فوائد حديثية للمبتدئين في طلب علم الحديث

[عبد الكريم السبكي]

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا
اما بعد:
فهذه قواعد اهل العلم التي استفدتها من مطالعتي وبحثي لكتب اهل العلم ولا اريد ان احرم اخواني في الله طلبة العلم هذه الفوائد التي بعد ما اطلعت عليها تحتاج الى رحلة واعز من الكبريت الاحمر كما يقال وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم"احب الاعمال الى الله انفعهم للناس "
وطريقتي في هذه المشاركة أن اذكر ثلاث قواعد بدون اطالة قصد الاستيعاب فتكون تذكرة للمنتهي وتبصرة للمبتدي
والله اساله المزيد من فضله وان يرزقنا الاخلاص والسداد

القاعدة الاولى

قال الامام الذهبي في ميزان الأعتدال للذهبي (3/ 413)
قال ابن حبان : مولد ابن لهيعة سنة ست وتسعين ، ومات سنة أربع وسبعين ومائة . وكان صالحا ، لكنه يدلس عن الضعفاء ، ثم احترقت كتبه ، وكان أصحابنا يقولون : سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة : عبدالله بن وهب ، وابن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وعبد الله بن مسلمة القعنبى - فسماعهم صحيح
1ــ ابن لهيعة اختلط بسب احتراق كتبه فإذا روى عنه العبادلة الاربعة فرواية العبادله عنه صحيحة وهم اربعة عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ وعبد الله بن مسلمة القعنبي
وذكر الامام الالباني في السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة 1-9 (6/ 342)
و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد ،
فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت ، و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "سير أعلام النبلاء " ( 8 / 15 ) من رواية جعفر الفريابي : سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول : قال لي أحمد ابن حنبل : أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح .فقلت : لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة " . قلت : و لا يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه ، و قال : هو آخر من سمع من ابن لهيعة " . قلت : و ذلك لأنه كان يعتمد على كتاب ابن وهب ، و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة . و الله أعلم . و يؤيد هذه
الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال : " سمعت قتيبة
يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه ، أو كتب ابن وهب إلا
ما كان من حديث الأعرج "

القاعدة الثانية

ووصفه بالتدليس ابن حبان قال الحافظ في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للعسقلاني (ص: 54)
عبد الله بن لهيعة الحضرمي قاضي مصر اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته وقال بن حبان كان صالح ولكنه كان يدلس عن الضعفاء
2ــ ابن لهيعة مدلس من الرتبة الخامسة والمرتبة الخامسة ــ من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع الا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة كماذكر الحافظ ــ
القاعدة الثالثة
ـاذا روى عنه العبادلة بالعنعنة فهل تمشى روايته ؟
الجواب:قال الشيخ ابو الحسن الماربي فياتحاف النبيل باسئلة واجوبة الفاظ الجرح والتعديل (1/ 177)
وأمّا عنعنة ابن لهيعة فأمر آخر، فلو روى عنه العبادلة مع أنّه قد عنعن، نحن أيضاً لا نقبل حديثه؛ لأنّه قد وُصف بالتدليس، فإذا روى عنه العبادلة، أو أحدهم، أو من كان في معناهم، ففي هذه الحالة بقيت العلّة الأخرى، وهي علّة التدليس؛ لأنَّ الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ذكره في الطبقة الخامسة من «طبقات المدلسين» التي أهلها مدلسون وجُرِّحُوا بأمر آخر.
وقد سألت شيخنا - محدث العصر - الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قبوله رواية العبادلة عن ابن لهيعة وإن عنعن؟ فأجاب بقوله: لأني وجدت الحافظ ابن حجر نفسه - مع إدخاله إياه في الطبقة الخامسة - وجدته يحتج به في مثل هذه الحالة، وإن عنعن، فالله تعالى أعلم بالصواب في ذلك

[عبلة السلفية]

الجواب:قال الشيخ ابو الحسن الماربي فياتحاف النبيل باسئلة واجوبة الفاظ الجرح والتعديل (1/ 177)

؟؟؟؟؟؟...............

