الحراقة1

[الحر2012]

جلس في مقهى المدينة على كرسي من حديد اكله الصدأ وهو يتأمل شاطىء البحر ويرمي ذاته اليائسة بين امواج البحر فيرتبط كيانه البائس بين امواج تعلو تارة فيتنهد تنهيدة المحتضر وهو في تلك اللحظات السيريالية واذا بالقهواجي امامه كالعادة سي امحمد فأوام برأسه الى الاسفل والى الاعلى فاحضر له قهوة لا نعرف اهي زفت اسود ام قطران فاخذ فنجان القهوة ويديه ترتعشان انه لم يتناول اي لقمة منذ الصباح لقد هرب من صراخ امه في الصباح التي اضحت تراه رمزا لكل ماهو يأس في هذا العالم فقد تحصل على ليسانس علوم سياسية منذ 6سنوات ولكن السياسة في بلادنا لاتحتضن الا للجهال واكمل قهوته وكيانه مازال يغازل امواج البحر لعله وجدها الكائن الوحيد في العالم الذي يستمع اليه ثم ترنح من العمود الحديدي الذي كان جالس عليه وعاد الى البيت وما ان فتح الباب حتى بدأت اسطوانة السب تشتغل من جديد من اين لي ان اعلفك فلو كانت عندي بقرة لكانت تدر لنا الحليب وانت ما فائدتك ولكن رغم هذه العبارات الجارحة فقد كان امحمد متيقن ان امه تحبه وهي تخرج هذه العبارات لا نكاية به ولكن لكي يتشجع ويسلك درب حياته ولكن في الحقية كانت هذه الامة تدق مسامير في الواح مشقوقة