اسْتَقِمْ ولا تتلوَّن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اسْتَقِمْ ولا تتلوَّن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-22, 15:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
♥' سندس الفردوس ♥"
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ♥' سندس الفردوس ♥"
 

 

 
الأوسمة
وسام المتوجات 
إحصائية العضو










Mh51 اسْتَقِمْ ولا تتلوَّن

جـــاء رمضان .. و سوف يمضي رمضان ..
سوقٌ قام ثمَّ انفض .. رَبِحَ فيه من رَبِح، وخَسِر فيه من خَسِر .. ويتوجع المسلم لفراق رمضان ويتذكَّر أيـــامه ولياليــه كيف كانت عامرةٌ بالخيـــرات، ممتلئةٌ بالعبـــادات، مُنيرةٌ بالطاعـــات ..
لكن، لماذا ينتكس الناس ويعودون مرة أخرى للغفلة والانشغال بدنيـــاهم بعد أن ذاقوا حلاوة القُرب من مولاهم؟!
لما مات رسول الله وقف أبو بكر يقول "أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ" [صحيح البخاري]
فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى، ومن كان يعبد الله تعالى فإن الله حيٌ لا يموت ..
إن ديننــا دين الاستقامة .. لا يصْلُح فيه التلوُّن والتفلُت والزوغان، كما قال الله سبحانه وتعالى لرسوله {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ..} [هود: 112]
لما جاء حذيفة بن اليمان الموت، جلس عبد الله بن مسعود عند رأسه فقال: أوصني، فقال له: ألم يأتك اليقين؟، قال ابن مسعود: بلى وعزةِ ربِّي، فقال له حذيفة: فإيـــاك والتلوُّن؛ فإن دين الله واحد.
اسْتَقِمْ على طاعة الله حتى تلقاه، فيكون ذلك يوم عيدك الحقيقي،،


كُن ربانيًا ولا تكُن رمضانيًا ..
إنك لابد أن تخرج من رمضان بقلبٍ قد أَلِفَ الطاعة وأحبها واعتادها حتى صارت له كالهواء والماء للإنسان ..
فإيــــاك أن تقتل إيمانك بالتثاقل إلى الأرض، والإخلاد إلى الكسل، والرضـــا بالقعود والنكوص،،
واعلم إن أول خطوات طريق الفشل والضيــاع: أن تتحكم فيك نفسك .. فتُسيِّرك كيف شاءت، كلما أمرتك أن تقوم تقوم، اخرج تخرج، نم تنـــام، كُل تأكل ..
لابد أن تمتلك أنت زمام المٌبــادرة وتتحكَّم في نفسك وتُذللِّها لطاعة الملك جلَّ جلاله،،

الأعمال الصالحة لم تنقطع بانتهاء رمضان ..
فالقرآن لا يُهْجَر بمجرد انتهاء رمضان، بل حافظ على وردك الثابت فيه .. دُمْ على ذلك فالقرآن هو الذي يُزكي نفسك ويُصْلِح قلبك، ويُثبتك على طريق الحق .. فلتستمر في قراءة جزءين في اليوم على الأقل، ثمَّ زد إلى ثلاثة ثمَّ إلى خمسة؛ لتختم كل أسبوع كما كان يفعل الصحابة.
كذلك القيــام لم ينقطِع، قُم كل ليلة بإحدى عشرة ركعة .. فالنبي كان لا يترك قيــام الليل، فإذا فاته يومًا من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ..
والصيـــام لم ينقطع، فعليك أن تُبـــادر بصيـــام ستة أيــــام من شوال .. حتى تكون كأنك صُمت السنة كلها .. عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" [صحيح مسلم]
وصيـــام ثلاثة أيــــام من كل شهر .. عن جرير : عن النبي قال "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة" [رواه النسائي وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1040)]
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: أَوْصَانِي حَبِيبِي بِثَلَاثٍ لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ. [صحيح مسلم]

وصيــام الاثنين والخميــــس .. عن أبي هريرة : عن رسول الله قال "تُعْرَض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" [رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1041)]
ويُستحَب الصيـــام في شهر مُحرم استحبابًا عظيمًا .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ".. أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ" [صحيح مسلم]
فالصيـــام مدرسة لتزكية النفس وأنواع الصيــام كثيرة .. وكان الرسول يصوم حتى يقول ا
لصحابة: لا يُفْطِر، ويُفْطِر حتى يقولوا: لا يصوم.

أحب العمل أدومه وإن قلَّ ..
عن عائشة قالت: قال رسول الله "أَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ" [متفق عليه] .. وسُئِلَت عائشة : كَيْفَ كَانَ عَمَلُ النَّبِيِّ ، هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنْ الْأَيَّامِ؟، قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً. [متفق عليه]، وقالت: ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقد كان النبي يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان ثم قضاه في شوال فاعتكف العشر الأول منه.

علامــات القبول
خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد فطر فقال في خطبته: أيها الناس، إنكم صمتم لله ثلاثين يومًا وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبَّل منكم .. كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فيقال له: إنه يوم فرح وسرور، فيقول: صدقتم ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا؟
روي عن علي أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه .. وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟،
أيها المقبول هنيئًا لك .. أيها المردود، جبَّر الله مصيبتك.


وقد يسأل سائل: كيف أعرف أنني من المقبولين؟
والجواب والله أعلم:
1) أن يجد قلبه أقرب إلى الله .. وآنس به وأحب إليه، ويستشعر أن له قلبًا جديدًا ينبض بحب الله .. فهذه ثمرة الطاعة وعلامة القبول.
2) أن يحب الطاعات ويقبل عليها .. ويشعر أن أبوابها تتفتح له ويُيسر له فعلها، ويشعر أن أبواب المعاصي تُغْلَق عنه ويُصْرَف عنها، ويكرهها ويستنكف من فعلها.
3) أن لا يفقد الطاعات التي كان يقوم بها في رمضان .. بل يواظب عليها، ويستحدث بعد رمضان أعمالاً لم تكن له قبله.
4) أن لا يعود إلى الذنوب التي تاب منها في رمضان .. لأن الإساءة بعد التوبة دليل على أن توبته لم تُقْبَل؛ لذلك جاء الأمر بالعمل الصالح بعد التوبة، قال تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال رسول الله ".. وأتبع السيئة الحسنة تمحها .." [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .. فاشتراط العمل الصالح بعد التوبة حزمٌ في منع الرجوع إلى الذنب.
5) استشعار المنة وعدم الإدلال بالعمل .. قد يُبتلى العبد بعد رمضان بشعور غامر أنه أدى ما عليه، وحبس نفسه في رمضان عن كثيرٍ مما يشتهيه، فتجده يوم العيد عاصيًا!!
وهذه من علامات عدم القبول: أن ينقلب على عقبيه بعد رمضان مباشرةً .. قال تعالى {.. وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .. لذلك على العبد أن يكون خائفًا على العمل وجلاً ألا يُتَقبَّل، مستشعرًا فضل الله ونعمته عليه، شاكرًا لأنعم الله، مواصلاً للذكر .. فتلك هي علامة القبول.












 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اسْتَقِمْ, تتلوَّن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc