لست غريبا

[روان علي شريف]

أنا لست غريبا بل الغرابة تكمن في المنعرج الذي غير منحى حياتي وجعلني أتقن لغة الأشياء
ومن رحلة الصمت ولعبة الموت اخترت العذاب. وعلمت أن الأرواح الشفافة تسبح في الخيال صعبة المنال.
لا الأمكنة تتشابه ولا الوجوه من حولي قد تتغير ويبقى الزمان هو الزمن يدور في حلقة مفرغة ونحن دمى يحركنا الوجدان.
لست غريبا بل الأغرب أن جنوني صور لي قبل الغروب وطن يحترق وفي الأفق فرسا أبيضا يراقص شمسا نشوانة فكت
ظفائرها وكأنها غانية تستقبل المساء.
أيها الراحل مع الأثير لا تلمني، أنا الواقف عند المفترق أبحث عن وطن شبيه لأختصر فيه كل الأوطان
وعن مثل يلغي كل المثل. هذه لوحتي التي أرسمها حملتها آهاتي حملني عبئها .قاتلت من أجلها فما المانع إن قتلتني أو قتلتها؟
الناس من حولي غرباء في تصرفاتهم وهذه هي سنة الحياة ،البشر من أمثالهم قطيع هائم يضنيه البحث
وهذه الإنسانية تتحرك نحو الزوال وهم خلفها.
لست غريبا. أنا الذي سابقت الزمن والوحيد الذي انتفضت وثرت وفي ثورتي لم يشاركني أحدا.
ليس غريبا أن أسقط من أجل مبدأ جعلت منه قضية ووطن بل الغريب اني دائما أقوم من تحت الأنقاض كزنبقة بعد الزلزال .
وانتظر شمسا لا تشبه الشموس في صورة امرأة لم تولد بعد أختصر في وجهها وجوه كل النساء.
فتشت عنها عقودا في عمق الجراح خلف الدروع والدروب والرماح وفي المناطق المحرمة من الخيال .
أكيد ستولد من رحم المستحل ومن ما هو كل جميل.
لست غريبا بل الغرابة تكمن في ايماني بالمستحيل و أسفاري على أجنحة الخيال .