![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
السيوف الباترة في نحور المتكلمة والأشاعرة متجدد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() أخي الكريم ليس لنا أن نجعل هذا المنتدى سببا للتفرق والاختلاف، واحياء النعرات، وليكن اخي هدفنا جمع شمل الامة
تقبل مروري |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() شكرا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() جزاك الله كل الخير على هذه الإضافات الأخ الكريم لم يأتي بهذا الكلام من رأسه او من أي كان نقله إنه كلام العلماء الأجلاء صح وبيان وتفصيل لايرد ولا إعتراض مأخوذ من خير الخلف من عند خير السلف وإذا الكلا مالحق يصبح تفرقة وباطل هذا مايجعل كل غيور يواصل نشر العقيدة الصحيحة كما نزلت بتفصيل ونرجو اجرنا عند الله يوم القيامة لانها الحقيقة ويجب أن نتقبلها ليس تفرقة وليس باطل وليس كلام أي كان بل أسماء علماء تركو بصماتهم من ذهب ويالهم من علماء جزاك الله يا أخي واصل. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() رسالة استحسان الخوض في علم الكلام لأبي الحسن الأشعري الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وءاله الطيبين وأصحابه الأئمة المنتخبين . أما بعد فإن طائفة من الناس جعلوا الجهل رأس مالهم وثقـُل عليهم النظر والبحث عن الدين ، ومالوا إلى التخفيف والتقليد ، وطعنوا على من فتش عن أصول الدين ونسبوه إلى الضلال ، وزعموا أن الكلام في الحركة والسكون والعرَضِ والألوان والأكوان والجزء والطفرة وصفات البارئ عز وجل بدعة وضلالة ، وقالوا : لو كان ذلك هدى ورشادًا لتكلم فيه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وخلفاؤه وأصحابه ، قالوا : ولأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يمت حتى تكلم في كل ما يحتاج إليه من أمور الدين وبيّنه بيانـًا شافيًا ، ولم يترك بعده لأحد مقالاً فيما للمسلمين إليه حاجة من أمور دينهم وما يقرّبهم إلى الله عز وجل ويباعدهم عن سخطه ، فلما لم يرووا عنه الكلام في شيء مما ذكرناه علمنا أن الكلام فيه بدعة والبحثَ عنه ضلالة ، لأنه لو كان خيرًا لما فات النبيَ صلى الله عليه وءاله وأصحابه وسلم ولتكلموا فيه ، قالوا : ولأنه ليس يخلو ذلك من وجهين : إما أن يكونوا علموه فسكتوا عنه ، أو لم يعلموه بل جهلوه ، فإن كانوا علِموه ولم يتكلموا فيه وسِعنا أيضًا نحن السكوتُ عنه كما وسعهم السكوتُ عنه ، ووسِعنا تركُ الخوض كما وسِعهم تركُ الخوض فيه ، ولأنه لو كان من الدين ما وسعهم السكوت عنه ، وإن كانوا لم يعلموه وسِعَنا جهلُه كما وسع أولئك جهلُه ، لأنه لو كان من الدين لم يجهلوه ، فعلى كِلا الوجهين الكلامُ فيه بدعةٌ والخوضُ فيه ضلالة . فهذه جملة ما احتجوا به في ترك النظر في الأصول . قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : الجوابُ من ثلاثة أوجهٍ : ( أحدها ) قلب السؤال عليهم بأن يقال : النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يقل أيضًا إنه مَن بحَثَ عن ذلك وتكلم فيه فاجعلوه مبتدعًا ضالاً ، فقد لزمكم أن تكونوا مبتدعةً ضُلالاً إذ قد تكلمتم في شيء لم يتكلم فيه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ، وضلّلتم من لم يضلّله النبي صلى الله عليه وءاله وسلم . ( الجواب الثاني ) : أن يقال لهم : إن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يجهل شيئًا مما ذكرتموه من الكلام في الجسم والعرَض والحركة والسكون والجزء والطّفرة وإن لم يتكلم في كل واحد من ذلك معيَّنـًا ، وكذلك الفقهاء والعلماء من الصحابة غيرَ أن هذه الأشياءَ التي ذكرتموها معيّنةً ، أصولُها موجودةٌ في القرءان والسنة جملةً غيرَ مفصّلةٍ . فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فأصلُهما موجودٌ في القرءان وهما يدلان على التوحيد ، وكذلك الاجتماعُ والافتراق ، قال الله تعالى مخبِرًا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكِها من مكانٍ إلى مكانٍ ما دلّ على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شيء من ذلك ، وأن من جاز عليه الأفولُ والانتقال من مكانٍ إلى مكانٍ فليس بإله . وأما الكلام في أصول التوحيد فمأخوذٌ أيضًا من الكتاب ، قال الله تعالى ( لو كان فيهما ءالهةٌ إلا الله لفسدتا ) ، وهذا الكلام موجَزٌ منبِّهٌ على الحجة بأنه واحدٌ لا شريك له ، وكلام المتكلمين في الحِجاج في التوحيد بالتمانع والتغالب فإنما مرجعه إلى هذه الآية ، وقولِه عز وجل ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه مِن إلهٍ إذًا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) وإلى