![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() المقدمة فانطلاقاَ من قول الرسول-ص- "خير العمل أدومه وإن قل ....." ولما رأيت في حالي وحال البعض من إضاعة الأوقات وعدم الاستفادة منها ورغبة في تربية النفوس على طاعة والعبادة والأخذ بها في تدرج سهل ميسور... جمعت بعضاً من الأعمال التي أكرمن الله Uبها ورتب لعاملها الأجر والمثوبة ..لتكون مفتاحاً للتذكير لاستغلال الأوقات واغتنام الساعات واكتفيت بإشارات سريعة مستدلاَ بالآية ومستهدياَ بالحديث... وأعمال الخير كثيرة وطرق الجنة متعددة قد سهلت وبانت..ولقد اخترت بعض الأعمال المعروفة التي تكون مفتاحاَ للتذكير باستغلال الأوقات.. ولم يكن همي جمع تلك الأعمال بل كان همي منصرفاَ إلى كيفية المحافظة على الوقت باستثمار تلك الأعمال والقيام بها ..ولابد من استشعار أن العشر الدقائق الأولى هذه هي خطوة في جعل حياة المسلم في المستقبل بمثابة هذه الدقائق حرصاً وعملاً ومحافظة على الوقت ،ولا يغيب عن البال أن من ثمار الطاعة البركة في الوقت. هذا والله أسأل أن يكتب للجميع الأجر والمثوبة ويتجاوز عن التقصير والخطيئة، وأن يجعل أوقاتنا معمورة بطاعته مـا هو الزمن؟ فالزمن كالمال كلاهما يجب الحرص عليه والاقتصاد في إنفاقه وتدبير أمره..وإن كان المال يمكن جمعه وادخاره بل وتنميته فإن الزمن عكس ذلك فكل دقيقة ولحظة ذهبت لن تعود إليك أبداً ولو أنفقت أموال الدنيا أجمع0 وإذا كان الزمن مقدراً بأجل معين وعمر محدد لا يمكن أن يقدم أو يؤخر وكانت قيمته في حسن إنفاقه...وجب على كل إنسان أن يحافظ عليه ويستعمله أحسن استعمال ولا يفرط في شيء منه قل أو كثر0 ولكي يحافظ الإنسان على وقته يجب أن يعرف أين يصرفه وكيف يصرفه؟! وأعظم المصارف وأجلها طاعة اللهU فكل زمن أنفقته في تلك الطاعة لن تندم عليه أبداً وإن كان هناك ندم فهو ندم على عدم التزود من تلك الخيرات والحسنات.. فحدد أخي القارئ هدفك وأخلص النية، وابدأ بالحرص على وقتك واحذر أن تضيع دقيقة منه.. وابدأ بهذه العشر الدقائق... أخي الكريم: اخترت عشر دقائق لسهولة تطبيقها في جدول الإنسان اليومي ثم يبدأ يترقى في عمل الطاعات حتى تستغرق يومه كله بحول الله وقوته فإن هذه العشر الدقائق بداية تربية وإلزام للنفس ..وفيها امتثال لقول الرسول r : "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل " [رواه مسلم] قال الإمام النووي –رحمه الله تعالى- معلقاَ على هذا الحديث : "وفيه الحث على المداومة على العمل ، وأن قليلة الدائم خير من كثير ينقطع،وإنما كان القليل الدائم خيراَ من الكثير لأن بدوام القيل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافاَ كثيرة"[1] وصدق الرسول rوسأمثل لأخي الحبيب نعمة استثمار هذه العشر الدقائق في عمل صالح وليكن تسبيح اللهU مائة مرة0فمعنى هذا إذا داوم على ذلك أن يُسبح الله U في العام 36500مرة .وحاسب نفسك أيها الأخ الكريم هل تسبح الله هذا العدد في العام ؟ إلا إذا داومت على الذكر .واستفدت من أوقاتك. أما بالنسبة لقراءة القرآن في هذه العشر فإنك إن داومت ستختم القرآن كل شهرين.فهل هذا في حياتك الآن وأسأل نفسك متى ختمت القرآن في غير رمضان مثلاَ؟! ولا يشترط أيها الحبيب أن تكون هذه العشر الدقائق في اليوم مرة واحدة بل ربما يكون لديك بعد الفجر متسع أو في الضحى أو بعد صلاة الظهر أو العصر أو قبل النوم وهكذا...ولو رتب الإنسان أن يحفظ كل يوم آية واحدة فقط من كتاب الله لحفظ القرآن كاملاَ في ثمان سنوات فقط[2] ; وأكثر الأعمال التي ذكرت متعلقة باللسان وحرصت على ذلك حتى لا يكون هناك مجال للتكاسل والضعف فباللسان تستطيع أن تعمل في كل وقت وعلى كل حال .وكل إنسان يفعل ذلك دون النظر إلى حالته المادية أو الجسدية أو العقلية .إضافة إلى أن قلة الوقت عشر دقائق في خضم صعوبة الحياة تجعل الإنسان يقتصر على بعض الأعمال . ومن أراد أن يسعى إلى الله فأبواب الخير مشرعة ،ويجعل أيامه بل وعمره كله عشر دقائق فيستثمر تلك الفرص ويستكثر من الطاعات في سنوات عمره التي هي خير له كما في الحديث عن أبي بكرة t أن رجلاَ قال : يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "من طال عمره وحسن عمله" قال : فأي الناس شر؟ قال : "من طال عمره وساء عمله" [رواه مسلم]0 إنها فرصة مقدمة إلى الأخ الحبيب....عشر دقائق يتذوق فيها حلاوة المداومة على العمل الصالح وتكون خطوة لتنظيم الوقت والاستفادة منه..حتى تصبح حياته كلها ذات فائدة موافقة لقول الله U:)وَمَا خَلَقْتُ اٌلْجِنَّ وَاُلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ( [الذاريات]0 قال ابن القيم رحمه الله : "وبالجملة، فالعبد إذا أعرض عن الله ، واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غبَّ إضاعتها يوم يقول :)يَا لَيْتَنيِ قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي( [الفجر][3] لماذا خُلقنا؟ وحينئذ يشتركون في هذه الأهداف الدنيوية مع البهائم والكفار الذين همهم في الحياة الأكل والشرب والتمتع بملاذ الدنيا حلالاً أو حراماً قال تعالى: )وَاٌلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ اٌلأَنْعَامُ وَاٌلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ( [محمد]. والله Uخلقنا لأمر عظيم حدد الإجابة فيه بآية كريمة فقال تعالى: )وَمَا خَلَقْتُ اٌلْجِنَّ وَاُلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ( [الذاريات] قال الإمام النووي : " وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة ،فَحقَّ عليهم الاعتناء بما خُلقوا له ، والإعراض عن حُظوظ الدنيا بالزهادة ، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ ،ومركب عُبورٍ لا منزل حُبورٍ ، ومُشْرَعُ انفصامٍ لا موطن دوامٍ" صلاة الضحى في أقل من عشر دقائق تتوضأ ثم تصلي "صلاة الأوابين" صلاة الضحى، ووقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل الزوال..وأفضل أوقاتها إذا اشتد الحر لحديث : " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " [رواه مسلم]. وأقل صلاة الضحى: ركعتان ، وأكثرها : ثمان ركعات.[4] ويستطيع المعلم والمعلمة فعل ذلك في حصص الفراغ أو في الفسح وكذلك الموظف إذا لم يؤثر هذا على عمله .وأما من كانت في بيتها فلتهنأ بالإقبال على الله . عن أبي ذر الغفاري -t- قال : قال -ص- : "يصبح على كل سلامي ( أي مفصل) من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى" [ رواه مسلم] وقال أبو هريرة -t- :أوصاني خليلي رسول الله r بثلاث: "صيام ثلاثة أيام في كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام"[ متفق عليه] وهذه الوصية العظيمة يستطيع الأخ والأخت المسلمة القيام به دون مشقة وتعب ، وفيها تنوع في العبادات واختلاف في الأوقات ، فمن صيام ثلاثة أيام كل شهر إلى ركعتين في الضحى إلى الوتر قبل النوم. فاحفظ أخي الكريم وصية الرسول r واستعن بالله على القيام بها . قراءة القرآن العظيم وفي هذه العشر الدقائق تستطيع أن تقرأ على الأقل خمس صفحات كاملة ومعنى ذلك أنك تختم القرآن الكريم بهذه الطريفة في 120يوماً _أي كل أربعة أشهر – وهذا للإنسان الكسول ..فما بالك إذا كنت صاحب همة وعزيمة وختمت كل يوم جزءًا ..فتكون لك في كل شهر ختمة كاملة ،ولو جعلت هذه العشر دقائق تتكرر خمس مرات بين كل أذان وإقامة لقرأت كل يوم خمساً وعشرين صفحة كاملة ولختمت في أربع وعشرين يوماً فقط !! وتأمل فضل قراءة القرآن الكريم !! عن ابن مسعود-ض- قال :قال رسول الله -ص-: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ) الم( حرف ،ولكن (ألف) حرف، و(لام) حرف و(ميم ) حرف" [رواه الترمذي] وعن أبي أمامة -ض- قال: سمعت رسول الله -ص- يقول : "اقرءا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرؤا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما ،اقرءا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"[ رواه مسلم] اخي الكريم: لو رتبت لك جدولاً لحفظ كتاب الله وحفظت في كل يوم أقل من وجهين لأمكنك حفظ كتاب الله في سنة ولو حفظت كل يوم أقل من صفحة وربع لحفظت كتاب الله في سنتين اثنتين فقط!!ولا تستكثر هذا الرقم فلك سنوات مضت ذهبت أدراج الرياح !!كم حفظت فيها من آية ؟! ......والسؤال نحوك والإجابة منك !! وأعرف رجلا رتب لنفسه حفظ ثلاث آيات فقط من كتاب الله فحفظه في ثمان سنوات تقريباً ..فأين همتك من همته وعزمك من عزمه؟...فشمر للدار الآخرة ....واستصحب مصحفاً بحجم الجيب ليكون قريباً منك في كل وقت واترك عنك حياة البطالة والبطالين... قالت داية لداود الطائي: يا أبا سليمان، أما تشتهي الخبز؟ فقال : يا داية ، بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية. الصلاة على النبي -ص- وهي كما قال ابن القيم رحمه الله : إن الصلاة عليه -ص- أداءٌ لأقل القيل من حقه وشكر له على نعمته التي أنعم الله تعالى بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يُحصى علماً ولا قدرة ولا إدارة،ولكن الله سبحانه لكرمه رضي من عباده باليسير مع شكره أداء حقه اخي المسلم: لا تكن من البخلاء الذين عناهم الرسول-ص- بقوله : "البخيل من ذُكرت عنده، فلم يُصل علَّي" ،[5]بل استحضر الأجر العظيم والثواب الجزيل حين الصلاة على الرسول-ص- وعن أبي هريرة -ض- أن رسول الله -ص- قال " مَنْ صَلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشراً" [ رواه مسلم ] قال الإمام النووي رحمه الله : "وصلاة الله على العبد: رحمتُه وتضعيفُ أجره". وقد علمنا الرسول r كيفية الصلاة عليه فقال : " قولوا :اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،اللهم بارك على محمد ،وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد "[ متفق عليه ] الصلاة على الجنازة وأعرف من الشباب من هو في أقصى الشرق ويذهب للصلاة في جوامع لا تخلو من جنازة أو اثنتين كل فرض خاصة الظهر والعصر. والأجر في ذلك عظيم وكبير قال عنه رسول الله : "من شهد الجنازةَ حتى يُصَلِّيَ فله قيراط ومن شهدها حتى تُدْفَن كان له قيراطان " قيل :وما القيراطان؟ قال : ( مثل الجبلين العظيمين )[ رواه البخاري] ذكر الله وإليك أخي المسلم جملة من الأذكار التي وردت عن النبي r تكون زاداً لك ...وعليك بحفظها حتى ترددها بشكل دائم وتلقائي .....ويستطيع صاحب الهمة أن يخصص عشر دقائق مثلاً قبل النوم لقراءة الأدعية الواردة عند النوم وقراءة نصف جزء من القرآن ومثل ذلك بعد صلاة الفجر ........ ويداوم على ذلك حتى يلزم نفسه بها ولا يستطيع تركها فإن في ذكر الله حياة للقلوب وتنفيساً للكرب وطيباً للنفس وأجرًا ومثوبة0 وقد ورد في فضل الذكر والحث عليه آيات كثيرة وأحديث صحيحة عن النبي r قال الله تعالى : ) يَأَيُّهَا اٌلَّذِينَ ءَامَنُواْ اٌذْكُرُواْ اٌللهَ ذِكْراً كَثِيراً^ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً^ هُوَ اٌلَّذِى يُصَلّىِ عَلَيٌكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ اٌلظُّلُمَاتِ إِلَى اٌلنُّورِ وَكَانَ بِاٌلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً([ الأحزاب] وقال تعالى :)وَاٌلَّذاكِرِينَ اٌللهَ كَثِيراً وَاٌلذَّاكِرَاتِ أَعَدِّ اٌللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً(^ [الأحزاب ] وقال U : ) إِنَّ فِي خَلْقِ اٌلسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاٌخْتِلَفِ اٌلَّيْلِ و اٌلنََّهَارِ لأَيَاتٍ لأُّوْلىِ اٌلأَلْبَبِ ^ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَماً وقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ( [ آل عمران] وقال رسول الله r : "سبق المفردون " قالوا: وما المفردون يارسول الله؟ قال " الذاكرون الله كثيراً والذاكرات"[رواه مسلم] وقال u: "ما عمل ابن آدم عملاً أنجا له من عذاب الله ،من ذكر الله "[6] وعن معاذ بن جبل -t- قال :سمعت رسول الله r يقول: "أحب الأعمال إلى الله أن تَمُوتَ ولسانُك رَطبّ من ذكْر الله "[ابن حبان]0 ●قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله تعالى روحه :الذكرُ للقلب مثلُ الماءِ للسَّمَك، فكيف يكون حالُ السمك إذا فارق الماء؟ ●والذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعاً فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل [7] [ كتاب الأذكار] التسبيح والتحميد والتهليل ●عن مصعب بن سعد :حدثني أبي قال: كنا عند رسول الله r فقال : "أيعجزُ أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنةٍ؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال:" يسبح مائة تسبيحة فيكتب له حسنة، أو يُحطُّ عنه ألف خطيئة" [ رواه مسلم] وكلمة " سبحان الله " كلمة خفيفة على اللسان سريعة النطق ، يستطيع المسلم أن يقول في دقيقة واحدة"سبحان الله " ثمانيين مرة .وفي عشر دقائق ثمانمائة مرة....فاللهم لك الحمد على هذا الخير العظيم0 ●عن أبي هريرة -t- ،أن رسول الله r قال : " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،وهو على كل شيء قدير،في يوم مائة مرةٍ ،كانت له عدل عشر رقابٍ،وكُتبت له مائة حسنةٍ ومحيت عنه مائة سيئةٍ ،وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي ولو يأت أحدٌ بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه"[رواه البخاري ومسلم ] نعم .عدل عشر رقاب ،ومائة حسنة وتحط عنه مائة سيئة،وتكون له حرزاً من الشيطان يومه ذلك .يستطيع من يسر الله له الخير أن يردد هذه الكلمات اليسيرة عشرين مرة في الدقيقة أي مائتي مرة في عشر دقائق .وتأمل في فضلها وما ترفع به من الدرجات وما تحط به من الخطايا وغيرها0 ●عن ابن عباس ،عن جويرية، أن النبي r خرج من عندها بُكرةً حين صلى الصبح وهي في مسجدها ،ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: "مازلت على الحال التي فارقتك عليها" قالت : نعم قال النبي r : " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" في عشر دقائق يستطيع المسلم أن يقول هذه الكلمات العظيمة أربعمائة مرة فأين المتسابقون؟ وفي رواية: "سبحان الله عدد خلقه،سبحان الله رضا نفسه،سبحان الله زنة عرشه،سبحان الله مداد كلماته رواه مسلم0 ●عن أبي موسى الأشعري -t- قال :قال لي رسول الله r : " ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت بلى يارسول الله، قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله " [متفق علية] وهذا الكنز العظيم غقل عنه الكثير ، وإلا فمن أراده وسار في تحصيله يردد الكلمة هذه في عشر دقائق أكثر من خمسمائة مرة0 ●عن يُسيرة-t- قالت: قال لنا رسول الله r : "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس،واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة "[8] ●قال الرسول r: "من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " [ الترمذي] قال ابن القيم :فانظر إلى مضيع الساعات كم يفوته من النخيل 0 ونحن نتعب ونشقى في غرس نخلة واحدة في الدنيا وقد يسر الله لنا أمر غرس نخيل الجنة بهذه الكلمة العظيمة التي نستطيع أن نقولها في عشر دقائق أكثر من خمسمائة مرة0 ومن أراد أن يغرس نخيل الجنة فليسارع إلى هذا القول ويردد في كل حين: " سبحان الله العظيم وبحمده" ●وعن الأغر بن يسار المزني -t- قال: قال رسول الله r :" يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة"[ رواه مسلم] قالت عائشة –رضي الله عنها: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفراً كثيراً" ولمن أراد أن يفرج يوم تنشر الصحف فعليه بالإكثار من الاستغفار فإن فضله عظيم وكلماته يسيرة0 أستغفر الله ..