الحمد لله رب العالمين ......
رفعت قلمي ... عفوا قصدت ( كيبووردي ) لأكتب لكم ......... و الله لا أدري ما أكتب و ما أخط
و لست أقول هذا من هول ما يراه الرائي حين يود التعبير عن شيء مهول .. بل و لست أقولها على نمط ما قاله الرفاعي - إن صح الخبر - حين قال : أبتاه ماذا قد يخط بناني و السيف و الجلاد ينتظراني
إنما أقول هذا تعبيرا عن حالة عجيبة تعتريني كلما هممت بالكتابة و استعددت لها ، و هيئت لها أسبابها و عتادها ، من ورقة و قلم و مداد ... وطاولة و كرسي و مناخ صالح للكتابة
فأجدني حينها غير قادر على خط جملة .. و أمكث المدة غير القصيرة محاولا تجميع شتات أفكاري أنادي على الشوارد أن اجتمعن ، و أصيح بالخواطر أن انفرن و لكن لا حياة لمن تنادي .... صيحة في واد بل قل نفخة في رماد .
إن قريحتي صعبة الترويض . و هذا الذهن المشاغب يصعب تذليله أو تقييده .... أشبهه بالفتى المدلل ..إن قلت له لا تفعل فعل.. و إن أمرته بالفعل أبى و انفعل .
لقد سئمت منه ..، أمهد له الطريق و أسخر له الأسباب فيأبى بالجود و يكتفي بالجمود و أحيانا - ليست بالقليلة- يقابني بالصدود
إلا أني و بحمد الله كشفت خبيئته ، و أسفرت عن طريقته ، فكثرة المخالطة و المؤانسة تكشف و تبدي ...فكيف و هو معي في حلي وترحالي ..، .. في حضري و أسفاري و ماسمي السفر سفرا إلا لأنه يسفر و يكشف عن المعادن
النتيجة التي خلصت إليها أن هذا الذهن العاصي له ( كود ) معين يشتغل عليه ، و نمط حياة معين يسير عليه و يلتزم به ، و هو (الشيفونية) و بلغة أجمل و أفصح و أبلغ ( اللا منهجية ) ...
ليت هذه فلسفة ، أو هرطفة أو سفسطة ... بل هو واقع ما له من دافع
يتكرم السيد المحترم ( ذهن ) بالأفكار و الخواطر و أحيانا يجود بالشعر و القوافي .....حين أكون على مائدة الطعام .. أو حين أتابع التلفزيون -أو ما كان يسميه الأديب الطنطاوي الرائي- بل أحيانا حين أكون في أوضاع و مواضع لا أحب أن أسميها.....و تارة يبلغ كرمه الحاتمي ذروته حين أكون في السوق ، أو لما أكون عند الجزار أشتري لحم الضأن إن وجد و إلا فلحم النوق.. و في مناسبات كثيرة يمنحني السيد المحترم ( ذهن ) عطاياه الوفيرة حين أكون واقفا في الطابور في بعض الدوائر . فحسبي الله في هذا المخلوق الذي يتربص بي الدوائر
و انتبهوا أن كل ما ذكرته من مناسبات يكون فيها هذا الذهن حاضرا بقوة هي مواضع و مواقف لا أملك فيها ما أقيد فيه هذا العطاء ... لا قلم و لا ورقة... طبعا ..أين الورقة و القلم في المطبخ و الطابور و......................أجلكم الله
هذا ملخص مشكلتي و معضلتي
و العزاء الوحيد الذي خفف لوعتي ، و الذي أعتبره مؤنسي و سلوتي أن الأديب الألمعي علي الطنطاوي - غشيته سحائب الرحمة - شريكي في المشكلة ، و أنيسي في المعضلة ، كما اعترف في كتابه الماتع ( مع الناس )
لكن أين أنا ....و أين الطنطاوي و لست بالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد لكن كما قيل : من كان خاملا فليتعلق بعظيم