![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
السَّحَر موعد فيه يضحك الله للمصطفين
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السَّحَر موعد فيه يضحك الله للمصطفين قيام الليل نافلةٌ من نوافل العبادات الجليلة بهاتكفَّر السيئات، وتُقضى الحاجات، ويُستجاب الدعاء، ويزول المرض والداء، وتُرفعالدرجات في دار الجزاء.. نافلةٌ لا يلازمها إلا الصالحون، فهي دأبهم وشعارهم، وهيملاذهم وشغلهم.. تلك النافلة هي قيام الليل. وقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحثُّ أصحابَه على القيام،ويبيِّن لهم فضله وثوابه في الدنيا والآخرة، تحريضًا على نَيل بركاته والظفربحسناته.. قال- صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بقيام الليل؛ فإنهتكفيرٌ للخطايا والذنوب، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة للداء عن الجسد" (رواهالترمذي والحاكم). ثمرات قيام الليل منثمراته دعوة تستجاب، وذنب يُغفر، ومسألة تُقضى، وزيادةٌ في الإيمان، والتلذذبالخشوع للرحمن، وتحصيل السكينة، ونيل الطمأنينة، واكتساب الحسنات، ورفعة الدرجات،والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة، وطرد الأدواء من الجسد.. فمَن منا مستغنٍ عنمغفرة الله وفضله؟! ومَن منَّا لا تضطَّره الحاجة؟! ومَن منَّا يزهد في تلك الثمراتوالفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله؟! وهذه توجيهات نبوية تحضُّ على نيل هذاالخير: فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "أقرب ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإناستطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الليلة فكن" (رواه الترمذي وصححه)، وعنأبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودُبُر الصلوات المكتوبات" (رواه الترمذيوحسنه)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثالليل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجِيبَ له، مَن يسألُني فأعطيَه، من يستعفرنيفأغفرَ له" (رواه البخاري ومسلم)، وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عنالنبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "تُفتح أبواب السماء نصفالليل فينادي منادٍ: هل من داع فيُستجاب له؟ هل من سائل فيُعطَى؟ هل من مكروبفيُفرَّج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له، إلا زانية تسعىبفرجها، أو عشارًا"رواه الترمذي وحسنه). فيا ذا الحاجة، ها هو الله جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةنُزولاً يليق بجلاله وكماله، وهو المنزَّه عن الشبيه والمثيل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ) (الشورى:11)، ويعرض علينا رحمته واستجابته وعطفه ومودته، وينادينا نداءًحنونًا مشفقًا: هل من مكروب فيفرج عنه؟! فأين نحن من هذا العرض السخي؟! قم أيهاالمكروب في ثلث الليل الأخير، وقل: لبيك وسعديك.. أنا يا مولاي المكروب وفرجُكدوائي، وأنا المهموم واكشف سنائي، وأنا الفقير وعطاؤك غنائي، وأنا الموجوع وشفاؤكرجائي. قموأحسن الوضوء ثم صلِّ ركعات خاشعة.. أظهر فيها لله ذُلَّك واستكانتك له.. وأَطلِعهعلى نية الخير والرجاء في قلبك.. فلا تدع في سويدائه شوبَ إصرار.. ولا تبيِّتْ فيهسوء نية، ثم تضرع وابتَهِل إلى ربك شاكيًا إليه كربك.. راجيًا منه الفرج.. وتيقََّنأنه موعود بالاستجابة فلا تعجَل ولا تدع الإنابة.. فإن الله قد وعدك إن دعوتَهأجابك، قال سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُوَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل:62). أتهزأ بالدعاء وتزدريه ولا تدري بما صنع الدعاء؟! سهام الليل لا تخطي ولكن ها أمد وللأمد انقضاء قم يا ذا الحاجة ولا تستكبر عن السؤال فقد دعاك مولاك إلى التعبُّدله بالدعاء، فقال سبحانه: (واسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء:32)، وخير وقت تسأله فيه هو ثلث الليل الآخر.. قم ولا تيأس مهمااشتد اضطرارك.. فربك قديرٌ لا يعجزه شيء، وإنما أمره إذا قضى شيئًا أن يقول له كنفيكون.. وتذكر أن الله سبحانه من جميل رحمته قد حرَّم عليك سوء الظن به كما حرمعليك اليأس من رحمته، فقال سبحانه: (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْرَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) (يوسف:87). قم وأحسن الظن بريك.. وتودَّد إليه بجميل أوصافه، وسعة رحمته، وجميلعفوه، وعظيم عطفه ورأفته، فحاجتك ستُقضى.. وكربك سيزول.. فلا تيأس واطلب في محاريبالقيام الفرج، ويا صاحب الذنب قد جاءتك فرصة الغفران تعرض كل ليلة، بل هي أمامك كلحين، ولكنها في الثلث الأخير أقرب إلى الظفر والنيل.. فعن أبي موسى الأشعري رضيالله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يبسطيده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمسمن مغربها" (رواه مسلم)، وقد تقدم في الحديث أن الله جل وعلا ينزل في الثلثالأخير من الليل إلى سماء الدنيا فيقول: "من يدعوني فأستجيبله؟ من يسألني فأعطيَه؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟" (رواه البخاري ومسلم). ويد الله سبحانه مبسوطةٌ للمستغفرين بالليل والنهار، ولكنَّ استغفارالليل يفْضُل استغفار النهار بفضيلة الوقت وبركة السحر؛ ولذلك مدَح الله جل وعلاالمستغفرين بالليل فقال سبحانه: (وَالمُسْتَغْفِرِينَبِالأَسْحَارِ) (آل عمران:17)؛ وذلك لأن الاستغفار بالسحر فيه من المشقة مايكون سببًا لتعظيم الله له، وفيه من عنت ترك الفراش ولذة النوم والنعاس ما يجعلهأولى بالاستجابة والقبول، لاسيما مع مناسبة نزول المولى جل وعلا إلى سماء الدنياوقربه من المستغفرين.. فلا شكَّ أن لهذا النزول بركةً تفيض على دعوات السائلينوتوبة المستغفرين وابتهالات المبتهلين. فيا من أسرف على نفسه بالذنوب حتى ضاقت بها نفسه، وشق عليه طلبالعفو والغفران لما يراه في نفسه من نفسه من عظيم العيوب وكبائر السيئات.. قم لربكفي ركعتين خاشعتين؛ فقد عرض عليك بهما الغفران، قال لك: مَن يستغفرني فأغفرَ له؟! قم واهمس في سجودك بخضوع وخشوع تقول: أستغفرك اللهم وأتوب إليك.. رب اغفر ليوارحمني وأنت خير الراحمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. اللهمإني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندكوارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. ويا صاحب النعمة أقبل على ربك بالليل وأدِّ حق الشكر له: فإن قيامالليل أنسب أوقات الشكر، وهل الشكر إلا حفظ النعمة وزيادتها؟! تأمل في رسول اللهلما قام حتى تفطرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبكوما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" (رواهالبخاري). ففي هذا الحديث دلالةٌٌ قويةٌ على أن قيام الليل من أعظم وسائلالشكر على النعم، ومن منَّا لم ينعم الله عليه؟! فنعمه سبحانه تلوح في الآفاق،وتظهر علينا في كل صغيرة وكبيرة.. في رزقنا وعافيتنا وأولادنا وحياتنا بكلمفرداتها، وما خفي علينا أكثر وأكثر؛ فإن أحق الناس بالزيادة في النعمة هم أهلالشكر، وأنسب أوقات الشكر حينما يقترب المنعم وينزل إلى السماء الدنيا؛ ولذلك كانرسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلِّل قيامه ويقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" أي: أفلا أشكر الله عز وجل؟! فقم أخي ليلك بنية ذكر الله ونية الاستغفار، ونية الشكر تبسط لكالنعم، ويبارك لك في مالك وعافيتك وأهلك وولدك وبيتك وشأنك كله. ما يعينك على قيام الليل أولاً: الإقلال من الطعام فإن كثرة الطعام مجلبةٌ للنوم، ولا يتيسر قيام الليل إلا لمن قلطعامه، ولقد بيَّن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حد الشبع وآدابَه، فقال: "ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه،فإن كان لا محالةَ فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلثٌ لنفسه" (رواه أحمد ). قال عبد الواحد بن زيد: من قوي على بطنه قوي على دينه، ومن قوي علىبطنه قوي على الأخلاق الصالحة، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قِبَل بطنه فذلك رجلمن العابدين أعمى، وقال وهب بن منبه: ليس من بني آدم أحب إلى الشيطان من الأكولالنوَّام، وقال سفيان الثوري: عليكم بقلة الأكل تملكوا قيام الليل. وجدت الجوع يطرده رغيف وملء الكفء من ماء الفرات وقلالطعم عون للمصلي وكثر الطعم عون للسبات ثانيًا: الاستعانة بالقيلولة فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد وجَّه إلى الاستعانة بهاومخالفة الشياطين بها، فقال: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" (رواه الطبراني وهو في السلسلة الصحيحة)، ومر الحسن بقوم في السوق فرأىصخبهم ولغطهم، فقال: أما يقيل هؤلاء؟! قالوا: لا.. قال: إني لأرى ليلَهم ليلَ سوء،وقال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: القائلة من عمل أهل الخير، وهي مجمَّة للفؤاد،مقواة على قيام الليل. ثالثًا: الاقتصاد في الكدِّ نهارًا والمقصود به عدم إتعاب النفس بما لا ضرورة منه ولا مصلحة فيه، كفضولالأعمال والأقوال ونحوها، أما ما يستوجبه الكسب والحياة من الضرورات ولا غِنَىللمرءِ عن الكدِّ لأجله فيقتصد فيه بحسب ما تتحقق به المصالح. رابعًا: اجتناب المعاصي فالمعصية تُقعد عن الطاعة، وتُوجب التشاغل عن العبادات، وتَحرِمالمؤمن من التوفيق إلى النوافل والفضائل؛ ولذلك تواتر عن السلف القول إن المعاصيتحرم العبد من القيام.. قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إني أبيت معافًى، وأحبقيام الليل، وأُعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟! قال: ذنوبك قيَّدتْك، وقال الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبتُه، قيل وما هو؟! قال رأيت رجلاً يبكي فقلت فينفسي هذا مُراءٍ، وقال رجل لإبراهيم بن أدهم: إني لا أقدر على قيام الليل فصِف ليدواءً؟ قال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه بالليل، فإن وقوفك بين يديه فيالليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف. خامسًا: سلامة القلب من الأحقاد سلامة القلب من الأحقاد على المسلمين، ومن البدع وفضول هموم الدنيا،فإن ذلك يشغل القلب ويضغط عليه، فلا يكاد يهتم بشيء سواه. سادسًا: خوف غالب أي لزوم القلب أن يتذكر قصر الأمل، فإنه إذا تفكر أهوال الآخرةودركات جهنم طار نومه وعظم حذره. سابعًا: الوقوف على فضائل القياموثمراته لأنها تهيِّج الشوق، وتُعلي الهمة، وتُحيي في النفس الطمع في رضوانالله وثوابه، وقد تقدم ذكر أهمها. ثامنًا، وهو أشرف البواعث: حب الله وقوةالإيمان لأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناجٍ به، والله مطلع عليه، معمشاهدة ما يخطر بقلبه، وأن تلك الخطرات من الله تعالى خطاب معه، فإذا أحب اللهَتعالى أحب لا محالةَ الخلوةَ به وتلذذ بالمناجاة، فتحمله لذة المناجاة للحبيب علىطول القيام. أخي في الله: إن دعوة الإسلام اليوم لا تعتلي حتى يذكي دعاتهاشعلهم بليل، ولا تشرق أنوارها فتبدد ظلمات جاهلية القرن الحالي ما لم تلهج بـ"يا حييا قيوم"، وهذه وصية الإمام البنا "دقائق الليل غالية، فلا ترخِّصوها بالغفلة".. "إن النصر حُجب عنا لأننا لم نقدم بين يدي الله همسًا في الأسحار، ولا الدمعالمدرار، وإنما النصر هبة محضة، يقر الله بها عين مَن يشاء من رجال مدرسة الليل فيالحياة الدنيا"، ووصفهم ابن القيم قائلاً: يحيون ليلهم بطاعة ربهم بتلاوة بتضرع وسؤال وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال الوابل الهطال في الليل رهبان وعند جهادهم لعدوهم من أشجع الأبطال بوجوههم أثر السجود لربهم وبها أشعة نوره المتلالي وهيا بنا ننفض غبار النوم عنا، ونسعد بأوقات السحر، ونسعد الآخرينبما يحققه الله على أيدينا وأيديكم من فتح، يعزُّ فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهلالمعصية، ويقولون متى هو؟! قل عسى أن يكون قريبًا.. والله غالب على أمره ولكن أكثرالناس لا يعلمون. وبعد هذا العرض للأحاديث والفوائد التربوية والسلوكية المستفادة،نتمنَّى من الله أن تتحول هذه المعاني والفوائد إلى سلوكيات عملية في حياتنا؛ حتىنسعد في الدنيا والآخرة، ونكونَ ممَّن يضحك الله سبحانه وتعالى إليهم.. وآخر دعواناأن الحمد لله رب العالمين
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا على ماتقدّمينه من مواضيع قيّمة وهادفة
بارك الله فيك ورعاك أختي الكريمة |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() baraka el laho fiki |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() بارك الله في قولك و عملك الطيب.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() بارك الله في قولك و عملك الطيب.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() وفيكم بارك وجزاكم كل الخير على المرور |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc