![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مـوقـف الـشيـخ محمد البشير الإبراهيمي مـن الصـوفـيـة .
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرّحمن الرّحيم مـوقـف الـشيـخ محمد البشير الإبراهيمي مـن الصـوفـيـة إِنَّ التَّصنيفَ في الرَّدِّ على أهل الأهواء بابٌ عظيمٌ من أبواب النُّصحِ للأُمَّة، وصِيَانَتِهَا مِمَّا يَشُوبُها في دِينِهَا، وتَعَبُّدِها، وسُلُوكها، وتَوحِيدِها لِرَبِّها. بَيْدَ أنَّه لا يَنْبَغِي أَن يَلِجَ هذا البَابَ الجِهادِيَّ؛ إِلاَّ مَنْ أَتْبَعَ في العِلْمِ سَبَبا، وطابَ مَسْلَكًا ومَشْرَبا.(1) ومِمَّنْ اتَّصَفَ بهذا الوَصْفِ الأَنِيق، وتَحَقَّقَ فيه هذا الشَّرطُ الوَثِيق، فقام بهذا الواجب الشَّرعيِّ خَيرَ قِيَام: شيخُ علماء الجزائر الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله؛ إذِ انْبَرَى لأَهلِ الباطل ـ بكِتَاباته المُفِيدة ـ ورمَاهم بشِهَاب السُّنَّة الثَّاقِب، وأرشَدَ المسلمين إلى طريق الحَقِّ اللاَّحِب. وإنَّ المتَأمِّل فيما رَقَمَهُ الشَّيخ رحمه الله، يَجِدُ أنَّ أَكثرَ الطَّوائف التي نالَتْهَا سِهَامُ نَقْدِه، هي طائفة الصُّوفيَّة التي كان لها ـ في عَهْدِه ـ انتشارٌ كبير في القُطرِ الجزائري، وكانت لشُيوخها حُظْوَةٌ عند سُلُطَات الاحتلالِ الفرنسي، وكُلُّ هذا لم يَمْنَعْهُ مِنْ بَيََان الأُمور التي يَعيبُها عليهم، فكان له في الردِّ عليهم مواقِفُ محمودة، وفي بيان مُخَالَفَاتِهِم مقالاتٌ بالهُدَى مَعقُودَة، ميَّزَ فيها الحقَّ من الباطل والحَالِيَ من العَاطِل. ونستعرض فيما يلي جُمْلَةً من أقواله في الصُّوفية ومواقفه منها: موقفه من هذه التَّسمية لقد دَعَا الشيخ الإبراهيمي رحمه الله المسلمين بكُلِّ حَزمٍ وعَزمٍ إلى الخُلُوصِ من النِّسبَة إلى لَقَب «الصُّوفية» الذي لم يُسَمِّ اللهُ عز وجل بِهِ عِبَادَه، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم، والاستغنَاءِ بالأَلقاب الشَّرعية الوَارِدَة في الكتاب والسنَّة عن الألقاب المُحدَثَة الوَارِدَة من الكُفَّار، فيقول: «ثُمَّ ما هذا التصوُّف الذي لا عهدَ للإسلام الفِطْرِيِّ النَّقِيِّ به؟! إنَّنا لا نُقِرُّه مَظْهَرًا من مظاهر الدِّين، أو مَرتبةً عُليَا من مَرَاتِبِه، ولا نَعترفُ من أَسمَاء هذه المراتِبِ إِلاَّ بما في القاموس الدِّيني: النُّبوَّة والصِّدِّيقيَّة والصُّحبَة والاتِّبَاع، ثم التَّقوى التي يتفاضَلُ بِهَا المؤمنون، ثُمَّ الوَلاية التي هي أَثَرُ التَّقوى». إلى أَنْ قال: «وهل ضَاقَتْ بِنَا الأَلفَاظُ الدِّينيَّة ذاتُ المفْهُوم الواضح، والدِّقَّة العجيبة في تحديد المعاني؛ حتَّى نَستَعِيرَ من جَرَامِقَة اليونان أو جَرَامِقَة الفُرس هذه اللَّفظةَ المُبْهَمَة الغَامِضَة، التي يتَّسِعُ معناها لِكُلِّ خَيرٍ ولِكُلِّ شَرٍّ؟!»(2). ويَرَى الشَّيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّ الانتسابَ إلى إِحدَى الطُّرق الصوفية، والتَّسمِّي بِهَا؛ يَتَضمَّنُ ثلاثة مَحَاذير: الأول: أنْ يَعتَقدَ صَاحِبُ هذه النِّسبَة أنَّها أَشرفُ من الانتساب إلى الاسم الذي سَمَّانا الله عز وجل به ورسولُه صلى الله عليه وسلم وهو «المسلمون»، كما جاء في قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾[الحج:78]، أي أنَّ الله عز وجل هو الذي سمَّاكم بالمسلمين في هذا القرآن ومن قَبْلِ هذا القرآن(3). وفي حديث الحَارِثِ الأَشْعَري رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «فَادْعُوا المُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ، بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ عز وجل: المُسْلِمِينَ، المُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللهِ عز وجل»(4). وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله مُخاطِبًا أتباع الطَّريقة التِّيجانية: «إنَّ العاقل لا يَنتَحِلُ نِسبَةً أو وَصْفًا؛ إِلاَّ إذا اعتقَدَ أنَّه يَكتسِبُ بذلك شَرَفًا لم يَكُنْ له، وأنتُم قَبْلَ أنْ تكونوا تِيجانيِّين؛ كُنْتُم مسلمين، أَفَلْم يَكْفِكُمْ شَرفُ الإسلام حتَّى التَمَستُم ما يُكَمِّلُه من هذه النِّسَبِ المُفَرِّقَةِ؟! أمْ أنَّ الإسلامَ ـ في نَظَرِكُم ـ قَاصِرٌ عَنْ أَنْ يَصِلَ بِأَهلِه إلى درجات الشَّرَف الرَّفيعة، فجئتُم تَلتَمِسون الشَّرفَ والرِّفْعَةَ في غَيرِه؟!»(5). المحذُور الثَّاني: أنَّ هذه النِّسَبَ المُخترَعَةَ عُنوانٌ للفُرقَة والتَّحَزُّب، وعبَّر الشَّيخ الإبراهيمي رحمه الله عن ذلك بقوله ـ في ما سبَقَ من كلامه ـ: «هذه النِّسَب المُفَرِّقَة». المحذور الثالث: أنْ يَعتَقدَ أَصحابُ هذه النِّسبَة أنََّّهم أَرفَعُ قَدرًا من العَاطِلين منها، ومن العاطلين منها سَادَاتُ أَولياءِ الله من الصحابة رضي الله عنهم، وفي هذا قال الشيخ رحمه الله تَتِمَّةً لكلامه الآنِفِ الذِّكْرِ: «فاحذَروا؛ فإنَّ من النَّتَائج اللاَّزمة لصَنِيعِكُم هذا نتيجةٌ قَبيحةٌ جدًّا في حُكْمِ الشَّرع، وفي حُكْمِ العَقل، وهي أنَّ أَصحابَ هذه النِّسَبِ يعتقدون أَنَّهم أَرفَعُ قَدرًا من العَاطِلِين منها، ومن العاطلين منها: أبو بكر وعمر وجميعُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم». موقفه من الصَّالحين المنسوبين إلى التَّصوُّف يُقِرُّ الشَّيخ رحمه الله بِوجُود رِجَالٍ صالحين وأئمَّةٍ مَرضِيِّين ـ عبر التَّاريخ الإسلامي ـ مَنْسُوبين إلى التصوُّف؛ إلاَّ أنَّه يُصِرُّ على تَسميَتِهِم باسمٍ شَرعِيٍّ قُرآني ألا وهو «صَالِحُو المؤمنين»؛ استنادًا إلى قَولِ الله عز وجل: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير﴾[التحريم:4]، ويعتقد أنَّ صلاحَهم هذا كان نَتِيجةَ اتِّبَاعِهم للكتاب والسُّنَّة، والعَمَلِ بهما، ولم يَكُنْ نتيجةَ التَّربية الصُّوفيَّة، وانتهاجِ مَسْلَك التَّصوُّف، وفي هذا يقول الشيخ رحمه الله: «ونحن نعلمُ من طريق التاريخ ـ لا من طريق الشُّهرة العامَّة ـ أَنَّ بعض أَصحابِ هذه الأسماء الدَّائرة في عالَمِ التصوُّف والطُّرُق، كانوا على استِقَامةٍ شَرعيَّةٍ، وعَمَلٍ بالسُّنَّةٍ، ووقُوفٍ عند حُدود الله، فهم صالحون بالمعنى الشَّرعي، ولكنَّ الصَّلاحَ لم يَأْتِهِمْ من التَّصوُّف أو الطُّرق؛ وإنَّما هو نتيجة التَّديُّن، وفي مثل هؤلاء الصَّالحين الشَّرعيين إنَّما نختلف في الأسماء؛ فنحن نُسمِّيهم صالحي المؤمنين، وهم يُسَمُّونهم صوفيَّة وأصحاب طُرُق؛ فيا ويلهم! إنَّ طريقةَ الإسلام واحدةٌ، فما حاجةُ المسلمين إلى طُرُقٍ كثيرة؟!»(6). عرضُ الشَّيخ رحمه الله لنشأة التَّصوُّف وتطوُّره لقد تحدَّث الشيخ الإبراهيمي رحمه الله بإِسهَاب عن نَشأةِ الفكر الصُّوفي، وتطوُّره، والمراحل التي مرَّ بِهَا، والأصول التي بُنِيَ عليها، ومدى اصطِبَاغه ببعض الدِّيانات المحرَّفة والحضارات البَائِدَة، فإلى تفصيل ذلك: أولا ـ: نشأة التصوُّف يرى الشيخ رحمه الله أنَّ الصُّوفيَّة نَزْعَةٌ مُستَحدَثَةٌ في الإسلام، وأنَّ زمنَ ابتداعها هو النِّصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، ومكان ظهورها هو بغداد عاصمة الخلافة العبَّاسية، وفي هذا يقول: «والصوفية، أو الطُّرُّقِيَّة ـ كما نُسمِّيها نحن في مَواقِفِنا معها ـ هي نَزْعَةٌ مُستَحدثَةٌ في الإسلام، لا تَخْلُو من بُذُورٍ فارسيَّة قديمة، بِمَا أنَّ نشأةَ هذه النَّزعة كانت ببغداد في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، واصطباغُ بغدادَ بالألوان الفارسيَّة في الدِّين والدُّنيا معروف، وتدسُّسُ بعض المتنطِّعين من الفُرس إلى مَكَامِنِ العقائد الإسلامية لإفسادها، لا يَقِلُّ عن تَدَسُّس بعضهم إلى مَجَامع السياسة، وبعضهم إلى فضائل المجتمع وآدابها لإِفسادها»(7). أمَّا سبب ظهور التصوُّف ـ في نظر الشيخ رحمه الله ـ، فهو غُلُوُّ طائفة من المسلمين في التعبُّد؛ حيث قال: «وغَلَتْ طوائفُ منهم (أي: من المسلمين) في التَّعبُّد، فنجَمَتْ ناجِمَةُ التَّصوُّف والاستِغْرَاق»(8). ثانيا: تأثُّر الصُّـوفيَّة ببعض الدِّيانات المحرَّفة والحضارات البَائِدَة يرى الشيخ رحمه الله أنَّ لبعض الحضارات القديمة ـ كالحضارة الفارسية ـ، والدِّيانات المحَرَّفَة ـ كالنَّصرانية ـ، والدِّيانات الوَثَنِيَّة ـ كالبَرهَمِيَّة ـ تأثيرًا بالِغًا في نشأة الفكر الصُّوفي، ويتجلَّى هذا مَلِيًّا في بعض المظاهر المشتركة بينها وبين التصوَّف، وقد مرَّ بنا قول الشيخ رحمه الله إِنَّ الصوفية «لا تَخْلُو من بُذُورٍ فارسيَّة قديمة». وقال الشيخ ـ أيضا ـ في هذا الصَّدَد: «وأمَّا المذاهب الصُّوفيَّة فهي أَبْعَدُ أَثرًا في تَشْوِيه حقائق الدِّين، وأشدُّ مُنَافاةً لرُوحِه، وأَقوَى تأثيرًا في تَفْريقِ كلمة المسلمين؛ لأنَّها ترجع في أصلها إلى نَزْعَةٍ غامضة مُبْهَمَة، تستَّرت في أوَّل أمرها بالانقطاع للعبادة، والتجرُّد من الأسباب، والعُزُوف عن اللَّذَّات الجسديَّة، والتَّظاهُر بالخصوصيَّة، وكانت تأخُذُ مُنْتَحِلِيهَا بشيءٍ من مظاهر المسيحيَّة، وهو: التَّسليم المُطلَق، وشيءٍ من مظَاهِرِ البَرهَمِيَّة وهو: تعذيبُ الجسد وإرهاقُه؛ تَوَصُّلاً إلى كمال الرُّوح ـ زعموا ـ، وأين هذا كلُّه من رُوح الإسلام وهَديِ الإسلام؟!»(9). الموضوع متابع إن شاء الله .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() طريقة التَّعامل مع الصُّوفيَّة في نَظر الشَّيخ يرى الشيخ الإبراهيمي رحمه الله أنَّه يَتَعيَّن عرضُ عقائد وأفكار الصُّوفية على ميزان الشَّرع، وأن تَخْضعَ للتَّحليل الشَّرعي الدِّيني، وفي هذا يقول: «وإِنْ كُنَّا نُقِرُّه [أي: التَّصوُّف] فلسفةً روحانيَّةً جَاءتْنَا من غير طريق الدِّين، ونُرغِمُها على الخُضُوع للتَّحليل الدِّيني»(28). ويقول رحمه الله: «والحقُّ في هذه النَّزعَة أنَّها صِبْغَةٌ روحيَّةٌ مَرجُوحةٌ في ميزان الشَّرع وأَحكَامِه، وإنَّما يُقبَلُ منها ما يُسَايِرُ المأْثُورَ، ولا يُجَافي المعروفَ من هَديِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، فإنَّ الدِّينَ قد تَكامَل بخِتَام الوحي، والزِّيادةُ فيه ـ بعد ذلك ـ كالنَّقصِ منه؛ كِلاهُما مُنكَرٌ، وكلاهما مرفوضٌ، وما لم يَكُنْ يَومَئِذٍ دِينًا، فليس بِدِينٍ بعد ذلك»(29). والشيخ الإبراهيمي في موقفه هذا مُقْتَفٍ لآثَارِ مَنْ سَبَقَه من أئمَّة السُّنَّة وحُمَاتِها، ومُقْتَدٍ بهم، حيث قال قبل كلامه السَّابق: «وكان لأَئِمَّة السُّنَّة وحُمَاتِهَا ـ الواقِفِين عند حُدُودِها ومَقَاصدها ومَأثُورَاتِها ـ مَوَاقِفُ مع الحَامِلين لهذه النَّزعَة، ومَوَازينُ يَزِنُون بِهَا أعمالهم وآراءهم، وما يَبْدُر على أَلسنَتِهم من القَولِ فيها، ولسانُ هذه الموازين هو: صَريحُ الكتاب وصَحيحُ السُّنَّة». الشيخ الإبراهيمي يُبيِّن قَصدَه من هذه الرُّدُود لقد وضعَ العلماءُ شرطين لنَقْض المقَالات المُخَالِفَة للكتاب والسُّنَّة، ونَقْد الدُّعاة إليها، وهما: العِلمُ وسَلامَةُ القَصْدِ: فبالعِلْم يكونُ الرَّدُّ قائما على البَيِّنَات الشَّرعية، والأدلَّة اليقينيَّة. وبسَلامَة القَصدِ يكونُ مطلوبُ الرَّادِّ إظهارَ الحقِّ الذي بعث اللهُ عز وجل بِهِ رسولَه صلى الله عليه وسلم، وأَنْ يكونَ الدِّينُ كلُّهُ لله، وأنْ تكونَ كلمتُهُ هي العليا، فيكون بذلك هذا الردُّ مِنْ تَمَامِ النُّصح لله ولكِتَابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلمين وعامَّتِهِم(30). وقد أبانَ الشيخ الإبراهيمي رحمه الله عن قَصده في رُدُوده على الصُّوفيَّة، فقال: «إنَّنا لا نَحمِلُ لهؤلاء المشايخ [أي مشايخ الصُّوفية] ولا لأولادهم ولا لأحفادهم حِقدًا، ولا نَضْطَغِنُ عليهم شَيئًا، ولا نُنْفِسُ عليهم مالاً من الأُمَّة ابْتَزُّوه، ولا جاهًا على حِسَابها أَحرَزُوه، وليس بَيْنَنا وبَيْنَهم تِرَاتٌ قديمة، ولا ذُحُولٌ مُتَوارَثَةٌ، ولا طَوَائِلُ مَغرومَة؛ وإِنَّما هو الغَضَبُ لله ولدِينِه وحُرُمَاتِه أَنطَقَنا»(31) قاعدة عظيمة للشيخ الإبراهيمي في ميزان قبول العمل ذكر الشيخ الإبراهيمي رحمه الله قاعدةً عامَّة في الميزان الذي تُقبَلُ به أَعمالُ العباد، فقال في فصل بعنوان ««دَفْعُ شُبهَةٍ ونَقْضُ فِرْيَةٍ في هذا المَقَام: »«ونحن إِذْ نُنْكِرُ؛ إِنَّما نُنْكِرُ الفاسِدَ من الأعمال، والباطلَ من العقائد؛ سواءٌ علينا أَصَدَرَتْ من سَابِق أم من لاحِق، ومن حيٍّ أم من مَيت؛ لأَنَّ الحُكْمَ على الأَعمال لا على العاملين، وليس صُدُورُ العمل الفاسد من سَابِقٍ بالذي يُحدِثُ له حُرمَةً، أو يُصَيِّرُه حُجَّةً على اللاَّحِقِين؛ بل الحُجَّةُ لكتاب الله ولسنّة رسوله، فلا حقَّ في الإسلام إلاَّ ما قام دَليلُه منهما، واتَّضَحَ سبيلُه من عمل الصحابة والتابعين بِهِمَا، أو إجماعِ العلماء ـ بِشَرطِه ـ على ما يُستَنَدُ عليهما، وبهذا الميزان فأعمالُ النَّاس إِمَّا حَقٌّ فَيُقْبَلُ، أو بَاطِلٌ فَيُرَدُّ»(32). جَزَى اللهُ الشَّيخَ الإبراهيمي خيرَ الجزاء، وأسبغَ عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، وأسكنه فراديس الجِنَان. آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين. ----------------------------------------------------------------------------- (1) من كلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في تقريظه لكتاب «كُتُبٌ حَذَّرَ منها العلماء» للشيخ مشهور سلمان مع تحوير طفيف. (2) «آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي» (1/175). (3) وهو القول الذي رجَّحه الإمام الطبري من أَحَد القَولَيْن في هذه الآية، وصَوَّبه الإمام ابن كثير في ذلك، انظر: «تفسير ابن كثير» (5/455). (4) رواه أحمد (17170) واللفظ له، والترمذي (2863)، وصحَّحه العلاَّمة الألباني. (5) «آثاره» (2/403). (6) «آثاره» (1/174 ـ 175). (7) «آثاره» (5/141 ـ 142). (8) «آثاره» (4/227). (9) «آثاره» (1/168). (10) «آثاره» (5/142). (11) «آثاره» (1/168). (12)«آثاره» (5/142). (13) «آثاره» (5/142 ـ 143). (14) «آثاره» (5/141). (15) «آثاره» (1/123). (16) «آثاره» (1/175). (17) «آثاره» (1/172). (18) «آثاره» (1/176). (19) «آثاره» (4/232). (20) «آثاره» (5/221). (21) «آثاره» (1/116 ـ 117). (22) «آثاره» (1/170). (23) «آثاره» (1/116). (24) «آثاره» (1/171)، وانظر تصديق ما ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب «جواهر المعاني» (1/136) لعلي بن حرازم الفاسي وهو من شيوخ التِّيجانيَّة. (25) في قوله عز وجل: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد﴾[ق:45] (26) «آثاره» (4/116). (27) «آثاره» (1/168). (28) «آثاره» (1/175). (29) «آثاره» (5/142). (30) انظر: «الفرق بين النَّصيحة والتَّعيير» لابن رجب (ص5). (31) «آثاره» (1/177). (32) «آثاره» (1/174). كاتب الموضوع : حسن آيت علجت ، جزاه الله خيرا. المصدر: راية الإصلاح الجزائريّة . https://www.rayatalislah.com/index.ph...09-10-13-14-32 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() رحم الله الشيخ البشير الابراهيمي و حفظ الله الشيخ حسن آيت علجت و بارك في علمه و جعل ماكتيتم في موازين حسناتكم |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أحمد, مـوقـف, التسير, الصـوفـيـة, الـشيـخ, الإبراهيمي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc