السلام عليكم. لقد احيلت على التقاعد هذه السنة وبالضبط ابتداء من 31 اوت الماضى بعد ان دخلت ميدان التربية فى مقتبل عمرى وخرجته شيخا مسنا بعد ان فقدت جزء من صحتى لانى افنيت شبابى وعمرى فى تعليم وتربية الاجيال بعد اكثر من 32 سنة من العطاء مع الابناء داخل القسم ولم اكن انتظر هذا اليوم ولم افكر فيه قط بعد ان ربطتنى علاقة كبيرة بالبراءة من ابناء وطنى العزيز اكثر من ابناء صلبى ولكن هذه هى سنة الحياة واحمد الله انى اديت رسالتى كاملة بشهادة كل من مر بين ايدى واتمنى الجزاء من الله تعالى لان الوزارة الوصية لم تنصفنا بين اقراننا بل همشتنا بالقانون الاساسى الظالم والجائر وخاصة نحن فئة اساتذة التعليم الاساسى الايلين للزوال اعمدة المدرسة الجزائرية. وليس ببعيد عن وقتنا الحالى كنا نسمع من بعض الشيوخ بان الاحالة على التقاعد كانت عيبا فى المجتمع الجزائرى عندما كان العمل مقدسا لان التقاعد عندهم يعنى الموت حتى اصبح يطلق عليه عبارة " موت قاعد " اى الموت البطىء لان المتقاعد يصبح غير منتج اى شبه معوق وكان الانسان يستحى بان يتفوه بكلمة " انا متقاعد " امام الناس حتى وان بلغ ذلك ومن حقه. اما اليوم وبعد ان تعددت المشاكل فى كل القطاعات وتغيرت الدهنيات اصبحنا نرى التسابق نحو التقاعد سوى ممن استوفوا الشروط القانونية للتقاعد او ممن اقتربوا منه او حتى من الشباب لان العمل اصبح عند اغلبية العمال والموظفين عبارة عن ساعات سجن ليس الا بعد ان سيطر الملل على الجميع والعمل غير مرغوب فيه. والظاهرة هذه اصبحت مستفحلة كثيرة فى قطاع التربية على الخصوص فى العشر سنوات الاخيرة مقارنة بباقى القطاعات الاخرى فى الوظيف العمومى مما يعنى ان النسبة الكبيرة توجد بهذا القطاع وخاصة بين المعلمين والاساتذة حتى لا اقول الاداريين وهذا معروف لذى العام والخاص ولعدة اسباب اراها منطقية غير قابلة للنقاش ومن بينها تراجع مستوى التعليم عموما فى بلادنا و انعدام التربية الاحترام من طرف ابنائنا للمعلم والاستاذ ولا ننسى تسليط الحقرة المصروبة والظلم علانية على المربين بصفة عامة من طرف الادارة و الوزارة الوصية ولا ننسى كذلك نظرة المجتمع الجزائرى الناكر للخير لرجل التعليم الذى اصبح عرضة للتنكيت والاعتداءات اليومية حتى داخل الحرم المدرسى من طرف التلاميذ وحتى اوليائهم امام ظلم العدالة دون قانون يحميه.
واحمد الله عز وجل على انى خرجت للتقاعد معافا فى بدنى وعقلى لاكمل ما تبقى من عمرى مع ابنائى الذين حرمتهم من الدفء والحنان طيلة مشوارى المهنى بسبب اهمالى لهم والذى يرجع الى التعب اليومى الذى لا يعنى شيئا عند عامة الناس الذين ينظرون الينا باننا فى عطلة طويلة المدى ( سامحهم الله ) وخاصة مع التحضير اليومى بالبيت العائلى فى المساء ( لان معظم الاوقات انام فيها متاخرا دون الجلوس مع ابنائى ) بعد انتهاء العمل الذى هو فى الحقيقة بداية جديدة للعمل الحقيقى لانها فطرة التحضير لعمل اليوم الموالى عندما يستريح كل العمال فى القطاعات الاخرى من تعبهم. كما انى احمد الله على انى قمت بواجبى امام الله واليوم احس بالراحة النفسية كاملة وضميرى مرتاح واتمنى الجزاء من المولى عز وجل.
فى الاخير اقول لكل المتقاعدين هنيئا لكم بالتقاعد ورزقكم الله الصحة والعافية وتقبل الله عملكم واجركم على الله اما لاخوانى وابنائى المعلمين والاساتذة اتمنى لهم الصبر والتفانى فى العمل وان لا يجعلوا من التقاعد هدفهم بل تبليغ الرسالة فوق كل شىء حتى ينالوا الجزاء من الله فى الدنيا والاخرة ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا من احد. شكرا والسلام عليكم.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-09-30, 19:02
ما احلى التقاعد ...
وعليكم السلام أخي ورحمة الله وبركاته .
العرض العادي
