ينقذ حياة حامل بانتحال شخصية ابن وزير الصحة

[عبدون جمال]

استفزني خبر قرأته، يتعلق بلجوء أحد الزوالية إلى انتحال صفة نجل وزير الصحة، ليس لتأميم مستشفى أو اقتحامه، ولكن لإنقاذ حياة سيّدة حامل وجنينها بمستشفى بارني بالعاصمة، والحال أن هذا الانتحال مبرّر ويستحق كلّ العرفان والتقدير، لأن الغرض منه كان إنقاذ إنسان في خطر*!‬

ما الذي يدفع هذا المسكين إلى هذه الحيلة، لو أن الإدارة والعاملين بهذه المستشفى العريق استقبلوا المرأة وتكفلوا بها إنسانيا وصحيا ومهنيا، بدل اللجوء إلى "تسييس" القضية والتوريط بانتحال صفة وزير أو مير أو غفير؟ ثم، ألا يجب معاقبة من رفض استقبال المريضة عوض محاسبة* ‬منتحل* ‬صفة* ‬ابن* ‬صاحب* ‬المعالي* ‬الذي* ‬لو* ‬راقب* ‬قطاعه* ‬لما* ‬انتحلوا* ‬صفته؟

من الطبيعي أن ينتحل كلّ من يشعر بالحقرة والقنطة والبيروقراطية، صفة ابن الوزير والوالي ورئيس الدائرة والمير وغيرهم من صغار المسؤولين وكبارهم، طالما أن الاعتقاد السائد أصبح موزعا بين "أصحاب الكتاف" والوساطة أو في أسوإ الحالات وأحسنها "التشيبا" لقضاء حاجة من المفروض* ‬أنها* ‬تـُسوّى* ‬وفق* ‬القوانين* ‬السارية* ‬المفعول،* ‬أو* ‬بالأخلاق* ‬وذلك* ‬أضعف* ‬الإيمان*!‬

لو وجد المواطن أو حتى المسؤول استقبالا قانونيا ومهنيا وأخلاقيا، في المستشفى والبلدية والبريد والإدارة والولاية والدائرة والمدرسة والجامعة ومختلف المصالح المأمورة بضمان "الحدّ الأدنى" للخدمات، لو تمّ هذا، لما اضطر هؤلاء وأولئك إلى اللجوء إلى طرق أخرى لتسوية* ‬مشاكلهم* ‬التي* ‬لا* ‬تستدعي* ‬لا* ‬تدخلا* ‬ولا* ‬ضغطا* ‬ولا* ‬احتجاجا* ‬ولا* ‬تارميناتور*!‬

لا أعتقد مثلما لا تعتقدون، أن الرئيس أو الوزير، هو الذي يتحمل مسؤولية سوء معاملة المرضى في أروقة المستشفيات من طرف بعض الأطباء والممرّضين والحجّاب، وليس الرئيس أو الوزير هو الذي يتحمّل وزر الإهمال الذي يسيل العرق البارد للمتزاحمين في طوابير البريد والبلديات*!‬

المشكلة يا جماعة الخير، أخلاقية وتربوية، ولذلك يتمّ اختراع الحلول خارج الأخلاق والقانون والضمير، وهو ما يعطي للزوالية الحقّ في انتحال الصفة وأحيانا "الكذب" واللجوء إلى التمثيل والتخويف وإطلاق المزاعم واستعراض العضلات حتى يُرعب الواقفين في طريقه وممارسي التيئيس* ‬والإفراط* ‬في* ‬التعسف* ‬في* ‬استخدام* ‬السلطة*!‬

الذي يرفض إدخال امرأة حامل إلى قاعة العمليات بحجة عدم توفر أماكن، ثم يستقبلها بالورود وأصحاب البارود والكرابيلا بمجرّد علمه بأنها قريبة فلان أو علان، هذا الشخص يستحقّ عقابا شديدا حتى لا تنتقل العدوى بسرعة البرق وحتى لا تـُضطر الأغلبية المسحوقة إلى الكذب والنصب* ‬من* ‬باب* ‬درء* ‬مفسدة* ‬أكبر* ‬بمفسدة* ‬أقلّ*!‬

بعض الموظفين "الزوالية" سامحهم الله، ينتقمون من المواطنين البسطاء، باستغلال مناصبهم ووظائفهم، فيكرّهونهم في بلدهم ويزرعون فيهم اليأس والقنوط، من خلال التماطل والتقاعس، وصدق هاهنا من قال: هؤلاء حقارين ومحقورين!

لقد استشرى فينا جميعا داء ليس له دواء، وعلى الجميع أن يعترف بهذه العدوى التي أصابتنا في مقتل، فلو كلّ موظف مهما علت رتبته أو نزلت، احترم الآخر وأدّى واجبه كاملا بعيدا عن منطق "المزيّة"، لما تحوّل الحاجب إلى أهم من المدير، ولما اضطرّ الزوالي إلى انتحال صفة بما* ‬يزجّ* ‬به* ‬إلى* ‬السجن،* ‬وصدق* ‬من* ‬قال*: ‬حقار* ‬الرجال* ‬يموت* ‬ذليل*!‬
الكاتب:
جمال لعلامي

زياري يرفع عليه دعوى قضائية
ينقذ حياة حامل بانتحال شخصية ابن وزير الصحة
الأحد 23 جوان 2013

المصدر جريدة الخبر

https://www.elkhabar.com/ar/watan/341335.html

[اصيل الشرق]

يا اخي القانون يطبق الى على الزوالي بالعكس هم يبحثون عن هاؤلاء لاستعراض عضلاتهم وجعلهم كبش فداء
اما بالنسبة لانتحال الشخص صفة ابن الوزير فهو غير مبرر في راي حتى ولو كان القصد نبيل لانني ضد مقولة -الغاية تبرر الوسيلة-
في الاخير شكرا على الموضوع ونتمنى ان تمر القضية على خير

[عبدون جمال]

ا

لقصد ليس ظاهر الموضوع نعرف ان انتحال صفة يعاقب عليه القانون وهذا لا مهرب منه طبعا فيجب تطبيق القانون .
القصد اننا نتعمق في اصل الحالة لنرى بجلاء كيف عوملت المراءة لانها مواطنة عادية كانت ستلد وفي حالة حرجة كيف لم تستقبل بحجة انه لامكان فارغ لاستقبالها وبمجرد ان مثل عليهم احدهم انه ابن الوزير قاموا بإدخالها واصبح المكان موجودا بقدرة قادر سبحان الله ولقيت المعاملة المثالية ايضا .هذا هو المقصود لاننا نعرف عقوبة انتحال صفة و نعرف ايضا كيف يعامل المواطن البسيط بالعامية الي ماعندوش معريفة في جميع القطاعات .

[حميد.ص]

قريت المقال امس................لا يحدث هذا الا في الجزائر