الكـــتاّب وحـــفظ القــــرآن الكـــريم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكـــتاّب وحـــفظ القــــرآن الكـــريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-02-19, 09:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hsen
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Flower2 الكـــتاّب وحـــفظ القــــرآن الكـــريم

تعهد المولى -عز وجل- بحفظ كتابه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فسخر أناسًا اختارهم وجعلهم من خاصته لهذه المهمة، حيث قاموا بتلك المهمة أفضل قيام، وذلك من عصر الصحابة عليهم سحائب الرضوان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فقد شرفهم الله بأن جعل صدورهم أوعية لحفظ كتابه الكريم.
وقد اختلفت طرق حفظ هؤلاء الناس لكتاب الله باختلاف أمكنتهم وأزمنتهم، وقد اشتهرت طريقة الألواح في بلاد الغرب الإسلامي ردحاً من الزمن، لا سيما تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا .

الأدوات

من الأدوات المستخدمة في التحفيظ بهذه الطريقة والتي أشهرها (اللوح) الذي سُمّيت الطريقة باسمه، على اعتبار أنه أهم المعدات المستخدمة، واللوح: عبارة عن قطعة من الخشب تُصنع من الزيتون أو الزان أو غيرهما من الأشجار، حسب نوع الأشجار المتوفرة والمتاحة في المنطقة.


وقد ورد ذكر اللوح بالإفراد والجمع في كتاب الله؛ فقد جاء بالإفراد في قوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) وأما بالجمع (الألواح) في أكثر من موضع عند تعرض القرآن لنبي بني إسرائيل موسى -عليه السلام- قال تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَآءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). [150: الأعراف]، وقوله تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ). [154: الأعراف].

وأما الأداة الثانية التي تلي اللوح في الأهمية هو القلم، وقد جاء ذكر القلم في الآيات الأولى التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: (ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبكَ ٱلَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ * ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ * عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
وسُمّيت سورة باسم القلم (سورة القلم) قال تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون)
وقد اقترن القلم بالتعليم في هذه الآيات، أي أن التعليم لابد أن يكون بالقلم.
والقلم المقصود في طريقة حفظ القرآن هو عبارة عن قطعة خشبية تُصنع من شجر القصب لا يتجاوز طولها 15 سم وعرضها نحو سنتمتر عادة، وتُدبب وتُشقّ من مقدمتها.
وأما المداد فيُصنع من الصوف؛ إذ يُحرق ويُدقّ ثم يُصبّ عليه بعض الماء، ويُسمّى بالاسم الشعبي (الصمغ)، ويوضع ذلك المداد في أوعية صغيرة كالقنينة، وتُصنع من الفخار كسائر الأدوات المستخدمة، وتُسمّى تلك القنينة في مصطلح الطلبة (الدواية).


نظام الدراسة

تعارف الأهالي سابقاً وكذلك الآن على أنه عندما يبلغ الولد السنة السادسة من عمره، ويتبين لأهله بأنه أصبح قادرعلى التعلم يرسله والده إلى الكُتّاب حيث يتعهد شيخه بأن يوليه هو وأقرانه عناية خاصة.
وأول ما يتعلم في بداية رحلته مع كتاب الله كيفية كتابة الحروف الأبجدية، وكذلك نطقها بحركتها المختلفة بطريقة جماعية تساعد على الحفظ.
والكتابة على الألواح أول ما تبدأ بطريق التتبع (الرشيمة) وهى أن يخط الشيخ على اللوح بمؤخرة القلم، ويتتبع الطالب ذلك الخط بالقلم والمداد، وبعد حفظ الطالب للحروف حفظاً جيداً ينتقل به شيخه إلى حفظ قصار السور، وذلك بنفس الطريق وهى الرشيمة حيث يبدأ شيخه بتحفيظه من سورة الناس، وذلك لأن قصار السور أبسط وأسهل في الحفظ على الطالب في بداية حفظه؛ نظراً لصغر سنه، وهكذا يتدرج في الحفظ وتعلّم الكتابة، وبعد أن يتأكد شيخه من تعلّمه للكتابة وباستطاعته أن يكتب بالإملاء فينتقل من طريقة الرشيمة إلى طريقة الإملاء.
ويتوقف مقدار ما يُملى على الطالب على مقدرته على الحفظ، فيبدأ معه الشيخ ببضع آيات، ويتدرج به شيئاً فشيئاً، فإذا تبين أنه أصبح قادراً على حفظ ثمن فعندئذ يملي عليه ثمناً كاملاً.
ويأتي الطالب الذي يكتب بالإملاء في بداية الفترة الدراسية من اليوم، وقد جهز وجهاً من لوحه للكتابة عليه من اليوم السابق بعد ما عرضه على شيخه، وقام بمحو تلك الجهة من اللوح التي حفظها، فيأتي في ذلك اليوم، ويدخل حلقة الكتابة، وتتكون تلك الحلقة (حلقة الإملاء) من عدد من الطلبة المنتسبين لتلك الزاوية أو الكُتّاب، حيت تتكون بعض الكتاتيب من عشرين طالباً، وقد تكون أقل أو أكثر من مختلف المستويات من أول القرآن إلى آخره، والشيخ يملي على الجميع، كل في ثمنه دون ما أي تأخّر أو تردّد ولا ارتباك، ثم يقوم بعد ذلك الشيخ (الفقيه) بتصحيح الألواح حيث يصحح لكل طالب لوحه ويعلّمه قراءته "التلقين"، ويقوم بالشرح لتلاميذه ما يكون في لوحه من حيث الكتابة والقراءة، فيبين له من حيث الكتابة الكلمة التي يكون فيها المحذوف والأخرى التي يكون بها المخصص والإقلاب، وما إلى ذلك من أصول الكتابة والرسم، ويبين له التنزيل، فيقول له: هذه غريبة مثلاً؛ أي أنها لا توجد في القرآن إلاّ في هذه السورة، ويبين له الأخوات فيقول له: هذه ذُكرت مرتين أو ثلاث، واحدة هنا، والأخرى في سورة كذا وكذا، ويبين له مخارج الحروف والأحكام، وبعدها يقرأ الطالب على شيخه اللوح قراءة سليمة خالية من الأخطاء، ويقوم الطالب بعدها بحفظ لوحه، فتتكرر هذه العملية مع كل طالب على حدا، حتى يصحح الفقيه الألواح لكل تلاميذه.
ويوضح الشيخ لتلاميذه أصول الرسم بالأقوال المأثورة؛ فمثلاً قولهم: (ما يطلق التاء من الرباط إلاّ الجزمة أو العياط) ومنها قولهم:
(إذا أتتك الخاء قبل الدال فانقط ولا تخف من الإشكال
إلاّ يخادعون خدك الأخدود أخدان في النساء والعقود)
أي إذا أتى حرف الخاء قبل الدال فتُكتب الدال ذال أي معجمة (إلاّ في خمسة المواضع المذكورة).
وبعد توضيح الفقيه لتلاميذه ما يستحق التوضيح، يحثهم على حفظ ألواحهم ومراجعة وتلاوة ما تم حفظه، إلى أن يأتي وقت (العريضة) وهو تسميع ما تم حفظه من على اللوح الذي كتبه في اليوم الماضي، وبعد ما يتأكد الشيخ من حفظ تلاميذه لألواحهم يأذن لهم بالمحو (المحي): وهو مسح اللوح من الكتابة التي تم حفظها، والاستعداد للكتابة عليه في اليوم التالي، ويكون المحو على (المحاية)، وهي عبارة عن حوض يكون فيه الماء والطين.
ثم يأذن الفقيه لتلاميذه بالانصراف، مذكراً لهم بالرجوع عند المساء لتلاوة ما تم حفظه ولقراءة ألواحهم، وكما يقولون له (عشي اللوح)، أي يقوم بقراءة لوحه عدة أشواط كناية عن العشاء، ودائماً يكون الفقيه مربياً لطلبته ومحذّراً لهم من نسيان ما تم حفظه، ويقول للذي يحفظ ثم ينسى مثالاً مشهوراً عند طلبة القرآن الكريم (امح وسند تلقاه امبند) أي إن محوت اللوح ولم تراجعه فسوف يتراكم عليك، ويصعب بعدها حفظه.

المراجعة
ودائماً يوصي المشايخ بالتلاوة، وخاصة تلك السور القريبة من لوحك؛ أي موضع ما وصلت إليه من الحفظ، ويُقال لها (المحايات)، فهي دائماً تحتاج التكرار في كل يوم حتى يرسخ حفظها، وعادة يكون مقدار(المحايات) حزبين (جزء) أو ثلاثة أحزاب (نقزه).
ويستمر الطالب بعد ختمه في الكتابة مرة أخرى، والتي يُقال لها (أخت الشقة)، فأول كتابة لكتاب الله يُقال لها (الشقة)، والكتابة مرة ثانية يُقال لها (أخت الشقة)، وبعد ذلك القلم الثاني والثالث، إلي أن يختم كتاب الله حفظاً وإتقاناً وكتابة ورسماً، ويقوم بعدها بالتدريس مع شيخه إلى أن يزكيه شيخه، ويكون له حلقة كتّاب وحده، ويكون بعدها شيخاً حافظاً لكتاب الله، معلماً له.
وتستمر هذه السلسلة المباركة الطيبة في التعليم والتعلم لكتاب الله أجيالاً تلو الأجيال.









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-02-19, 12:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم نور
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم نور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القــــرآن, الكـــتاّب, الكـــريم, وحـــفظ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc