عقدة الخيانة!

[مواطن وخلاص]

الخيانة والعمالة صارت عقدة بعض الشعوب العربية والاسلامية بسبب تاريخها المشين وخيانتها المتكررة . ونظرا لأن الخيانة تلاحقهم ويمتلئ بها تاريخهم . أصبح كل شخص أو جهة تعارض تفكيرهم يرونه خائنا وعميلا
والغريب أن العمالة في هذه البلدان تكون على أعلى المستويات ولا يقوم بها أشخاص عاديون بل يقوم بها مسؤولون وحكام ودول وشعوب كلها تقاد إلى حضيرة الخيانة جماعات وجماعات مثل القطيع ولا تعارض
والأغرب ان هؤلاء يرون كل الشعوب خائنة مهما كانت انتماءاتهم إلا أنهم لا يرون الخيانة بالولاء لأمريكا والاستعانة بها والارتماء في حضنها ورهن قراراتهم وسيادتهم للسيد الأمريكي . بل فقط يرون الخيانة هي إبداء موقف سياسي من شخص ما قد يكون يلتقي مع جهة معينة في فهم الأمور وقراءة الوقائع والأحداث قد تكون ايران أو حزب الله أو أيا كان .
ولأن المريض النفسي لا يريد ان يبين مرضه بل يرى ان الناس كلهم مرضى ماعاداه هو . ويرى أن كل الناس مجانين وهو وحده السليم المعافى . وتظهر عليه علامات المرض النفسي من خلال تكرار الكلمة أو التصرف الذي سبب له أزمة وعقدة عميقة

نحن هنا في الجزائر نعتبر كل من تعامل مع فرنسا هو عميل وخائن ومتحالف ضد بلده وخائن لدينه ووطنه وأن مجرد أخذ جنسية بلد آخر يعتبر خيانة وقد بلغ الأمر بالشيخ عبد الحميد بن باديس أن أصدر فتوى أيام الاستعمار يقول فيها أن كل من تجنس يعتبر مرتدا عن دينه وهو خارج عن دين الاسلام ولا ولا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين
كما قال الشيخ ابن باديس عن فرنسا : لو قالت لي أشهد ان لا إله إلا الله ما شهدت

ونحن هنا في الجزائر لدينا الجراة أن ننتقد المسؤولين ونثور عليهم لمجرد وجود شبهة معينة حول العمالة . وقد كانت للجزائر مواقف مشرفة حيث وقفت ضد إسقاط القدافي ووقفت ضد صدام حسين في حربه ضد ايران رغم ان هذه المواقف معارضة لما تريده أمريكا والغرب عكس بعض الدول التي لم تقم يوما في تاريخها بموقف يعارض الموقف الأمريكي ... رغم ذلك لا ترى نفسها عميلة