فضل أهل المدينة المنورة
أهل المدينة، هم جيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعمار مسجده، وسكان بلده، متى تمسكوا بكتاب الله وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونهجوا منهجه، واتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، كانوا أعلى الناس قدرا، وأشرفهم مكانا، وأجدرهم بالمحبة والاحترام والتقدير.
فقد دعا لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالبركة في أرزاقهم، حبا فيهم، وتكريما لهم وعطفا ورحمة بصغارهم. قال عليه الصلاة والسلام اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بأول الثمر فيقول: اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مدنا وفي صاعنا بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان .
كما حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من أذية أهل المدينة أو التعرض لهم بسوء فقال: لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء . وفي لفظ عند مسلم ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء، إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء . وقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم على الموت في المدينة لينال شفاعته ويشهد له بذلك، ويحشر معه صلى الله عليه وسلم مع أول من يحشر، وهذه ميزة للمجاورة بها مع التزام الأدب التام. والبقيع أول من تنشق عنه الأرض بعد القبور الثلاثة المشرفة وقد أوصى صلى الله عليه وسلم كل من يلي أمر المسلمين وأمر المدينة بالأنصار خيرا. وفضائل المدينة كثيرة تكاد لا تحصى، فقد ذكرها المؤرخون والعلماء يمكن الرجوع إليها
فضل المدينة المنورة
وجزاء من أراد السوء والظلم والتخويف لأهل المدينة
1744 حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ عَنْ جُعَيْدٍ عَنْ عَائِشَةَ هِيَ بِنْتُ سَعْدٍ قَالَتْ سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لاَيَكِيدُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلاَانْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ * رواه البخاري .
2426 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا وَقَالَ الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ لاَيَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَأَبْدَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَلاَيَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلاَكُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ و حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ وَلاَيُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إِلاَأَذَابَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ * رواه مسلم
2456 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ قَالاَحَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ أَنَّهُ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَرَادَ أَهْلَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ يَعْنِي الْمَدِينَةَ أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ *رواه مسلم
1520 حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ حَرَمَهُ لاَيُقْطَعُ عِضَاهُهَا وَلاَيُقْتَلُ صَيْدُهَا وَلاَيَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَ أَبْدَلَهَا اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَلاَيُرِيدُهُمْ أَحَدٌ بِسُوءٍ إِلاَأَذَابَهُ اللَّهُ ذَوْبَ الرَّصَاصِ فِي النَّارِ أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ * رواه الامام احمد في مسنده
لعلك أيها الحبيب العزيز بعد قراءتك لهذه الأحاديث الشريفة السابقة التي لا تحتاج إلى شرح أو تفسير لعلك تدرك فضل العيش في المدينة المنورة ولعله قد لفت انتباهك الوعيد الشديد لمن أراد السوء أو الكيد أو الظلم أو التخويف بأهل المدينة . وإن تأخير انجاز معاملاتهم أو أكل حقوقهم أو عدم معاونتهم بهدف الكيد أو الظلم لهم يندرج تحت إرادة السوء أو الكيد أو الظلم بأهل المدينة فانظر أخي الكريم وصنف نفسك هل أنت ممن تحسن إلى سكان ومجاوري رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أنت من الذين ظلموا وأساءوا إلى أهل المدينة الشريفة . فإذا كنت من الصنف الأول فطوبى لك ونسأل الله الكريم أن يثيبك على عملك ، وأما إذا كنت من الصنف الثاني فأسرع أخي المسلم إلى التوبة ورد المظالم إلى أهلها وأحسن إليهم كما أسأت لعل الله قد يفغر لك ولا تكون من الذين يلعنهم الله والملائكة والناس أجمعين أو من الذين يذيبهم الله كما يذيب الملح في الماء .
وإنني أهيب بجميع المسلمين على هذه الأرض أن يتنبهوا على هذا الأمر العظيم ( وهو إرادة السوء أو الكيد أو الظلم أ والتخويف لأهل المدينة ) وإن التأريخ الإسلامي مملوء بقصص كثيرة ومشهورة توضح نهاية الظالمين ومريدين السوء لأهل المدينة .