لعبة الثورة والشهيد... مجتمع الحشاشين يعود

[عرابي تيارت]

كثيرا ما تُتداول الكلمات فتصير مألوفة لدرجة لا يصدر منا عليها أي رد فعل سلبي أو إيجابي أو ننقسم على أنفسنا بين مساند ومعارض على الرغم من أننا نجهل ماهيتها وظروف نشأتِها وأهدافها وهل للشرع موقف منها أم لا , مثل بعض الكلمات التي تعتبرها عائلات سوقية وتتداولها عائلات أخرى بشراهة في محيط واحد ولعل العالم العربي يقضم هاته السنوات الأخيرة كلمات مثل الربيع و الثورة والجهاد والشهادة , فإلى أي حد هي غائرة في التضليل والى أي حد يكمن صدقها وصوابها
دعونا نلامس سطحها فقط ولا نغوص فنحن بعضنا مطعم والبعض كبر على التطعيم ضد الحصبة في زمن صارت الفيروسات تربى وترسل الى الدول كاستعراض عضلات وطبعا ينال الفقراء من دولنا الرعب فتشتري المضادات بالأطنان دفاعا عن الكوارث فنحن يأكل منا الشجر والحجر والريح والمطر والحر والقر وكل طامة تربيها المخابرات الأجنبية وكم أخشى أن يداهمنا مصاصوا الدماء الحقيقيون وحينها لا من ينقذ المرأة الجميلة ليلة الكسوف .
لقد أفتى العلماء في النفير العام بسوريا بعد قيام كبيرهم بزيارة الى قطاع غزة حيث قام بالدعاء لهم بالنصر وطبعا الكلام الى الله يختلف عنه الى الشعوب فالشعوب تستجيب عاطفتها بسرعة أما الى الله فهو سبحانه يُسيِّر الأمور وكل شيئ عنده بقدر وبمقدار وكل شيئ عنده يُسَيَّرُ بحكمة نجهلها, ولذا فالملحدون اليهود لن يغضبوا إذا دعا اللهَ الشيخُ الذي خلعته بنتنا الحرة وسيحررون روحه قبل أن ينبز ببنت شفة الى الشعوب إذا أراد أن يقول لها حرري القدس لكن أسئلتنا التي تظل تطرح نفسها : متى يحل دم المسلم على المسلم , وعرضه , وماله وهل هناك ما ينسخ الحرام القطعي في كتاب الله أم هو مجتمع الحشاشين يعود عبر الشيخ الفار من مصر مثلما نشأ أول مرة من الشيخ حسن الصباح الذي فرَّ من مصر أيضا ودافع عن الإسماعلية بجيش مسطولٍ لا يعرف الا "الشهادة"= الموت ولاءً للشيخ.
فإذا صار القتل جهادا والموت شهادة والخروج عن الولي ثورة فلماذ تحرمون علينا الزنى في زمن النساء والخمر في زمن الحدائق الغنَّاء والرِّبا في زمن البنوك والفقراء .. حررونا من القيود وأدخلونا جنتكم.