ترددت كثيرا قبل أن أن أصرح بشعور يأسرني منذ تعلم فؤادي معنى الوداد، ولكن التكتم قد يفجر الجرأة أحيانا دونما سابق إنذار... كل ما أسطره الآن هو نظرات لجهات مختلفة من حياتي ، لعلي بذلك أنفس عن جراح وهموم.
نظرت إلى حبي فوقفت حروفي تتأمل المعنى الحقيقي له ، بعد أن عجزت عن ترجمته،... إفتقدته كثيرا حتى انفجر قلبي وذاتي باعترافات أحسست فيها بشيء من العنفوان. فإحساسي به قد تغير ..نعم.. أعترف بأن إحساسي به قد تغير... عندما رأيته راودني خوف عذب وحب عميق،.. وأثناء وجودي معه عشت ذروة الرضا وأحلى ساعات العمر،.. لكن لما أسررت له عما في قلبي غمرني الحزن والبؤس.. أحسست بأني أنقصت من حبي له وخدشته بالحديث عنه، كان إحساسي به سرا يضيع لو أفصحت عنه ، وها قد أفشيته في هذه الكلمات فضاع السر ولم أقل ما بداخلي ..نعم..
ونظرت من جهة ذاتي فشعرت برغبة جامحة بالإفصاح عن مكنوني ولكن من عساه يسمعني أو يفهمني.. فأنا مسكونة بالهموم و ما أراه ظلام دامس.. حيث الصمت نائم والقلب يقظ ، أفتش عمن ينفس عن الجراح فلا أجد إلا الدموع.. فجأة تسكنني الآهات فلا أتوانى في حمل مذكرتي التي ألفت سماع أنيني قبل رؤية دموعي.. أحس عندما أكتب فيها كأن إنسانا داخليا يملي علي السطور.. فكل ما أخطه ليس سوى صدق نابع من أنقى عمق في قلبي وليس لي من فضل فيها سوى فضل القلم.
ونظرت في فكري فإذا إرادتي كالعادة تتغلب على كل النواقص...فيها أصعد إلى أعلى جبل الأمل ، ففي قمته يطيب التأمل، ويرق النسيم ، وينتعش الخيال، وينفسح المجال، وتمتد الرؤية،وينكشف الحجاب، ويسقط الحس... ويبقى حدس ذكرياتي فقط يداعبني.
نظرت أبحث عن معاني وجودي فيما أعيشه اليوم، فلم أعد منها إلا كما رسام أراد أن يتخيل الحياة شخصا فأبت أنامله أن ترسم له غير الدموع .. وكانت تلك الصورة باكية.. فلم يجد بدا من تسميتها ..الذات الباكية..