من راقب الناس مات هما وغما!!!
تعدد المواقف الحياتيّة ،ولكل موقف مقولة قيلت فيها
فأحيانا نضطر إلى إعلام الآخرين بعيوبهم أو بأغلاطهم من خلال عبارة واحدة فقط
تُغني عن قول الكثير وربما الغير مُجدي ..
هناك عبارة جميلة جدا ولها معانٍ رائعة لمن يفهمها
( من راقب الناس مات هما )
وهي شطر من بيت قاله سلم الخاسر وأصل البيت:
من راقب الناس مات غما وفاز باللذة الجسور
أخذه من قول بشار بن برد وهوا معلمه:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته .... وفاز بالطيبات الفاتك اللّهج
وهذه المقولة ترمي إلى تقبيح مراقبة الآخرين خصوصا وإن البعض يراقب بطريقة لااعتيادية
تنظر إليهم تحسبهم جواسيس مخابرات !!!
فتراه مهموم بنفسه يراقب هذا ويتصنت على كلام ذاك ويتطلع إلى أفعال الآخر
من راقب الناس مات هما وغما وفاز باللذة الجسور
فتراه يفرح ويصدر ضحكات تتعالى في الهواء ولا يعلم أنه مسكين
لايعلم مايفعله
فتجد أسئلة كثيرة عنده وعلاما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ت استفهام تحتاج إلى إجابات
وحيث أنه لم يجد من يجيب عليها له ،،،، بدأ بإجابتها وبربط هذه الأمور بهواه وما
يملي عليه الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء ،
وأكثر ما يتعبه سؤال ( لماذا ) يفعل كذا ،
وأول قاعدة يضعها قبل أن يجيب على أسئلته
(((((ســـــــــــــــوء الظن))))
ثم يبني بعد ذلك كل الإجابات على هذه القاعدة ، ويفسرها بالسوء والقصد
السيئ من من كان يراقبه .
وأحيانا يضمرها في قلبه ، حتى إذا حصل شجار أو سوء تفاهم بدأ يذكرها مع
إجابته لها بقصده السيئ
أو يقولها لك أول ما يراك .
وذلك بعد أن حمل الهم من مراقبتك وحلل وفسر وأجاب بعد جهد جهيد وشغل
شاغل ، وعمل متعب ، في أمر قد يعود عليه بالوبال
فأضاع وقته وجهده ، وعمره في هذا العمل المذموم
فلو أنه ترك الناس ، ولم يتتبع ويراقب لكان خيرا له
بل ليس مطلوبا منك حتى في قضية المنكرات أن تفتش عنها في إخفاء الناس لها ،
إنك إن تتبع عورات الناس تفسدهم
هذا في قضية المنكرات قد لا يحسن التنبيش عنها ، فما بالك بأمور الناس العادية
فهي منهي عنها من باب أولى وأحرى .
فعش سالما من المراقبة
وعش سالما من الهموم
وعش سالما من تحليل تصرفات الناس التي لا تعود عليك بالنفع والخير
واجعل لنفسك شخصية مستقلة ، وحبب الناس إليك ، وكن لطيفا معهم ، متسامحا .
وأصلح من نفسك ومن أخلاقك ، ومن سلوكك ، وأنظر إلى السلوك الذي يكرهه
الناس بك وحاول التخلص منه .
وحاول التخلق بالأخلاق الحسنة ، والآداب الكريمة
إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، فالإنسان باستطاعته أن يتعلم كل
الصفات الحسنة ، وأن يترك الصفات السئية .
فطور نفسك ، وارتقى بها إلى الدرجات العالية ، واترك الصفات الذميمة
والأخلاق السيئة .
واصنع من نفسك إنسان له قدره وكرامه وحب الآخرين له .