السلام عليكم
نحسبهم كذلك ولانزكي على الله احد
لقد قرأت حديثاً لأبي هريرة الصحابي الجليل رضي الله عنه عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تعدون الشهداء فيكم ؟ "
قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد . قال : " إن شهداء أمتي إذا لقليل " ، قالوا : فمن يا رسول الله ؟ قال :
" من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات بالبطن فهو شهيد ، والغريق شهيد " رواه مسلم .
لا يجوز لأحدٍ أن يشهد لشخص بشهادة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : أن يشهد لشخص معين بأنه شهيد كما في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فارتج الجبل بهم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " ، فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة بعينه شهدنا له بأنه شهيد
تصديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعاً له في ذلك .
والقسم الثاني ممن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة : أن يشهد النبي صلى الله عليه وسلم
بالشهادة على وجه العموم كما في الحديث الذي أشار إليه السائل في إن من قُتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد والغريق شهيد ،
إلى غير ذلك من الشهداء الذين ورد الحديث بالشهادة العامة . وهذا القسم لا يجوز أن نطبقه على شخص بعينه وإنما نقول من اتصف بكذا وكذا فهو شهيد ،
ولا نخص بذلك رجلا بعينه ، لأن الشهادة بالوصف غير الشهادة بالعين
نحسبهم كذلك ولانزكي على الله احد
و الله أعلم