و أتواب إليه وتأمل في يسرها على اللسان ففي عشر دقائق يردد اللسان مع حضور القلب هذه الكلمة أكثير من ألف مرة ...فاللهم لك الحمد0 ●عن أبي هريرة -t- عن النبي r قال: " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ،حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم ،سبحان الله وبحمده" [9] ●وقال r : "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " [ متفق عليه ]0 ●عن أبي هريرة -t- ، قال: قال رسول الله r :"من قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده ، مائة مرة ، لم يأتِ أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء به،إلا أحدٌ قال مثلما قال أو زاد عليه" [متفق عليه] ●عن أبي هريرة -t- ، قال: قال رسول الله r :"لأن أقول سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلَّي مما طلعت الشمس" [ مسلم]0 ●عن عائشة- رضي الله عنها- : "كان رسول الله r يذكُر الله تعالى على كل أحيانه " [ رواه مسلم] أخي الحبيب ●قال الإمام النووي في كتابه الأذكار النووية: أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء وذلك في التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على رسول الله r والدعاء وغير ذلك0 ●عن أبي موسى الأشعري -t- عن النبي r قال :" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت"[ رواه البخاري] سئل شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه أيهما أنفع للعبد: التسبيح أم الاستغفار؟ فأجاب: إذا كان الثوب نقيًّا فالبخور وماء الورد أنفع له، وإن كان دنسًا فالصابون والماء الحار أنفع، فالتسبيح بخور الأصفياء والاستغفار صابون العصاة0 إذا هبت رياحك فأغتنمها قال تعالى : ) يَأَيُّهَا اٌلَّذِينَ ءامَنُواْ اٌسْتَجيبُواْ لِلهِ وَللرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاٌعْلَمُواْ أَنَّ اٌللهَ يَحُولُ بَيْنَ اٌلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ([10] [الأنفال :24 ] قال لإمام الشافعي رحمة الله تعالى: إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكون متى يكون الأطــفال في عشر دقائق يستطيع الأب أو الأم أن يجمع أطفاله في جلسة أسرية جميلة يذكر فيها قصص الرسول r والصحابة الكرام رضوان الله عليهم ...ويكون في هذه الجلسة المداعبة اللطيفة والنكتة النزيهة والكلمة الحلوة0 هذا رسول الله سيد ولد آدم ونبي هذه الأمة يرسم صوراً جميلة في مداعبة الصغار وممازحتهم وإدخال السرور عليهم ، فعن جابر t قال : كنا مع رسول الله r فدعينا إلى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان ، فأسرع النبي r أمام القوم ثم بسط يده فجعل يفر هاهنا وهناك فيضاحكه رسول الله r حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله ، ثم قال : "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط" [11] الدعــاء ● قال رسول الله -ص-: " الدعاء هو العبادة "[12] ويحصل بسبب الدعاء سكينة في النفس وانشراحاً في الصدر وصبراً يسهل معه احتمال الواردات عليه وهذا نوع عظيم من أنواع الإجابة.0 والدعاء ذكر باللسان وخضوع بالقلب ويتحرى المسلم فيه أوقات الإجابة ويدعو الله بما شاء متأدباً بآداب الدعاء المعروفة والتي من أهمها : الإخلاص في الدعاء وعدم الاستعجال وحضور القلب وإطابة المأكل وغيرها ..وليس الدعاء مختصاً بنازلة تنزل بالإنسان ثم يهجر الدعاء والتضرع إلى الله0بل عليه المداومة على الدعاء في كل حين0 ●قال رسول الله -ص-: " من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء " [13] وعلى المسلم الدعاء لنفسه ووالديه وأهل بيته وذريته فإن الإنسان محتاج إلى ذلك في كل حين ثم يدعو لهذه الأمة علماء ودعاة وشباباً ونساءً0 ●عن عائشة –رضي الله عنها ، قالت : " كان رسول الله -ص-يستحب الجوامع من الدعاء ، ويدع ما سوى ذلك " [14] وقد دعا الأنبياء لأنفسهم ووالديهم وذرياتهم قال تعالى: ) رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِيَّتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِنَ إِمَاماً ^( [ الفرقان]0 )رَّبِّ اغْفِرْ لىِ وَلِوَلِدَىِّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ( [ نوح :38]، ) رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا( [آل عمران:8] ) رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءَامِناً وَاجْنُبْنىِ وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ([ إبراهيم ] والأدعية النبوية في هذا الباب كثيرة ومنها: ● عن أنس -ض- قال : كان أكثر دعاء النبي -ص-: " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار " [ متفق عليه ] ●وعن ابن مسعود - ض- ، أن النبي r كان يقول : " اللهم إني أسالك الهدى، والتقى والعفاف والغنى " [ متفق عليه] ● عن طارق بن أشيم -ض- ، قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي -ص-الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات : " اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني،وعافني،وارزقني " [ رواه مسلم ]0 وغير ذلك من الأدعية المعروفة0 ومن أنواع الدعاء: الدعاء للأخ المسلم الغائب فإنها دعوة مستجابة وهذا من حق الأخوة في الدين .سواء أكانوا أحياء أو أمواتاً0 ●قال -ص-: " دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه موكل ، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل " [ رواه مسلم ] ولا تنس أيها الحبيب الدعاء للعلماء والمحتسبين والتضرع إلى الله بنصره هذا الدين وإعلاء كلمته0 ولا يفوتك هذا الأجر العظيم ،فعن عبادة بن الصامت -t- قال سمعت رسول الله r يقول:" من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة " [ رواه الطبراني وحسنه الألباني] محاسبة النفس ● قال الله تعالى: ) يَأَيُّهاَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْس مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ([ الحشر:18] قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخر تم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ) وقال ابن القيم رحمة الله تعليقاً على قوله تعالى: ) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلًّ أُوْلئكَ كَانَ عنهُ مُسئُولاً( [ الإسراء] قال : فهو حقيق أن تحاسب نفسه قبل أن يُناقش الحساب0 وإذا كان أرباب الدنيا وأصحاب الأموال يراجعون حساباتهم بين حين وآخر لينظروا في ربحهم وخسارتهم وما مقدارها وكيف يزيدون الأرباح ويقللون من الخسائر ..فأنت أحق بذلك ونفسك أولى من حسابات الأموال..بل وآخرتك أهم من دنياك كلها0 ورحم الله الحسن البصري الذي قال: المؤمن قوامٌ على نفسه،يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما يشق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة0 وقال مالك بن ديار رحمة الله تعالى: (رحم الله عبداً قال لنفسه ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم خطمها ،ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً) أما الحديث عن طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فيُجملها لنا قيم الجوزية فيقول رحمة الله: (جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه ، إما بقضاء أو إصلاح ثم يحاسب على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار ،والحسنات الماحية،ثم يحاسب نفسه على الغفلة ،ف‘ن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى ) ولمحاسبة النفس فائدتان عظيمتان: الأولى: معرفة حق الرب U والتزود من الطاعات والنوافل0 الثانية: معاقبة النفس على التقصير والابتعاد عن مواطن الزلل0 وأفضل أوقات محاسبة النفس إذا كان الإنسان صافي الذهن في وقت هدوء وسكينة قبل النوم مثلاً أو في أي وقت يرى الإنسان حاجة لذلك فيقرب الوقت الذي استفاد منه ويطرد ما يشغل ذهنه ويضيع وقته من أصحاب سوء أو ملهيات محرمة أو أمور تحمه فائدة هذا الوقت العظيم00 فيا أيها الحبيب0: حاسب نفسك قبل أن تحاسب وراجع أمرك واستفد من لحظات حيات القـراءة وتضحك حين يسأل بعضهم عن قراءته فيذكر أنه لا تفوته صحيفة ولا مجلة وأنه مطلع ومثقف؟! ومتى كانت هذه الأوراق السيارة مصدر فكر وثقافة وعلى مؤصل؟! وفي عشر دقائق يستطيع الموفق القيام بقراءة متأنية لباب من أبواب كتب التوحيد أو قراءة موضوع فقهي بدقة وعناية يهمه في أمر حياته.بل وقد يكون فرضاً عليه مثل معرفة أحكام الطهارة والمسح على الخفين وغيرها0 وهذه العشر دقائق التي قد يتهاون بها البعض ويستحقر القراءة الجادة فيها.معنى المداومة عليها في شهر واحد أن الإنسان يقرأ 300دقيقة في شهر كامل بمعدل شهري وقدره خمس ساعات وفي هذه بركة وخطوة أولى نحو قراءة جادة تفيد المسلم في أمر دينه ودنياه.. ولا يفوت المسلم النية الصادقة في هذه القراءة ليؤجر عليها بإذن الله U ثم يسعى لنشر ما تعلم من علم شرعي أو من معارف الدنيا التي تفيد أقاربه وأحبابه وزملاءه0 تفريج الكُرب وقضاء حوائج المسلمين يتم ببذل المال والجاه والنفس والوقت متفرقة أو مجتمعة... فليحمد الله من جعل الله له نصيباً من المال أو الجاه وجعل الناس يأتون إليه ولم يكن مثلهم يذهب لغيره.فعليه بالسعي في قضاء حوائج الناس فإن هذه النعم التي رزقها الله إياه لا بد من زكاتها وتأدية حقها0 ومن أنعم الله عليه وقصده الناس فإن له أجراً عظيماً إذا تولى تفريج الكرب وإزالة الهموم والغموم وأخلص في ذلك لله U ·عن ابن عباس -t- أن النبيr قال : " من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد ما بين الخافقين " [رواه الطبراني في الأوسط] ·وقال رسول الله r : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه .من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،ومن فرج عن مُسلم كُربة فرج الله بها كربة من كُرب يوم القيامة،ومن ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة" [متفق عليه] ·وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال: " وكالقائم لا يَفْترُ وكالصائم لا يُفطر" [متفق عليه] وقضاء الحوائج قد يكون بالرأي والمشورة والنصيحة الصادقة فهناك كثير تطرقه الهموم والغموم لأمر نزل به مثل شقاق مع زوج أو مع زميل ونزاع مع قريب وطلاق ابنه أو مشكلة لابن أو غير ذلك من عوارض الدنيا اليومية...فيكون الصبر والحديث عنه باب لتفريج كربته وضحك سنه وهو أمر ميسور على من يسره الله عليه0 والسعي مع ضعفة المسلمين وعامتهم في هذا الزمن أصبح من الضرورات ومن الحقوق المهمة على المسلم لأن الكثير تتقطع به السب وتضيق عليه الدروب ويحتاج إلى من يعينه في إدخال ابنه أو بنته للمدرسة أو لقضاء حاجة له حق واضح في دائرة معينة0 أما السعي والإنفاق بالمال الذي هو نعمة من الله لك أيها العبد فيجب عليك بذله للمحتاجين والشكر لله U أن جعل يدك تنفق ولم يجعل يدك تمتد لتأخذ... وإني سائلك من الذي وهبك المال وأعطاك الجاه.أليس الله U ؟! بلى والله ولا تكن كالذي كفر وقال : )إنَّمَآ أُتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي([ القصص :78] فلم نر أن الذكاء والموهبة وانتهاز الفرص هي المؤهلات لجني الأموال وتنميتها 0بل إن الله هو الرازق الواهب0 فكم من ذكي يحمل مؤهلات لم ينل من الدنيا شيئاً وكم من أبله غافل أمي لا يجيد القراءة ولا يحسن الكتابة فتح الله عليه أبواب الرزق ولأهمية الأمر في تنفيس الكرب وقضاء الحوائج وإدخال السرور على المسلمين يقول الحسن البصري رحمة الله( لأن أقضي لمسلم حاجة أحب إليَّ من أصلي ألف ركعة، ولأن أقضي حاجة لأخ أحب إليَّّّ من أن أعتكف شهرين ) [15] وكان ابن عباس -ض- يقول : "لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً، أو جمعة، أو ما شاء الله ، أحب إليَّ من حجةٍ ولطبق بدرهمٍ أهديه إلى أخ لي في الله ، أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله"[16] صلة الأرحــام والمسلم يصل رحمه....طاعة لربه وخوفاً من السؤال يوم القيامة ) وَاتَّقُواْ اللهَ الّلهَ الذَِّي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ^( [ النساء] وليست الصلة مقتصرة على من نحبهم من أقاربنا فحسب بل إنها في درجة أعلى لمن بينك وبينهم نفور ويتعقبونك بالسيئة 0 ●عن أبي هريرة -t- :أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ؟! فقال r : " لئن كنت كما قلت، فكأنما تَسِفُهم الملّ[17] ،ولا يزيل معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك " [رواه مسلم] وقد ذكر الله U من الذنوب ومن الأسباب التي تحول بين الإنسان والخير قطع الرحم قال تعالى:)أُوْلَكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ ^( [ محمد] قال بعض العلماء:إذا قطع رحمة أصابه الصمم وعمي البصيرة والمراد بالصمم أنه لا تنفع فيه موعظة ولو عرضت الموعظة التي تفتت الجبال ما أثرت فيه ،ولو أثرت فيه لحظة ثم تزول ) وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ ( فلا يرى خيراً ولا يوفق لطاعة0 ولكي تقوم بأحب الأعمال إلى الله تعالى فعلك أن تقوم بوصل مَنْ قطعك من أقاربك والإحسان إليهم ومقابلة الإساءة بالإحسان والظلم بالصفح والغفران 0 ●عن عبد الله بن عمرو بن العاص -y-عن النبي r قال : " ليس الواصل بالمكافئ،ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها " [ رواه البخاري وأحمد] قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ههنا ثلاث درجات : واصل ومكافئ وقاطع فالواصل من يتفضل ولا يُتفضل عليه والمكافئ من يصل ،ولا يزيد على ما أخذ، والقطاع:الذي يُفضل عليه ،وهو لا يتفضل0 وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع المقاطعة من الجانبين ،فمن بدأ حينئذ فهو الواصل ،فإن جُوزي سُمي من جازاه مكافئاً 0 ولصلة الرحم أبواب كثيرة: ومنها: صلة الرحم بالمال،والإعانة بالجاه0 ومنها :العون على قضاء الحاجة0 ومنها: طلاقة الوجه،ودفع الضرر عنهم0 ومنها: الدعاء لهم، ودعوتهم إلى كل خير0 الشريط الإسلامي وبإمكان المسلم سماع جزء من شريط فيه ما يحيي القلوب وإكماله في عشر دقائق أخرى والبعض استفاد من ذلك في جلسة عائلية جميلة يستمع فيها أفراد الأسرة إلى شريط معين ثم بعد الانتهاء من سماعه يدور حوار وأسئلة عن مضمون الشريط وما هي الفائدة التي خرجوا بها0ومع ما في ذلك من خير عظيم من سماع الموعظة والعلم فإن فيه تقربياً بين أفراد الأسرة ونشراً للخير بصورة غير مباشرة وتعليم الجاهل وتنبيه الغافل0 الزيارة في الله وقد رتب الله U على لسان نبيه أجراً عظيماً لمن زار أخاً له في الله0 ●عن أبي هريرة- ض- عن رسول الله قال : " إن رجلاً زار أخاً له في فرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: من تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه .قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى.قال: إني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه " [ رواه مسلم ]0 وكان عطاء بن أبي رباح رحمه الله يقول: تفقدو إخوانكم بعد ثلاث ،فإن كانوا مرضى فعودهم، أو مشاغيل فأعينوهم ، أو كانوا نسوا فذكروهم0 أما الإمام الشافعي رحمه الله فقد كان يمر بالرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة،فإذا قام سأل عنه فإن كان به فاقة وصله، وإذا مرض عاده حتى يجَّرهُ إلى مواصلته0 ●وقد قال الرسول -ص-: " خيرُ الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه" [ رواه أحمد وصححه الألباني] أذكار ما بعد الصلاة فماذا على المسلم لو حفظ أذكار ما بعد الصلاة في عشر دقائق ولتبع الهدي النبوي في ذلك وعلم الجاهل0 وأذكار ما بعد الصلاة توزع في ورقة واحدة بحجم الجيب بالإمكان حفظها في عشر دقائق....والكثير يحفظ نصوصاً ومتوناً وتجده لا يحسن ذكر ما ورد من هدي الرسول r بعد تسليم الإمام!! إصلاح ذات البين الخلافات في هذه الدنيا والنزاعات قائمة منذ أن قتل قابيل وهابيل.....والحسد والحرص والشح درجات لإثارة العداوة والبغضاء بين المسلمين! ولكن إذا وقعت العداوة وكثر التنافر وتباعد الأحبة ما موقفنا أمام الله U ؟! هل نسكت ونترك ذلك أم نسعى لإصلاح ذات البين بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة يل وحتى لو تم دفع مال لإصلاح ذات البين ففي ذلك أجر ومثوبة!! ●عن أبي الدر داء - t- قال : قال رسول الله r : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصَّدَقة " ؟ قالوا : بلى. قال: " صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالفة" [ رواه الترمذي] وفيه حث وترغيب في إصلاح ذات البيان ، واجتناب عن الإفساد فيها ، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين.وفساد ذات البين ثلمة في الدين فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه [تحفة الأحوذي] فلهذا الفضل العظيم ولرجاء دوام الألفة والمحبة بين المسلمين يستقطع المسلم من وقته للسعي في إصلاح ذات البين ودحر الشيطان وذلك عبر زيارة أو مهاتفة..وكثير من الناس تجد أن القطيعة فيما بينهم لأمور تافهة ومواقف عابرة..فكم من الزملاء في العمل وبينهم من التدابر والتناحر ما الله به عليم وكم من الأقارب والجيران بينهم مثل ذلك...فأين من يهب لحصد الحسنات وإطفاء نار العداوات؟! فإنما هو عمـرك والوقت أنفس من المال وأغلى ..أرأيت لو أن محتضراً دفع أمواله جميعاً ليزاد في عمره يوماً واحداً هل يحصل على ذلك التمديد والزيادة في العمر؟! كلا وألف كلا!! ولكن العجب أن نرى أن هذا الوقت النفيس الغالي يضيع هباءً وسهواً.ولو رأينا معتوهاً يلقي بنقود قليلة إلى النار ويحرقها لم يشك أحد في فساد عقله فما ظنك بمن يحرق ويضيع نعمة هي أعظم من نعمة المال؟! إن المؤمن يسير إلى الدار الآخرة من خلال دقائق ولحظات عمره ولذا فهو شديد العناية بها..حريص على ألا تضيع منه دقيقة واحدة ●عن ابن مسعود - t- : " ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه،نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي" وقال السري بن المفلس: إن اغتممت بما يُنقّص مالك،ابك على ما يُنقص عمرك0 وقال الحسن: أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه0 أيها الأخ الحبيب: تأمل في حديث الرسول r عن أبي هريرة 0-t- قال: كان رجلان من بلى من قضاعة أسلما مع رسول الله r فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيد الله :فرأيت المؤخر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد،فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي r أو ذُكر لرسول الله r فقال رسول الله r : " أليس قد صام بعده رمضان وصلى آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة "[18] الأدعية والأذكار للأدعية والأذكار أثر عظيم في حياة المسلم،وهل منا من يستغني عن ذكر ودعاء ربه؟ فحري بالمسلم أيحرص على حفظ الأدعية والأذكار الخاصة بالمناسبات المكانية والزمانية، ومن ذلك مثلاً ما يقول عند المساء والصباح والأذكار التي تقال عند النوم، وما يقول إذا انتبه من النوم،وما يقول عند دخول المنزل والخروج منه، والمشي إلى المسجد وحين دخوله،وعند سماع الحرص عليه وتعليمه أطفاله وأهل بيته،ويمكن الرجوع في ذلك إلى كتيب حصن المسلم وهو كتاب صغير الحجم سهل الحمل شمل كثيراً من الأذكار والأدعية التي يحتاج إليها المسلم0 والحرص من بيدأ كل حين يحفظ ذكر أو دعاء ويردده في مناسبته بعد حفظه ليبقى في ذاكرته وليتحول جهده في الحفظ إلى واقع عملي تطبيقي0 النصيحـــــة وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبايعون الرسول r على الصلاة والزكاة والنصيحة لكل مسلم 0 ●قال جرير بن عبد الله -t- : "بايعت رسول الله r على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" [متفق عليه] وللمناصحة في هذا الزمن وسائل كثيرة. فمثلاً المناصحة بالهاتف وبالرسالة البريدية وعن طريق الفاكس وذلك يشمل كل مسلم ومسلمة سواء أكانوا أقارب أو جيران أو زملاء ومدراء... فتكتب مثلاً رسالة خاصة يذكر فيها بعضاً من فضائل المرسل إليه وحسن خلقه مثلاً ثم يذكر بالأمر المراد النصيحة فيه دون تعنيف أو تجريح ويكون الناصح دقيقاً في إيراد النصيحة فلا يتعدى حدود النصيحة الأدبية ...والأمة بأفرادها عموماً في أمس الحاجة إلى النصيحة لكثرة من تنكبوا عن الصراط وخالفوا أمر الشرع...وكثيرون استقامت أمورهم وصلح حالهم بسبب رسالة صغيرة نفع الله بها... ومن مداخل الشيطان في هذا الباب أن تلبس على الإنسان أنه لا يستطيع الكتابة وليس له أسلوب جيد.....أو يلبس عليه بأمر آخر متخوفاً أن صاحب الرسالة ربما يعرف من أرسلها إليه وهكذا يكون الشيطان بالمرصاد لكل من أراد طريق الخير..وكل تلك مع صدق النية والإخلاص في ذلك لا أثر لها مطلقاً ..وصدق الرسول r فإن الدين النصيحة0 وهذا الكتيب ثمرة اقتراح من أحد الإخوة جزاء الله خيراً....وكثير لديهم ملاحظات واقتراحات ولكنهم يبخلون بها0 الهــــــاتف ويستطيع المسلم الاستفادة من الهاتف في صلة الرحم ومهاتفة الأقارب والمعارف والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم ،وكذلك سؤال العلماء واستفتائهم أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،أو للدلالة على المحاضرات الدينية ومكانها وأوقاتها والتشجيع على حضورها وبعض من النساء الموفقات استثمرن الهاتف في مراجعة حفظهن والتسميع لبعضهن0 وعلى أية حال مجالات الاستفادة كثيرة جداًّ ولو صرفنا بعضاً من أوقاتنا الضائعة في المكالمات لتغيرت حياتنا ولزاد إيماننا0 وصـــية وحتى نستمر في الطريق ونسير على الخطا ويبارك الله لنا في أعمالنا وأقوالنا أوصي نفسي وإياك بأمور لا تغيب عن البال: 1)الإخلاص لله U فإنه مفتاح دعوة الرسل وعليه قبول العمل أو رده،وابتعد عن الرياء والسمعة،واخف عملك كما تخفي سيئتك واجعل لك خبيئة من عمل صالح لا يعلمه إلا الله U0 2)عليك بالدعاء بأن يتقبل الله منك القليل ويتجاوز عن التقصير،وأظهر ضعفك وحاجتك وفقرك إلى رب السماوات والأرض القوي الجبار،ولا يفتر لسانك من ذكر الله U وادعه أن يثبتك على دينه وأن لا يكللك إلى نفسك طرفة عين0 3)احرص على عدم انتهاك محارم الله U في السر فيطفئ الله U نور فلبك ويطمس على بصرك وسمعك ، وكن وجلاً خائفاً فإنَّ الله شديد العقاب0 4)جدَّد نيتك كلما رابك شيء من محبة الثناء والمدح ، واعلم أنك لا تؤجر على المدح ةالثناء0 5)سارع إلى إشاعة الخير بين المسلمين ولا تحرمهم ثمرة تجربتك فاذكرها دون ذكر فالدال على الخير كفاعله0 6)اشتغل بعيوبك عن عيوب الناس، واسع إلى إصلاح نفسك فإنها أيام قلائل وساعات معدودة، فقدم لنفسك وأبشر بخير عظيم من رب كريم وجواد محسن عظيم جل شأنه0 الصـــدقــة يقول الله U:)وَمِمَّا رَزَقْنَهُمْ يُنفِقُونَ( [ البقرة]0وما في يدك من أموال الدنيا قل أو كثر هو من مال الله الذي أعطاك فلا تبخل نفسك ولا تقبض يدك بل سارع إلى الخيرات ولك في حال سلف الأمة قدوة فهذا أبو بكر أخرج ماله كله في سبيل الله وكثير من الصحابة أخرج نصف ماله والبعض أخرج أحب أمواله إليه.....فماذا أخرجت أنت؟! والنفقة التي تنفقها قلت أو كثرت إنما هي لتفريج الكرب وإعانة المحتاجين ورفع راية هذا الدين وتطهير النفس من داء الشح ومرض البخل0 أخي المسلم : فتح الله لنا أبواب الخير وأغدق علينا من بركات السماء وأخرج لنا كنوز الأرض وضاقت الدور عن الملابس وأصناف المأكولات فأين الصدقة منها !! ومن أروع الأمثلة التي ضربها لنا السلف الصالح في الإنفاق مما رزقهم الله تبارك وتعالى موقف أبي طلحة الأنصاري ،كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً،وكان أحب أمواله بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد ،وكان رسول الله r يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب0 فلما نزلت هذه الآية: )لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ( [ آل عمران:92] قام أبو طلحة إلى رسول الله r فقال: إن الله يقول في كتابه: )لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ( وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء،وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله ،فضعها يا رسول الله حيث شئت.قال رسول الله r: " بخ ذلك مال رابح،ذلك مال رابح، ذلك مال رابح،قد سمعت ما قلت فيها،وإني أرى أن تجعلها في الأقربين" [ رواه البخاري ومسلم]0 وفي عشر دقائق يستطيع المسلم الحريص على مرضاة الله U إخراج ما تجود به نفسه من مال أو ملبس أو غير ذلك، وقد تيسرت ولله الحمد طرق إيصالها إلى المستحقين عن طريق المبرات الخيرية والهيئات الموثوقة0 فما على المؤمن إلا أن يبادر إلى إخراج ما زاد عن حاجته،وسوف يجده كثيراً في منزله! وتكفي عشر دقائق لمعرفة الزائد وتجهيزه ثم إرساله فيما بعد0 حــديث الرسول r يستطيع الموفق أن يستثمر عشر دقائق في حفظ حديثين أو ثلاثة من أحديث المصطفى r0 ولمن أراد أن يسلك هذا السبيل أ يبدأ بحفظ الأربعين النووية بحجم الجيب ووضعها في السيارة وكلما ركب أبناؤه الصغار معه في الصباح يبدأ بقراءة أذكار الصباح ويرددها معهم ثم يناول كل ابن نسخته من الأربعين النووية فكانوا يحفظون في كل يوم حديثاً واحداً فقط... وبالإمكان تطبيق هذا البرنامج على الأسرة في الجلسات العائلية،فيكون فيها تشجيع لمعرفة سريع الحفظ مثلاً لتكون مجالاً للتنافس والحرص0 التفـــكر وبهذا التفكير تعلم أن خالفك واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد سبحانه وتعالى؛ فترجو رحمته وتخشى عقابه0 هل فكرت أخي الحبيب في الموت وشدته والنزع وكربته والقبر وظلمته والحساب وشدته والصراط ودقته؟! يقول الرسول r: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً لبكيتم كثيراً" [ متفق عليه]0 فكر أخي الحبي في المحشر والبرزخ وحين تدنوا الشمس على رؤوس العباد..وتذكر ذلك الموقف العظيم: )يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ^وَأَمِهِ وَأَبِيهِ^ وَصَحِبَتِهِ وَبَنِهِ^ لِكُلّ امْرِىٍ مّنِنْهُمْ يَوْمذِ شَأْنُُ يُغْنِيهِ ^([ عبس] وتذكر تلك اللحظات الطويلة والأيام العصيبة: )يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهاَ وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُم بِسُكَرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله ِشَدِيدُُ^( [سورة الحج ] ففكر في تلك الأهوال والصعاب حتى تحرك قلبك وتزيد همتك وتسعى إلى الله بقلب منخلع ونفس ذليلة وتترك حطام الدنيا فلا يشغلك عن الآخر0 لماذا دقائق معدودة؟ ولربما كنت من الذين تخطفتهم يد المنون وهم في زهرة العمر ومقتبل الشباب وهو الأكثر0 وإن أردت أن تعرف أهمية تلك الدقائق فأنظر إلى حال إنسان يحتضر وما هي قيمة عشر دقائق لديه0 رسالـــة دعويــة إطعــام الطعـــام قال r : " اتقوا النار ولو بشق تمرة،فإن لم تجد فبكلمة طيبة" [ رواه البخاري ومسلم]0 ولقد كان سلفنا الصالح يسعون في إهداء الجيران والمعارف والأصدقاء وتقديم الصدقات،وبذل العون للمحتاجين ،والإعطاء للمساكين0 جلس النبي r يوماً في أصحابه، وقال: " من أصبح منكم صائماً؟ " .قال أبو بكر t : أنا قال: " فمن تبع منكم جنازة؟ " قال أبو بكر t: أنا .قال : " فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ " .قال أبو بكر t : أنا .قال : " فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ " قال أبو بكر t : أنا .قال رسول الله r : " ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " [ رواه مسلم][19] وقد حض النبي r على تعاهد الجيران وإكرامهم فقال لأبي ذر : " يا أباذر ،إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه،ثم أنظر أهل بيت من جيرانك،فأصبهم منها بمعروف" [ رواه مسلم] وقد أوصى النبي r نساء المسلمين بوصيته في هذا الأمر فقال: " يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن[20] شاة " [ متفق عليه]0 صـــلاة الاستخارة وعن جابر بن عبد الله y قال : كان رسول الله r يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يقول : " إذا هم أحكم بالأمر ؛فليركع ركعتين من غير الفرئضة ثم ليقل: اللهم أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم ،وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري-أو قال : عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ،ويسره لي ،ثم بارك لي فيه،وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري- أو قال: عاجل أمري وآجاه- فاصرفه عني، واصرفني عنه،وأقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضَّني به" قال: "ويسمي حاجته" [ رواه البخاري]0 ولا شك أن في الاستخاة إظهار عجز العبد وفقره إلى الله وتوكيل الأمر وتفويضه إليه U ...ولا يخلو مسلم من أمر حزبه وشأن أقضَّ مضجعه فلينفر إلى الله U ويصلي صلاة الاستخارة..وقد لا تأخذ من وقته عشر دقائق0 كفـــــالة يتيم ●عن سهل بن سعد، عن النبي r قال: " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا " وقال بإصبعيه السَّبَّابة والوسطى [متفق عليه]0 قال النووي: (كافل اليتيم: القائم بأموره : من نفقة،كسوة ،وتأديب ،وتربية، وغير ذلك0وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه أو مال اليتيم بولاية شرعية)0 ونقل ابن حجر قول ابن بطال: ( حقٌ على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبيّ rفي الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك0 قال ابن حجر : ( ويحتمل أن يكون المرادُ قربَ المنزلة حالة دخول الجنة)[21]0 فليهنك تلك الصحبة وليسر خاطرك هذا الحديث وكأني بك سوف تلبي وتسارع فأنت في نعمة عظيمة وبحبوحة من العيش و احمد الله U أنك تكفل أيتام المسلمين ولا يكفلون أبناءك 0ولو أنفق المسلم في هذه العشر دقائق عشرة ريالات بمقدار ريال واحد للدقيقة الواحدة لكان مقدار ما ينفقه في السنة (3600) ريال وهذا المبلغ يستطيع به كفالة ثلاثة أيتام أو أكثر في السنة!! منــزلك وتستطيع أيها الأخ المسلم أن تتبع خطى الرسول r ماذا كان يصنع وكيف يعينهم...سئلت عائشة عن النبي r ما كان يصنع في بيته؟! قالت: " كان يكون في مهنة أهله-تعني في خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" [ رواه البخاري]0 فتقرب إلى الله U بخدمة زوجتك وإدخال السرور عليها وإعانتها ولو بالقليل في عشر دقائق؛ فإنما هر بيتك وهي زوجتك وتأس بنبي هذه الأمة ولا تكن صاحب غلظة وجفاء...طبعك في دارك الأمر والنهي وتستثقل أن تغسل كوبا شربت فيه ماء!.. وتتأكد مساعدتها وإعانتها والتخفيف عنها حال مرضها أو ولادتها أو فترات تكون هي متجهة نحو تدريس أبنائك أو تمريضهم0 ●عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، في حديث طويل : وأما تغيبه –يعني عثمان بن عفان –عن بدر فإنه كان تحته رقية بنت رسول الله r وكانت مريضة ،فقال له النبي r : "أقم معها ولك أجر من شهد بدراً وسهمه " [ أخرجه البخاري والترمذي]0 طلب العـــــلم والله U لم يأمر نبيه r بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم فقال تعالى: )وَقُل رَّبِّ زِدْنىِ عِلْماً( [ طه] وبين r الأجر العظيم لمن طلب العلم وسلك طريقه فقال r: " من سلك طريقاً يلتمس بع علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة00" [رواه أحمد]0 ولك أيها الحبيب أن تنضم إلى ركب من يرد الله بهم خيراً كما قال r : "من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين " [ رواه البخاري] 0 قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : اعلم أن طلب العلم فريضة ،وأنه شفاء للقلوب المريضة ، وأن أهم ما على العبد معرفة دينه الذي معرفته والعمل به سبب لدخول الجنة،والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار ، أعاذنا الله منها0 ولقد تيسرت سبل طلب العلم في هذا الزمن ويستطيع الأخ أو الأخت أن يجعل عشر دقائق كل يوم لطلب العلم بوسائل متعددة منها: قراءة كتاب من الكتب العلمية.أو سماع شريط من شروحات كبار العلماء على أمهات الكتب وكذلك سؤال العلماء والاستماع إلى المحاضرات وغيرها كثير... وتذكر أيها القارئ من كانوا يمشون على أقدامهم أياماً وشهوراً لسماع حديث واحد من أحاديث الرسول r !! الصحف والمجلات أما الصحف والمجلات التي ليس فيها توجه إسلامي كامل فإنه تشارك وتزود بمقالات إسلامية في المناسبات وغيرها، وغالباً تنشر ما يرد إليها بأقلام القراء حتى وإن ضعف أسلوبها، فهي تعتبر ذلك مشاركة ومساحة للحوار لا يضيق بها0 وليس بكل حال أنه لا يكتب في الصحف والمجلات إلا أصحاب الأقلام المعروفة بل إن الأسماء غي المعروفة أولى وأحسن لأمور كثيرة فحبذا لو ساهم كل متعلم يستطيع أن يحمل القلم بمشاركة إلى المجلات والصحف ، فهذه نقولات عن أضرار التدخين،وأخرى عن بر الوالدين، وثالثة عن تربية الأبناء ،ورابعة عن تكريم المرآة في الإسلام،وخامسة عن كيفية الاستفادة من الأوقات،وسادسة عن فضل المناسبات المتكررة كعشر ذي الحجة وصيام يوم عاشوراء ، وهكذا0 وفي عشر دقائق يستطيع الأخ المسلم أو الأخت المسلمة أن تكتب بقلمه مقالة ذات فائدة تحل محل مقالة لا يعرف قصدها.!! وبالإمكان لتسهيل الأمر اختصار بعض المطويات ونقل فتاوى العلماء ، وهكذا ..ومن يبدأ يجد الأمر يسيراً ولله الحمد وألا فالعجب ممن يدرس أكثر من عشر سنوات ولا يخدم الإسلام بعلمه الذي تعلمه!.. ومن الأمور التي لا تغيب عن كل من حمل هم الإسلام إرسال النصائح والتوجيه والتخويف بالله U للكتاب الذين يشذون عن الطري السوي وربما طرحوا أموراً تعارض تعاليم الشريعة ولأنظمة هذه البلاد فإن في ذلك رداَّ للشر ودحراً للباطل ووئده في مهده . تجــربة الأمر بالمعروف قال الله U : ) وَلْتَكُن مِنكُمْ أُمَّةُُُ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأَمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأَوْلَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ^( [آل عمران]0 فالأمر بالمعروف من أعظم أبواب الخيرات ومن أحب الأعمال إلى رب الأرض والسموات بل إن خيرية هذه الأمة في هذا الأمر0 قال U : ) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تأْمُرُون بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ( [ آل عمران ] ولقد تيسرت سبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة ممن هم في محيط الإنسان من زوج وقريب وجار وصاحب .وبالإمكان مهاتفته أو مقابلته أو إرسال نصيحة له.أو إهداء شريط وكتاب. وأبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة طالما هناك خير يؤمر به وشر ينهى عنه بحسب الحال..ويكفي أن يجعل المسلم نصب عينيه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام فلا يفرط ولا يتساهل في القيام به0 الســجود ما منكم من أحدٍ يتوضأ ، فيبلغ أو فيُسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسولهُ إلا فُتحتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يدخلُ من أيّها شاء " [ رواه مسلم]0 قال الإمام النووي في معنى قوله -u : ( فيصلي ركعتين مقبلٌ عليهما بقلبه ووجهه) : جمع r بهاتين اللفظتين أنواع الخضوع والخشوع، لأن الخضوع في الأعضاء ،والخشوع بالقلب ،على ما قاله جماعة من العلماء0 نشر العلم الشرعي ولهذا رغب الإسلام في نشر العلم وتوعد من كتمه بلجام من نار يوم القيامة0 ●عن أبي هريرة - t - أن رسول الله r قال : " من سُئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" [ رواه أبو داود والترمذي]0 ويتراوح بين فرض عين على من هم تحت يد الإنسان إلى فرض كفاية لمن بعدت بهم الأرض ولا يستطاع الوصول إليهم بسهولة ويسر.. وليس شرطاً السؤال عن العلم بل لابد من الابتداء به خاصة لمن هم حولنا ويحتاجون إليه مثل تعليم الوالدين أو أحدهما قراءة القرآن أو صفة صلاة النبي r لمن لا يحسن ذلك أو تعليم الزوجة والأبناء حديثاً أو مسالة قفهية.بل وحتى الخادمة والسائق0 ولقد يسر الله الهاتف لبث العلم ونشره فتسمع أخاك فائدة طيبة قرأتها0والمرآة تستطيع أن تنشر بعض الفتاوى بقراءتها على من تجلس معهن ويدخل في ذلك كله شراء الكتاب الإسلامي وتوزيعه وهو من الصدقة الجارية التي قال عنها الرسول r : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " [ رواه مسلم ]0 الدعوة إلى الله وقال رسول الله r : " من دعا إلى هدى،كان له من الأجر مثل أجور من تبعه،لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ،ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم،مثل من تبعة،لا ينقص من آثامهم شيئاً" [ رواه مسلم]0 أيها الحبيب: إن دعوت إلى الإسلام فلك أجر هذا المسلم الجديد إلى يوم القيامة وكل ما عمل لك مثل أجره ومن أسلم على يديه ولا ينقص من أجره شيئاً.. أيها الحبيب: هذا تارك للصلاة إن تدعوته حتى اهتدى على يديك فلك مثل أجره إلى يوم القيامة. أيها الحبيب: هذا مسلم آخر حدثته عن ثواب الجهاد وما وعد الله به الشهداء.ثم جاهد بماله ونفسه حتى قتل. ..لك مثل أجره إلى يوم القيامة0 ولآخر دعوته لبناء مسجد وأنفق من ماله الكثير لك مثل أجر نفقته.الله أكبر..فضل الله واسع...إنه باب الدعوة0 الصدقة الجارية ●عن أبي هريرة- t - أن رسول الله r قال: " إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موتهِ علماً علمه ونشره وولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه أو مسجداً بناه أو بيتاُ لابن السبيل بناه أو نهراً أجره أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته" [رواه ابن ماجه] ونحمد الله U أن جعل الخير يفيض بين أيدينا.ويستطيع الحريص على نفع نفسه التأمل في هذا الحديث العظيم والعمل بما يتيسر له منه حتى يكون صدقة جارية0 تربية الأبناء وتوجيههم وهذه العشر دقائق تستفيد منها في براءة بعض ذمتك وإدخار عمل صالح لك من تربية وتعليم أبنائك حتى إذا شبوا عن الطوق وانتقلت إلى رحمة الله نالك من برهم الشيئ الكثير قال رسول الله r "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" وذكر منها" ولد صالح يدعو له"0 وقال رسول الله r : " إن الله U ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول أي رب أنى لي هذه؟ فيقول : باستغفار ولدك لك" [رواه أحمد والطبراني]0 وفي دقائق معدودة كل يوم تستطيع أن تعلمه آية من كتاب أو حديثاً من أحاديث الرسول r أو حكماً من أحكام الإسلام 0وأعرف من استفاد من ذهابه بأبنائه للمدرسة صباح كل يوم فاقترح عليهم حفظ حديث كل يوم من الأربعين النووية وأجزل لهم العطية حين الحفظ 0فبادر الصغار وكان ميدان تنفاس لهم وفي أقل من أربعين يوماً تم له ما أراد بتوفيق الله U ..وتأمل حال كثير من الناس له سنوات ويركب سيارة ساعات طوال ولم يتزود من علم شرعي!! الترديد مع المؤذن وترديد ما يقوله المؤذن لا يأخذ منك سوى دقيقتين تقربياً،فإن عجلت بالوضوء وسارعت إلى المسجد فللك أجر عظيم وثواب جزيل، ثواب التكبير إلى الصلاة ،وثواب السنة الراتبة وثواب الصف الأول،وثواب قراءة القرآن وغير ذلك0 صلاة الليل وقال تعالى: ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطمَعاً ( [ السجدة:16]0 قال رسول الله : " أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل" [ رواه مسلم] وقيام الليل سنة مؤكدة وأفضل وقتها الثلث الأخير من الليل،ومن شق عليه القيام بعد النوم فليفرغ نفسه قبل النوم ويصلي مثنى مثنى ثم يوتر0 ومرحلة الصلاة قبل النوم مرحلة أولى تعين فيما بعد على قيام الليل ومكابدة النوم فإن قيام الليل عبادة تصل القلب بالله وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ونامت العيون وتقلب النوام على الفُرش 0وفي قيام الليل خير عظيم وإحسان جزيل قال r "إن في الليل ساعة لا يوفقها عبد مسلم يسأل الله تعاى خيراً إلا أعطاه إياه" [ رواه مسلم] والنفس تؤخذ بالتدريج حتى يحافظ الإنسان على وتره قيل النوم ثم يجاهد نفسه أن ينهض من فراشه ولو عشر دقائق قبل الفجر وليبشر بخير مجاهدة النفس فإن الله هو المعين ) وَالَّذِينَ جَهَدُواْ فِيناَ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَناَ( [ العنكبوت"69] إنما هي عشر عشــر وانظر إلى العلماء محافظتهم على طلب العلم الشرعي والحرص عليه وعدم تضييع الوقت سدى.ثم تأمل إنتاجهم الوافر !! اقرأ إن شئت كتب ابن القيم أو شيخ الإسلام ابن تيمية وأقسم عدد صفحات كتب أحدهم على أيام عمره لترى!! أخي الحبيب: هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء ،بل من أقرب الطريق وأسهلها ،وذلك أنك في وقت بين وقتين وهو في الحقيقة عمرك،وهو وقتك الحاضر بين ما مضي وما يُستقبل فالذي مضى تُصلحه بالتوبة والندم والاستغفار ،وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عمل شاق،إنما هو عمل قلب0وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب،وامنتاعك ترك وراحة ليس هو عملاً بالجوارح يشق عليك معاناته،وإنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك،فيما مضى تصلحه بالتوابة 00وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية، وليس في هذين نصب ولا تعب ولكن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك، وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفُزت بالراحة واللذة والنعيم ،وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلاً لسعادتها0 وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت،فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك إما إلى الجنة وإما إلى النار، فإن اتخذت إليها سبيلاً إلى ربك بلغت السعادة العظمى والفوز الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد،وإن آثرت الشهوات والراحات واللهو واللهب انقضت عنك بسرعة وأعقبتك الألم العظيم الدائم الذي مُقاساته ومعاناته أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفة الهوى لأجله[ الفوائد ص 151] الخـــاتمة أيها الحبيب: ليس لما بقس من عمرك ثمن!! قال رسول الله r : "اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك،وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك،وشبابك قبل هرمك،وغناك قبل فقرك"[22] وقال r : "بادروا بالأعمال سبعاً،هل تنتظرون إلا فقراً منسياً،أو غنى مُطغياً،أو مرضاً مفسداً،أو هرماً منفداً أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر"0[23] [1] شرح صحيح مسلم للنووي (6/402)0 [2] ذكر لي أن امرأة شابة تقرأ في رمضان ثلاثة أجزاء ما بين المغرب والعشاء فقط.وهذا الوقت ضائع لدى الكثير0 [3] كتاب الداء والدواء0 [4] ويرى بعض العلماء أنه لا حد لها (1) رواه الترمذي وقال :حديث حسن صحيح0 [6] أخرجه ابن أبي شيبه والطبراني بإسناد حسن0 [7] عد ابن القيم للذكر أكثر من مائة فائدة في كتابه الوابل الصيب0 [8] رواه أبو داود والترمذي وأحمد0 [9] رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري0 [10] زاد المعاد لابن القيم (3/475)0 [11] حسن رواه البخاري في الآداب المفرد والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وانظر :صحيح الجامع رقم (3146)0 [12] رواه أبو داود والترمذي0 [13] رواه الترمذي والحاكم وصححه0 [14] رواه أبو داود بإسناد جيد0 [15] روضة العقلاء(247) [16] صفة الصفوة(1/756) [17] المل: الرماد الحار0 [18] رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم(368)0 [19] عرفت شاباً توفي العام الماضي فعل كل أبواب الخير هذه في يوم واحد وقد أتى من قريته إلى الرياض ليشهد صلاة الجنازة0 [20] وفرسن الشاة:ظلفها وهو كناية عن القلة0 [21] فتح الباري(10/436)0 [22] رواه الحاكم وصححه الألباني0 [23] رواه الحاكم والترمذي0
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() لا حول و لا قوة الا بالله |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
10دقائق, وقتك |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc