كتب الله علي وعلى جميع من على هذه الأرض المغادرة ..
في كل مرة تفاجئنا الحياة بمغريات جسيمة .. ومباهج مثيرة ..
ونضعف أمامها وكأننا بلا أية إرادة ..
وتسرق منا أوقات كان من المفترض .. أن نقضيها في الطاعة..
بين فينة وأخرى ينسحب الموتى بيننا بهدوء تام .. ويرحلون عنا بلا سابق إنذار ..
ونواري الثرى على الراحل حتى يغيب بين حبات التراب..
ونعود إلى الدنيا نحن ..
أليس هذا أمر يحتاج منا إلى مزيد من التقدم في العبادة ..؟!
والتفكير في زوال هذه الدنيا العجيبة ..
نبكي .. ونحزن .. ونحترق .. عندما نفقد حبيبا ..
وتكر الأيام .. وتزحف السنين ..
وننسى تلك الدموع .. وذلك الحبيب.. وقد نغفل حتى عن الدعاء ..
وفي يوما ما سنفاجأ بمغادرتنا من على كوكب الحياة ..
ويطوى سجل أعمالنا .. ونصبح مجرد رقم في سجل الدنيا .. وذرة غابت في كوكب الأرض..
فهذه دعوة صادقة ..
" على كل منا أن ينظر في حاله.. في عبادته.. وفي عمله الذي قدم .. هل ينجبه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.."؟؟
تأمل معي أيها القارئ ما يروى عن الحسن البصري/ أنه كان يسير يوما في جنازة رجل فأشار إلى الكفن وسأل رجلا بجواره أتراه لو عاد إلى الدنيا أكان يصنع نفس ما صنع في حياته؟؟
قال: كلا..
فقال له الإمام : فإن لم يكن هو فكن أنت..
فليتنا كلنا نكون ذلك الرجل ..
وندرك أنه مهما عشنا.. لن نخلد ..
لن نعيش إلى الأبد ..
وسيأتي يوم نحمل فيه على الأكتاف.. ونفارق كل الأحباب..
فكما غادر الآخرون سنغادر..
ونرحل من على الأرض في يوم لا أعلمه أنا ولا تعلمه أنت ..
فاستعد لهذه المغادرة..ما دام لك قلب ينبض .
................................................