مصاحف مساجد العلمة تدنّس من جديد

[سعدالله محمد]

مصاحف مساجد العلمة تدنّس من جديد


اتخذت ظاهرة تدنيس المصاحف بمدينة العلمة منحى خطيرا خلال السنتين الأخيرتين، حيث مست الظاهرة لحد الساعة خمسة مساجد تقع في أحياء مختلفة من المدينة.
الظاهرة تكررت مؤخرا في مسجد الكرامة بحي هواري بومدين، إذ قام مجهولون بتدنيس أوجه العديد من المصاحف قبيل صلاة الفجر مع تلطيخ أحد أعمدة المسجد بالبراز. وقبلها أقدم مجهولون كذلك على تدنيس المصحف الشريف لمسجد الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بحي 400 مسكن، وقام أفراد العصابة بوضع 11مصحفا في مرحاض المسجد وسط استهجان الجميع لهذه ''الفعلة'' التي تعتبر بمثابة ''ردة'' عن الإسلام.
كما كان مسجد علي بن أبي طالب بحي فوطالي، أول من شهد هذه الظاهرة الشاذة، إذ تفاجأ المصلون نهاية السنة الماضية بوجود أوراق من كتاب الله ملطخة بفضلات الإنسان، فظنوا في بداية الأمر أن هذا الفعل لا يتعدى مجرد عمل فردي قام به أحد المجانين، لكن مع تعدد الحالات بنفس الطريقة وفي نفس المكان دخل الشك نفوسهم وجعلهم يستيقظون أكثر لتفادي تكرر هذه الفعلة، فما كان منهم إلا استدعاء عناصر الشرطة وفتح تحقيق معمق لمعرفة ملابسات هذه القضية، وتوصلوا إلى معلومات ''شبه رسمية'' بأن بعض الشبان صغار السن يتسللون إلى المسجد خفية في الليل ويكونون هم من قاموا بهذا الفعل .
ولمعرفة المزيد من التفاصيل، اتصلنا بإمام المسجد السيد ''لكيرد السعيد'' الذي أكد بأنه كان متواجدا بالعاصمة أثناء العملية الأولى بغرض إجراء مسابقة للأئمة هناك، حينها اتصل به الإمام المساعد وحدّثه عن الأمر، فاستغرب أن يحدث هذا الأمر. مضيفا ''أن هؤلاء ''مدفوعون'' من جهات لا تحب الدين الإسلامي''.
وعن الحلول التي يراها الإمام لكيرد السعيد هو تحمل الجميع لمسؤوليته، بالإضافة إلى اليقظة والتجنيد لمحاربة هؤلاء ''المرتدين''.
كما لم يسلم مسجد عبد الحميد بن باديس وسط المدينة من هذا الوضع، إذ تعرضت ركائزه الخارجية للتلطيخ والتدنيس بالفضلات أيضا، وقد واصلت عناصر الشرطة تحرياتها إلى غاية القبض على أربعة شبان صغار كانوا وراء العمليات بالمسجدين.
وأكدت بعض التقارير الأمنية التي أعدتها المصالح المختصة لدائرة العلمة، على أن الأفراد الموقوفين لحد الساعة والذين اعترفوا بجرمهم هم مراهقون ومن الذين يعيشون حالات نفسية جد متدهورة نتيجة لعدم ارتباطهم بأسرهم من الناحية العاطفية.