السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعا الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، علي بن حاج، في تصريح لـ "الشروق"، "علماء الأمّة" ممن أصدر بيان "نصرة" المظلومين في سوريا الذين يعانون من القتل والتشريد إلى وجوب عقد لقاء عاجل في مكّة المكرّمة، الأرض التي أسري منها بنبيّ الرحمة والملحمة، بهدف المناداة بالجهاد في فلسطين وتسليح المجاهدين هناك، فهي حسبه أولى بهذه البيانات من أي بلد آخر وقد اغتصبت من عام 1948. فليس من المنطقي حسب المتحدّث أن يهرع العلماء بنجدة المسلمين في الشام ضد ظلم بشّار ويسكتوا عن ظلم إسرائيل والغرب فضلا عن ذلك فليست بعض الدوّل ومنها أنظمة الخليج العربي بأقل سوءا من أنظمة إيران وسوريا.
كما أوصى المشاركين بجعل البيان منسحبا على كل الدول التي يحدث فيها ما حدث في الشام من ظلم أمّا أن يكون الأمر بالانتقاء بحيث يشمل دولا دون أخرى فهذا حسب بلحاج ليس من الإنصاف في شيء. وبخصوص ما جاء في البيان من دعوة إلى "الجهاد" وأن يتحمّل "مجلس الأمن والأمم المتّحدة" مسؤولياتهم في سوريا، قال علي بن حاج بأنّ مجلس الأمن لن يقدّم ولن يؤخّر في القضيّة شيئا، ثم إنّ الاستعانة بالكفّار لا تجوز شرعا وهو ما كان يقوله إبّان أزمة الخليج وهذا لا يمنع من شراء الأسلحة منهم.
.. كما طالب بالحيطة والحذر من محاولات الالتفاف على الثورة السورية، خصوصا بعد خطاب الرئيس أوباما الذي قال فيه بأنّ أمريكا ستزوّد الثوّار بالأسلحة، فذلك في رأيه شيء مثير للريبة والشك عشيّة بيان "علماء الأمّة"، موضحا بأنّ النصرة تجب ابتداء على الحكومات والدّول ضد الأنظمة المستبدّة الظالمة، فإن لم تقم بما يجب عليها فالأمر يعود إلى الشعوب بعيدا عن "الحدود المصطنعة" وليس أن نرجعه إلى مجلس الأمن.
الشيخ علي بن حاج نبّه إلى وجوب التفريق بين الخلاف العقائدي الذي له طرق معالجته الخاصّة والخلاف السياسي كالذي نراه في سوريا والذي تحاول بعض الأطراف النفخ فيه من أجل إشعال حرب طائفية بين السنّة والشيعة، متوجها بالنّصح إلى من يقاتل في الشام بأنّه يجب عليهم الحذر من قتال من يقف مع بشّار لأنّه شيعي فذلك ليس صحيحا ولكن يجب قتاله فقط لأنّه معتد، ذلك أنّ الشيعة ليسوا على درجة واحدة ففيهم حسبه من هم ضد قياديي حزب الله وحكّام إيران وضد نظام بشّار الأسد فلا يصح أن نجعلهم في سلّة واحدة .
لابد من ملاحظة كالعادة : على بن حاج ليس رافضيا