سَلِي الْقلبَ يا صغيرتي، فَالقلبُ يَصدِقُ ** وَلا سِيَّمَا إِنْ كانَ بِالْحُـبِّ مُشْـرِقُ
فَقَلْبُكِ يَدْرِيْ ما بِقَلْبِيْ مِـنَ الْهَـوى ** وَقَلْبي على نـارِ الصَّبابَـةِ يَخْفِـقُ
لَنَـاْ قِصَّـةٌ وَاللهِ قَــلَّ نَظِيْـرُهَـا ** إَلىْ شَاطِئِ الْحِرْمَاْنِ تَزْهُوْ؛ وَتُوْرِقُ
بِدار الغربة سَطَّرْنـا حِكـايـةَ حُبِّـنَـاْ ** ولكِنَّنَـا كُنَّـا نُــلامُ؛ وَنَعْـشَـقُ
وَلَوْلاكِ مَاْ أَبْحَرْتُ في الْحُبِّ لَحْظَةً ** وَلا كِدْتُ في حَبْلِ الْهـوى أتَعَلَّـقُ
وَلكِنَّني يا بِنْـتُ أَصْبَحْـتُ عاشِقـاً ** وقَلْبـي بِمِيْثـاقِ الْمَحَبَّـةِ مُـوْثَـقُ
أَعُدُّ نُجُومَ اللَّيـلِ، بَعْـدَكِ ساهِـراً ** وَيَنْقُصُنِـيْ ذَاكَ الْهَنـاءُ الْمُحَـقَّـقُ
لَعَمْرُكِ مُذْ سَافَرْتِ؛ سَالَتْ مَدامِعِـيْ ** كَنَهْرٍ على شَـطِّ الْهَـوى تَتَرَقْـرَقُ
وَكَمْ خِلْتُ أنَّ الْحُبَّ لِلْقَلْبِ رَحْمَـةٌ ** وَشِعْرٌ؛ وأَلْحـانٌ؛ وَفَـنٌّ؛ وَمَنْطِـقُ
وَلكِنَّنِـيْ أَيْقَنْـتُ يـا بِنْـتُ أنَّــهُ ** سَرابٌ؛ وحِرمانٌ؛ وَقَهْـرٌ مُـؤَرِّقُ
رَعَـى اللهُ أيـامَ اللِّقـاءِ، فإِنَّـهـا ** عِناقٌ؛ ؛ وَحُـبٌّ ....وَرَوْنَـقُ
وَغَرْسٌ بديعٌ في رَوَاْبِـيْ غَرَاْمِنَـاْ ** وحَوْلَ الرَّوَاْبِيْ يَاْسَمِيـنٌ؛ وَزَنْبَـقُ
تُحاكِيْ جَمَـالَ الْفاتِنـاتِ بِحُسْنِهـا** وَدُوْنَ لِسَـانٍ بِالْمَفـاتِـنِ تَنْـطِـقُ
غَرَسْنَاْ بِهَا في الْغَرْبِ أَغْرَبَ قِصَّةٍ ** مِنَ الشَّرْقِ؛ إنَّ الشَّرْقَ لِلْحُبِّ مَشْرِقُ
وَإِنَّـا؛ وإنْ كُنَّـاْ غَريْبَيْـنِ هَاهُنـا ** سَيَنْقُلُ شَكْوانَـا الْحَمَـاْمُ الْمُطَـوَّقُ
ويُخْبرُ أَطْيارَ الْحَجُوْنِ بِمـا جَـرَىْ ** ويَنْطِـقُ بالآهـاتِ طَيْـرٌ مُحَـلِّـقُ
فَتَقْضِيْ دُيُوْنَ الْعِشْقِ خليلتي بَعدَمـا ** طَمِعْتُ بِدَيْنٍ حِيْنَمَـا كِـدْتُ أَغْـرَقٌ
وَكِـدْتُ أُنـادِيْ بِالْمُحبيـنَ: إِنَّنِـيْ ** أَسِيْرٌ؛ وَدَمْعِيْ بَعْدَها.. مُطْلَـقُ
مُهَذَّبَـةٌ صغيرتي، وانهااْ جَمِيْلَـةٌ ** وَكأنها بَـدْرٌ فـي الدُّجَـى يَتَأَلَّـقُ
وَجَدْتُ بِها حُبِّيْ؛ وَنُـوْرَ بَصِيْرَتِـيْ ** فَقَلْبِيْ لَهَـاْ دُوْنَ الأَوَاْنِـسِ يَخْفُـقُ
يَقُوْلُ لَهَاْ؛ وَالشَّوْقُ يَشْوِيْ عُرُوْقَـهُ ** لَعَمْرُكِ إنَّ الْحُـبَّ بِالْبُعْـدِ يَحْـرِقُ
فَلا تَحْرِقِيْ بِالْهَجْرِ آمـالَ عَاشِـقٍ ** شَرِيْـدٍ بأَظْفَـاْرِ الْغَـرامِ يُـمَـزَّقُ
يَحِنُّ إلى لُقْيَاْكِ فـي كُـلِّ لَحْظَـةٍ ** وَيُدْنِيْكِ مِنْ أَضْلاعِهِ؛ وَهوَ يُصْعَـقُ
لَكِ الْقَلْبُ؛ وَالأَضْلاعُ مِلْـكٌ مُؤَبَّـدٌ ** وَمَهْدٌ؛ وَلَحْـدٌ مَـاْ حَيِيْـتُ مُعَلَّـقُ