[عبد الكريم السبكي]

واين الاشكال بالاستدلال به وان كنا تنزلنا بانه مبتدع عندك
اليس الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ يستدل بكلام سيد قطب في كتابه منهج الانبياء في الدعوة الى الله فيه الحكمة والعقل

[متبع السلف]

أخي الفاضل الخوض في موضوع ابن لهيعة يحتاج إلمام بكلام أهل العلم في موضوعه ولا يؤخذ حكم روايته من الشيخ الألباني وحده رحمه الله رحمة واسعة ، بل راجع كلام الأئمة قديما في روايته يتضح لك المراد وسأورد لك نتفا منه لاحقا حال عودتي من السفر.
أما الاستدلال بسؤالات المأربي فلا ضير فيه مادام قد أجاب عنها العلامة الألباني رحمه الله .

[عبد الكريم السبكي]

ومن قواعد منهج السلف :معرفة المسائل على قسمين :
مسائل مجمع عليها من خالفها فهو ضال منحرف زائغ هالك كالمعلوم عليها من الدين بالضرورة مثل الصلاة
ومسائل مختلف فيها وفيها تفصيل
ان كانت هذه المسالة انفرد بها لهوى في نفسه وليس له امام في مسالته كما قال امام اهل السنة والجماعة "اياك والمسالة التي ليس لك فيها امام "
فهو منحرف او خالف مثلا اصلا من اصول اهل السنة والجماعة فهو على سفى هلكة
اما ان كان خالف مسالة من المسائل المتنازع فيها قديما فنقول لك باي سبب اخرجته من دائرة اهل السنة والجماعة
وسلفيته باقية لانك اذا بعته فالاولى ان تبدع من قال بها فحينئذ اذا بعت هولاء الائمة لم يبق احد
كما قال شيخ الاسلام الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 40)
ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له، قمنا عليه، وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة.
وبهذا الاصل نستطيع ان نعالج كل الخلاف الواقع بين السلفيين من هجر لبعضهم البعض وتبديع بعضهم البعض

[عبد الكريم السبكي]

التكلم في ابن لهيعة من حيث الرواية في سند الحديث تكلم عنه النقاد وليس الالباني وحده الم تقرا جيدا ماقاله الذهبي وابن حبان ؟؟؟؟

[متبع السلف]

حتى نقلك عن هذين لا يكفي يا أخي فالذهبي تكلم عنه في مواضع من كتبه وليس في موضع واحد ، وابن حبان رماه بالتدليس وليست مشكلة روايات ابن لهيعة في ثبوت تدليسه من عدمه أخي ، ومن فضل رواة العبادلة عن غيرهم من النقاد جعلها للاعتبار فقط وليس للحجية ، وهذه المسألة من عضل مسائل علم الحديث وليست بالهينة .
فرواية العبادلة وحتى قتيبة بن سعيد أنرك كثير من أئمة الحديث رواية هؤلاء عن ابن لهيعة وأمثلة ذلك كثيرة أنظر بعضها في العلل لابن أبي حاتم وغيره.

[عبد الكريم السبكي]

اراك اخي ما فهمت المسالة جيدا
فابن لهيعة رمي بالتدليس كما ذكره ابن حجر في طبقات المدلسين وعده في المرتبة الخامسة الذي يرون عن الضعفاء المدلسين وجرح بسبب آخر وهي علة الاختلاط انه احترقت كتبه فاصبخ يحدث ما يعلق بذهنه
والعبادلة الاربعة رووا عنه قبل ان تحترق كتبه فاذا جاءت الرواية من طريقهم يمشونها اهل الصناعة لاننا امنا علة
الاختلاط
ومن قال لك جعلوها للاعتبار من طريق العبادلة بل هي بمنزلة الاحتجاج لان عبد الله بن لهيعة ثقة ولكن اختلط بآخر
فبقيت علة التدليس فصنيع الالباني في تخريجه يمشي روايته بالعنعنة اذا اتت عن طريق العبادلة الاربعة
اما عن غير طريق العبادلة فيكتفي بعلة الاختلاط لقوتها عن علة التدليس

[متبع السلف]

