دعوا المرأة وشأنها

[تراتيـل صبــح]

دعوا المرأة وشأنها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أريد توضيح أمرٍ هام،

هو انني لستُ متحدّثة باسم المرأة،

ولا داعية لميادئ التحرّر والمساواة بين المرأة والرّجل،

فالاسلام انصف المرأة ومنحها كامل حقوقها،

ويبقى على منْ منع المرأة حقوقها المشروعة،

أنْ يفهم ما جاء في القرآن والسّنة،

وبما أقرّ به العلماء.

قراتُ هنا وهناك ما جاء به الاعضاء الكرام من مواضيع حول المرأة،

سواء كانت منقولة أو من انشاء الاعضاء أنفسهم،

وجدتُ أنّ هنالك أنواعٌ من الناس،

إنْ لمْ أقل أنواعٌ من الرجال،

فالرجل يعتبر نفسه الوصيّ عن المرأة،

فما إنْ يجد موضوعاً يتحدّث عنها،

الاّ ودخله دخوله الحرب،

وحلل وحرّم على ما يناسبه،

معتبراً المرأة كياناً تابعاً له،

لا كياناً حراً منفصلاً بذاته.

انتبهوا من فضلكم،

فالمرأة التي كرّمها الاسلام،

وأنقص المجتمع من قيمتها،

هي كيانٌ منفصل،

ليست تابعاً لأي رجل،

فهي لنْ تدخل الجنّة بمعيّة زوجها أو والدها او أخيها،

لو كان الأمر كذلك لتغيّرت الكثير من الامور.

لكنّها ستُحاسبُ وحدها بما صنعت في الدنيا،

لا بما صنع زوجها أو والدها أو أخوها.

هنالك منْ يريدُ فهم هذه المرأة وسبر أغوارها،

فلطالما كان هذا الملاكُ الرقيق مثيراً للتساؤلات،

لذلك تعلّقت بها بعض الأفكار الغريبة التي كانت من تفكير الرّجل أصلاً،

خلال تعاقب الأزمان،

فدعاها بالشيطان، والروح الشريرة وغيره

دون أنْ ننسى مصطلح المصيبة الذي يعرفه المجتمع الجزائري جيّداً.

مهما حاولتَ أيّها الرجل فهم المرأة فلنْ تستطيع فهمها بالكامل،

مهما بحثت وقرأت من الدراسات،

فهي تقترب احياناً من الحقيقة،

لكنّها تبتعد عنها وتشوهها أحياناً كثيرة.

المرأة كيانٌ منفصل ليس عليك فهمه،

بل عليك تقبّله كما هو،

فنحن النساء نحتار كثيراً في فهمكم انتم الرّجال،

لكنّنا لا نفعل ما تفعلون من الترصّد .

هنالك من يعتبرُ نفسه نصيراً للمرأة في ثورتها للتحرّر،

لهؤلاء أقول:

نحن لا نحتاج مدافعاً،

نحن لا نحتاج وصياً

أنتم شوّهتم ما تريده المرأة،

وألبستموها لباساً لا يليق بها،

أبعدها عن أنوثتها وكينونتها،

أنتم منْ أشعل نيران الفتنة،

فصار الرّجال ينظرون للمرأة على أنها منحلّة منحطة،

لا أنفي وجود مثل هذه الأشكال،

لكن لا تزال المرأة المحافظة موجودة،

لا تزال تلك الدرة المصونة تحيا بعيداً عن الأضواء،

فاحترموا النساء،

وحين أقول احترموا النساء،

فانا أعني ما أقول،

فكلامكم عن المرأة بما سبق ذكره مؤلم جداًّ

دعوا المرأة وشأنها رجاءً.