه: (( ومَن خرج على إمام من أئمة المسلمين ـ وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقرُّوا له بالخلافة بأيِّ وجهٍ كان: بالرضا أو بالغلبة ـ فقد شقَّ هذا الخارجُ عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله ، فإن مات الخارجُ عليه مات ميتةً جاهلية.
ولا يَحلُّ قتالُ السلطان ولا الخروجُ عليه لأحدٍ من الناسِ، فمَن فعل ذلك فهو مبتدعٌ على غير السنَّة والطريق ))( ).
قلت: نسأل هؤلاء الحركيِّين الذين يزعمون أنَّ المسألةَ خلافيةٌ: هل يُعَدُّ بعد هذا العرض مَن ينتحلُ الخروجَ من أهل السنة؟
قيل لسَهل بن عبد الله التستري: (( متى يعلمُ الرجلُ أنَّه على السنة والجماعة؟
فقال ـ رحمه الله ـ: إذا علِم من نفسه عشر خصالٍ:
ـ لا يترك الجماعة.
ـ ولا يسبُّ أصحابَ النبيِّ .

ـ ولا يخرج على هذه الأُمَّة بالسيف.
ـ ولا يُكذِّب بالقدر.
ـ ولا يَشكُّ في الإيمان.
ـ ولا يُماري في الدِّين.
ـ ولا يترك الصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب.
ـ ولا يترك المسح على الخُفَّين.
ـ ولا يترك الجماعة خَلْف كلِّ والٍ جارَ أو عدلَ ))( ).

وإن زعم زاعمٌ أنَّ الخلافَ واردٌ فيه، قيل له: قد ذكر ابنُ تيمية أنَّ الأمرَ قد استقرَّ بعد ذلك على المنع من الخروج( )، ولذلك نقل غيرُ واحدٍ من أهل العلم الإجماعَ عليه، منهم:
ـ البخاري، فقد ذكر هذه العقيدة (أي: ترك الخروج على الولاة) وقال:
(( لقيتُ أكثرَ من ألف رجل من أهل العلم: أهل الحجاز، ومكة، والمدينة، والكوفة، والبصرة، وواسط، وبغداد، والشام، ومصر، لقيتُهم كرَّاتٍ، قرنًا بعد قرن، ثمَّ قرنًا بعد قرن (أي طبقة بعد طبقة)، أدركتُهم وهم متوافرون منذ أكثر من ستٍّ وأربعين سنة، أهل الشام ومصر والجزيرة مرَّتين، والبصرة أربع مرَّات في سنين ذوي عدد، بالحجاز ستة أعوام، ولا أُحصي كم دخلتُ الكوفةَ وبغداد مع محدِّثي أهل خراسان منهم ... ))، وسمَّى عددًا من أهل العلم، ثمَّ قال: (( واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرًا، وأن لا يطول ذلك، فما رأيتُ واحدًا منهم يختلف في هذه الأشياء ))( ).
قلت: تأمَّل هذا، وأدركْ نفسَك على مذهبهم قبل أن يُحال بينك وبين الحقِّ، وهل يَسْعَدُ مؤمنٌ بمفارقتهم؟!
ـ أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، فقد قرَّرَا هذه العقيدة، وقالا:
(( أدركنا العلماءَ في جميع الأمصار: حجازًا وعراقًا وشامًا ويَمَنًا ... ))( ).
ـ ابن بطَّة العُكبري، فقد قال ـ رحمه الله ـ: (( ثمَّ مِن بعد ذلك الكفُّ والقعودُ في الفتنةِ، ولا تخرج بالسيف على الأئمَّة وإن ظلموا ))( ).
قاله بعد قوله: (( ونَحن الآن ذاكرون شَرْحَ السُنَّةِ ووصفَها، وما هي في نفسِها، وما الذي إذا تَمسَّك به العبدُ ودان اللهَ به سُمِّي بها واستحقَّ الدخولَ في جُملة أهلِها، وما إن خالفه أو شيئًا منه دخل في جُملةِ ما عِبناه وذكرناه، وحذَّر منه من أهل البدع والزَّيغ( )، مِمَّا أجْمَعَ( ) على شرحنا له أهلُ الإسلام وسائرُ الأمَّةِ، مُذْ بعثَ اللهُ نبيَّه  إلى وقتنا هذا ))( ).
ـ المُزني صاحبُ الشافعي، قال رحمه الله: (( وتركُ الخروج عند تعَدِّيهم وجَوْرِهم، والتوبة إلى الله عزَّ وجلَّ كيما يَعطفَ بهم على رعيَّتِهم ))( ).
ثم ذكر إجماعَ الأئمَّة على هذا فقال: (( هذه مقالاتٌ وأفعالٌ اجتمعَ عليها الماضون الأوَّلون من أئمَّةِ الهُدى، وبتوفيق الله اعتصمَ بها التَّابعون قدوةً ورِضًى، وجانبوا التَّكَلُّفَ فيما كُفُوا، فسُدِّدوا بعون الله ووُفِّقوا، ولم يرغبوا عن الاتِّباع فيُقصِّروا، ولم يُجاوزوه تَزَيُّدًا فيَعتَدوا، فنحن بالله واثقون، وعليه متوَكِّلون، وإليه في اتِّباع آثارهِم راغبون ))( ).
ـ النووي، فقد قال رحمه الله: (( وأمَّا الخروج عليهم وقتالُهم: فحرامٌ بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقةً ظالمين؛ وقد تظاهرت الأحاديثُ بمعنى ما ذكرتُه، وأجمع أهلُ السنَّة أنَّه لا ينعزلُ السلطان بالفسق ))( ).
ـ الطيبِي (743هـ) قال: (( وأمَّا الخروجُ عليهم وتنازعهم (هكذا) فمُحرَّمٌ بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسَقَةً ظالِمين، وأجمع أهلُ السُنَّة على أنَّ السلطانَ لا ينعَزِلُ بالفسقِ؛ لتهيج الفتن في عزلِه، وإراقة الدِّماء، وتفرُّق ذات البَيْن، فتكون المفسدةُ في عزلِه أكثر منها في بقائه ))( ).
ـ محمد بن أحمد بن مُجاهد البصري الطائي، وهو شيخ الباقلاني، نقله عنه ابنُ حزم( ).
ـ ابن المنذر، فقد قال ـ رحمه الله ـ: (( كلُّ مَن يُحفظ عنه من علماء الحديث كالمُجمِعين‏ على استثناءِ السلطان للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جَوْرِه وترك القيام عليه ))( )، يريدُ تركَ الإنكارِ عليه باليد.
وعلى كلِّ حالٍ، فإنَّ المقام لا تتَّسع له هذه المقدَّمة، وإنَّما ذكرتُ مِن عيون هذه المسألة ما فيه بلاغٌ لِمَن أراد أن يَعرِف الحقَّ ويلتزمَ به.
فالْزَم غرزَ هؤلاء؛ فَهُمُ القومُ لا يشقى بهم جليسُهم، ودَعْكَ من إرجاف عُشَّاق الثورات، مهما انتسبوا زورًا إلى (أهل السنة والجماعة!)، ومهما تظاهروا بالغيرة على تحكيم الشريعة، فهذا حُكم الشريعة لو كانوا وَقَّافين عند حدودِها!
الثانية:
وليُعلَم أنَّ هؤلاء الذين خرجوا على الدولة الجزائريةِ لا يُؤيِّدهم العلماءُ الربَّانيُّون، كالذين تقرأ فتواهم الموحَّدة هنا( ).
وإنَّما هم شبابٌ استخفَّتهم الحماسةُ، وقادهم سفهاءُ الناس إلى الولوغِ في التكفيرِ والدِّماءِ، بلا ورعٍ يردعُهم، ولا علمٍ يردُّهم.
ثمَّ لَمَّا وصل بهم الأمرُ إلى حدٍّ آيسهم فيه الشيطان من العافية، أخذوا يبحثون عن أسـماء لـمشايخ ـ ولو كانوا مغمورين ـ يؤيِّدون بها بدعتَهم، ويخدعون بها شببتهم.
وعُربون الفتنةِ يتمثَّلُ في التفلّتِ من فتاوى العلماء، حتَّى يتجرَّأ على الفتيا ـ ولو في الدِّماء ـ الرُّويبِضةُ وشرارُ الخلقِ الأشقياء، الذين يجتهدون في الحيلولةِ بين العامة وعلمائهم، بمثل قولهم في هؤلاء: (علماء السُّلطة)!
أو في آخرين: (لا يعرفون واقعنا)!
ويكذبون على آخرين أيضًا بقولهم: (هم معنا، إلاَّ أنَّهم لا يستطيعون أن يُصرِّحوا)! في سلسلة من التخرُّصات التي لا نهاية لَها.
حتى يشتَطَّ بعضُهم في الأمر، فيقول: (بل هؤلاء العلماء كفَّار؛ لأنَّهم موالون للطاغوت)!!
وأنا داعٍ كلَّ مَن حملَ السلاحَ في وجهِ حكومته أن يكون ناصحًا لنفسه، مختارًا لها ما لا يَشُكُّ أنَّه محلُّ رضا ربِّه، وأن يتأمَّل حالَه هذه، مع فتاوى أهلِ العلمِ، ليحشرَ نفسَه في زُمرة أهلِ العلمِ بعد أن يتوبَ إلى الله، أو يحشرَها في زُمرةِ سفلةِ قومِه، الذين غرَّهم الشيطانُ حتى فرِحوا بما عندهم من العلم، وأُعجِبوا بآرائهم، وأساؤوا الظنَّ بعُلمائهم!
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (( لا يزال الناسُ صالِحِين متماسكين ما أتاهم العلمُ من أصحابِ محمَّدٍ ومِن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلَكوا ))( ).
وقد تتبَّعتُ تاريخَ أهلِ البِدعِ، فما وَجدتُ بدعةً اجتمع عليها رهطٌ من الناس إلاَّ ورأسُها جاهلٌ متضايِقٌ من العلماءِ، بُدُوُّ ضلالتِه: انحيازه بجماعته دونهم.
فاقرأ إن شئتَ عن مبلغِ علمِ المصريِّين الذين خرجوا على عثمان بن عفَّان رضي الله عنه.
واقرأ عن علمِ الذين خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه، واعتزلوا علماءَ زمانِهم: الصحابةَ رضي الله عنهم، حتى قالوا لابن عباس رضي الله عنهما حين ذهب ينصح لهم: ما جاء بك؟ قال: (( جئتُكم من عند أصحاب رسول الله ، وليس فيكم منهم أحدٌ، ومِن عند ابن عمِّ رسول الله  وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله ))( ).
والجهميَّةُ أيضًا على رأسهم جهم بن صفوان، ففي التوحيد لابن خزيمة والأسماء والصفات للبيهقي أنَّ جهمًا لم يكن له علمٌ ولا مجالسة أهل العلم، وإنَّما هو رجلٌ أوتي فصاحة دون فقهٍ( ).
ثمَّ المعتزلة الذين كان بُدُوُّ أمرهم اعتزال رأسهم وهو واصل بن عطاء حلقةَ الحسن البصري، وهكذا ...
ثمَّ أيُّها القارئ، ارجع البصرَ إلى هؤلاء الذين في الجبال اليوم، فلن تَجِدَ إلاَّ جاهلًا يقودُ جاهلًا، ولو كان فيهم مَن عُرفَ بمجالسته لبعض العلماء بُرهةً من حياته، فهو لهم الآن عاقٌّ!
وذاك الذي ابتُلي بفكرهم فليسأل نـفـسَه ـ ويا ليته سألـها قبل الآن ـ: مَن هم العلماء الكبار الذين يُؤيِّدونهم؟ ولو كان صدقًا ما يُقال: بأنَّ فلانًا أفتاهم بذلك، فلماذا لا يوجد في صفوفهم؟ ولماذا لم تُدَوَّن فتاواهم أو تُسمع على الأقلِّ؟( ).
أمَّا أن يتعلَّق بعضُهم بفتوى عدنان عرعور أو أبي قتادة الفلسطيني ومَن على شاكلتهما، فهو دليلُ الإفلاسِ؛ لأنَّهم ـ من سوء التوفيق ـ لَم تنشرح صدورُهم لإجماع أكابر العلماء، وقفزوا إلى فتاوى مشبوهِين، مَن حسَّنَ ظنَّه فيهم لن يزيد على وصفهم بطلبة العلم أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ؟! [البقرة 61].
وهل من العقل في شيء أن يُعرضَ طالبُ الحقِّ عن الأكابر ليُقبِلَ على الأصاغر، ولا سيما في مثل هذا الباب العظيم؟ ولكن الأمر وقع كما أخبر رسولُ الله ، حيث قال: « إنَّ مِن أشراط الساعة أن يُلتَمسَ العلمُ عند الأصاغر » ( ).
ولِي على كلٍّ من المذكورَيْن ردٌّ مستقلٌّ، يسَّر الله تبييضَهما.
إنَّ استقلالَ الشبابِ عن علمائِه هو أوَّلُ شارةٍ للبدعةِ، فإذا تبِعَ ذلك الطعنُ عليهم أو تكفيرُهم أو تصوُّرُ نفسِه قادرًا على ما عجزوا عنه، أو واصلًا إلى ما انقطعوا دونه فقد تمَّت خسارتُه.
قال ابن ناصر الدِّين الدِّمشقي ـ رحمه الله ـ: (( لُحومُ العلماءِ مسمومَةٌ، وعادةُ الله في هَتْكِ أعراضِ مُنتقِصيهم معلومةٌ، ومَن وَقَعَ فيهم بالثَّلْبِ، ابتلاه اللهُ قبلَ موتِه بموتِ القلبِ ))( ).يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:43   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



وكون الشباب يرغبونَ في الخروجِ عن فتاوى أهل العلم الذين لا يُشاركونهم الرأيَ في مصادمةِ الحُكَّام سنَّة قديمة للخوارج؛ فقد روى سليمان بن علي الرَّبعي قال: (( لَمَّا كانت الفتنةُ فتنة ابن الأشعث، إذ قاتَل الحجَّاجَ بنَ يوسفَ، انطلق عقبةُ بن عبد الغافر وأبو الجَوزاء وعبد الله بنُ غالب في نَفَرٍ من نظرائهم، فدخلوا على الـحسن ـ أي البصري ـ فقالوا: يا أبا سعيد! ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدمَ الحرامَ، وأخَذَ المالَ الحرامَ، وتركَ الصلاة، وفعل، وفعل ...؟ قال: وذكروا مِن فعل الحجَّاجِ ...( )، قال: فقال الحسن: أَرَى أن لا تُقاتلوه؛ فإنَّها إن تكن عقوبةً من الله فما أنتم برادِّي عقوبةِ الله بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكمَ الله، وهو خيرُ الحاكمين( ).
قال: فخرجوا مِن عنده وهم يقولون: نُطيع هذا العِلْجَ( )؟!
قال: وهم قومٌ عربٌ! قال: وخرجوا مع ابن الأشعث، قال: فقُتلوا جميعًا! ))( ).
هذا، ولَمَّا كانت فتاوى هؤلاء الأفاضل مرتَجَلةً على غير ميعادٍ، فقد خرَّجتُ ما يحتاج إلى تخريجٍ، مع تعليق وجيزٍ بنقل كلماتٍ لبعض أهلِ العلمِ، ووثَّقتُ أقوالَهم بنسبتِها إلى مصادرها، واللهَ المسؤولَ أن يرزقنا الإخلاصَ له وحده، والمتابعةَ لنبيِّه ، وأن يتقبَّل منَّا، وأن يعصمَ بلدَنا خاصَّة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وسائر بلاد المسلمين، إنَّه سميع الدعاء.
وكتب: عبد المالك بن أحمد رمضاني
المدينة النبوية
في 7 من ذي القعدة 1419 هـ

****

أَثرُ أهلِ العلم في بعث الأُمَم
أَبى اللهُ أن يتوفى الشيخين الألباني وابن باز حتى أحيَا بهما أمَّة:
لقد اجتَهدَ الحركيُّون ـ على بكرة أبِيهم ـ في الحَيلولَةِ بين الأمَّةِ وعلمائِها الحقيقيين، وكانوا يُشِيعُون عنهم أَفجَرَ الأكاذيب.
وغرضُهم منها: التنفير عنهم.
ودليلُهم فيها: مصلحة الدعوة، أي الكذب لِمصلحة الدعوة، كما قال سلفُهم: إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا!! [النساء 62].
فتارة يَصِفونَهم بالمجسِّمة!
وتارة يَرمونهم بالجهلِ بالواقع!!
وتارة يُلحقونهم ببَغلة السلطان!!!
وليس لدى هؤلاء من التقوى ما يَرْدعُهم عن مثل هذه الافتراءات.
وعلى الرغم من التضييق الشَّديدِ الذي يضربُه هؤلاء الحركيُّون على أولئِك الأفذاذِ من أهل العِلم، فإنَّ الله جعل العاقبةَ لَهم، وجعلَ أفئِدَةَ الناسِ تَهوِي إليهم، ولا سِيما عند حُلولِ النوازِل المحيِّرة، التي تَرى فيها أشباهَ العلماء في كلِّ وادٍ يَهِيمون، ولم يكتب اللهُ الثباتَ فيها إلاَّ لِذَوِي الرُّسوخِ المجتهدين.
ومِن هؤلاء هذا الثلاثي الطيِّب الذي أَقَضَّ مضاجعَ المتفلِّتين من نصوصِ الشرع.
ثمَّ إنَّه في الوقت الذي كان يَبذُل فيه الثوريُّون جهدَهم لسَتْرِ جَرائِمِهم في الدِّماء والأعراضِ بفَتاوى مُختَرَعة من عند أنفسهم، ويَنسبُونها إلى الثلاثي الطيِّب؛ تَمْريرًا لشَناعاتهم، وتكثيرًا لسَوادِهم، فقد أبى اللهُ إلاَّ أن يُتمَّ نورَه ويُظهِرَ كلمتَه على ألْسِنَةِ هؤلاء الأفاضل.
وإنَّ فتنَةَ الجزائر قد أَخذت اليومَ في انْحسارٍ سريعٍ ـ والحمد لله ـ بعد أن أُذيعَت فتاواهم في تلكَ الرُّبوعِ الموحِشَةِ.
ذَكَر لي أحدُ الثقات أنَّه أتاه رَجُلٌ، فقال له: أنا كنت مع الجماعة المسلَّحة في جبال الجزائر، ثمَّ تُبتُ لا خوفًا من الدولةِ، ولكنَّنِي تُبتُ عن اعتقادٍ جازم، قال: وسألتُه: وما سبب توبتِك؟ فقال: قرأتُ مَجلة (( السلفية )) السعودية، وكان فيها موضوع الجزائر، ومن موضوعاتها عنوان كبير فيه: لا جهاد في الجزائر، إنَّما هي ثورة خوارج! قال: وقرأتُ فيها فتاوى لكبار العلماء: الألباني وابن باز، وكانت مقنعة، مع الأسف فقد كنَّا من قبلُ لا نشكُّ أنَّ العلماء كلَّهم معنا؛ لأنَّ رؤوس جماعتنا كانوا يزعمون ذلك!! قال: وأمثالي كثير.
قلت: وقد كان لهذه الفتاوى الأثر البالغ في توبة الكثير من هؤلاء الثوار؛ فإنَّه بعد أن قام بعض المسؤولين في الجزائر بسعي مشكور في إذاعة هذه الفتاوى على شاشة التلفزيون، رجع بسببها آلاف، حتَّى إنَّه اتَّصل بي واحد من هؤلاء التائبين، وذكر لي أنَّ ألفًا منهم قد وضعوا أسلحتهم، وسلَّموا أنفسهم، هذا في أول دفعة! نسأل اللهَ الهدايةَ للجميع.
وهكذا فإنَّ حياةَ العلماء حياةُ أُمَمِهِم، قال الله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة 32].
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (( هل تدرون كيف ينقص الإسلام؟ قالوا: كيف؟ قال: ... كما ينقص الثوبُ من طول اللبس، وقد يكون في القبيلة عالمان، فيموت أحدُهما فيذهب نصفُ علمهم، ويموت الآخرُ فيذهبُ علمُهم كلُّه ))( ).
وقال أيوب السختياني ـ رحمه الله ـ: (( إنَّه لَيَبلُغني موتُ الرجل من أهل السنة، فكأنَّما يسقطُ عضوٌ من أعضائي ))( ).
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (( موتُ العالم مصيبةٌ ... وموتُ قبيلة أَيْسَرُ من موت عالِم ))( ).
وقال الشاعر:
لعمرُك ما الرزيَّة فَقْدُ مالٍ ولا فرس يموت ولا بعيرُ
ولكـن الرزَّية فَقْدُ شخصٍ يَموت بِموته خَلْقٌ كثيرُ


يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2012-12-11, 08:45   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثم جاء العهد المدني، ثم تتابعت الأحكام الشرعية، وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين، كما هو معروف في السيرة النبوية.
أما في العهد الأول ـ العهد المكي ـ لم يكن هنالك خروج كما يفعل اليوم كثيرٌ من المسلمين في غير ما بلد إسلامي.
فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أُمرنا بالاقتداء به، وبخاصة في الآية السابقة: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب 21].
الآن كما نسمع في الجزائر، هناك طائفتان، وأنا أهتبلها فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين على بيِّنة من الإجابة عن السؤال التالي: أقول أنا أسمع وأقرأ بأنَّ هناك طائفتين أو أكثر من المسلمين الذين يُعادون الحكام هنالك، جماعة مثلًا جبهة الإنقاذ، وأظن فيه جماعة التكفير.
(فقيل له: جيش الإنقاذ هذا هو المسلَّح غير الجبهة).
وقال الشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟
قيل له: انفصلَ عنها، يعني: قسم متشدِّد.
قال الشيخ: إذًا هذه مصيبة أكبر! أنا أردتُ أن أستوثق من وجود أكثر من جماعة مسلمة، ولكلٍّ منها سبيلها ومنهجها في الخروج على الحاكم، تُرى! لو قضي على هذا الحاكم وانتصرت طائفة من هذه الطوائف التي تُعلن إسلامها ومحاربتها للحاكم الكافر بزَعمهم، تُرى! هل ستَتَّفقُ هاتان الطائفتان ـ فضلًا عمَّا إذا كان هناك طائفة أخرى ـ ويقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟
سيقع الخلاف بينهم! الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد في أفغانستان، يوم قامت الحرب في أفغانستان كانت تُعلن في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية!! فما كادوا يقضون على الشيوعية ـ وهذه الأحزاب كانت قائمة وموجودة في أثناء القتال ـ وإذا بهم ينقلب بعضُهم عدوًّا لبعض.
فإذًا كلُّ مَن خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلاَّ خُسرًا، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلَّم إذًا في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنَّما يكون بالدعوة.
أولًا: دعوة التوحيد، ثم تربية المسلمين على أساس الكتاب والسنة.
وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرَتين، إنَّه لا بدَّ من التصفية والتربية، بطبيعة الحال لا نعني بهما أنَّ هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة، وإنَّما نريد أن نقول: إنَّ مَن يريد أن يعمل بالإسلام حقًّا وأن يتَّخذ الوسائل التي تمهد له إقامة حكم الله في الأرض، لا بدَّ أن يقتدي بالرسول  حكمًا وأسلوبًا.
بهذا نحن نقول إنَّ ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر، هذا خلاف الإسلام؛ لأنَّ الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية؛ لسبب يعرفه أهل العلم.
نحن اليوم في القرن الخامس عشر، ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة، لم نرث الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك الإسلام الذي أتى أُكلَه وثمارَه في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضًا أُكُلَه وثمارَه في آخر أمره، كما قال عليه الصلاة والسلام: « أمَّتي كالمطر لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره » ( ).
فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول  في هذا الحديث، والحديث الآخر الذي هو منه أشهر: « لا تزال طائفةٌ مِن أمَّتِي ظاهرين على الحقِّ لا يضرُّهم مَن خالَفَهم حتى يأتي أمرُ الله » ( ).
أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن يصبح الملايين المملينة من المسلمين قد تبنَّوا الإسلامَ مصفًّى وربَّوْا أنفسهم على هذا الإسلام المصفَّى، لكنَّنا نريد لهؤلاء الذين يهتمُّون حقًّا أولًا بتربية نفوسهم ثم بتربية من يلوذ بهم، ثم، ثم، حتى يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلاَّ بهذا التسلسل الشرعي المنطقي.
بهذا نحن كنَّا نجيب بأنَّ هذه الثورات وهذه الانقلابات التي تُقام، حتى الجهاد الأفغاني، كنَّا نحن غير مؤيِّدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضدَّه معروف بأنَّه من رجال الصوفية مثلًا.
القصد أنَّ مِن أدلَّة القرآن أن الاختلاف ضعف حيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكر من أسباب القتل هو التنازع والاختلاف وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدِيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم 31 ـ 32]، إِذَن إذا كان المسلمون أنفسهم شيعًا لا يمكن أن ينتصروا؛ لأنَّ هذا التشيع وهذا التفرُّق إنَّما هو دليل الضعف.
إذًا على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تمثَّل بكلمة أعتبرها من حِكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، لكن أتباعه لا يُتابعونه( ) ألا وهي قوله: (( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم على أرضكم )).
فنحن نشاهد أنَّ ... لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات، بل أستطيع أن أقول بأنَّ كثيرًا من رؤوس هذه الجماعات لم يُطبِّقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين (( التصفية والتربية ))، لم يقوموا بعد بتصفية الإسلام ممَّا دخل فيه ممَّا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لم يُحققوا هذه ـ أي تصفية في نفوسهم ـ فضلًا عن أن يُحقِّقوا التربية في ذويهم، فمِن أين لهم أن يُحقِّقوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟!( ).
أقول: إذا عرفنا ـ بشيء من التفصيل ـ تلك الكلمة (( ما بُني على فاسد فهو فاسد ))، فجوابنا واضح جدًّا أنَّ ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابقٌ لأوانه أوَّلًا، ومخالفٌ لأحكام الشريعة غايةً وأسلوبًا ثانيًا، لكن لا بدَّ من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال.
نحن نعلم أنَّ الشارعَ الحكيم ـ بٍما فيه من عدالة وحكمة ـ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرَّضوا في غزوهم للنساء، فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال( )، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربِّهم ـ زعموا ـ فهم على شرك وعلى ضلال، نهى الشارع الحكيم قُوَّاد المسلمين أن يتعرَّضوا لهؤلاء( )؛ لتطبيق أصل من أصول الإسلام، ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَن لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى [النجم 36 ـ 39]، فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذين ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فقتلهم لا يجوز إسلاميًّا، قد جاء في بعض الأحاديث: « أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله سلَّم رأى ناسًا مجتمعين على شيء فسأل؟ فقالوا: هذه امرأة قتيلة، قال عليه السلام: ما كانت هذه لتقاتِل » ( ).
وهنا نأخذ حكمين متقابلين، أحدها: سبق الإشارة إليه، ألا وهو أنَّه لا يجوز قتل النساء؛ لأنَّها لا تُقاتل، ولكن الحكم الآخر أنَّنا إذا وجدنا بعض النسوة يُقاتلن في جيش المحاربين أو الخارجين، فحينئذ يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا أو أن يقتلوا هذه المرأة التي شاركت الرجال في تعاطي القتال.
فإذا كان السؤال إذًا بأنَّ هؤلاء حينما يفخِّخون ـ كما يقولون ـ بعض السيارات ويفجِّرونها تصيب بشظاياها مَن ليس عليه مسؤولية إطلاقًا في أحكام الشرع، فما يكون هذا من الإسلام إطلاقًا، لكن أقول: إنَّ هذه جزئية من الكُليَّة، أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين( )، ولا يزداد الأمر إلاَّ سوءًا، لهذا نحن نقول إنَّما الأعمال بالخواتيم، والخاتمة لا تكون حسنةً إلاَّ إذا قامت على الإسلام، وما بُني على خلاف الإسلام فسوف لا يُثمر إلاَّ الخراب والدمَّار ))( ).
****










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أكابر, الجزائر.., العملاء, فتاوى, فتنة, كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc