الجزائر تلعب لعبة الكبار وتكسبها باحترافية..الرسالة وصلت للبيت الأبيض
قبل البدأ بالمقال حبذا لو أذكركم بما قاله الكلب كسنجر عن الربيع الأطلسي الخليجي المرتقب حيث صرح بمايلي "درسنا كافة الاحتمالات لزعزعة استقرار الجزائر لكن الرأي العام هناك أدهشنا مرّة يبدو أنه ممتعض من سياسة النظام ومرة تجده يلتف حوله بشدّة وهذا ما صعّب الامر لأصدقائنا في التعامل مع الجزائر لكنها مسألة وقت فقط ونحن بصدد دراسة الثغرات الممكن النفاذ منها" وأظن أنهم تمكنوا من إيجاد أحد الإحتمالات التي يمكن لهم النفاذ منها لزعزعة إستقرار الجزائر ولنشر الربيع الأطلسي فيها، وماحدث هذه الأيام في مالي من غزو إستعماري فرنسي لمالي بحجة محاربة مجموعة من الجائعين هناك بدون سابق إنذار لهو دليل على أن هناك من دفع بفرنسا إلى الواجهة لمحاربة الأشباح في الصحراء، ففرنسا دخلت مستنقع الصحراء لتحارب الأشباح بطلب من أمريكا، فكما قال المفكر الفرنسي تيري ميسان بأن فرنسا تلعب دور العميل للولايات المتحدة في سوريا هاهي تلعب دور الكلب العطشان في صحراء مالي وكما عودتنا أمريكا على خوض الحروب الفاشلة بالوكالة فإن فرنسا تخوض حربا فاشلة وخاسرة بالوكالة لصالح أمريكا حتى يتم إستنفاذ طاقة الجيش الفرنسي وانهيار الإقتصاد الفرنسي للحضيض لتطرد شر طردة من المنطقة إلى غير رجعة، فمنذ دخول الولايات المتحدة والصين على الخط وعملاء الإستخبارات الفرنسية يسقطون بين قتيل ومختطف ومطارد وشيء فشيء يتناقص وجود الفرنسيين في الصحراء.
إن قضية مايسمى بالجماعات الإرهابية في الصحراء وأنها تشكل خطرا على المنطقة ماهو إلا مسرحية هزلية يقوم بها مكتب الدعاية والتظليل في البنتاغون وحكايات خرافية تروج لها وكالة المخابرات المركزية والفرنسية والبريطانية عبر أقلام مأجورة عميلة لها في الصحافة العالمية، فعلى حسب علمي وخبرتي فإن فكرة وجود جماعات إرهابية تتحرك في الصحاري الكبرى وتقوم بعمليات عسكرية واستعراضات على اليوتوب هي في الحقيقة عبارة عن مسرحيات قصيرة من تأليف أجهزة إستخباراتية غربية ومحلية وتمثيل من مجموعة كومبارس جائعين، والذي يعرف الصحاري الجزائري وصحاري مالي يدرك جيدا صحة أقوالي، فأنا وعلى مسؤوليتي التامة أنكر وجود أي جماعات إرهابية تشكل خطرا على الأمن المحلي ناهيك عن تشكيل خطر على العالم وتهديد دول أوروبية أو أمريكية.
لايمكن بأي حال من الأحوال إطلاقا ومهما يكن أن تستمر هته الجماعات لولا وجود دعم لوجستي واستخباراتي كبير من قبل جهاز مخابراتي، وعلى مسؤوليتي الخاصة لايمكن لمجموعة من المتسخين والجائعين الهزيلين تشكيل خطر ولو ضئيل على الأمن القومي لأي دولة حتى ولو كانت مالي أو النيجر، لانه بدون وجود دعم لوجستي كبير في تلك الصحاري القاحلة وحماية من دولة أجنبية او جهاز مخابراتي لما تمكن أولئك الهزيلين من العيش لمدة ثلاثة أيام كاملة، فهل يعقل أن يتحرك مجموعة من الجوعى في صحاري ونشطون بكل حرية ضمن مناطق تمتد إلى آلاف الكلومترات بدون وجود دعم لوجستي وتقني عبر الأقمار الصناعية وتموين وخرائط؟
لقد جبت الصحراء وأعرف جيدا ماذا تعني كلمة صحراء، وفي كل مرة أكون فيها هناك أشكك كثيرا بل أجزم أن مجرد التفكير بوجود جماعات إرهابية في الصحاري لهو أكذوبة وخرافة بكل ماتحمله الكلمة من معنى.
فالمخابرات المركزية هي من تقوم بصناعة الغول ثم تمارس الدعاية المجانية لهذا الغول وتقوم بالنفخ فيه ثم تجهز عليه في نهاية المطاف بمسرحية هزلية بسيطة، فمصالح الدعاية والتظليل في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية هما من صنعا الزرقاوي ونفخوا فيه ومولوه وأمنوا له الحماية ثم قاموا باغتياله حينما تأكد لهم أنه لم يعد يفيدهم في شيء، كما صنعوا بن لادن وحركة الشباب المجاهدين في الصومال وصنعوا المجاهدين في القوقاز لزعزعة إستقرار روسيا وصنعوا حركة تركستان الشرقية لإقلاق الصين ودائما ماتكون إحدى كيانات النفط الخليجية العميلة هي الممول وصندوق التبرعات.
هل إنتهت لعبة المخابرات ؟
ربما يضن الأمريكان أنهم أكثر خبثا، لكنهم أدركوا وهم يعلمون جيدا أنه لايوجد من هو أكثر خبثا من المخابرات الجزائرية، لقد جربوهم وأدركوا أنه لاطاقة لهم بمنازلتهم ولكنهم قاموا بدفع فرنسا لمجابهتهم ومع أن الفرنسيين يدركون جيدا أنه لاحظ لهم في هذه الجولة إلا أنهم دفعوا إليها دفعا، فعندما حاولت أمريكا دفع الجزائر إلى مستنقع الأشباح في الصحراء رفضت الجزائر رفضا قاطعا وألقت بالكرة في ملعب الأمم المتحدة التي عجزت عن دفع تكاليف عمليات عسكرية كان من الممكن أن تقوم باستنزاف الجيش الجزائري، وعندما دبرت المخابرات المركزية والفرنسية عملية إختطاف الدبلوماسيين الجزائريين لجر الجزائر للحرب رفضت الجزائر وأدركت اللعبة، إلا أن الأمريكان إصطدموا برفض الجزائر رفضا قاطعا، بعد ذلك حركوا جماعات المرتزقة والجياع في مالي وكان المتوقع أن يتم دخول الآلاف من اللاجئين إلى الجزائر ومعهم عدد لا حصر له من الإرهابيين وبالتالي نقل بعض من المعركة لداخل الجزائر وانشغال الجزائر بقيتين هي اللاجئين وقتال الجماعات الإرهابية لكن خبث الجزائريين حال دون ذلك فقامت الجزائر بعكس التيار فتم تحويل وجهة المعارك من الجنوب نحو الشمال إلى معارك من الشمال نحو الجنوب وبالضبط داخل العمق المالي لتفادي تسونامي إنساني وإرهابي، فحرك الأمريكان كلابهم في ليبيا وتونس من مجموعات إرهابية للقيام بعمليات داخل الجزائر وفي مناطق حساسة لكن الجزائر إمتنعت عن التنسيق مع الاوروبيين والأمريكان ورفضت رفضا قاطعا محاروة الإرهابيين فقامت بعمليات جراحية لاستئصال المرتزقة مما اخلط حسابات الأجهزة المعادية وهو ماترجم لتصريحات تعاتب الجزائر عن عدم التنسيق فرئيس وزراء بريطانيا يأسف لعدم ابلاغه مسيقا بتفاصيل العملية العسكرية لتحرير الرهائن وطوكيو والبيت الابيض تطلب ايضاحات من الجزائر عن مقتل عدد من الرهائن وتطالب بوقف العمليات العسكرية فورا .. والجزائر تقول ان العملية العسكرية مستـــمرة حتى تحرير جميع الرهائن.
إن كل من فرنسا والولايات المتحدة تعلم جيدا أن لايمكن مقارعة الجزائر إستخباراتيا وأن مفتاح الأزمة في مالي موجود لدى الجزائر كما قالها الرئيس الفرنسي المتصهين نيكولا ساركوزي سابقا، وقالها رئيس جهاز الامن الفرنسي السابق قبل يومين حينما قال انه لايمكن تجاهل دور الجزائر في المنطقة، فحتى بعدما حاولت فرنسا العام الماضي تجاهل الجزائر وقامت بعمليات إستعراضية لتحرير رهائنها منيت بخسارة فادحة ولم تستطع قتل ولو إرهابيا واحدا لأنها مصابة بالعمي الإستخباراتي حيث في كل مرة يتم القبض على أحد عملائها هناك والفاهم يفهم.
يبدوا أن الجزائر قد نجحت بفضل جهازها الإستخباراتي وقيادتاه العسكرية وأفراد القوات الخاصة في اول تجربة وأول بالون إختبار ويبدوا أن فرنسا وأمريكا قد أدركوا جيدا قواعد اللعبة في المنطقة وأنه لايمكن لهم الصيد في مناطق تقع تحت حماية الجزائر وتحرسها أعين المخابرات الجزائرية التي لاحصر لها.
إن الجزائر قادرة على إحراق فرنسا في أي لحضة لو حاولت الأخيرة العبث بأمن الجزائر ونشر الربيع العبري الخليجي في الجزائر وفرنسا تدرك جيدا أساليب المخابرات الجزائرية وقدرتها على فعل ذلك بكل سهولة ويسر، وأما صناديق التموين وكراتين الخليج والكاز فإنهم وعند أول شرارة سيتم مسحهم وإبادتهم في أوروبا وأمريكا وحتى في الخليج وهم يعلمون جيدا مكرنا وقدرتنا على إيذائهم بكل سهولة وشراسة.
من قلم : غزالي كربادو