عجيب، و أمر الشاعر أعجب.

[صالح القسنطيني]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صوت صفير البلبل وقصة الشاعر الاصمعي

هي قصه الاصمعي... مع الخليفة المنصور...
.


يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة
يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير
بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين ) فيسرد
القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي
تحفظها أيضاً ( .والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة ) ويعمل هذا مع كل الشعراء.
فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال
لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال
إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني . فلبس لبس الأعراب وتنكر
حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها
عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فقال القصيده..



وهذه هي القصيدة


صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي



حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي.
فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من
أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال
الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال
الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا
أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا
أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء
على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد

[وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا]

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههههه
إني أحفظها كاملة...................................بعد المرة العشرين منذ قرائتها
وأظنك والله أعلم أخطأت في كتابة بعض الكلمات مثل
شـوى شـوى وشــــاهشوا *** على ورق ســـفرجلي
*والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقبقللي

والكـــــــــل كع كع كع إ كَع *** خلفي ومـــن حويللي
*
طب طب إطب طب طب إطب *** طب طب إطب طب لي



جزاك الله خيرا يا لئيم وجعل ثوابك الجنة منزلا وسكنا

[المُصمم]

القلم المميز ليس باطل
تستاهل كل الخير
باي

[توفيق09]

هذا هديتي لك

شكرا على الموضوع كذلك

[سليم_الجزائر]

انه شاعر وما اعجبني هو كتابته للقصيدة على عمود الرخام
الحيلة منذ القدم

[صالح القسنطيني]

بارك الله في كل من مر و وضع ردا

و جزاكم الله جميعا خيرا

[الجوهرة النادرة]

شكرا صاحب القلم المتميز ، دمت ودام يمينك
جميل ماقدمت، واصل عطاءك ولا تبخل علينا بثرائك
ننتظر منك المزيد

[نزار علي]

جميلة القصة والقصيدة وبقلمك جائت اليوم أجمل
شكرا مبدعنا

[سائلة عفو ربها]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ...جميل مانقلت
موفق لكل خير...

[صالح القسنطيني]

سعدت بمروركم

بارك الله فيكم فردا فردا

جزاكم الله خيرا عبدا عبدا

[جمانة اناهيد]

شكرا لك اخي الفاضل على النص الجميل،
تتحفنا دوما بكل رائع،وتأتينا بكل ماتع..
والقصيدة لها حكاية طريفة،ومناسبة ظريفة..
أحببت أن أظيفها هنا،للفائدة ..
والقصة:
أن أبا جعفر المنصور كان له غلام يحفظ القصيدة من سماعَين،وجارية من ثلاث مرات،وكان الخليفة يحفظها في سماع واحد،فإذا وقف أمامه الشعراء،وأنشدوا يقول هذه أحفظها ،وسمعتها من قبل ،فيعيدها ،ويندهش الشاعر،وليؤكد له ذلك يدعو خادمه ،ليقرأها عليه( ويكون الخادم قد سمعها مرتين :من الشاعر ومن الخليفة،وتكون الجارية متخفية وتسمع)فيقرأها الخادم كما هي،ثم يدعو الخليفةُ جاريتَه،ليؤكد أنها قيلت من قبل ، فتعيدها الجارية،كما سمعتها...
وهكذا مع كل الشعراء الذين يطمعون في الجوائز،حتى أعيتهم الحيل ،فسمع الأصمعي بالحكاية،وكان الخليفة قد توعد بجائزة سنية،وزن ما كتبت عليه ذهبا،فكتب الأصمعي صوت صفير البلبل،وجاء متنكرا في ثوب أعرابي إلى باب الخليفة فأذن له،ودخل،وأنشده القصيدة،ولم يستطع الخليفة حفظها من السماع الأول،فنادى على غلامه ولم يعدها،وكذلك الجارية
فأمر له بوزن ما كتب عليها ،فقال له الأصمعي:
يا مولاي لقد ورثت عن والدي عمودَ رخام،،وقد نقشت عليه القصيدة.
وهو على ظهر الناقة.فأمر الخليفة أن يوزن العمود ،
فكان أناستوفى كل ما في بيت المال
ولما استدار الأعرابي للخروج انتبه إليه الخليفة،وعرف أنه الأصمعي
وفهم السبب،وأمر بجوائز للشعراء من يومها..
شكرا ومودتي

[صالح القسنطيني]

سعدت بمروركم

بارك الله فيكم فردا فردا

جزاكم الله خيرا عبدا عبدا

و شكرل الله لجمانة إضافتها