يَلوُمُنِي بَعْضُهمْ، ولَسْتُ أَدْرِي فِيمَ المْــــَلاَمُ.
يَقُولُونَ لِي أَ بِالصَّحْرَاءِ، يَكوُنُ مِنْكَ ذَا الهُيَامُ؟
وَمَا دَهَاكَ، لِـتَشْغلَكَ الرِّمَالُ، والجِمَالُ، والخِيَامُ.
قُلْتُ: وَمَا جُرْمِي في ذلِكَ، خَبِّرُونِي أَيـّهـَا الأَنامُ!
وهَلْ عَجِبْتُمْ مِنْ رَجُلٍ دَيـْدَنُهُ إكْبارٌ واحْتِرَامُ.
لبِلاَدٍ رِجَالهُا شُمٌّ، ذَوُو عِزَّة، وأَهْلـُـهَـا كِرَامُ.
يَنْشُدُونَ السَّلاَمَ دَوْمًا، ومِنْ أَسمَاءِ اللهِ السَّلاَمُ.
لا يَزَالوُنَ كَمَا كَانُوا، لِلُّغَةِ والدّينِ خُدَّامُ.
وَفي تلِكَ الرُّبُوعِ، دَرَجَ الْعُلَمَاءُ والأُدَباءُ الْعِظامُ.
في الصحراء الكبرى، تخرج الجهابذة والأعلام.
سُهُولُها وجِبَالُها ووِهَادُهَا مُسْتَطَابَةٌ، والآكَامُ.
جَوُّهَا ونـَسِيمُها وجمِيلُ هَوَائِها، تُدَاوَى بِهِ الأَسْقَامُ.
عَذْبـَةٌ مِنْهَا تِلْكَ الترَانِيمُ والألحَانُ والأنغَامُ.
هِيَ وَاحَةُ الشِّعْرِ الرَّائِقِ الّذِي يُعْشَقُ وَيُرَامُ.
هِيَ جَنَّةُ السِّحْرِ والجَمَالِ التي يَطِيبُ فِيهَا المُقَامُ.
هِيَ بحَرُ الجُودِ بِلاَ شَكٍّ، فَبِذَلِكَ حَدَّثـتِ الأَيــَامُ.
هِيَ قَلْعةُ لِلأَبـْطَالِ ومُنْطلَقُ لِلثــُّوَّارِ، تَهَابُهــَا اللِّئامُ.
لهَــَا عَلَيَّ بِاسْمِ الْعُرُوبَةِ والإسْلاَمِ حَقٌّ وذِمــَامُ.
ولَكِنْ يُدَانُ مَنْ يَغْمِطُ الرِّجَالَ حَقَّهُمْ، وَيُلاَمُ.
واللهُ أَكْبَرُ عَلىَ كُلِّ مُعْتَدٍ، كَثُرَتْ مِنْهُ الآثــامُ.
والصَّلاَةُ عَلىَ النـَّـبِـيِّ، وَهَذَا هُوَ المِسْكُ وَالخـِتَامُ.