الردود السلفيةالدامغة على بعض الشبهات الحلبية الزائغة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الردود السلفيةالدامغة على بعض الشبهات الحلبية الزائغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-04-07, 14:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abdellah36
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي الردود السلفيةالدامغة على بعض الشبهات الحلبية الزائغة 1

[size="5"]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
اطلعت كما اطلع غيري على المقال الذي نشرته بعض المواقع المنحرفة لكاتبه علي بن حسن الحلبي و ما تضمنه من الشبهات و الأباطيل، تحت عنوان "رسالة مفتوحة إلى الشيخ ربيع بن هادي سدده الله "، و كان بعض ممن اغتر بالحلبي و أمثاله قد اتهمنا قبل ذلك أننا لا نصلح لفهم ما يقوله الشيخ ربيع و إخوانه من العلماء فضلا على أن نقلدهم فضلا على أن نتبعهم فضلا على أن نوافق من خالفهم. فأحببت أن أدلو بدلوي سائلا المولى عز وجل أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
قال الحلبي:
فالانتشارُ الكبيرُ للدعوةِ السلفيَّةِ المُباركةِ -في شتَّى بِقاعِ الأرضِ- يَفرِضُ على أُمَناءِ الدعوةِ ورُعاتِها أنْ يكونُوا «حُلَماءَ، فُقهاءَ، حُكماءَ» -كما وردَ عن ابنِ عبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهُما-...
وفوائدُ هذه الصفاتِ الجليلةِ وآثارُها كثيرةٌ؛ أهمُّها اثنتانِ:
الأُولَى: الحِرصُ على الدَّعوةِ..
الثانيةُ: تربيةُ الدُّعاةِ..
فبِقَدْرِ تخلُّفِ أيٍّ من تلك الصفاتِ -أو إحداها -كمًّا أو كيفاً- بقَدْرِ ما تُنتَقَصُ الدَّعوةُ، ودُعاتُها...
ومِن جهةٍ أُخرَى -ذات صلةٍ-؛ فإنَّ الناظرَ المتأمِّلَ في بَرزخِ ما بين مرحلةِ حياةِ عُلمائِنا الكِبار الثلاثةِ -ابنِ باز والألبانِيّ وابنِ عُثَيمِين-، ومرحلة ما بعدَهُم -ممَّن بَعدَهُم!-؛ يَرَى أمرَيْنِ جليلَيْنِ خطيرَيْنِ:
أوَّلُهُما: أنَّ مَن بدَّعَهُم عُلماؤُنا -هؤلاءِ- رحمهُمُ اللهُ- محدُودونَ مَعدودُون! ناهيكَ عن كونِهِم غيرَ مَنسوبينَ إلى السُّنَّةِ والسلفيَّةِ!
ثانِيهما: أنَّ حالَ مَن بعدَهُم (!) قد فاق حالَ الأوَّلِين -والذين هُم الأفضلُ- كمًّا وكيفاً؛ فالمُبَدَّعُونَ -في المرحلةِ التاليةِ لهم -كثيرون؛ فضلاً عن أنَّ أكثرَ هذا الكثيرِ -وللأسف- منسوبٌ إلى السُّنَّةِ والسلفيَّةِ!!
وهذا يُشبِهُ -تماماً- ما قالَهُ شَيْخُنا الأَلْبَانِيُّ -رَحِمَهُ الله- فِي بَعْضِ «أَجْوِبَتِهِ»- مُحذِّراً-:
«فَهَذا المُنْتَمِي إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ -عَلَى نِسْبَةِ قُرْبِهِ وَبُعْدِهِ فِي تَحْقِيقِ انْتِسَابِه إِلَى السَّلَفِ الصَّالِح-يُقَالُ فِيه: إِنَّهُ مَعَ السَّلَفِ -عَلَى الأَقَلّ -مَا لَمْ يَنْقُضْ بِفِعْلِهِ مَا يَقُولُهُ بِلِسانِهِ- لا يَصِحُّ أَنْ نَقُول: إِنَّهُ لَيْسَ سَلَفِيًّا -مَا دَامَ يَدْعُو إِلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِح، مَا دَام يَدْعُو إِلَى اتِّبَاعِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَعَدَمِ التَّعَصُّبِ لإِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّة، فَضْلاًعَنْ أَنْ يَتَعَصَّبَ لِطَرِيقٍ مِنَ الطُّرُق، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَتَعَصَّبَ لِحِزْبٍ مِنَ الأَحْزَاب-؛ لَكِنْ لَهُ آرَاءٌ يَشِذُّ فِيهَا -فِي بَعْضِ المَسائِلِ الاجْتِهادِيَّة-!
وَهذَا لاَ بُدَّ مِنْهُ، لَكِن؛ يُنْظَر إِلَى القَاعِدَة: هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهَا؟ هَلْ هُوَ دَاعٍ إِلَيْهَا؟».

قلت المقصود بالدعوة السلفية أي الدعوة إلى فهم الكتاب و السنة على ما كان عليه سلف الأمة ، و هي دعوة تقابلها دعوات خلفية متعددة منها ما يحمل أفكار الجهمية و المعتزلة و منها ما يحمل أفكار الصوفية و الاشعرية و منها ما يحمل أفكار الخوارج و الاباضية و منها ما يحمل أفكار الشيعة و الرافضة و منها ما يجمع بين ذلك أو بعضه كجماعة الاخوان المسلمين، هذا دون ان ننسى المذاهب الاروبية من الديمقراطيين و العلمانيين و غيرهم ....
يقول الشيخ ربيع في رسالته الماتعة أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين من كيد الملحدين وضلال المبتدعين و افك الكذابين : ردا على بعض الحمقى من الجهال زعم فيها أن قواعد أهل الحديث في الجرح و التعديل لا يصلح تطبيقها على أهل البدع و الضلال بل هي حسبه قاصرة عن ذلك، و لو كان عنده مسكة من عقل لتنبه إلى أن آهل الحديث الذين ردوا على أهل البدع هم بأعيانهم أهل الحديث الذين اعتنوا بعلم الحديث و الجرح و التعديل.
يقول الشيخ ربيع:
من هم أهل الحديث؟
هم من نَهَج نَهْج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التمسُّك بالكتاب والسنة، والعض عليهما بالنواجذ، وتقديمهما على كلِّ قول وهدى، سواء في العقائد، أو العبادات، أو المعاملات، أو الأخلاق، أو السياسة والاجتماع.
فهم ثابتون في أصول الدين وفروعه على ما أنزله الله وأوحاه على عبده ورسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
وهم القائمون بالدعوة إلى ذلك بكل جد وصدق وعزم، وهم الذين يحملون العلم النبوي، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
فهم الذين وقفوا بالمرصاد لكل الفرق التي حادت عن المنهج الإسلامي، كالجهمية، والمعتزلة، والخوارج، والروافض، والمرجئة، والقدريّة، وكلّ من شذّ عن منهج الله واتبع هواه في كلِّ زمان ومكان، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
هم الطائفة التي مدحها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزكاها بقوله: ((لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا مَن خالفهم حتى تقوم الساعة))(2).
هم الفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه رسولُ الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه، الذين ميّزهم رسول الله ( وحدّدهم عندما ذكر أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة، فقيل: مَن هم يا رسول الله؟، قال: ((مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي)).
لا نقول ذلك مبالغةً ولا دعاوى مجرَّدة، وإنما نقولُ الواقع الذي تشهد له نصوصُ القرآن والسنة، ويشهد له التاريخ، وتشهد به أقوالهم، وأحوالهم، ومؤلفاتهم.
هم الذين وضعوا نصب أعينهم قول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعـًا ولا تفرّقوا } [آل عمران: 103]، وقوله: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم } [النور: 63]؛ فكانوا أشدَّ بُعدًا عن مخالفة أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبعدهم عن الفتن.
وهم الذين جعلوا دستورهم: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجـًا مما قضيت ويسلموا تسليمـًا } [النساء: 65] ؛ فقدّروا نصوص القرآن والسنة حق قدرها، وعظّموها حق تعظيمها؛ فقدّموها على أقوال الناس جميعـًا، وقدموا هديها على هدي الناس جميعـًا، واحتكموا إليها في كل شيء عن رضى كامل، وصدور منشرحة، بلا ضيق ولا حرج، وسلموا لله ولرسوله التسليم الكامل في عقائدهم، وعباداتهم، ومعاملاتهم.
هم الذين يصدقُ فيهم قول الله: { إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } [النور: 51].
هم بعد صحابة رسول الله جميعـًا ـ وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون ـ سادة التابعين، وعلى رأسهم: سعيد بن المسيب (ت بعد 90ه‍) وعروة بن الزبير (ت 94ه‍) وعلي بن الحسين زين العابدين (ت 93ه‍)، ومحمد بن الحنفية (ت بعد 80ه‍) وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (ت 94 أو بعدها)، و سالم بن عبد الله بن عمر (ت 106ه‍) والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت 106ه‍) والحسن البصري (ت 110ه‍) ومحمد بن سيرين (ت 110ه‍) وعمر ابن عبد العزيز (ت 101ه‍) ومحمد بن شهاب الزهري (ت 125ه‍).
ثم أتباع التابعين، وعلى رأسهم: مالك (ت 179ه‍) والأوزاعي (ت 157ه‍) وسفيان بن سعيد الثوري (ت 161ه‍) وسفيان بن عيينة (ت 198ه‍) وإسماعيل بن علية (ت 193ه‍) والليث بن سعد (ت 175ه‍).
ثم أتباع هؤلاء، وعلى رأسهم: عبد الله بن المبارك (ت 181ه‍) و وكيع بن الجرّاح (ت 197ه‍) والإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204ه‍) وعبد الرحمن ابن مهدي (ت 198ه‍) ويحيى بن سعيد القطّان (ت 198ه‍) وعفّان بن مسلم (ت 219ه‍).
ثم تلاميذ هؤلاء الذين سلكوا منهجهم، وعلى رأسهم: الإمام أحمد بن حنبل (ت 241ه‍) ويحيى بن معين (ت 233ه‍) وعلي بن المديني (ت 234ه‍).
ثم تلاميذهم كالبخاري (ت 256ه‍)، ومسلم (ت261ه‍) وأبي حاتم (ت 277ه‍) وأبي زُرعة (ت 264ه‍) وأبي داود (ت 275ه‍) والترمذي
(ت 279ه‍) والنسائي (303هـ).
ثم مَن جرى مجراهم في الأجيال بعدهم، كابن جرير (ت 310ه‍) ، وابن خزيمة (ت 311هـ) والدارقطني (ت 385ه‍) في زمنه، والخطيب البغدادي (ت 463ه‍) ، وابن عبد البر النمري (ت 463ه‍) ، وعبد الغني المقدسي (ت600هـ)، وابن قدامة (ت 620ه‍) ، وابن الصلاح (ت 643ه‍)، وابن تيمية (ت 728ه‍) ، والمزّي (ت 743ه‍) ، والذهبي (ت 748ه‍) ، وابن كثير (ت 774ه‍) ، وأقران هؤلاء في عصورهم ومَن تلاهم واقتفى أثرهم في التمسُّك بالكتاب والسنة إلى يومنا هذا.
ولهم مؤلفات في نصرة العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون(3) .
وهذه المؤلفات كثيرة لا تحصى ، أذكر منها ما يأتي :
1- الرد على الجهمية لإمام أحمد .
2- السنة لعبد الله بن أحمد .
3- الإيمان لابن أبي شيبة .
4- الإيمان لأبي عبيد .
5- خلق أفعال العباد للبخاري وضمن كتابه الصحيح كتاب الإيمان ، كتاب التوحيد وكتاب الاعتصام .
6- وكتاب السنة للخلال جامع علم أحمد في ثلاث مجلدات .
7- كتاب الرد على الجهمية وكتاب الرد على بشر المريسي كلاهما لعثمان بن سعيد الدارمي .
8- وكتاب السنة للأثرم .
9- وكتاب الشريعة للآجري .
10- والسنة لابن أبي عاصم .
11-والسنة لابن شاهين .
12- والاستقامة لحشيش بن أصرم .
13- وكتاب التوحيد لابن خزيمة .
14- والإيمان لابن منده واتوحيد له .
15- وكتاب الإيمان بالقدر وكتاب الأسماء والصفات لأبي بكر أحمد بن اسحاق المشهور بالصبغي .
16- وكتاب السنة لأحمد بن محمد العسال .
17- وكتاب الصفات .
18- وكتاب النـزول .
19- وكتاب الرؤية الثلاثة للإمام الدارقطني .
20- والإبانة الكبرى ، 21- والإبانة الصغرى ،22-والسنة ، ثلاثتها لابن بطة العكبري.
23- وشرح أصول السنة للإمام اللالكائي .
24-والحجة في بيان المحجة لأبي القاسم التيمي .
25- وكتاب الصفات في جزئين لعبد الغني المقدسي .
26- ومؤلفات كثيرة للإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
وتتابعت تآليفهم في خدمة السنة والعقيدة إلى يومنا هذا .
فهم والحمد لله سادة الأمة وقادتها في الحديث والرجال والعقيدة والفقه وهم الذابون عن دين الله عقيدة وشريعة والقامعون لأهل الإلحاد وأهل البدع في كل زمان ومكان ، وقد أحصيت في كتابي جماعة واحدة لاجماعات لأهل الحديث والسنة في هذا العصر حوالي خمسين ومائة كتاب في الرد على الملاحدة وأهل البدع من الروافض وغيرهم من أهل الضلال وهذا غيض من فيض جهادهم في رفع راية الإسلام والسنة وإزهاق الأباطيل والضلالات التي انحرف أهلها عن جادة الإسلام وتنكبوا عن الصراط المستقيم ، كل هذا ناشيء عن إدراكهم لعظمة الحق الذي جاء به محمد  وخطورة ما يخالفه من الكفر والشرك والبدع فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء وأرغم الله أنوف من يتنقصهم ويزدري بجهودهم .

قلت هؤلاء هم أهل السنة و الجماعة و أهل الحديث و السلفيون فمن هم يا ترى عند الحلبي.
يقول الحلبي:
ومِن جهةٍ أُخرَى -ذات صلةٍ-؛ فإنَّ الناظرَ المتأمِّلَ في بَرزخِ ما بين مرحلةِ حياةِ عُلمائِنا الكِبار الثلاثةِ -ابنِ باز والألبانِيّ وابنِ عُثَيمِين-، ومرحلة ما بعدَهُم -ممَّن بَعدَهُم!-؛ يَرَى أمرَيْنِ جليلَيْنِ خطيرَيْنِ:

أوَّلُهُما: أنَّ مَن بدَّعَهُم عُلماؤُنا -هؤلاءِ- رحمهُمُ اللهُ- محدُودونَ مَعدودُون! ناهيكَ عن كونِهِم غيرَ مَنسوبينَ إلى السُّنَّةِ والسلفيَّةِ!
ثانِيهما: أنَّ حالَ مَن بعدَهُم (!) قد فاق حالَ الأوَّلِين -والذين هُم الأفضلُ- كمًّا وكيفاً؛ فالمُبَدَّعُونَ -في المرحلةِ التاليةِ لهم -كثيرون؛ فضلاً عن أنَّ أكثرَ هذا الكثيرِ -وللأسف- منسوبٌ إلى السُّنَّةِ والسلفيَّةِ!!

