على ضوء شمعة صغيرة وسط ظلمة الليل الداكن، في غرفة صغيرة منعزلة عن العالم
فتحت ذلك الدفتر العجيب، دفتر الذكريات و الحنين... بقيت أقلب صفحاته صفحة تلو الصفحة
و نار الشوق الى تلك الأيام تتأجج في أعماقي و الدموع رسمت مسارا على وجنتي
لكنها لن تعيد إلى ما مضى ...
أمسكت قلما صغيرا و رسمت على جدران الغرفة الموحشة لقطات بقيت محفورة في قلبي الجريح
لكنها و يا للاسف كانت بلا ألوان تحييها، كانت مجرد خطوط و أوهام ...
إلا أن الشمعة المنيرة أنارت لقلبي بصيص أمل و إن كان لا يرى .. لكن الحنين كان هو
الأقوى فما كان الحل الا البكاء الطويل الذي لا يجدي...
مضى الليل و حل الفجر لتنبثق من وسط الظلام خيوط الشمس الذهبية... لكن
الظلام لم يزل من غرفتي و اصبحت ملاذا له عندما يهرب خوفا من أشعة الشمس
التي تبدده في طرفة عين ...
جلست في زاوية من تلك الغرفة أفكر بينما أهلي نيام .. و كم كان التفكير الطويل مرهقا
و متعباا... ما أسوأ أن يفكر الانسان في ماضيه و ما أسوأ أن يشعر بتأنيب الضمير
على ما يقدم عليه في الحاضر ... و ما أغباني و أنا أفكر في المساء قبل أن اخذ بتفكيري
إلى الغد ...
كم كانت الحيرة حينها تغمرني و تعشش في أعماقي... كم أريد البوح لمن هو أقرب إلى من ضلي
عما يدور في رأسي و قلبي ... لكن الغدر في زماننا معهود و الخوف من الخطوة الخاطئة
كان كل ما يشغلني ففضلت الاحتفاظ بالألم لنفسي... فلا أألم من سماع حكايتكك تردد على كل لسان
بسبب صديق غادر ... و لا يوجد ما يؤلم أكثر من نظرة شفقة يلقيها عليك كل مار ...
ان يشفق عليك من يحبكك خير من ان يشفق عليك العالم بأسره و ان كان المحب غادرا ...
الحزن، الظلام، الدموع، الحيرة، الوحدة، الزيف، الألم، الحنين، الصمت، الخوف
كلمات غرست في داخلي و بقيت أحفظها على ظهر قلب
الحزن عبارة أعيشها في الحاضر و المستقبل
الظلام سكون دائم و اختلاء بالنفس لأطول وقت ممكن
الدموع طريقة للتعبير عما في الأعماق
الحيرة عندما تحاول الاقدام على شيء لبلوغ الهدف ثم تخطر على بالكك
أفكار عديدة فتصبح مشوش البال أيها تسلك يا ترى؟
الوحدة عندما تبحث عن انسان يمد يده ليمسح دموعك لكنك تجد أمامكك
اناسا يعيشون بقلب ليس حقيقي
الزيف ان تدرك متأخرا أن ما كنت تعيش من أيام عمرك كانت مجرد لقطات تصوير
لفلم سينيمائي
الألم جرح قديم لم يطهره الطبيب الخبير فتلوث و اصبح يشكل مرضا مزمنا
حتى لو عولج
الحنين مشاعر الاشتياق و الرغبة في اشعال الذكريات من جديد حتى لو كانت مزيفة
لكن الماضي لا يعود مع الأسف
الصمت لغة العقلاء عند الشدائد لكني كنت مجنونة
الخوف شعور يتولد عندما انادي صديقتي لأروي لها، ثم اعود لأقول لا شيء
لأني أخشى ان أسمع السر على الالسنة و السر اسيرك ما لم تبح به
عندما أقابل الآخرين أبتسم لهم و اروح عنهم و اكون مرحة ثم عندما أعود لغرفتي
تعود إلي تلك المشاهد المؤلمة لتعذبني من جديد
لكن الرغبة في الصمت تجتاحني و كم اريد ان اسأل كل قريب و بعيد لكن الحيرة تمنعني
و لكم تمنيت البكاء امام العالم بأسره أشكو له ما بأعماقي، لعل الحل لديه
لكن الصمت يمنعني...
و لازلت أبحث عن الحل ... فكرت ان يكون الانسحاب و الانطواء .. لكن بعدها إلى أين؟
ثم ماذا؟؟ ماذا سيحدث؟؟ هل سعيد الي هذا ما أريد؟؟ هل سيجعلني كما كنت اريد أن أكون دووما؟؟
لا و الف لا
لا
الانطواء و الانسحاب ليس الحل ... لقد اشتقت الى الضحك من اعماق قلبي
اشتقت لأطلق ضحكة حقيقية غير مزيفة
ضحكة من نبع قلب بعيدا عن الهموم
ضحكة في جو ربيع و صيف
اشتقت الى اللعب بامان و طمأنينة، اشتقت إلى الروح النقية الطاهرة،
اشتقت الى رؤية الدنيا من منظار مختلف
أريد أن اضحكك، أريد أن ابتسم حتى لو قيل عني جانة او مجنونة
أريد أن أبتسم و أضحك ضحكة بريئة كالأطفال الأبرياء
أريد أن اطفأ هذه الشمعة و أفتح نافذتي ليصلني ضوء شمس النهار
أريد الخروج لألتقط الزهور الجميلة، أريد أن اكون كزهرة عباد الشمس
التي تميل حيث تكون الشمس...
اريد ان احيا حبيمن جديد في عالمي الخاص... اريد ان انسى تلك الكلمات
القاسية و اضخ قلبي بكلمات اخرى
الحب الاخاء الصفاء الحان الوجود العدل البراءة الامل التفاءل
الحب شعور يتولد في الاعماق عندما تشرق للحياة من جديد
الاخاء ان تكون سمي النفس و الروح قبل السمو في العمل و الجاه
الحان الوجود تلك النغمات التي تطلقها الطيور و تتناغم مع خرير الانهار
و رقصات الزهور
العدل ان نكون كلنا سواسية لا قيل و لا قال و لا كثرة السؤال
البراءة ان تبتسم و تضحك و تبكي و تشكو و تخطأ من دون أن تضع
حسابا لمن يريد ان يتربص بكك
الامل ان تنظر الى الحياة بعينين زرقاوين مليئتين بالحب و الجود
التفاءل ان تضع في حسبانك ان البدور التي زرعتها ستزهر في فصل الشتاء
و ان كانت لن تزهر
هذه الكلمات التي اريد ان اصبح جزءا منها ... لقد سئمت البقاء وحدي في
عتمة الليل أئن بصمت و حرقة
مللت من الحيرة و البكاء و الانين
تعبت من سهر الليالي في التفكير بمسألة الاستغناء عنها لا يقدم و لا يؤخر
فلماذا إذا؟؟ لماذا الحزن فقط
لماذا لا ننظر الى حياتنا من منظار ايجابي بعيدا عن السلب؟؟؟
لماذا نفكر في ان الحل سيء و لا ننظر الى الجانب المشرق من كل مشكلة؟؟
أخبرني طفل صغير لقيته عندما كنت انظر من زجاج نافذةغرفتي المغلقة
ان شمس اليوم شعاع البارحة
وان صيف اليوم لم يكن بالامس
كلماته جعلتني اعيد التفكير من نقطة انطلاق المشكلة
نعم و اخيرا قررت ....
اجل قررت ان اتجاهل ما حولي من اهات الم و أضحكك فقط
أضحك لنفسي و لمن حولي و ان كان بيتي منعزلا عن الناس
يكفي ان ابقى بجوار الطبيعة الخلابة أبتسم للزهور و الطيور
يكفيني هذا و ان كنت منعزلة عن الناس
نعم سأضحك رغم كل شيء و ابتسم و ان كنت منعزلة عن
الناس
لأنهم سيئون و الطيبون منهم شاذة
و الشاذ يؤخد و لا يقاس عليه
سأضحك و ان كنت منعزلة عن العالم بأسره
سأضحك للحياة و ابتسم
أنا لم ارتكب ذنبا يستحق ان احرم نفسي من رؤية
جمال الحياة في الطبيعة الخلابة
لن ادفع ثمن اخطاء غيري
سأضحك رغم كل شيء
....
بقلمي
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-04-06, 23:20
أريد أن أضحك رغم كل شيء
العرض العادي