قلت لك سابقا مسألة ابن لهيعة ليست بالسهولة التي تتصورها وأن كلام الشيخ الألباني رحمه الله هو القاعدة المنضبطة في ذلك ومسألة احتراق الكتب وعدمها يترتب عليها أمور تطول المسألة بإيرادها.
وحكم الأئمة على روايته ليس كما تتوهم أخي بل جلهم على الاعتبار برواية العبادلة وليس الاحتجاج بها، وكلام الحافظ فيه في الفتح وفي مواضع من النكت يوضح لك ذلك، حتى كلام الإمام الذهبي فيه في السير غير ما تظنه أنت، والدارقطني يقرر أن رواية العبادلة عنه للاعتبار .
بل من الأئمة من ضعف حديثه مطلقا القدماء وغيرهم حتى العبادلة ومن هؤلاء ابن حبان الذي تنقل عنه ، وكذا غيره من النقاد .
وحتى تفهم المسألة جيدا اقرأ ما كتبه علماء الجرح فيه في كتبهم ولا تنقل عنهم بواسطة لتعرف الحقيقة وتعرف من لم يفهم مسألة ابن لهيعة جيدا .
ولعل خير من كتب فيه الدكتور أحمد معبد عبد الكريم في تحقيقه للنفح الشذي لابن سيد الناس فهو بحث نفيس جدا جمع فيه شتات الكلام وألف بين المختلف فيه فراجعه فهو مفيد جدا.

[عبد الكريم السبكي]

المسالة كما تفضلت مسالة خلافية لكن ننظر الى الراحج من المرجوح وناخذ باقوال المحققين الذين شابت لحاهم في هذا العلم ومارسوا هذا العلم ممارسة تكثر من ستن كالالباني واحمد شاكر وغيرهم واختلفوا على ثلاث اقوال
القول الاول :فمنهم من يضعفه مطلقا

قال ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 147)
قال سألت ابي وابا زرعة عن ابن لهيعة والافريقى ايهما احب اليكما.
فقالا: جميعا ضعيفان، بين الافريقى وابن لهيعة كثير، اما ابن لهيعة فأمره مضطرب، يكتب حديثه على الاعتبار.
قلت لابي: إذا كان من يروى عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك [ وابن وهب - 2 ] يحتج به ؟ قال: لا.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه ؟ فقال: آخره واوله سواء الا ان ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان اصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ
القول الثاني :يكتب حديثه للاعتبار اي يقبله في الشواهد والمتابعات سواء روى عن العبادلة ام غيرهم
قال جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث (ص: 71، بترقيم الشاملة آليا)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى ((قد يكون الرجل عندهم ضعيفاً لكثرة الغلط في حديثه ويكون حديثه الغالب عليه الصحة فيروون عنه لأجل الاعتبار به والاعتضاد به فإن تعدد الطرق وكثرتها بقوى بعضها بعضاً حتى قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجاراً وفساقاً فكيف إذا كانوا علماء عدولاً ولكن كثر في حديثهم الغلط وهذا مثل عبد الله بن لهيعة فإنه من أكابر علماء المسلمين وكان قاضياً بمصر كثير الحديث ولكن احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه فوقع في حديثه غلط كثير مع أن الغالب على حديثه الصحة قال أحمد قد أكتب حديث الرجل للاعتبار به مثل ابن لهيعة
القول الثالث :ممن يفصل في الاخذ عنه فيحتج به اذا روى عن العبادلة والرويات الاخرى يجعلها للاعتبار وهذا هول القول الراجح الذي حققه الامام الالباني وغيره
يتبع

[متبع السلف]

الترجيح يكون بعد البحث أما أخذ قول الشيخ الألباني رحمه الله فلا يعدوا أن يكون تقليدا أنزهك عنه، وبحث كلام الأئمة هو ما يوضح لك المسألة جيدا ، وأنتظر باقي مداخلتك وأعتذر إن كنت قطعت عنك موضوعك او شوشت عليك وفقك الله.
وقبل أن أنه مداخلتي أنبهك إلى قولك أن الفوائد للمبتدئين وليس من ذل مسالة ابن لهيعة سددك الله.

[لمباركية وليد]

بارك الله فيك

[عبد الكريم السبكي]

من اسباب حرمان العلم الكلام من اجل الجدال وصاحبه يحرم من بركة العلم
ورحم السلف قولهم :اجعل عملك ملحا وادبك دقيقا وهل نقل الفوائد من كلام مختص بعلم الحديث وعقدت عليه الخلاصة في علم الحديث
ومداخلاتك يا اخي تفتقر الى عزو المصادر

[عبد الكريم السبكي]

واذا كان عندك كلام لاهل العلم فاعرضه بنقاش وادب لان العلم لايقبل الجمود
لاني اراك ترميد بالتقليد للالباني وكيف لا والشيخ الالباني "يقول لطلبته مرارا وتكرارا " لان يخلفني رجل بدليل أحب إلي من يقلدني بدون دليل

[challenge]