وهذا يُشبِهُ -تماماً- ما قالَهُ شَيْخُنا الأَلْبَانِيُّ -رَحِمَهُ الله- فِي بَعْضِ «أَجْوِبَتِهِ»- مُحذِّراً-:
«فَهَذا المُنْتَمِي إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ -عَلَى نِسْبَةِ قُرْبِهِ وَبُعْدِهِ فِي تَحْقِيقِ انْتِسَابِه إِلَى السَّلَفِ الصَّالِح-يُقَالُ فِيه: إِنَّهُ مَعَ السَّلَفِ -عَلَى الأَقَلّ -مَا لَمْ يَنْقُضْ بِفِعْلِهِ مَا يَقُولُهُ بِلِسانِهِ- لا يَصِحُّ أَنْ نَقُول: إِنَّهُ لَيْسَ سَلَفِيًّا -مَا دَامَ يَدْعُو إِلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِح، مَا دَام يَدْعُو إِلَى اتِّبَاعِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَعَدَمِ التَّعَصُّبِ لإِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّة، فَضْلاًعَنْ أَنْ يَتَعَصَّبَ لِطَرِيقٍ مِنَ الطُّرُق، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَتَعَصَّبَ لِحِزْبٍ مِنَ الأَحْزَاب-؛ لَكِنْ لَهُ آرَاءٌ يَشِذُّ فِيهَا -فِي بَعْضِ المَسائِلِ الاجْتِهادِيَّة-!
وَهذَا لاَ بُدَّ مِنْهُ، لَكِن؛ يُنْظَر إِلَى القَاعِدَة: هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهَا؟ هَلْ هُوَ دَاعٍ إِلَيْهَا؟

قلت الذي يفهم من كلام الحلبي هذا هو أن السلفي هو كل من نسب أو انتسب للسلف مع حمله لشعاراتهم حيث جعل الفرق بين المبتدع و السلفي في كون المبتدع غير منسوب أو منتسب أصلا للسلفية و أما السلفي فهو كل من نسب أو انتسب للسلفية و حمل شعارهم.
و لا شك أن هذا المفهوم ناقص كما هو ظاهر بل لا بد من تقييده بان لا يكون هذا المنتسب أو المنسوب للسلف الحامل لشعارهم مواقعا للبدع، و هذا أمر ممكن كما لا يخفى إما جهلا و إما مكرا و خديعة، و لا بد من الإشارة هنا إلى أن أكثر أهل البدع قديما و حديثا ينسبون أنفسهم للسلف و للجماعة و للسنة و يحملون نفس شعاراتهم كما يفعله الاشاعرة إلى يومنا هذا، و كما يفعله الخوارج و غيرهم. و الأمر كما يقول الألباني رحمه الله في العديد من أشرطته من أن العبرة بالمسميات لا بالأسماء، و هو يلتقي تماما مع نقله الحلبي عنه هاهنا، من أن تحقيق انتسابه أو نسبته للسلفية مشروط و مقيد بكونه لا يخالف بفعله ما يدعيه بلسانه، و أن مخالفاته إن وجدت فهي مخالفات شاذة في مسائل اجتهادية ، مع مراعاة كونه من الداعين إلى هذه المخالفات الشاذة الاجتهادية من عدم ذلك، فكيف لو كانت هذه المخالفات في مسائل قطعية، بل كيف لو كان هذا المخالف من الدعاة إلى مخالفاته القطعية و يدعي انه سلفي.
و القول بان الدعوة السلفية بالمفهوم الذي ذكرناه قد انتشرت بشكل كبير، هذا فيه نظر.
يقول الشيخ العباد حفظه الله في رسالته، ومرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة
الحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، فإن المشتغلين بالعلم الشرعي من أهل السنة والجماعة السائرين على ما كان عليه سلف الأمة هم أحوج في هذا العصر إلى التآلف والتناصح فيما بينهم، لاسيما وهم قلة قليلة بالنسبة للفرق والأحزاب المنحرفة عما كان عليه سلف الأمة.انتهى النقل من كلامه.

نعم قد انتشرت الدعوة السلفية بشكل كبير في بعض الأوقات و بعض الأماكن، حتى تسلل أهل البدع في صفوفهم و لبسوا لباسهم ثم لوثوا كثيرا منهم بشبهاتهم و ضلالاتهم،
في الجزائر مثلا عرفت الدعوة السلفية إقبالا كبيرا من طرف الشباب قبل فتنة الحزبية، و لم يكن كل أولائك المقبلين عليها عالمين بأصولها و ضوابطها لكنهم مع ذلك كانوا معظمين لعلمائها و دعاتها.
و لما جاءت الحزبية و بدأت الفتنة (بما فيها موقف الشيخ ابن باز رحمه الله إبان حرب الخليج) تبينت حقيقة أكثر أولائك الذين كانوا ينتسبون للسلفية و يعظمونها حيث سرعان ما راحوا يهتفون بحياة صدام و الخميني و يلعنون السلفيين و علمائهم.
ثم ركبوا موجة التكفير و انتهى بهم المطاف إلى قتل الصبيان و انتهاك أعراض المحصنات من النسوان .
و المقصود هنا بيان مغبة السكوت (أو إحسان الظن) بمن لبس لباس السلفية أو حمل شعارها ثم راح يخالف أصولها و منهجها في الدعوة و العمل.
قوله:
ومِن جهةٍ أُخرَى -ذات صلةٍ-؛ فإنَّ الناظرَ المتأمِّلَ في بَرزخِ ما بين مرحلةِ حياةِ عُلمائِنا الكِبار الثلاثةِ -ابنِ باز والألبانِيّ وابنِ عُثَيمِين-، ومرحلة ما بعدَهُم -ممَّن بَعدَهُم!-؛ يَرَى أمرَيْنِ جليلَيْنِ خطيرَيْنِ:
أوَّلُهُما: أنَّ مَن بدَّعَهُم عُلماؤُنا -هؤلاءِ- رحمهُمُ اللهُ- محدُودونَ مَعدودُون! ناهيكَ عن كونِهِم غيرَ مَنسوبينَ إلى السُّنَّةِ والسلفيَّةِ!
ثانِيهما: أنَّ حالَ مَن بعدَهُم (!) قد فاق حالَ الأوَّلِين -والذين هُم الأفضلُ- كمًّا وكيفاً؛ فالمُبَدَّعُونَ -في المرحلةِ التاليةِ لهم -كثيرون؛ فضلاً عن أنَّ أكثرَ هذا الكثيرِ -وللأسف- منسوبٌ إلى السُّنَّةِ والسلفيَّةِ!!
و لماذا لم يذكر الحلبي أسماء أولائك المبدعين خلال كل مرحلة لعل الناس ينظرون بنظره و يتأملون بتأمله .
ثم هب أن هذا صحيح و أن المبدعين بعد الأئمة الثلاثة أكثر من المبدعين في حياة هؤلاء الأئمة فهل هذا يدل على أن من بعدهم قد خالفهم في منهجهم و طريقتهم في التبديع.
ثم هب أن كل ما ذكرته صحيح و أن العلماء قد غيروا الطريقة و المنهج بعد و فاة العلماء الثلاث فهل كون المتقدمين أكثر كما و كيفا يرجح كفتهم عن كفة المتأخرين، فأين أنت إذن من كتاب الله و سنة رسول الله .
قوله نقلا عن الشيخ الألباني رحمه الله
أَمَّا مَا أَسْمَعُهُ -الآن- مِنْ أَنْ يُفْصَلَ المُسْلِمُ عَن الجَمَاعَةِ السَّلَفِيَّة!! لِمُجَرَّدِ أَنَّه أَخَطأَ فِي مَسْأَلَةٍ، أَوْ فِي أُخْرَى: فَمَا أَرَاهُ إِلاَّ مِنْ عَدْوَى الأَحْزَابِ الأُخْرَى
قلت هذا هو مدار الخلاف بيننا و بينكم تردون الخطأ و تزكون المخطئ، تصححون الخطأ و لا تجرحون المخطئ...و لو كان هذا على ما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله من ضوابط ما خالفكم احد، كان أن تكون هذه المسائل مما يسوغ فيه الاجتهاد أو أن لا يكون المخالف من الدعاة، .........
و الحقيقة أن أهل السنة و على رأسهم الشيخ ربيع هم الذين يخطئون و هم الذين يجرحون أما الحلبي و أمثاله فيقولون نقبل ردودكم على أهل البدع و نرفض تجريحكم لهم ، بل يستميتون في الدفاع عنهم بقواعد ما انزل الله بها من سلطان ، فلماذا لا تقبلون تجريحهم لهم كما قبلتم تخطئتهم لهم بل من طالبكم بقبول ذلك الجرح أصلا، فلو وسعك من السكوت ما وسع من هو خير منك ما تكلم فيك احد قط. و أما ما نسبته للشيخ ربيع من انه طالبك بإسقاط فلان أو يسقطك فذلك محمول على دفاعك عن أولائك المجروحين و تزكيتك لهم بعد علمك بما صاروا عليه من البدعة و الضلال، أي أن الشيخ ربيع لم يبدعك لأنك لم تسقط من أسقطه كما تدعي و لكن بدعك لأنك دافعت عن هؤلاء المجروحين و رحت تزكيهم و تثني عليهم ، و هناك فرق كبير بين الأمرين كما لا يخفى ، بل أتيت أنت و غيرك بتاصيلات و تقعيدات ما انزل الله بها من سلطان لصد ردود الشيخ ربيع و حفظ ماء وجه المبتدعة بعد أن فضحهم الله...
و أما ما يعرف بأصل الإلحاق أو قاعدة من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع فلواضح من كلام الشيخ ربيع انه يجعلها من أصول الحدادية و قواعدهم.
يقول الشيخ ربيع في رده على الحدادية:
وقبل مناقشة هذا المقال أرى أن من حق القراء أن أعطيهم فكرة موجزة عن الحدادية الجديدة وأصولها ومدى ارتباطها بالحدادية القديمة حتى يتبين زيفها وتمويهاتها للناس:
ثم يقول:
الحدادية الأولى كانوا يبدعون ابن حجر والنووي، ويبدعون من لا يبدعهم، وهؤلاء لا يستبعد منهم تبديع من ذُكر إلاَّ أنَّهم يستخدمون التَّقية . ثمَّ إنَّ هؤلاء يُبدِّعون من لا يبدِّع من وقع في بدعة ،يبدعون علماء المدينة من أهل السنة وعلماء مكة السلفيين والشيخ النجمي والشيخ زيد، بل ويكفرون بعض علماء السنة، ويحاربون علماء اليمن، ولا يذكرونهم بخير، ويحاربون علماء الجزائر وشبابهم، ولا علاقة لهم بأهل السنة على مستوى العالم.
و يقول الشيخ ربيع أيضا في رسالته أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين من كيد الملحدين وضلال المبتدعين وإفك الكذابين بعد ما نقله عن الجاهل الذي قال:
الفرق السابع : علماء الجرح والتعديل قد يختلفوا في الحكم على راو معين فلا يكون سبباً للحكم على الآخرين مالم يأخذوا بهذا الجرح ، أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم وإلا ألحق بهم من لم يأخذ بقولهم بذلك المبتدع.
قال الشيخ ربيع :
إذا اختلف عالمان من علماء الجرح والتعديل أو غيرهم في أمر ديني فالحكم في القضية لله لا للهوى وأهله الذين يأخذون بقول المخطئ ويردون قول المصيب.
والواجب فيما اختلف فيه من أمر الدين الرد إلى الله والرسول ، قال تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) .
فينظر في قول المتنازعين في ضوء الشريعة وقواعدها المستمدة منها لا المفتعلة فمن وافق قوله شريعة الله وجب الأخذ بقوله ومن خالفها رد قوله مع احترامه واعتقاد أنه مجتهد له أجر المجتهد المخطئ ، ولا يقف المسلم المتبع موقف أهل الأهواء فيقول قد اختلف العلماء فلا يلزمني قول فلان وفلان ويذهب يتلاعب بعقول الناس فإن مثل هذا القول يجرئ الناس على رد الحق وإسقاط أهله وصاحب الحجة يجب الأخذ بقوله اتباعاً لشرع الله وحجته لا لشخص ذلك الرجل وسواد عينيه .
ثم قال (الشيخ ربيع):
بناءً على قاعدتك في باب التبديع يلزمك تبديع الإمام البخاري لأن الإمام محمد بن يحيى الذهلي وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري وآذوه ولكن العلماء وعلى رأسهم مسلم إلى يومنا هذا خالفوا الإمام محمد بن يحيى فهل تبدعهم لأنهم لم يتبعوا محمد بن يحيى ، وتقول لماذا خالفوه فأقول : لأنه ليس معه ولا مع أصحابه حجة .
والإمام أحمد نفسه خالف الناس في شريك بن عبد الله النخعي وأبي نعيم لأنه لم تقدم له الحجة على تبديعهما ولو قدموها له لقبلها والتزمها كما عهدنا ذلك منه ومن أمثاله رحمهم الله .
فمدار القبول والرد هو الحجة وعدمها لا الهوى كما قررت أنت هنا في قضايا الاختلاف أي اختلاف أئمة الجرح والتعديل ولا يبعد أن تقررها في كل القضايا كما يفعل أهل الأهواء الذين قلدتهم .
ثم قال (الشيخ ربيع):
الإلحاق بالمبتدع ليس على إطلاقه عند السلف وأئمتهم بل هم فرقوا بين الداعية إلى البدعة وغير الداعية فحذروا من الداعية ومن مجالسته وأخذ العلم عنه، بل إذا تمادى في العناد والدعوة إلى بدعته قد يحكمون بقتله لأنه عندهم أضر من قطاع الطرق المحاربين لله ورسوله .
وأما غير الداعية من الصادقين المأمونين فقد أخذوا منهم العلم حفاظاً على الشريعة وحذراً من أن يضيع شيء منها .
انتهى النقل من كلامه.
و يقول الشيخ ربيع أيضا في رسالته: إبطال مزاعم أبي الحسن حول المجمل والمفصل:
لما بينت له أخطاؤه وانحرافاته (أي المغراوي) استكبر وحارب من بين له ورماهم هو وحزبه بالزندقة والخيانة والشتائم المقذعة ثم لما أدانه العلماء زاد في عناده وذهب يحط من شأنهم ويسخر منهم، ثم ألف كتاباً سماه بـ (أهل الإفك والبهتان الصادين عن السنة والقرآن) الأمر الذي يؤكد فيه عناده وطعنه، وعدد فيه أخطاء الأنبياء والصحابة والأئمة الكبار وانتهى بغير خجل بأنه لم يخطئ.
ومع كل هذا لا يزال جبلاً شامخاً وعملاقاً وكبيراً عند أبي الحسن.
فهذا مما يسقط الرجلين الجاني والشاهد المزكي بالباطل بعد ظهور عناد الجاني وتعاليه، ولو فرض وجود أصل أبي الحسن المجمل والمفصل الذي خالف فيه الأصوليين تأصيلاً وتطبيقاً.انتهى النقل من كلامه
فالذي يتبين من كلام الشيخ ربيع انه لا يقول بإطلاق الإلحاق الذي نسبه إليه الحلبي بقوله أن هذه طريقة الشيخ الربيع من انه إن لم يسقط فلانا أسقطه، بل ذلك مقيد بقيود كان يكون هذا الذي يزكي إنما يفعل ذلك بالباطل بل بتأصيل الباطل كقاعدة إلزام الناس بتأويل كلام غير المعصوم حتى و إن كان لا يحتمل التأويل و قاعدة إلزام الناس بذكر حسنات المتكلم فيه حال التحذير منه أو من باطله باسم المصلحة، حتى و لو كانت مصلحة موهومة لا وجود لها في الواقع....
ثم ينبغي التذكير أيضا بأصل النصيحة و أن الشيخ ربيع ينصح هؤلاء المخطئين قبل أن يحذر منهم.
يقول الشيخ ربيع في رده على عدنان عرعور:
لقد أعطى ربيع لعدنان مهلة طويلة للتراجع عن باطله، وهو لا يزداد عل مر الأيام إلا عتواً واندفاعاً في باطله وسعياً حثيثاً في أمور لا يحسن ذكرها هنا وهناك، ولا يزال إلى يومنا هذا.
ويبدو أن هذه المواعيد العرقوبية والمماطلات كلها حيل ومناورات إلى أن يقوي ساعده، ثم بعد ذلك يعلن حربه، وقد حصل له ذلك، وفعل.
وتراجعه دعاوى كاذبة، وإذا أتى ببعض الألفاظ المجملة أتبعها بما يميّعها، ويرفقها بالطعن والتشويه والافتراءات بما لا يصدر إلا من أمثاله، فليس هنا رجوع إلا ما ذكرناه، يرافقه التبجح والتعالي والتهوين من أخطائه الجسيمة حتى كأنها ذباب يمر بأنفه، فيقول بيده هكذا، ويفتعل خلال ما يدعيه من رجوعه المزيف للأبرياء ذنوباً من لا شيء، ويجعلها عظائم تتضاءل أمامها العظائم.انتهى النقل من كلامه.

قوله
فلقد بيَّنْتُ -ثَمَّةَ- أنَّ (كُلَّ) -نَعَم (كُلّ!)- ما انْتُقِدْتُ فيه (!) -وهُوِّلَ أَمْرُهُ- معدودٌ في المسائلِ الاجتهاديَّةِ السائغِ الخلافُ فيها بينَ عُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ ودُعاتِها؛ وأنْ ليسَ منها شيءٌ يُعَدُّ مِن خِلافِ أهلِ البِدَعِ الكُبرَى القديمةِ -مِن قَدَرٍ، وإيمانٍ، وصِفاتٍ، وصحابة، و.. و..- فضلاً عن خلافِ أهلِ البدعِ
الفِكريَّةِ الحديثةِ- مِن إخوانيَّةٍ، وتكفيريَّةٍ، وسُروريَّةٍ، وقُطبيَّةٍ، و.. و..-!


تقسيم الحلبي البدع إلى بدع كبرى قديمة و بدع فكرية حديثة فيه نظر، ذلك أن البدع التي ذكرها سواء كانت قديمة أو حديثة كلها كبيرة بل إن بعض البدع الحديثة أعظم من بعض البدع القديمة التي ذكرها، و البدع و إن كانت تتفاوت في وزنها و خطورتها إلا أنها جميعها في النار كما اخبر النبي صلى لله عليه و سلم.
و هكذا أيضا قوله ان البدع الحديثة هي فكرية مقابل نوع آخر من البدع لم يذكره، فان البدع سواء كانت فكرية أو غير فكرية مادامت منسوبة من قبل أصحابها للدين و الشريعة و ان الله قد تعبد الناس بها في زعمهم فهذا هو وجه وجوب إنكارها فان الله عز وجل لا يرضى أن يعبد إلا بما شرع.
و قوله إن ذلك معدود في المسائل الاجتهادية فيه نظر أيضا فليس كل ما خالف ما ذكره يكون معدودا في المسائل الاجتهادية بل يوجد منها ما هو قطعي عند بعض العلماء، ثم إن القطعي و الظني كلاهما أمران نسبيان يتغيران بحسب الإضافة، و رب مسالة ظنية عند شخص تصير عنده بعد النظر و التأمل قطعية و العكس صحيح،
و أيضا اسم البدعة و المبتدع لا يطلق على من خالف في القطعيات فقط كما يفهم من كلام الحلبي بل قد يلحق ذلك بمن خالف في الظنيات و كانت هذه الظنيات مرجوحة لم يعمل بها السلف، و الأمر متعلق في نهاية الأمر بنفس البدعة، فان عبارة أهل البدع كما يقول الشاطبي رحمه الله إنما تطلق حقيقة على الذين ابتدعوها و أقاموا فيها شرعة الهوى بالاستنباط و النظر و الاستدلال حتى عد خلافهم خلافا و شبهتهم منظورا فيها و محتاجا إلى ردها و الجواب عنها.
و البدعة منها ما هو أصلي أي مخالف للشريعة من كل و جه و هو ما يمكن اعتباره مخالف للقطعي و من البدع ما هو إضافي مخالف للظنى أي تدل عليه الشريعة من وجه دون وجه و اغلب البدع كما يقول الشيخ الألباني رحمه الله من هذا النوع .
و المقصود بيان ان لفظ البدعة و المبتدع لا يختص بمن خالف في القطعي كما ذكره الحلبي بل قد يلحق بمن خالف في الظنى و كان ذلك الظن مرجوحا غير معمول به.
و من ذلك تسمية الألباني رحمه للقبض بعد الرفع من الركوع بدعة مع أن المسالة ظنية من جهة النصوص و إنما قال ذلك رحمه الله من وجهة نظره لعمل السلف (وعلى رأسهم الصحابة رصي الله عنهم) و فهمهم للنصوص، لا من وجهة نظر النصوص في حد ذاتها و هناك العشرات من الأمثلة المشابهة في كتبه و أشرطته.
قوله:
فهل مِن المُؤاخَذاتِ (المُعتبَرَة -علَيَّ-على سبيل المثال!-: ضَبطُ ما يتعلَّقُ بما يُسَمَّى منهجَ المُوازَنَات بكلامِ الشيخِ ابنِ باز والشيخِ ابنِ عُثَيْمِين -ممّا لا يَتناقَضُ مع أقوالِ مشايخِنا الآخرِين- وبخاصَّةٍ شيخَنا الألبانيَّ-؟!

نعم هذا من المؤاخذات يا حلبي و ما أكثرها ،
و الغريب في كتابات الحلبي انه إذا فهم شيئا ثم شك في فهمه له فانه قل ما ينقله على لسانه بل يجمع عددا من النصوص عن الأئمة الأعلام ثم ينقلها في سياق و مساق تجعل القارئ يفهم نفس ذلك الذي فهمه الحلبي ، حتى إذا أراد راد أن يرد عليه حالت دونه تلك النصوص ، و هو نفسه ما تجده في كتابه الموسوم بمنهج السلف الصالح عند أن تكلم على منهج الموازنات.
قال الشيخ بازمول حفظه الله في كتابه الصيانة ردا على الحلبي في مسالة الموازنات: إن الحلبي يجوز ذكر حسنات أهل البدع حين نقدهم بل يستحسن ذلك .
و رد على الشيخ بازمول بعض ممن انتصب للدفاع عن الحلبي و لعلهم أدرى بحقيقة كلامه و منهجه من غيرهما فان منهج الحلبي و أمثاله يصعب على العاقل فهمه من كثرة تلونه و تلاعبه و تناقضه .
قال أصحاب كتاب الإبانة ردا على الشيخ بازمول و دفاعا عن الحلبي " بهذا الإطلاق كذب محض".

قلت فما هو التقييد

قالوا: اذا اقتضت المصلحة ذلك او الحاجة– كان يكون ذلك من باب ترغيبه للرجوع إلى الحق.
قلت فلماذا لم يقيدوا هذا القيد بقيد آخر و يقولوا: أن تكون مصلحة ذكر سيئاته أعلى من مصلحة التحذير منه.
و الصواب أن المصلحة هو ما كان عليه سلف الأمة في هذا الباب كما أن المفسدة كل المفسدة في من خالفهم فيه.
فلماذا لم يراعي السلف هذه المصلحة المزعومة عند أن حذروا من أصحاب المقالات الباطلة الداعين إليها و جرحوهم دون أن يذكروا محاسنهم، لماذا لم يراعي ابن تيمية و ابن القيم هذه المصلحة عند أن ردوا على الرافضة و المعتزلة و الجهمية، ...
ثم إن هذه المصلحة على فرض وجودها إنما تكون حال مناصحة صاحب الباطل الداعي إليه و دعوته إلى الحق فكيف يمكن فهمها عند سؤال العالم عن حال ذلك الداعية، كيف يمكن أن تظهر هذه المصلحة و هو يذكر سيئاته ثم يتبعها بحسناته و ربما العكس.....
و هذا المعنى الذي نسبوه للحلبي في القول بالموازنة قد يخالف ما طبقه الحلبي بنفسه عند أن تكلم عن الجمعيات في كتابه منهج السلف الصالح:

قال:

زُْرتُ –قريباً بعضَ النَّاس فَواجَهَنِي -َفْورًا- دُوَن مَُقِّدَمات!!- بالامْتحَِان (!): فِي رْأِيي وَمْوقِفِي%

يتبع









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-04-07, 15:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اليلبدة, الردود, السلفيةالدامغة, الشائعة, الشبهات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc