من السبابين الصحابة رضوان الله عليهم هم الرافضة ..
.ومن قرأ سيرة القوم أي ((الصحابة رضوان الله عليهم ..)) وجد نفسه مضطرا لا حترامهم وإجلالهم ولكن ابتلي المسلمون من زمن قديم بقوم بهت (( الرافضة ))لا يرعون لهم حرمة ولا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة فما من نقيصة إلا والصقوها بهم ظلما وعدوانا لذلك كثر سبهم لهم ورميهم بأقذع السباب والشتائم وعندالله الموعد فهو حسبنا وهو نصيرنا فنعم المولى ونعم النصيرولما كان أهل السنة والجماعة أهل عدل وإنصاف نظروا إلى هذا السباب وهذا الإعتداء بعين العدل والإنصاف فأعطوا كل لفظ مايستحقه من حكم بغير ظلم ولا إجحاف ومن أفضل من تكلم في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه رتب كلام من قبله من العلماء ولخص مقاصدهم في في ذلك فصار كلامه جامعا في المسألة لذلك سأنقل تفصيله في ذلك , وغرضي من هذه الكتابة بيان حكم من رمى الصحابة بالكذب والخيانة وأسأل الله السداد في القول والعمل .
قال شيخ الإسلام الصارم المسلول (586)
أما من اقترن بسبه دعوى أن عليا إله , أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبرئيل في الرسالة فهذا لا شك في كفره بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره .
و كذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات و كتمت !
أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك .
وهؤلاء يسمون القرامطة و الباطنية و منهم التناسخية وهؤلاء لا خلاف في كفرهم .
و أما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم و لا في دينهم ـ مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أوقلة العلم أوعدم الزهد ونحو ذلك ـ فهذا هوالذي يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم .
و أما من لعن و قبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الأمر بين لعن الغيظ
ولعن الاعتقاد .
و أما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام إلا نفرا قليلا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم !
فهذا لا ريب أيضا في كفره لأنه كذب لما صه القرآن في غير موضع :
من الرضى عنهم و الثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين .
فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب و السنة كفار أو فساق و أن هذه الآية التي هي { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ آل عمران : 110 ] و خيرها هو القرآن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم و أن سابقي هذه الأمة هم شرارهم و كفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام
و لهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال فإنه يتبين أنه زنديق و عامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم و قد ظهرت لله فيهم مثلات و تواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا و الممات و جمع العلماء ما بلغهم في ذلك ممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب و ما جاء فيه من الإثم و العقاب
و بالجملة فمن أصناف السابة من لا ريب في كفره و منهم من لا يحكم بكفره و منهم من تردد فيه و ليس هذا موضع الاستقصاء في ذلك و إنما ذكرنا هذه المسائل لأنها من تمام الكلام في المسألة التي قصدنا لها ..
مما نستفيده
من كلام شيخ الإسلام ما يلي :
أن كل سب يقدح في عدالة الصحابة أو في دينهم فإنه من الكفر وليس من الفسق فمن رماهم بالخيانة والكذب من الرافضة فهذا يدخل في الكفر , لأن هذا السب يستهدف رأسا عدالة الصحابة ودينهم ومعنى ذلك أنهم غير أمناء ولا صادقين ومن كان كذلك فلا يقبل منه دين ولا يقبل منه نقل وهذا الذي يعتقدونه فيهم لذلك يقولون بأن القرآن ناقص , أو لم يبلغ كاملا بل بعضه كُتم كما مر من كلام شيخ الإسلام وحكم على من اعتقد ذلك بأنه لا شك في كفره ولا شك في كفر من شك في كفره ... ومما يدل على كفر من رماهم بذلك ما قاله شيخ الإسلام من أنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم و الثناء عليهم .
فإن الله قد ذم الخائنين في كتابه العزيز فقال سبحانه {.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } [النساء : 107] وقال { ... إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }[الأنفال : 58]
وقال { .. وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ } [يوسف : 52]
ولا يثني ربنا ولا يرضى على من أخبر بأنه لا يحبه .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خصال المنافقين التي من أخصها الكذب
والخيانة " ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) "
فهذا السب فيه أن نقلة الكتاب والسنة خونة غير أمناء ولا شرفاء وكذبة غير صادقين وهذا الوصف إن كان أحد غير الصحابة متصفا به لكان فاسقا متصفا بأخس الأخلاق وأرذلها لا يقبل منه علم ولا نقل .
لذلك فإن من قال بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبة أو خونه كلهم أو عامتهم فإنه فسقهم كلهم أوعامتهم ولا يصدر غالبا إلا ممن يعتقد ذلك فيهم فيشمله حكم شيخ الإسلام حيث قال :
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام إلا نفرا قليلا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم !
فهذا لا ريب أيضا في كفره لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع :
من الرضى عنهم و الثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين .
فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب و السنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي { كنتم خير أمة أخرجت للناس } [ آل عمران : 110 ] و خيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم و أن سابقي هذه الأمة هم شرارهم و كفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام . .الخ
وقد نقل شيخ الإسلام عن أبي يعلى أنه قال في قول الإمام أحمد عندما قال :
من شتم أبا بكر وعمر وعائشة " ماأراه على الإسلام " قال يحتمل أن يحمل قوله " ما أراه على الإسلام " إذا استحل سبهم بأنه يكفر بلا خلاف ...
قال ويحتمل قوله " ما أراه على الإسلام " على سب يطعن في عدالتهم نحو قوله
" ظلموا وفسقوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا الأمر بغير حق ..الخ.
فإذا كان قول الرافضي : ظلموا وفسقوا وأخذوا الأمر بغير حق طعنا في عدالتهم فلأن يكون قوله فيهم كذبوا وخانوا أولى في إسقاط عدالتم والطعن في دينهم من تلك الأفاظ بل ويزيد هذا الوصف على سائر الأوصاف بأنه أخص في التشكيك بدين الإسلام الذي جاء عن طريقهم رضي الله عنهم , فلا أدل على رد خبر أحد من الناس ولا أبلغ في التشكيك فيه من وصفه بالكذب و الخيانة وهذا أمر واضح بين والحمدلله .
لذلك قال الإمام أبو زرعة الرازي- رحمه الله - ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة ) رواه الخطيب في الكفاية ( ص97) وابن عساكر في تاريخه (38/32) .