المرأة العربية أصبحت أقل ثقة بالمستقبل بعد ثورات الربيع العربي..المرأة البحرينية حقوق مغيبة و معاناة مستمرة
............
فإلى جانب العنف التقليدي،الذي تتعرّض له النساء في المجتمعات الذكورية،تواجه النساء العربيات أنواعا أخرى من العنف على غرار عمليات الاغتصاب في مصر و الاعتقال و القمع كما في السعودية و البحرين،فضلا عن تغييب حقوق كثيرة أساسية كحرية التعبير و حق المشاركة في العمل السياسي،او الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية.
فيما يرى الكثير من المراقبين أن حقوق المرأة تعد جزءًا أساسيًا من مفهوم الديمقراطية الذي ينبغي ان تجسده مكاسب الثورات العربية الربيعية على ارض الواقع من خلال منح المرأة حقوقا و ادوار اكثر فعالية في شتى المجالات.
لكن يرى اولئك المحللين بأن الوضع الحقوقي للمرأة بقى على ما هو عليه اذا لم يصبح أسوء مما كان متوقعا،و ذلك لأن ثورات الربيع العربي أفرزت مشاكل للمرأة العربية لم تعهدها من قبل، مثل ظاهرة الاغتصاب التي شائع خلال هذه الفترة بصورة غير مسبوقة في العديد من البلدان كتونس و مصر و ليبيا،و بالتالي فان دفة التغيير الحالي تتجه نحو مستقبل سلبي،فبدلا من تضيف ثورات الحرية مزيدا من المكاسب الحقوقي للمرأة،اضافت لها الكثير من الخسائر النفسية و المادية،و ما لا يخفى على أحد هو أن هذه الثورات هي صناعة شعبية شاركت فيها كل شرائح المجتمع و على رأسها المرأة،على اعتبار أن الثورات تشكل تجاوزا للقديم و بناء لمستقبل جديد،لكن ما تقرأه الأحداث الحالية من الاضطرابات التي تشهدها البلاد العربية،أن المرأة العربية أصحبت أقل ثقة بالمستقبل بعد الثورات.
............
غياب قانون موحد خاص بالأسرة و بالأحوال الشخصية في البحرين.
كما تفتقر مملكة البحرين إلى قانون موحد خاص بالأسرة و بالأحوال الشخصية وذلك نظرا "لمطالبة المرجعية الشيعية بوجود ضمانة دستورية لكي لا يتم تغيير القانون أو تعديله إلا بالرجوع إلى المراجع الدينية المعتمدة،وهذا ما لم توافق عليه الحكومة"، على ما تقول البحارنة.
وقد أدى ذلك إلى صدور قانون خاص بالمذهب السنّي في عام 2009، في الوقت الذي تبقى فيه المرأة من المذهب الجعفري تفتقد إلى مرجعية قانونية للبتّ في قضايا الأحوال الشخصية، "الأمر الذي تسبب في تأخير صدور الأحكام القضائية في قضايا الطلاق والنفقة والحضانة على وجه الخصوص ويسبب ضرراً كبيراً للزوجة والأطفال"، على حد قول البحارنة. وتؤكد الأخيرة أن الجمعيات النسائية كانت تطالب منذ البداية بصدور قانون أسرة موحّد للطائفتين.
لكن كيف تمارس المرأة البحرينية حقوقها في الواقع العملي في وسط ذكوري ومحافظ؟ لتسليط الضوء على هذا الجانب التقت DWريم خليفة، محررّة أولى في قسم الشؤون الدبلوماسية في صحيفة الوسط البحرينية المستقلة، في مكتبها في مقر الصحيفة.
...........
زينب الخواجة.
وفي الواقع، فقد تصدرت البحرينيات المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد ولازلن يتظاهرن احتجاجا على ما يرونه "اعتقال تعسفي أو حكم جائر لأحد من ذويهم وأهاليهم".
ومن بينهن الناشطة زينب الخواجة التي اعتصمت في الشارع احتجاجا على الحكم بالسجن المؤبد بحق والدها عبد الهادي الخواجة، زعيم المعارضة البحرينية، والتي تعرضت بدورها للاعتقال والسجن بتهمة "إهانة موظف عام" لعدة أشهر، الأمر الذي اعتبرته منظمة العفو الدولية جائرا وطالبت السلطات البحرينية بالإفراج عنها.
و لكن زينب الخواجة ليست المثال الوحيد على "تعرض المرأة البحرينية المعارضة للانتهاكات من قبل النظام"،على ما تقول زهرة مهدي عضو لجنة الرصد والتوثيق في مركز البحرين لحقوق الإنسان المحظور في البحرين منذ عام 2005. وتضيف في حوار مع DW"يوجد نحو 400 امرأة في السجون البحرينية تعرضن للاعتقال منذ فترة 14 فبراير 2011 إلى يومنا هذا."
و تضيف أن العديد من الناشطات المعارضات "تعرضن للفصل من وظائفهن" على خلفية أحداث 14 فبراير 2011.
وتؤكد الناشطة الشيعية أن تعامل السلطات مع المعارضين بدأ يأخذ منحى آخر لا يستثني النساء، فـ "مع انطلاق احتجاجات فبراير كانت توجه للنساء اتهامات بسيطة مثل التجمهر و إهانة رجال الشرطة، الآن بدأت الاتهامات تأخذ منحى خطيرا، حيث تم توجيه تهمة التخطيط لعملية إرهابية تهدف إلى ترويع و قتل الناس، لفتاتين توجهتا إلى حلبة سباق سيارات فورمولا واحد للاعتصام سلميا للمطالبة بالإفراج عن نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان."
وكانت السلطات البحرينية أعلنت في 23 من أبريل / نيسان توقيف شابتين هما نفيسة العصفور وريحانة الموسوي بتهمة محاولة تنفيذ "عمل إرهابي" في حلبة البحرين الدولية تزامنا مع استضافة المملكة لسباق الفورمولا واحد.
و تضيف مهدي أن "الانتهاكات لا تقتصر على المعارضات السياسات أو الناشطات" بل يشمل أيضا المرأة في بيتها "عندما يتم اعتقال أخوها أو زوجها يتم اقتحام المنازل دون مراعاة حرمتها (...) وأحيانا تتعرض للضرب من قبل رجال الشرطة عندما تحاول التدخل عند عملية اعتقال أحد أفراد عائلتها."
وفيما لا تتساوى المرأة البحرينية مع الرجل في الحقوق - و هو وضع يكاد ينطبق على الدول العربية - فإنها تتساوى معه في أحيان كثيرة "في المعاناة".
..........
24.07.2013
تحاليل خاصة بتصرف من موقع صوت ألمانيا و مواقع أخرى
ينابيع الصفاء.........التغطية مستمرة للصحوات الإسلامية و التغيير في بلدان الربيع العربي.
تغطية خاصة للتغيير في مملكة البحرين.
زينب الخواجة....أيقونة الثورة البحرينية