مسلم أنت؟؟محب لله أنت؟؟...°حذاري من...° - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مسلم أنت؟؟محب لله أنت؟؟...°حذاري من...°

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-28, 16:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بشرى ملاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بشرى ملاك
 

 

 
إحصائية العضو










Post مسلم أنت؟؟محب لله أنت؟؟...°حذاري من...°

بسم الله الرحمن الرحيم
حيااكم الله

°°°°°°°°°0°°0°°°°°°°°°°°
حذاري من قسوة القلب...فالتكن قدوة...ولتتصف بما اتصف به المسلمون...
اليكم هذه السطور -ما هي الا قطرة من بحر الكلام عن قسوة القلوب-




قال الإمام العلامة الحافظ زين الدين ابن الشيخ أبو العباس أحمد بن رجب– فسح الله في مدته ونفع به – :

رسالة في ذمِّ قسوة القلب ، وذكرِ أسبابها ، وما تَزول به .
أما ذمُّ القسوة :
قال تعالى : {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} ، ثم بيَّن وجه كونها أشدّ قسوة بقوله تعالى : {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ} البقرة : 74 .
وقال تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} الحديد : 16 ، وقال تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الزمر : 22 ، فوصف أهل الكتاب بالقسوة ، ونهانا عن التشبّه بهم.
قـال بعض السلف: لا يكون أشدّ قسوة من صاحب الكتاب إذا قسا .
وفي الترمذي من حديث ابن عُمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإنَّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوةٌ للقلب ، وإنَّ أبعد الناس من الله القلب القاسي )) .
وفي مسند البزَّار عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أربعة من الشقاء: جمود العين ، وقساوة القلب ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا ))، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي داوود النخعي الكذَّاب ، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس .
وقـال مـالك بـن دينار : مـا ضُرب عبد بعـقوبة أعـظم من قسوة القلب . ذكره عبدالله بن أحمد في الزهد .
وقـال حُـذيفة المـرعشي : ما أُصيب أحدٌ بمصيبة أعظم من قساوة قلبه . رواه أبو نعيم .

وأما أسباب القسوة .. فكثيرة:
منها : كثرة الكلام بغير ذكر الله ، كما في حديث ابن عمر السابق .
ومنها :نقضُ العهد مع الله تعالى ، قال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} المائدة : 13 .
قال ابن عقيل يوماً في وعظه : يا من يجد من قلبه قسوة ! احذر أنْ تكون نقضت عهداً ! فإن الله يقول : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ ..} الآية .

ومنها : كثرةُ الضَّحك ، ففي الترمذي عن الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تُكثروا الضحك ، فإن كثرة الضحك تُميت القلب )) ، وقال : روُي عن الحسن قوله .
وخرَّج ابن ماجة من طريق أبي رجاء الجَزَري ، عن برد بن سِنان ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كثرة الضحك تُميت القلب ))، ومن طريق إبراهيم بن عبدالله بن حُنين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها :كثرةُ الأكل ، ولا سيما إنْ كان من الشُّبهات أو الحرام.
قال بشر بن الحارث : خَصلتان تُقسِّيان القلب : كثرة الكلام ، وكثرة الأكل . ذكره أبو نعيم.
وذكر المرُّوذي في كتاب الورع قال : قلتُ لأبي عبدالله – يعني أحمد بن حنبل – : يجدُ الرجل من قلبه رقّة وهو شبع ؟ قال : ما أرى .
ومنها :كثرة الذنوب ، قال تعالى : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} المطففين : 14 .
وفي المُسند ، والترمذي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنَّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتةٌ سوداء في قلبه ، فإنْ تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} )) . قال الترمذي : صحيح .
قال بعض السلف : البدن إذا عري رقَّ ، وكذلك القلب إذا قلّت خطاياه أسرعت دمعته .
وفي هذا المعنى يقول ابن المبارك – رحمه الله – :
رأيتُ الذنوب تُميت القلوب *** ويُـورثـك الــذُلَّ إدمانـهـا
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخيرٌ لـنفـسـك عـصيانهـا

وأمَّا مزيلاتُ القسوة فمتعددة أيضاً :
فمنها :كثرةُ ذكر الله الذي يتواطأ عليه القلب واللسان ، قال المعلَّى بن زياد : إنَّ رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد ، أشكو إليك قسوة قلبي ؟ قال : أدنه من الذكر .
وقال وهب بن الورد : نظرنا في هذا الحديث ، فلم نجد شيئاً أرق لهذه القلوب ، ولا أشد استجلاباً للحق؛ مِن قراءة القرآن لمن تدبَّره .
وقـال يحيى بن مُعاذ ، وإبراهيم الخوَّاص : دواءُ القلب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتفكر ، وخلاء البطن ، وقيام الليل ، والتضرّع عند السحر ، ومجالسة الصالحين .
والأصل في إزالة قسوة القلب بالذكر؛ قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد : 28 ، وقوله تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} الزمر : 23 ، وقال تعالى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} الحديد : 16 .
وفي حديث عبدالعزيز بن أبي روَّاد مُرسلاً ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد )) قيل : فما جلاؤها يا رسول الله ؟ قال : (( تلاوةُ كتاب الله ، وكثرة ذكره )) .

ومنها :الإحسان إلى اليتامى والمساكين ، روى ابن أبي الدنيا : حدثنا علي بن الجعد ، حدثني حمَّاد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي هريرة : أنَّ رجلاً شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوةَ قلبه ؟ فـقـال : (( إنْ أحببت أنْ يليـن قلبك؛ فـامسح رأس اليتيم ، وأطعم المساكين )) إسناده جيد، وكـذا رواه ابن مهدي عن حماد بن سلمة ، ورواه جعفر بن مسافر : حدثنا مُؤمَّل ، حدثنا حمَّاد ، عن أبي عمران ، عن عبدالله بن الصامت ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا كأنَّه غيرُ محفوظ عن حمَّاد، ورواه الجوزجاني : حدثنا محمد بن عبدالله الرّقاشي ، حدثنا جعفر ، حدثنا أبو عمران الجوني مُرسلاً ، وهو أشبه ، وجعفر أحفظ لحديث أبي عمران من حمَّاد بن سلمة .
وروى أبو نُعيم ، من طريق عبدالرزاق ، عن معمر ، عن صاحب له : أنَّ أبا الدرداء كتب إلى سلمان : ارحم اليتيم وأدنه منك ، وأطعمه من طعامك . فأنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجلٌ يشتكي قسـاوةَ قلبـه ؟ فقال : (( أتحـب أنْ يليـن قلبـُك ؟ )) فقـال لـه : نعم . فقال : (( ادن اليتيم منك وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، فإنَّ ذلك يُلين قلبك ، وتقدر على حاجتك )) .
قال أبو نُعيم : ورواه ابن جابر ، والمُطعم بن المقدام ، عن محمد بن واسع : أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان مثله .
ونقل أبو طالب : أنَّ رجلاً سأل أبا عبدالله – يعني أحمد بن حنبل – فقال له : كيف يرقُّ قلبي ؟ قال : ادخل المقبرة ، وامسح رأس اليتيم .
ومنها :كثرة ذكر الموت ، ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن منصور بن عبدالرحمن ، عن صفية : أنَّ امرأة أتت عائشة تشكو إليها القسوة ؟ فقالت : أكثري ذكر الموت؛ يرقّ قلبك ، وتقدرين على حاجتكِ . قالت : ففعلت ، فأنِستْ من قلبها رشداً فجاءت تشكر لعائشة رضي الله عنها .
وكان غير واحد من السلف منهم: سعيد بن جُبير وربيع بن أبي راشد ، يقولون: لو فارق ذكرُ الموت قلوبنا ساعة لفسدت قلوبنا .
وفي السُّنن : عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أكثروا ذكر هاذم اللّذات )) – الموت – .
ورُوي مُـرسلاً عن عطاء الخراساني قال : مّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجـلس قد استعلاه الضحك ! فقال : (( شُوبوا مجلسكم بذكر مكدِّر اللّذات )) قـالـوا : وما يُكدر اللّذات يا رسول الله ؟ قال : (( الموت )) .
ومنها :زيارة القبور والتفكر في حال أهلها ومصيرهم ! وقد سبق قول أحمد للذي سأله ما يُرقُّ قلبي ؟ قال : ادخل المقبرة ! .
وقد ثبت في صحيح مسلم : عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( زُوروا القبور فإنها تُذكِّر الموت )) .
وعن بُريدة ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنَّها تذكر الآخرة )) رواه أحمد ، والترمذي وصححه .
وعن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ، ثم بدا لي أنَّه تُرقُّ القلب ، وتُدمع العين ، وتُذكر الآخرة ، فزوروها ولا تقولوا هُجرا )) رواه الإمام أحمد ، وابن أبي الدنيا .
وذكر ابنُ أبي الدنيا : عن محمد بن صالح التمار قال : كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي ، فاتبعته ذات يوم؛ وقلت : والله لا انظرنَّ ما يصنع ! قال : فقنَّع رأسه وجلس إلى قبر منها ، فلم يزل يبكي حتى رحمته . قال : ظننتُ أنه قبر بعض أهله ! قال : فمرَّ بي مرة أخرى ، فاتبعته فقعد إلى جنب قبرٍ غيره ، ففعل مثل ذلك . فذكرتُ ذلك لمحمد بن المنكدر وقلت : إنّما ظننتُ أنه قبر بعض أهل . فقال محمد : كلهم أهل وإخوانه ! إنَّما هو رجل يُحَّرك قلبه بذكر الأموات كلَّما عرضت لهو قسوة . قال : ثم جعل محمد بن المنكدر بعد يمّر بي فيأتي البقيع ، فسلَّمتُ عليه ذات يوم ، فقال : ما نفعتك موعظة صفوان ؟ قال : فظننت أنه انتفع بما ألقيتُ إليه منها .
وذكر أيضاً : أنَّ عجوزاً متَعبِّدة من عبدالقيس كانت تُكثر إتيان القبور ، فعُوتبت في ذلك . فقالت : إنَّ القلب القاسي إذا جفا لم يليِّنه إلا رسول البِلى ، وأنّي لآتي القبور وكأني انظر إليه وقد خرجوا من بين أطباقها ، وكأني انظر إلى تلك الوجوه المتعفِّره ، وإلى تلك الأجسام المتغيِّرة ، وإلى تلك الأكفان الدنسة !!، فيا له من منظر لم أَسُرّ به .. قلوبهم ، ما أنكل مرارة الأنفس ، وأشد تلفة الأبدان.
وقال زياد النميري : ما اشتقت إلى البكاء إلا مررت عليه . قال له رجل : وكيف ذلك ؟ قال : إذا أردتُ ذلك خرجت إلى المقابر فجلست إلى بعض تلك القبور ، ثم فكَّرتُ فيما صاروا إليه من البِلى ، وذكرت ما نحن فيه من المُهلة . قال : فعند ذلك تختفي أطواري ! .
وقلتُ والله الموفِّق :
أفي دار الخـراب تظل تبني *** وتـعـمر مـا لعمران خُلقتا
ومـا تركت لـك الأيام عذراً *** لقـد وعظتك لـكن ما تعظتا
تُنـادي للـرحيـل بكل حين *** وتُعلن إنّـمَا المقصـودُ أنتا
وتُسمعـك النـداءَ وأنت لاهٍ *** عن الداعي كـأنَّك ما سمعتا
وتعلم أنَّه سـفـرٌ بـعـيـد *** وعـن إعـداد زادٍ قد غفلتا
تنـام وطالـب الأيـام ساعٍ *** وراءك لا يـنام فكيـف نمتا
معائب هـذه الـدنيـا كثير *** وأنـت علـى محبّتـها طُبعتا
يضيع العمرُ في لعـبٍ ولهو *** ولو أٌعطيت عقلاً ما لعـبتـا
فما بعد الممات سـوى جحيم *** لعـاص أو نـعيم إنْ أطعتـا
ولست بآملِ باطلٍ رداً لدنيا *** فتعـملُ صـالحاً فيما تركتـا
وأوَّلُ من ألوم اليوم نفسـي *** فقد فعلتْ نظائـرَ مـا فعلتـا
أيا نفسي أخوضاً في المعاصي *** وبعد الأربعين وفيت ستـا
وأرجـو أنْ يطول العمرُ حتى *** أرى زاد الـرحيـل وقد تأتّى
أيا غُصن الشباب تميل زهواً *** كأنك قد مضى زمـن وشبتا
علمتَ فدع سبيلَ الجهل واحذر *** وصحح قد علمتَ وما عملتا
ويا من يجمع الأموال قـل لي *** أيمنعك الرّدى ما قد جمعتـا
ويا من يبتغي أمـراً مطاعاً *** ليسمع نافـذاً مَن قـد أمـرتا
عججت إلـى الولاية لا تُبالي *** أجرت علـى البرية أم عدلتا
ألا تـدري بـأنك يوم صارت *** إليك بغـير سكـين ذُبـحتـا
وليس يقوم فرحةُ "قد تولَّـى" *** بترحة يوم تسمع "قد عُزلتـا"
ولا تُهمل فإن الوقت يسري *** فإنْ لم تغتنمه فقـد أضعتـا
ترى الأيام تُبلي كـل غُصن *** وتطوي مِن سرورك ما نشرتا
وتعلـم إنِّمـا الدنيـا منـام *** فأحلـى ما تكون إذا انتبهتا
فكيف تصدّ عن تحصيل باق *** وبـالفاني وزخرفـه شُغلـتا
هـي الـدنيا إذا سرتك يوماً *** تسوؤك ضعف ما فيها سُررت
تغرّك كـالسراب فأنت تسري *** إليه وليـس تشعر إن غُررتا
وأشهد كـمْ أبادت من حبيب *** كـأنك آمن ممـا شهـدتـا
وتـدفنهم وتـرجع ذا سُرور *** بما قـد نلت من إرث وحرثا
وتنساهـم وأنت غداً ستفنى *** كـأنك مـا خُلقت ولا وجدتا
تُحِّـدث عنهم وتقـول: كانوا *** نعم كـانوا كمـا والله كنتـا
حديثك هـم وأنت غداً حديثٌ *** لغيرهم فـأحسن ما استطعتا
يعود المرء بعد الموت ذكراً *** فكن حسن الحديث إذا ذُكرتا
سـل الأيام عـن عم وخال *** وما لك والسؤال وقد علمتا
ألست تـرى ديـارهم خلاءً *** فقد أنـكرت منها ما عرفتا
ومنها :النظرُ في ديار الهالكين ، والاعتبار بمنازل الغابرين .
روى ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر والاعتبار بإسناده : عن عمر بن سُليم الباهلي ، عن أبي الوليد أنه قال : كان ابن عمر إذا أراد أنْ يتعاهد قلبه؛ يأتي الخَربة فيقف على بابها ، فيُنادي بصوت حزين فيقول : أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول : كلُّ شيء هالكٌ إلا وجهه !! .
وروى في كتاب القبور بإسناده : عن محمد بن قدامة قال : كان الرَّبيع بن خُثَيم إذا وجد مِن قلبه قسوةً يأتي منزل صديق له قد مات؛ في الليل فيُنادي : يا فلان بن فلان ، يا فلان بن فلان . ثم يقول : ليت شِعري !! ما فعلتَ وما فُعل بك ؟ ثم يبكي حتى تسيل دموعه ، فُيعرف ذلك فيه إلى مثلها .
ومنها :أكلُ الحلال ، روى أبو نُعيم وغيره ، من طريق عمر بن صالح الطرسوسي قال : ذهبتُ أنا ويحيى الجلاء – وكان يُقال إنّه من الأبدال – إلى أبي عبدالله أحمد بن حنبل فسألته – وكان إلى جنبه بوران وزُهير وهارون الجمال – فقلت : رحمك الله يا أبا عبدالله بما تلين القلوب ؟ فنظر إلى أصحابه فغمزهم بعينه ، ثم أطرق ثم رفع رأسه فقال : يا بني بأكل الحلال . فمررتُ كما أنا إلى أبي نصر بشر بن الحارث فقلت له : يا أبا نصر بما تلين القلوب ؟ فقال : ألا بذكر الله تطمئن القلوب . فقلتُ : فـإني جئتُ من عند أبي عبدالله . قال : هيه ! أي شيءٍ قال لك أبو عبدالله ؟ قلت : قال : بأكل الحلال . فقال جاء بالأصل ، جاء بالأصل ! فمررتُ إلى عبدالوهاب الوراق فقلتُ : يا أبا الحسن بما تلين القلوب ؟ فقال : ألا بذكر الله تطمئن القلوب . قلت : فإن جئتُ من أبي عبدالله . فاحمرَّت وجنتاه من الفرح ! فقال لي : أي شيءٍ قال أبو عبدالله . قلت : قال : بأكل الحلال . فقال : جاءك بالجوهر ، جاءك بالجوهر ، الأصل كما قال ، الأصل كما قال !! .
...الحمد لله وحده .



..................
المحبة لله ولكم في الله
المشتاقة لله مـــــ ــــــروى









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلم, من...°, أنت؟؟...°حذاري, أنت؟؟محب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc