الى مهندسي الهندسة المدنية

[غصن زيتون]

مهندس مدني ... درس لمدة عامين في أصعب التخصصات في الجامعة .. عامين كاملين من الدراسة في تخصص جذع مشترك علوم دقيقة و تكنولوجيا و اعلام الي ... بعدها ثلاث سنوات من الدراسة المتخصصة في الهندسة المدنية ... يخرج ليجد عقود ما قبل التشغيل ترسم له كابوسا و بداية لتحطيمه ان وجدها طبعا ... فان اختار ان يقبل بـ 15000 دينار في مؤسسات الدولة فستكون فترة الثلاث سنوات المكتوبة في عقد عمله ( الوهم ) و كأنها سنوات للتنويم المغناطيسي .. فلا هو يتعلم و يستفيد علما و خبرة ولا هو يربح من عمله ما يصون كرامته كمهندس حيث تمر السنوات و يتعلم الكسل و ينسى ما تعلمه أو يتناساه فقط ليحس براحة نفسه لأنه لو فكر و سأل نفسه : هل أنا حقا في مكاني الصحيح في المجتمع ؟ لربما دخل اولى مراحل الجنون ... و في غالب الاحيان لا يكمل المهندس سنوات الذل التي يتقاضا منها تلك الدريهمات ( 15000 دينار ) ... أما من اختار التوجه للمكاتب الخاصة على اساس استحالة فتح مكتب خاص بما ان المهندس يبدأ حياته المهنية لتوه ... فهؤلاء معاناتهم أشد لأن العمل لدى المكاتب الخاصة في يومنا هذا أصبح شبه استعباد ( نستثني المكاتب التي يخاف اصحابها الله في موظفيهم ) و استرقاق لهم حيث لا راحة لهم و يتم استغلالهم لأقصى الدرجات فتجد المهندس يقوم بكل انواع الاعمال من دون ادنى زيادة في الأجرة التي تتصدق بها الدولة عليه و فوق ذلك كله تجد اصحاب المكاتب الخاصة يخفون عن المهندس ما تضيفه شهادته كمهندس دولة من امتيازات للمكتب حتى لا يطالب بحقه فيظن المهندس أن المكتب يتصدق عليه و يقوم بفضل كبير عليه بقبوله في اطار عقود ما قبل التشغيل ... فان كان المهندس يعاني من التحطيم لمعنوياته و تجميد لقدراته عند مؤسسات الدولة التي لا تثق به ولا يجد من يدربه على العمل فإنه يعاني من الاستعباد و الهضم لحقوقه بغير وجه حق من قبل المكاتب الخاصة ... **** هذا فيض من غيض ... و ليس وليد اليوم بل من عقود ... حاول من قبل المهندسون ان ينتفضوا لحقوقهم لكن الكثير من المعوقات و العراقيل وقفت في وجوههم و لا يسع المقام لذكرها كلها لكن أكثرها حقارة و مدعاة للشعور بالعار منها هي تلك الارادة الخافتة الجبانة في نفوس الكثيرين من المهندسين ... فمن أراد العلا سهر الليالي كما هو معروف و ان اردنا نقابة قوية و حقوقا محمية من الهضم من قبل ديناصورات المجال الذي نعمل به فعلينا أن نتعب يا سادة ... نعم علينا أن نتحلى بروح المبادرة ، المسؤولية و الاعتقاد الراسخ بحقوقنا ... وكمثال لا الحصر حق المهندس في تقدير أتعابه بالطريقة القانونية و التي تمنح عمله الثمن الذي يستحقه لا ما نتقاضاه حاليا من فتات المائدة ... تلك المائدة التي يسودها المهندس المدني في كل دول العالم الا الجزائر ... ***** النقابة ستتأسس باذن الله و سنعمل جاهدين بدون تفاني من اجل ضمان حقوق المهندس المدني و أيضا الرفع من مستوى الهندسة المدنية في بلادنا و العمل على رد الجميل لبلادنا من خلال البناء و التشييد و خدمة الوطن. وعليه..... تم الإجتماع الثالث ( اللقاء التشاوري 3 ) و للأسف لم يحضر العديد ممن انتظرنا دخولهم معنا لربما لأسباب قاهرة لا نعلمها ... لكن عموما أكدنا مرة أخرى على نيتنا الصادقة في المضي قدما نحو تأسيس نقابة تجمع المهندسين المدنيين بالجزائر و تضمن لهم حقوقهم الضائعة ... ****** بعد أن ظهرت الاسبوع الماضي منظمة للمهندسين معتمدة من قبل الوزارة و تم الاتصال بأحد مؤسسيها و القضية اصبحت قضية وقت فقط للعمل معهم على تحقيق الهدف و تأسيس النقابة اليوم ظهرت مجموعة أخرى لها نفس الهدف الذي نصبوا اليه و هي مجموعة وضعت اعتمادها لدى الوزارة منذ سنة تقريبا و الاتصال بهم سيتم قريبا ان شاء الله من اجل توحيد الجهود و جعل المهندسين المدنيين كلهم في خندق واحد نحو وجهة محددة و هي النقابة ان شاء الله ... ***** ما أدعوا اليه ايضا و أركز عليه هو أن ننشر الفكرة يا اخوتي .. الى جانب التحلي بروح المسؤولية و المبادرة ... فلا تنتظروا ان يتم تأسيس النقابة لوحدها .. النقابة تحتاج للجميع لكل المهندسين ... مهندسين يعتقدون و يؤمنون بالفكرة و يعملون جاهدين لتحقيق الهدف ... أرجوكم اخوتي ... تحلوا بمزيد من روح المبادرة لأننا فعلا في حاجة لكل واحد منكم. تقبلوا مني ملاحظاتي أخوكم يوسف