تناقلت وسائل إعلام مؤيدة للنظام، مقطع فيديو عرضته قناة الميادين الممولة من حزب الله والنظام السوري ، يظهر فيه سيطرة قوات النظام على "عربة اسرائيلية" تابعة للثوار في القصير على حد زعمهم.
ويظهر في المقطع سيارة "جيب" قديمة عليها كتابات عبرية، ويقوم مراسل قناة الميادين بتفحصها هو وجنود النظام.
وقال ناشطون معارضون إن الكتابة الظاهرة على باب العربة ( שב"ס ) ، وهي تعني "شاباس" ( بالعبرية شيروت بتي هسوهر) و بالانكليزية ips، أي مصلحة السجون الاسرائيلية.
ورجح الناشطون أن تكون هذه العربة من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي في سجن الخيام في جنوب لبنان، وقد قامت قوات حزب الله بإحضارها إلى القصير لتلفيق هذه القصة، خاصة وأن آثار القِـدم وعدم الاستعمال ظاهرة بوضوح على العربة، كما أنه لا يظهر عليها أي أثار تفجير أو استهداف من قبل قوات النظام.
المضحك المبكي في المقطع هو مقابلة مراسل الميادين مع أحد عناصر الجيش الذين سيطروا على العربة على حد زعمهم، إذ أن العنصر شرح ملابسات السيطرة على العربة شرحاً لا لبس فيه حيث قال : " كانت مركونة ضمن زاوية لكن من خلال البحث بين فيها مدخرات هذه المدخرات تدل على وجود أجهزة تعمل عليها .. منستدل من ذلك في علاقة وطيدة بين الميليشا المسلحة والعدو الاسرائيلي " !!.
وأضاف العنصر : " هية عربة اسرائيلية متل ما شايفين هون عليها كتابة باللغة العبرية بالاضافة لذلك كانت موجودة ضمن سور البلدية .. كان فيه العلم الاسرائيلي مرفوع وهو ما يحز بالنفس كتير .. وقت شفناه حسينا انو منتمزق من الداخل .. الكل حاول الوصول للعلم الاسرائيلي .. لكن الشباب كانوا بالوسائط النارية أدوا إلى احتراقوا قبل الوصول اليه ".
والجدير بالذكر هنا، أن وسائل إعلام النظام طبلت وزمرت أمس لسيطرة الجيش على مبنى البلدية ( المدمر منذ زمن بحسب ما أكد الناشطون ) في القصير، وأنه تم رفع العلم السوري فوق المبنى، ولم تأت على ذكر وجود علم إسرائيلي.
والغريب هنا، كيف لم تتهافت وسائل الإعلام المؤيدة للنظام على ذكر العلم الاسرائيلي المرفوع فوق الأراضي السورية، كما فعلت في بداية الثورة عندما اتهمت المتظاهرين في باب السباع بحمص بحمل العلم الاسرائيلي في المظاهرة (اقرأ نفي الخبر في عكس السير)، أم أن ذكر العلم الاسرائيلي جاء ارتجالياً من قبل العنصر من باب "تبييض الوجه" أمام القيادة مثلاً !.
ولا يبدو وصول العربة إلى القصير منطقيا، الا في حالة مواصلة زعيم محور الممانعة بشار الأسد سياسة "النأي بالنفس" والرد في الوقت المناسب عن الاعتداءات الاسرائيلية، و إفساح ميليشياته المجال للعربة كي تصل إلى حمص !.
لماذا يرفع العلم الاسرائيلي فوق الأراضي السورية وفي القصير تحديداً وليس في مكان آخر ؟؟ .. كيف وصلت السيارة الاسرائيلية إلى القصير قاطعة كل هذه المسافة دون أن تكتشفها قوات النظام ووسائل إعلامه التي تؤكد يوماً بعد يوم أن الأرض السورية كلها تحت سيطرة الجيش السوري ولا صحة لسيطرة الجيش الحر وكتائب المعارضة على أكثر من نصف سوريا ؟؟ .. تساؤلات ينتظر المؤيدون الإجابة عليها قبل المعارضين !.
يذكر أن صحيفة التايمز الأمريكية نقلت عن مسؤولين اسرائيليين إن اسرائيل تفضل بقاء بشار الأسد إذا كان البديل هو وصول المعارضة الإسلامية المسلحة إلى السلطة، وقالت مصادر استخباراتية إسرائيلية إن بقاء نظام الأسد، وإن بصورة اضعف، هو افضل خيار لاسرائيل وللمنطقة المضطربة.
ع/س