قوله عز وجل ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق ) . قال الشيخ الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه وأرضاه : وكلام المتكلمين في الحِجاج في توحيد الله إنما مرجعه إلى هذه الآيات التي ذكرناها ، وكذلك سائر الكلام في تفصيل فروع التوحيد والعدل إنما هو مأخوذ من القرءان ، فكذلك الكلام في جواز البعث واستحالته الذي قد اختلف عقلاءُ العرب ومَن قبلَهم مِن غيرِهم فيه حتى تعجّبوا من جواز ذلك فقالوا ( ءإذا متنا وكنا ترابًا ذلك رجع بعيد ) ، وقولهم ( هيهاتَ هيهات لما توعدون ) ، وقولهم ( من يحي العظامَ وهي رميم ) ، وقوله تعالى ( أيعِدُكم أنكم إذا مِتّم وكنتم ترابًا وعظامًا أنكم مُخرجون ) ، وفي نحو هذا الكلام منهم إنما ورد بالحِجاج في جواز البعث بعد الموت في القرءان تأكيدًا لجواز ذلك في العقول وعلّم نبيَّه صلى الله عليه وءاله وسلم ولقـّنه الحجاج عليهم في إنكارِهمُ البعثَ من وجهين على طائفتين : منهم طائفة أقرّت بالخلق الأول وأنكرَت الثاني ، وطائفةٌ جحدَت ذلك بقدم العالم ، فاحتجّ على المقِرِّ منها بالخلق الأول بقوله ( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) وبقوله ( وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيدُه وهو أهون عليه ) وبقوله ( كما بدأكم تعودون ) ، فنبّههم بهذه الآيات على أن من قدر أن يفعل فِعلاً على غير مثالٍ سابقٍ فهو أقدرُ أن يفعلَ فعلاً محدَثًا فهو أهون عليه فيما بينكم وتعارفِكم ، وأما البارئ جل ثناؤه وتقدست أسماؤه فليس خلقُ شيءٍ بأهونَ عليه من الآخر ، وقد قيل : إن الهاءَ في " عليه " إنما هي كنايةٌ للخلق بقدرته ، إن البعثَ والإعادةَ أهونُ على أحدكم وأخفُ عليه من ابتداء خلقهِ ، لأن ابتداءَ خلقهِ إنما يكون بالولادة والتربية وقطعِ السرة والقِماطِ وخروجِ الأسنان وغير ذلك من الايات الموجِعة المؤلِمة ، وإعادتـُه إنما تكون دفعةً واحدة ليس فيها من ذلك شيء فهي أهون عليه من ابتدائه ، فهذا ما احتج به على الطائفة المقِرّةِ بالخلق . وأما الطائفة التي أنكرت الخلق الأول والثاني وقالت بقِدَم العالم فإنما دخلَت عليهم شبهةٌ بأن قالوا : وجدنا الحياةَ رطبةً حارةً والموتَ باردًا يابسًا ، وهو من طبع التراب ، فكيف يجوز أن يجمع بين الحياة والتراب والعظام النخِرة فيصير خلقـًا سويًا ، والضدان لا يجتمعان ، فأنكروا البعثَ من هذه الجهة . ولعمري إن الضدين لا يجتمعان في محلٍ واحدٍ ولا في جهةٍ واحدة ولا في الموجود في المحل ، ولكنه يصح وجودُهما في محلين على سبيل المجاورة ، فاحتج الله تعالى عليهم بأن قال ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا فإذا أنتم منه توقدون ) ، فردّهم الله عز وجل في ذلك إلى ما يعرفونه ويشاهدونه من خروج النار على حرّها ويُبسها من الشجر الأخضر على بردها ورطوبتها ، فجعل جوازَ النشأة الأولى دليلاً على جواز النشأة الآخرة لأنها دليل على جواز مجاورة الحياةِ الترابَ والعظامَ النخرةَ فجعلها خلقـًا سويًا وقال ( كما بدأنا أول خلقٍ نعيدُه ) . وأما ما يتكلم به المتكلمون من أن للحوادث أولاً وردُّهم على الدهرية أنه لا حركة إلا وقبلَها حركة ولا يومَ إلا وقبلَه يوم ، والكلامُ على من قال : ما من جزء إلا وله نصف لا إلى غاية ، فقد وجدنا أصل ذلك في سنة رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم حين قال : " لا عدوى ولا طِيَرة ، فقال أعرابي : فما بالُ الإبل كأنها الظِباء تدخل في الإبل الجربى فتجرَبُ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم : فمن أعدى الأول " ؟ فسكت الأعرابيُ لما أفحمه بالحجة المعقولة . وكذلك نقول لمن زعم أنه لا حركة إلا وقبلها حركة : لو كان الأمرُ هكذا لم تحدث منها واحدة ، لأن ما لا نهاية له لا حدَثَ له ، وكذلك لما قال الرجل : يا نبي الله إن امرأتي ولدت غلامًا أسودَ وعرّضَ بنفيه ، فقال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم : هل لك من إبل ؟ فقال : نعم ! قال : فما ألوانها ؟ قال : حُمْرٌ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم : هل فيها مِن أورَقَ ؟ قال : نعم إن فيها أورق ، قال : فأنى ذلك ؟ قال : لعل عرقـًا نزعه ، فقال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم : ولعل ولدك نزعه عِرقٌ ، فهذا ما علّم اللهُ نبيَه (صلى الله عليه وءاله وسلم) مِن ردِّ الشيء إلى شكله ونظيره ، وهو أصلٌ لنا في سائر ما نحكم به من الشبيه والنظير . وبذلك نحتج على من قال : إن الله تعالى وتقدس يشبه المخلوقات وهو جسم ، بأن نقول له : لو كان يشبه شيئـًا من الأشياء لكان لا يخلو من أن يكون يشبهه من كل جهاته ، أو يشبهه من بعض جهاته ، وإن كان يشبهه من بعض جهاته وجب أن يكون محدَثـًا مثلَه من حيثُ أشبَهَهُ ، لأن كل متشابهين حكمُهما واحدٌ فيما اشتبها به ، ويستحيل أن يكون المحدَثُ قديمًا والقديمُ محدَثـًا ، وقد قال تعالى وتقدس ( ليس كمثله شيء ) وقال تعالى وتقدس ( ولم يكن له كفوًا أحد ) . وأما الأصل في أن للجسم نهاية وأن الجزء لا ينقسم فقوله عز وجل اسمه ( وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مبين ) ومُحالٌ إحصاءُ ما لا نهاية له ، ومحالٌ أن يكون الشيءُ الواحدُ ينقسم لأن هذا يوجب أن يكونا شيئين ، وقد أخبر أن العدد وقع عليهما . وأما الأصل في أن المحدِثَ للعالم يجب أن يتأتى له الفعلُ نحو قصدِه واختيارِه وتنتفي عنه كراهيتـُهُ ، فقوله تعالى ( أفرأيتم ما تمنون ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ) فلم يستطيعوا أن يقولوا بحجة إنهم يخلـُقون مع تمنّيهم الولدَ ، فلا يكون مع كراهيته له فنبّههم أن الخالق هو مَن يتأتـّى منه المخلوقاتُ على قصدِه . وأما أصلنا في المناقضة على الخصم في النظر فمأخوذ من سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وءاله وسلم ، وذلك تعليمُ الله عز وجل إياه حين لقي الحبرَ السمينَ فقال له : نشَدتـُك بالله هل تجد فيما أنزل الله تعالى من التوراة أن الله تعالى يبغض الحبر السمين ؟ فغضب الحبرُ حين عيّره بذلك ، فقال : ما أنزل اللهُ على بشرٍ من شيء ، فقال الله تعالى ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ) الآية ، فناقضه عن قربٍ ، لأن التوراة شيء ، وموسى بشر ، وقد كان الحبر مقرًا بأن الله تعالى أنزل التوراة على موسى . وكذلك ناقض الذين زعموا أن الله تعالى عهد إليهم أن لا يؤمنوا لرسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار ، فقال تعالى ( قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلمَ قتلتموهم إن كنتم صادقين ) فناقضهم بذلك وحاجّهم . وأما أصلنا في استدراكنا مغالطة الخصوم فمأخوذ من قوله تعالى ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) إلى قوله ( لا يسمعون ) فإنها لما نزلت هذه الآية بلغ ذلك عبدَ الله ابن الزِبَعْرَى ـ وكان جدِلاً خصِمًا ـ فقال : خصمتُ محمدًا وربِ الكعبة ، فجاء إليه رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم ، فقال : يا محمد ألست تزعم أن عيسى وعزيرًا والملائكةَ عُبِدوا ؟ فسكت النبيُ صلى الله عليه وءاله وسلم لا سكوتَ عِيٍ ولا منقطعٍ تعجبًا من جهله لأنه ليس في الآية ما يوجب دخولَ عيسى وعزيرٍ والملائكةِ فيها ، لأنه قال ( وما تعبدون ) ولم يقل وكل ما تعبدون من دون الله ، وإنما أراد ابن الزِبَعْرى مغالطةَ النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ليوهمَ قومَه أنه قد حاجّه ، فأنزل اللهُ عز وجل ( إن الذين سبقَت لهم منا الحسنى ) يعني من المعبودين ( أولئك عنها مُبعَدون ) فقرأ النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ذلك فضجوا عند ذلك لئلا يتبين انقطاعُهم وغلطهم فقالوا : " ءالهتنا خير أم هو " يعنون عيسى ، فأنزل الله تعالى ( ( ولما ضُرِبَ ابنُ مريمَ مثلا إذا قومُك منه يصدون ) إلى قوله ( خصِمون ) ، وكل ما ذكرناه من الآي أو لم نذكره أصلٌ وحجة لنا في الكلام فيما نذكره من تفصيل وإن لم تكن كلُ مسئلةٍ معينةً في الكتاب والسنة ، لأن ما حدث تعيينُها من المسائل العقليات في أيام النبي صلى الله عليه وءاله وسلم والصحابةِ قد تكلموا فيه على نحو ما ذكرناه . والجواب الثالث : أن هذه المسائل التي سألوا عنها قد علِمها رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم ولم يجهل منها شيئـًا مفصّلاً غيرَ أنها لم تحدث في أيامه معيّنةً فيتكلم فيها أو لا يتكلم فيها وإن كانت أصولها موجودةً في القرءان والسنة وما حدث من شيء فيما له تعلق بالدين من جهة الشريعة فقد تكلموا فيه وبحثوا عنه وناظروا فيه وجادلوا وحاجّوا كمسائل العَول والجدّات من مسائل الفرائض وغيرِ ذلك من الأحكام وكالحرام والبائن والبتة وحبلـَكِ على غاربِك وكالمسائل في الحدود والطلاق مما يكثر ذكرها مما قد حدثت في أيامهم ولم يجئ في كل واحدة منها نص عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لأنه لو نص على جميع ذلك ما اختلفوا فيها ، وما بقي الخلاف إلى الآن . وهذه المسائل وإن لم يكن في كل واحدة منها نص عن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم فإنهم ردوها وقاسوها على ما فيه نص من كتاب الله تعالى والسنة واجتهادهم ، فهذه أحكامُ حوادثِ الفروع رَدوها إلى أحكام الشريعة التي هي فروع لا تـُدرَك أحكامُها إلا من جهة السمع والرسل ، فأما حوادث تحدث في الأصول في تعيين مسائلَ فينبغي لكل عاقلٍ مسلمٍ أن يردَّ حكمَها إلى جملة الأصول المتفق عليها بالعقل والحس والبديهة وغير ذلك ، لأن حكم مسائل الشرع التي طريقها السمعُ أن تكون مردودةً إلى أصول الشرع الذي طريقه السمعُ ، وحكمُ مسائل العقليات والمحسوسات أن يُرَدَّ كلُ شيءٍ من ذلك إلى بابه ولا يخلِطَ العقلياتِ بالسمعياتِ ولا السمعياتِ بالعقليات ، فلو حدث في أيام النبي صلى الله عليه وءاله وسلم الكلامُ في خلق القرءان وفي الجزء والطفرة بهذه الألفاظ لتكلم فيها وبيّنه كما بيّن سائرَ ما حدث في أيامه من تعيين المسائل وتكلم فيها . ثم يقال : النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يصحَّ عنه حديثٌ في أن القرءان غيرُ مخلوق أو هو مخلوق ، فلم قلتم : إنه غير مخلوق ؟ فإن قالوا : قد قاله بعض الصحابة وبعض التابعين ، قيل لهم : يلزم الصحابي والتابعي مثلُ ما يلزمكم من أن يكون مبتدِعًا ضالاً إذ قال ما لم يقله الرسول صلى الله عليه وءاله وسلم . فإن قال قائل : فأنا أتوقف في ذلك فلا أقول : مخلوق ولا غير مخلوق ، قيل له : فأنت في توقفك في ذلك مبتدعٌ ضالٌ ، لأن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يقل : إن حدثَتْ هذه الحادثةُ بعدي توقفوا فيها ولا تقولوا فيها شيئـًا ، ولا قال : ضلِلوا وكفِروا من قال بخلقه أو من قال بنفي خلقه . وخبّرونا لو قال قائلٌ إن عِلمَ اللهِ مخلوقٌ أكنتم تتوقفون فيه أم لا ؟ فإن قالوا : لا ، قيل لهم : لم يقل النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ولا أصحابُه في ذلك شيئـًا ، وكذلك لو قال قائل : هذا ربُكم شبعانُ أو ريانُ أو مكتسٍ أو عَريان أو مقرور أو صفراوي أو مرطوب أو جسم أو عرَضٌ أو يشم الريح أو لا يشمها أو هل له أنفٌ وقلبٌ وكبدٌ وطِحالٌ وهل يحج في كل سنة ، وهل يركب الخيل أو لا يركبها ، وهل يغتمُّ أم لا ؟ ونحوَ ذلك من المسائل ، لكان ينبغي أن تسكت عنه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم لم يتكلم في شيء من ذلك ولا أصحابُه ، أو كنتَ لا تسكتُ ، فكنتَ تبينُ بكلامك أن شيئـًا من ذلك لا يجوز على الله عز وجل وتقدس كذا وكذا بحجة كذا وكذا . فإن قال قائل : أسكتُ عنه ولا أجيبه بشيءٍ أو أهجرُه أو أقوم عنه أو لا أسلم عليه أو لا أعوده إذا مرض أو لا أشهد جنازته إذا مات ، قيل له : فيلزمك أن تكون في جميع هذه الصيغ التي ذكرتَها مبتدعًا ضالاً ، لأن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم لم يقل : من سأل عن شيءٍ من ذلك فاسكتوا عنه ، ولا قال : لا تسلموا عليه ولا قوموا عنه ، ولا قال شيئًا من ذلك فأنتم مبتدعةٌ إذا فعلتم ذلك ، ولِمَ لَم تسكتوا عمّن قال بخلق القرءان ولِمَ كفّرتموه ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم حديثٌ صحيحٌ في نفي خلقه وتكفيرِ من قال بخلقه . فإن قالوا : لأن أحمد بن حنبل رضي الله عنه قال بنفي خلقه وتكفيرِ من قال بخلقه ، قيل لهم : ولِمَ لم يسكت أحمدُ عن ذلك بل تكلم فيه ؟ فإن قالوا : لأن العباس العنبري ووكيعًا وعبدَ الرحمن بنَ مهدي وفلانًا وفلانًا قالوا إنه غيرُ مخلوق ، ومَن قال بأنه مخلوقٌ فهو كافر . قيل لهم : ولِم لم يسكت أولئك عما سكت عنه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم فإن قالوا : لأن عمرو بن دينار وسفيانَ بن عيينة وجعفرَ بن محمد رضي الله عنهم وفلانًا وفلانًا قالوا : ليس بخالقٍ ولا مخلوق . قيل لهم : ولم لم يسكت أولئك عن هذه المقالة ، ولم يقلها رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم ؟ فإن أحالوا ذلك على الصحابة أو جماعةٍ منهم كان ذلك مكابرةً ، فإنه يقال لهم : فلم لم يسكتوا عن ذلك ، ولم يتكلم فيه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ، ولا قال : كفّروا قائلَه ، وإن قالوا : لا بد للعلماء من الكلام في الحادثة ليعلمَ الجاهلُ حكمَها ، قيل لهم : هذا الذي أردناه منكم ، فلِمَ منعتم الكلامَ ، فأنتم إن شئتم تكلمتم حتى إذا انقطعتم قلتم : نُهينا عن الكلام ، وإن شئتم قلّدتم مَن كان قبلكم بلا حجةٍ ولا بيان ، وهذه شهوةٌ وتحكّمٌ . ثم يقال لهم : فالنبي صلى الله عليه وءاله وسلم لم يتكلم في النذور والوصايا ولا في العتق ولا في حساب المناسَخات ، ولا صنّف فيها كتابًا كما صنعه مالكٌ والثوري والشافعي وأبو حنيفة ، فيلزمكم أن يكونوا مبتدعةً ضُلالاً إذ فعلوا ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ، وقالوا ما لم يقله نصًا بعينه ، وصنّفوا ما لم يصنّفه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وقالوا بتكفير القائلين بخلق القرءان ولم يقله النبي صلى الله عليه وءاله وسلم . وفيما ذكرنا كفاية لكل عاقل غيرِ معاند |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اني اتصورك اخي كمحارب من جيش صلاح الدين تحمل سيفا و ترسا و و تجري في الشارع بحثا عن كل اشعري زنديق لتقطع رقبته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||
|
![]() اقتباس:
• نحن لا نقلد أحدًا ونحن أصحاب الدليل . • ليس لأحد علينا وصاية ، ولا عندنا بابوات ولا ملالي . • " إدعاء التثبت " . أي : أنهم يردون فتاوى العلماء وأحكامهم على أهل البدع وتحذيرهم منها ومنهم ؛ بدعوى التثبت بالإضافة إلى أصولهم الآنفة الذكر . ومن جهة أخري وضعوا أصولاً لحماية أهل البدع وزعمائهم ، ولمواجهة أصول السلف ومنهجهم في نقد البدع وأهلها ، مثل : • " حمل المجمل على المفصل " ، وهم لا يريدون المجمل والمفصل لدى الأصوليين وعلماء الإسلام ، وإنما يريدون مجملاً ومفصلاً ابتدعوه . • " نصحح ولا نجرح ، أو ولا نهدم " ، فيعتبرون نقد البدع وأهلها والتحذير منها هدمًا ، وهم لا يصححون ، وفي المقابل يهدمون أهل السنة ويحاربونهم أشد الحرب ؛ كما يحاربون أصولهم المستمدة من الكتاب والسنة . • " منهج الموازنات " ، الذي يطبقونه ثم يجحدون مكابرة منهم هذا التطبيق . • قولهم : " نريد منهجًا واسعًا يسع أهل السنة ، ويسع الأمة " ، ثم يفسرونه تفسيرًا كاذبًا يفضحهم تطبيقهم له ، ومن يتظاهر منهم بعدم تطبيقه يفضحه تأييد ومولاة من يطبقه . وأنا أسوق - إليك - عددًا من النصوص التي تهدم أصولهم الفاسدة : • قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) . [ الصف : 2 - 3 ] . قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - : عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : ( كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله - عز وجل - دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به ، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال : إيمان به لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به ؛ فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين ، وشق عليهم أمره . فقال الله - سبحانه - : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ) ، وهذا اختيار ابن جرير ، وذكر ابن كثير نحوه عن مقاتل بن حيان ) . [1] • ومنها حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما شاء الله وشئت ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أجعلتني لله عدلاً . قل : ما شاء الله وحده ) . [2] الشاهد من الحديث : قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الصحابي الجليل الذي لا يريد إلا إجلال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أجعلتني لله عدلاً ) . وفي لفظ : ( أجعلتني لله ندًا ) . وله شاهد من حديث قتيلة بنت صيفي الجهنية - رضي الله عنها - قالت : إن حبرًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : إنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة . فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( قولوا : ما شاء الله ثم شئت ، وقولوا : ورب الكعبة ) . [3] والشاهد منه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يغضب من قول اليهودي بل أقره وأمر أصحابه : أن يقولوا القول الصواب الذي لا يخدش في التوحيد ، ولم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ولا أمر اليهودي بحمل المجمل على المفصل - صلى الله عليه وسلم - وهو الناصح الأمين . وللحديثين شواهد في الجملة فيها النهي عن قول : ( ما شاء الله وشئت ) . • قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخطيب من خطباء أصحابه يريد الخير . قال هذا الصحابي في خطبته : ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ) . فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( بئس خطيب القوم أنت ) . هذا صحابي جليل - رضي الله عنه - لم يحمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجمله على مفصله وإن كان صحابيًا لا يريد إلا خيرًا . هذا النص وحده في نظر المؤمنين يدك قواعد من يقول : " حمل المجمل على المفصل " ، و " منهج الموازنات " ، و " نصحح ولا نهدم الأشخاص " ، فهل هناك أشد من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( بئس خطيب القوم أنت ) !؟ فإذا قال خطيب قوم كلامًا باطلاً ، أو قال في كتاب ، أو شريط ببدعة فقلنا له : بئست البدعة بدعتك لحق لنا ذلك ؛ لأننا مستندون إلى جبل عظيم وهو هذا النص النبوي العظيم والموقف المحمدي الكريم . فلو جاءنا احدهم بقال فلان وقال علان نقول له : سلم للأدلة واعرف قواعد السلف المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله مثل قولهم : ( إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ) . و ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) . وقبل الكل قوله تعالى : ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) . [ النساء : 59 ] . فإذا كننم تؤمنون بالله واليوم الآخر ! فدعوا هذه القواعد الفاسدة التي تعارض قول الله وقول رسوله وتعارض منهج السلف الصالح . • ومن النصوص النبوية التي تدك هذه القواعد الفاسدة . قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصحابيين جليلين - رضي الله عنهما - اختصما فقال أحدهما : ( يا للمهاجرين ) ! وقال الأخر : ( يا للأنصار ) ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستنكرًا قولهما : ( أبدعوى الجاهلية ! وأنا بين أظهركم . دعوها فإنها منتنة ) . لا شك أنهما صحابيان جليلان ، وأصلهما : السنة والصحبة لخير الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وقد خرجا في جهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ولاشك : أنهما وسائر الصحابة الكرام والأمة بعدهم قد استفادوا من هذا الموقف النبوي الكريم الحاسم ، فهل السني الذي يقوله : سين من الناس أفضل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - !؟ وهل " القطبيون " أهل هذه القواعد أعدل وأكثر أنصافًا من خاتم النبيين وأفضل المرسلين وسيد الحلماء الحكماء العادلين !؟ • ومنها : أن الصديقة الجليلة ابنة الصديق زوج الرسول الكريم وأم المؤمنين وأحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حسبك من صفية كذا وكذا . قال : غير مسدد . تعني : قصيرة . فقال : ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) . قالت : وحكيت له إنسانًا فقال : ( ما أحب أني حكيت إنسانًا وإنَّ لي كذا وكذا ) . [4] فماذا يقول أهل هذه القواعد " حمل المجمل على المفصل " ، و " الموازنات " ، و " نصحح ولا نجرح أو ولا نهدم " ، و " المنهج الواسع " !؟ أأنتم أحلم وأحكم وأعدل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - !؟ أم أنكم وزعماءكم أفضل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - !؟ تعالوا بمن شئتم - ممن نجلهم ونكرمهم - فسنقول نحن وإياهم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) . [ الحجرات : 1 ] . وسيقول هؤلاء الأجلاء - إن كان لهم كلام يخالف هذه النصوص باجتهاد منهم أو خطأ - : نعوذ بالله أن نعارض بأقوالنا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وسيقولون : ( إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ) . وسيتبرأ هؤلاء الأجلاء منكم ومن تتبعكم للسقطات والشبهات التي لا يسلم منها بشر ، وسيوبخونكم أشد التوبيخ على اتخاذ مناهج من أقوالهم تخالف نصوص الشريعة وأصولها . وانظر إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - خلال كلامه في رده على بعض الناس الذين يتعلقون ببعض قواعد الأئمة فينصرون باطلهم وحيلهم ، قال - رحمه الله - : ( فرب قاعدة لو علم صاحبها ما تفضي إليه لم يقلها ) . " بيان بطلان التحليل " : ( ص 215 ) . • ومنها : قول علي - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فقال : ( ألا تصليان !؟ فقلت : يا رسول الله أنفسنا بيد الله ؛ فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلت له ذلك ولم يرجع إليَّ شيئًا ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه وهو يقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ) . [5] قال الحافظ ابن حجر : ( فيه جواز ضرب الفخذ عند التأسف ) . وقال ابن التين : ( كره احتجاجه بالآية المذكورة ، وأراد منه : أن ينسب التقصير إلى نفسه ... ، وفيه منقبة لعلي حيث لم يكتم ما فيه عليه أدنى غضاضة فقدم مصلحة نشر العلم وتبليغه على كتمه ) ، ثم نقل الحافظ عن ابن بطال عن المهلب تفسيرًا يغاير هذا ثم ضعفه بقوله : " وما تقدم أولى " . ونقل عن النووي أنه قال : ( المختار أنه ضرب فخذه تعجبًا من سرعة جوابه وعدم موافقته له على الاعتذار بما اعتذر به . والله أعلم ) . [6] • ومنها : عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : ساببت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) . [7] قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث : ( واستدل [8] أيضًا بقوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر : فيك جاهلية ، أي : خصلة جاهلية ، مع أن منـزلة أبي ذر في الذروة العالية ، وإنما وبخه بذلك على عظيم منـزلته عنده تحذيرًا له عن معاودة مثل ذلك ، لأنه وإن كان معذورًا بوجه من وجوه العذر ، لكن وقوع ذلك من مثله يستعظم أكثر ممن هو دونه ) . انتهى . وفي الحديث نصح أبي ذر لله وللمسلمين حيث بلغ هذا الحديث الذي فيه زجر للمسلمين من الوقوع في أمور الجاهلية . وفيه بيان انقياده لله وطاعته لرسول الله حيث صار يسوي بين نفسه وغلامه كما في هذا الحديث نفسه في " البخاري " عن المعرور بن سويد قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال : ( إني ساببت رجلاً ... ) . [ الحديث ] . فأين حمل المجمل على المفصل !؟ وأين قاعدة : " نصحح ولا نهدم !؟ وأين " الموازنات " !؟ • ومنها : حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع فيؤم قومه ، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة، فانصرف رجل ، فكأن معاذًا تناول منه فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( فتان . فتان . فتان ) - [ ثلاث مرات ] - أو قال : ( فتانًا ، فتانًا ، فتانًا ، وأمره بسورتين من أواسط المفصل ) . [9] قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث : ( ومعنى الفتنة ها هنا : أن التطويل يكون سببًا لخروجهم من الصلاة وللتكره للصلاة في الجماعة ... وقال الداودي : يحتمل أن يريد بقوله : فتان . أي : معذب لأنه عذبهم بالتطويل ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ ) . قيل معناه : عذبوهم ) . فهذا معاذ من أفاضل الصحابة ، ومن كبار علمائهم ، وله المنزلة الكبيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتأول له قولاً ولا عملاً لا يريد به إلا الخير . فلم يحمل مجمله على مفصله ، ولم يقل نصحح ولا نجرح ، أو لا نهدم ولم يجر له عملية موازنات ولا غير ذلك من قواعد القوم الباطلة . فهل من يدافع عنه هؤلاء بهذه القواعد أفضل عند الله وعند الرسول والمؤمنين من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - !؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار . • ومنها : أن أبا هريرة قال : اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها ، فاختصموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة ، وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها ومن معهم ، فقال حمل بن النابغة الهذلي : يا رسول الله كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل !؟ فمثل ذلك يطل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( إنما هذا من إخوان الكهان ) . من أجل سجعه الذي سجع . [10] قال الحافظ في " الفتح " : (10/229) قوله : ( إنما هذا من إخوان الكهان . أي : لمشابهة كلامه كلامهم ) . فأين " حمل المجمل على المفصل " !؟ وأين " نصحح ولا نجرح ، أو ولا نهدم " !؟ وأين " منهج الموازنات " !؟ ومن هدي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الفاروق - رضي الله عنه - : • (أ) قوله : ( إن ناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر خيرًا ؛ أمناه ، وقربناه ، وليس إلينا من سريرته شيء ، والله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءً ؛ لم نأمنه ، ولم نصدقه ، وإن قال : إن سريرته حسنة ) . • (ب) وقصة صبيغ المعلومة المشهورة ، وصبيغ من التابعين لا يعرف ببدعة ومع ذلك عاقبه عمر - رضي الله عنه - عقوبات شديدة على أسئلته عن المتشابه . فلم يحمل في حقه " المجمل على المفصل " ، ولا قال : " نصحح ولا نجرح أو ولا نهدم " ، ولا ذهب " يوازن بين حسناته وسيئاته " ، ولا راعى قاعدة من قواعد هؤلاء الباطلة . وكذلك غيره من الصحابة وأعلام الأمة، من قال ببدعة قالوا إنها بدعة ومن أخطأ حكموا على كلامه بالخطأ. ثم إن كتب الجرح والتعديل العام والخاص إنما قامت على الكتاب والسنة وخاصة مثل هذه النصوص التي استدللنا بها وسيرة الصحابة - رضي الله عنهم - . ولا تعرف هذه الأمة سنيها ولا بدعيها غير هؤلاء هذه القواعد الباطلة . ولقد خالف أصحاب هذه القواعد أصلاً من أصول الإسلام مجمعًا عليه ؛ ألا وهو الأخذ بالظاهر ، وأنه لا يؤول إلا كلام المعصوم . قال البقاعي - رحمه الله - في خلال رده على من يتأول كلام ابن الفارض : ( مع أن الفاروق ابن الخطاب - رضي الله عنه - الذي ما سلك فجًا إلا سلك الشيطان فجًا غير فجه ، قد أنكر التأويل لغير كلام المعصوم ، ومنع منه - رضي الله عنه - ، وأهلك كل من خالفه وأراده وبسيف الشرع قتله وأخزاه ، فيما رواه عنه البخاري في كتاب الشهادات من " صحيحه " : إن ناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر خيرًا ؛ أمناه ، وقربناه ، وليس إلينا من سريرته شيء ، والله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءً ؛ لم نأمنه ، ولم نصدقه ، وإن قال : إن سريرته حسنة ) . وقد أخذ هذا الأثر " الصوفية " ، وأصلوا عليه طريقهم ، منهم صاحب " العوارف " ، استشهد به في " عوارفه " ، وجعله من أعظم معارفه ، فمن خالف الفاروق - رضي الله عنه - ؛ كان أخف أحواله أن يكون رافضيًا خبيثًا ، وأثقلها أن يكون كفارًا عنيدًا . وهذا الذي سماه الفاروق - رضي الله عنه - ظاهرًا هو الذي يعرف في لسان المتشرعة بالصريح ، وهو ما قابل النص ، والكناية والتعريض . وقد تبع الفاروق - رضي الله عنه - على ذلك بعد " الصوفية " سائر العلماء ، لم يخالف منهم أحد ؛ كما نقله إمام الحرمين عن الأصوليين كافة ، وتبعه الغزالي ، وتبعهما الناس . وقال الحافظ زين الدين العراقي : ( إنه أجمع عليه الأمة من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل الاجتهاد الصحيح ) . وكذا قال الإمام أبو عمر بن عبد البر في " التمهيد " . وأصله إمامنا الشافعي في " الرسالة " ؛ لقول النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( إنكم تختصمون إليَّ ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته ، فأقضي له … ) . [ الحديث ] . رواه الستة عن أم سلمة - رضي الله عنها - في أمثال كثيرة . وقال الأصوليون كافة : ( التأول إن كان لغير دليل ، كان لعبًا ، وما ينسب إلى بعض المذاهب من تأويل ماهو ظاهر في الكفر فكذب أو غلط منشؤه سوء الفهم … وإنما أولنا كلام المعصوم ؛ لأنه لا يجوز عليه الخطأ ، وأما غيره ؛ فيجوز عليه الخطأ سهوًا وعمدًا ) . [11] وقال الشوكاني في كتابه " الصوارم الحداد " : ( ص 96 - 97 ) : ( وقد أجمع المسلمون أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم ) . والآن ننتظر من هؤلاء القوم الموقف النهائي من هذه النصوص العظيمة من القرآن والسنة النبوية ومن إجماع علماء الأمة هل سينقادون لها كما يدعون أنهم أصحاب دليل ، أو سيعاملونها كمعاملة أقوال وفتاوى وأحكام علماء السنة !؟ نسأل الله لهم الهداية إلى إدراك الحق وتعظيم هذه النصوص الربانية والنبوية والسلفية والانقياد لها . إن ربنا لسميع الدعاء ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() أنت تلعن الرجل فانها سوف تعود لك لانه لا يستحق اللعن |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | ||||
|
![]() اقتباس:
السلام عليكم يمكنني أن ألخص ما قلت فيما يلي 1 ان الرسول اعطانا أصولا كي نستطيع من خلالها التكلم في الفروع 2 ه>ه الامور ظهرت لان في زمن الرسول لك تتح الفرصة للكلام عليها لانه لم يكن أحد يسأل عنها 3 ترد على أهل السنة بنفس الحجة وهي لم تكلمتم في أمور وتمنعونا من أمور أستطيع أن أجيب بما يلي ان الكلام أنواع فكلام الحق وكلام الباطل كلام يوضح به الحق لمن التبس عليه أو للرد على كلام أهل الباطل لان المتكلمين أغلبهم متأثرين بالفسفات الاخرى الداخلة على المسلمين مثل لبتجسيم والحلول وان اعطاء الصفة يستلزم التشبيه وغيرها من الامور التي تعلمها لكن الكلام ال>ي يبين الحق ويوضحه لكم عطل صفات الله وأسمائه ه>ا لاحرج فيه بل واجب لمن هو عالم لم تتح الفرصة للكلام في عهد رسول الله لانه لم يكن أحد يسأل أما الآن مع ضهور الفرق وبدعها وجب الرد عليها أي أن المقام مقام رد ووجب علينا أن نبيت الحق وأن اثبات الصقات لا يستلزم التشبيه ولا تمثيل اذن فرق بين كلام نابع من دليل وكلام باطل لا دليل عليه وقد قلت أنا من قبل في الموضوع هربوا من التأويل فوقعوا في التشبه وكلتا الحالتان تعطيل لصفات الله أما قولك بالكلام في خلق القرآن فلم أكن أظن أنها ستخف عليك لان الدليل واضح صريح في الآية كما قال تعالى " فأجره حتى يسمع كلام الله " والدليل واضح وهذا ينطبق علجميع الصفات والاسماء وقد قرأت موضوع الحيز والمكان والجهة لجمال البليدي و قد رأيت ردودك فلا داعي لاعادة الكلام فيها والردود أرجو أن تكون قد فهمت ما أصبوا اليه السلام عليك ورحمة الله |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
رددتَ على ماذا أخي الكريم؟ لو حدّدت من الرسالة الفقرة حتى أفهم عليك. ما قلتـَه (اللون الأحمر) موجود في كلام الأشعري: وإن قالوا : لا بد للعلماء من الكلام في الحادثة ليعلمَ الجاهلُ حكمَها ، قيل لهم : هذا الذي أردناه منكم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() شكرا يا أخي نرجو المزيد من التألق |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() نرجو مواصلة الرد حنين |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المتكلمة, الباترة, السيوف, والد, ودور |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc