![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
بيان هل السَّلفيَّة خطرٌ على الجزائر؟
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم بيان هل السَّلفيَّة خطرٌ على الجزائر؟ الحمد لله المُنْعِم على عباده بالهدى ودين الحقِّ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه الهادي إلى أقوم طريق وأفضل سبيل، وعلى آله وصحابَتِه الغرِّ الميامين؛ وبعد: ففي خضمِّ الأحداث المتسارعة والحَمَلات المقصودة لتشويه صورة الإسلام والإساءة المغرضة للنَّيل من حَمَلَتِه ودعاته والمنتَسبين إليه؛ تتعالى الأصوات، وتتبارى الأقلام، ويتجرَّأ الإعلام ليرميَ بفكرة في أوساط المثقَّفين وعمومِ الأمَّة، يريد لها أن تنضجَ لتصيرَ حكمًا وتقليدًا يتوارثه الأجيال، وتتناقله الألسن وتُسوَّد به الصُّحف، وهي أنَّ السَّلفيَّة لا علاقة لها بالدِّين الصَّحيح، وأنَّها خطرٌ على أهل الجزائر، وأنَّه لا فرقَ بينها وبين سائر المِلَل والمناهج المنحرفة الدَّاعية إلى البدع والضَّلال والتَّنصُّل من دين الأمَّة، كالقاديانيَّة والبهائيَّة والرَّافضة الشِّيعة وغيرها. وإنَّ مثل هذه الفكرة، تتألَّق لتصير نحتًا مكتوبًا على صفحات الجرائد، وكلامًا يتردَّد على الألْسُن، ويُذاع على مسامع النَّاس في المجامع الإعلاميَّة والثَّقافيَّة والدِّينيَّة دون أن يُردَّ أو يُناقش أو يُوضَع في ميزان النَّقد العلمي البنَّاء لَهُوَ مِنْ غَمْطِ الحقِّ وبَخْسِ النَّاس أشياءَهم، وإنَّ حكمًا جائرًا كهذا؛ لا يَحْسُن السُّكوت عنه ولا تجاوُزُه؛ لما فيه من التَّلبيس والتَّضليل والتَّحريف، والتَّخوين لدعوة مبرَّأة مباركة، لم يُعرف عنها وعَن حمَلَتها -عبر التَّاريخ- غير السُّمعة الطَّيِّبة والذِّكر الحسن في جميع الأقطار؛ ممَّا يجعَل كلَّ مَن ينتسِب إلى السَّلفيَّة يشعر بمضاضة الظُّلم، وغصَّة التَّعدِّي على أقدس ما عنده وهو دينه؛ فلا يليق أبدًا إطلاق مثل هذه الأحكام الجائرة الَّتي لا تستَند إلى أساس شرعيٍّ، ولا عقليٍّ، ولا واقعيٍّ، ولا استقراء علميٍّ. وإنَّه لمَّا كان الموقِّعون أدناه من المنتَسبين إلى السَّلفيَّة والدَّاعين إليها، رأوا أن يجهروا في وجه المروِّجين لهذا الإفك، قائلين: إنَّ السَّلفيَّة ليسَت خطرًا على الجزائر ولا على أحدٍ منَ النَّاس؛ وكيف تكون خطرًا وهي دعوة العلم والأمن والأمان والرَّحمة، وشعارها ودثارها سنَّة سيِّد المرسلين صلَّى الله عليه وسلَّم القائل: «إنَّما أنَا رحمةٌ مُهدَاةٌ». فالسَّلفية هي الدِّرعُ الحصين الَّذي حُفِظ به دين هذه الأمَّة مِنْ زمن أبي بكر رضي الله عنه أيَّام الرِّدَّة، ومرورًا بمحنة خلق القرآن أيَّام الإمام أحمد -رحمه الله-، ووصولاً إلى زمَن الإمام ابن تيميَّة -رحمه الله- في فتنة التَّتار، وانتهاءً بزمننا هذا وبخاصَّة في بلدنا العَزيز، أيَّام عهد جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين بجيلها السَّلفيِّ المتميِّز؛ من أمثال ابن باديس والإبراهيمي والعقبي والتّبسي ومبارك الميلي -رحمهم الله- وغيرهم، وإلى أنْ عصفت بديارنا رياح الفتنة والهَرْج الَّتي أفسدت الحرث والنَّسل، وغُرِّر -وقتئِذٍ- بكثير من الشَّباب، فحملوا السِّلاح وصعدوا الجبال، ولم يتراجع منهم عن فكر الخوارج، ولم يَسْلَم غيرُهم من التَّلوُّث بهذا الفكر الخبيث أصلاً إلاَّ بفتاوى ونصائح وتوجيهات علماء الدَّعوة السَّلفيَّة في هذا العَصر؛ من أمثال الشَّيخ ابن باز، والشَّيخ الألباني، والشَّيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعًا؛ فلِمَ هذا التَّنكُّر والإجحَاف في الحكم!! والله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾ [الأنعام: ١٥٢]. فالسَّلفية هي عودة إلى نصوص الوحي (الكتاب والسُّنَّة) والتَّمسُّك بها، والعَمل بها وتعظيم أمرها، والحرص على عدم مخالفتِها؛ وبهذا وحده تتحقَّق الهداية الَّتي لا ضلال معها، والأمن الَّذي لا خوف بعده، والسَّعادة الَّتي لا شقاء فيها، والطُّمأنينة الَّتي لا خطر معَها؛ قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى﴾ [طه: ١٢٣]. نعم؛ إنَّ السَّلفيَّة خطرٌ على كلِّ خلفيٍّ مبتدع يَتَأَكَّلُ ببدعته، وهي خطرٌ على كلِّ مخرِّف يَسْتَمْلِحُ الشَّعوذةَ والخرافةَ ليضحك على عقول النَّاس، وهي خطرٌ على كلِّ طرقيٍّ يطمئنُّ إلى طريقته وإن خالفَت سنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي خطر على كلِّ قبوريٍّ يعيش على ما يستَجْلِبُه سَدَنة أضرحَته من جيوب السُّذَّج من النَّاس، وهي خطرٌ على كلِّ علمانيٍّ يفصل الدِّين عن الدَّولة ويُقْصِيه عن الحكم، وهي خطر على كلِّ دعوة منحرفة هدَّامة تدعو إلى الخروج على الحاكم وسفك الدِّماء؛ فالسَّلفيَّة خطر على كلِّ دعوةٍ خَرَجَتْ عن منهَجِ أهل السُّنَّة والجماعة، ولم تنتهج سبيلها. فهؤلاء وأمثالهم يرون في الدَّعوة السَّلفية خطرًا داهمًا يهدِّد عروشهم، ويدكُّ قواعدَهم، ويهدم صروحَهم الوهميَّة؛ لأنَّها دعوة تعود بالنَّاس إلى دينهم الصَّافي، وإسلامهم الخالي من كلِّ بدعة وضلالة، وكلِّ انحراف يكدِّر صفوَه، ويشوِّه حسنَه، فلا مكان للدَّجل والخرافة والبدع والوهم والظَّنِّ والتَّخمين؛ فالعُمدة على الحجَّة والدَّليل والبُرهان المستَند إلى العلم الشَّرعي الصَّحيح. وإنَّ هذا الحكم الجائر يذكِّرنا بتصريحات ساسَة فرنسَا المستَعمِرَة ومسؤوليها أيَّام الشَّيخ العلاَّمة ابن باديس وإخوانه -رحمهُم الله-، الَّذين كانوا يرونَ فيهم الخطر كلَّ الخطر على دولتِهم، مع أنَّهم لم يكونوا سوى دعاةٍ إلى سلفيَّة نقيَّة، تحرِّر العقُول المخدَّرة بواسطة المبتَدعين والدَّجَّالين والمتَّجرين باسم الدِّين، الَّذين استغلَّ المستَعمِرُ سلطانَهم على النُّفوس لتثبيت قدمه في أرض الجزائر. وقَد يُعتَرض علينا أنَّ عُذر هؤلاء المتَجرِّئين هو كون مصطلح السَّلفيَّة صار يُطلق اليوم على كثيرٍ من دعاة الفَوضى والثَّورة والخروج على الحكَّام؛ فنقول جوابًا على هذا المعتَرِض: لسنا بحاجة اليوم إلى إعادة تقرير أنَّه لا مشاحة في الاصطلاح، وأنَّ العبرةَ بالمعنى والمدلول، فالسَّلفيَّة مصطلح معناه: منهجٌ علميٌّ عمليٌّ مصدره الوحي -الكتاب والسُّنَّة- على فهم السَّلف -رضوان الله عليهم-، ودعوة إلى إخلاص العبادة لله وحده، ولزوم الجماعة ونبذ الفُرقة، وطاعة وليِّ الأمر، فالسَّلفيَّةُ مصطلحٌ مرادفٌ لمصطلح «أهل السُّنَّة والجماعة»، أو «أهل الحديث»؛ وإنَّ كلَّ مَن تبنَّى فكرًا أو أسلوبًا مخالفًا لهذَا المنهَج لا يمكنُ صبغهُ ولا وصفُه بالسَّلفيَّة، فليس من السَّلفيَّة في شيءٍ من اتَّخذ أسلوبَ التَّكفير والهجر، واستَعمل طريق العُنف من القَتل والتَّفجير، والاختطاف والتَّرويع، وسيلةً للدَّعوة والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، بل إنَّ هذا وأمثاله يسيرون في خطِّ موازٍ للسَّلفيَّة لا يلتقُون معَها أبدًا ما داموا مُقيمين على ما هُم عليه، ومع هذا نجد كثيرًا من الأقلام والألسُن المُمْتَطِيَةِ لوسائل الإعلام المختَلفة تستَخدم هذا المصطلح -ظلمًا- في غير محلِّه، وتُنزِّلُه -تعسُّفًا- على من ليس من أهلِه، فيسحَبونه على مَن ضلَّت بهم السُّبُل وتقَطَّعت بهم الأسباب، وانحرفوا عن الفطرة السَّويَّة، فضلاً عن السَّلفيَّة النَّقيَّة، ويُسَمُّونهم -زورًا وبهتانًا-: السَّلفيَّة الجهاديَّة! فالعجبُ لا ينقضي من هؤلاء المسيئين لاستِعمال هذا المصطلح ووضعِه في غير موضعِه، مع كثرةِ توالي البيَان من أهل العلم أنَّ هؤلاء (الثُّوَّار)، و(التَّكفيريِّين) و(الحزبيِّين) لا تصحُّ نسبتُهم إلى هذه الدَّعوة الميمونَة، ولا يمتُّون إليها بصلة، لكنَّ ضبابةَ العَجب تنقشَع إذا علمنا أنَّ صنيعَهم ليس بريئًا، وإنَّما القَصد منه تمريرُ رسالةٍ وترسيخُ صورةٍ، وهي تشويهُ هذا المصطلح وما يحويه من معانٍ صحيحَة، وأصولٍ ساميةٍ راقيةٍ، لتنفير النَّاس من حول علماء هذه الدَّعوة وحَمَلتها، وفي هذا مُسايَرةٌ لدوائر غربيَّة منَ اليهود والنَّصارى، أرعبَها عودة الشَّباب في كثير مِن بقاع الأرض إلى لزوم هَذه الدَّعوة المباركة وارتسام خُطاها، فرأوا أنَّ مِن وسائل صدِّ هذا الزَّحف السَّلفي خَلْطَ الأوراق ومزجَ المعاني والتَّعميةَ والمغالطةَ، للتَّضليل والتَّلبيس، وتسويغَ محاربة السَّلفيَّة تحت مسمَّى تجفيف منابع الإرهاب وقطع دابِرِه، وإلاَّ فالدِّقَّة الَّتي وصَل إليها العقلُ الغَربي في علومه الماديَّة لا نَخَالُها أبدًا تتعثَّر في تحديد مصطلحٍ ظاهرِ المعاني، جليِّ المعالم، ولكنَّه المكر السَّيِّء، والقَصد المبيَّت، والحقد الدَّفين على دين الله الحقِّ وسنَّة سيِّد المرسلين صلَّى الله عليه وسلَّم. ولا يُرفع اللَّومُ على مَن استَعمل مصطلَحًا إلاَّ بعد أن يُدركَ معانيَه ويفهَمَ مراميَه، ليكونَ صادقًا في قولِه، عادلاً في حكمِه، أمينًا في نقلِه، وحتَّى لا يكونَ ضالاًّ في نفسِه، ولا مُضِلاًّ لأمَّته؛ والله من وراءِ القصد وهُو الهادي إلى سَواء السَّبيل. الموقِّعون: أ.د. محمَّد علي فركوس_ د. عبد المجيد جمعة_ د. رضا بوشامة _الشيخ عبد الحكيم دهاس الشَّيخ عزّ الدِّين رمضاني _د.عبد الخالق ماضي_الشَّيخ توفيق عمروني_ الشيخ عمر الحاج مسعود الشيخ عبد الغني عوسات _الشَّيخ نجيب جلواح _الشَّيخ لزهر سنيقره _الشيخ عثمان عيسي
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() طبعا السلفية ليست خطر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() السلفية الحقيقية ليست خطرا إلا على الشيطان وأتباعه |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]() اقتباس:
سبق ونشر هذا الرد السلفي المبارك من مشايخ الاصلاح وفقهم الله نعم هذه شنشنة نعرفها من اخزم فهذا ديدن اهل البدع قديما وحديثا فعندما نعيهم النصوص الشرعي يتجهون دائما الى التلفيق والصاق التهم دون بينة لا من كتاب ولا من سنة ولا من عقل فهم اصحاب دنيا يجرون وراء حطامها الزائل هداهم الله |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() قَالَ الشّاعِرُ الزَّيتُونيُّ في قَصيدتِهِ " التَّنديدُ": |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() السلام عليكم بارك الله فيك اخيموضوع مميز يسحق التثبيت ولا اللي يتبع المنهج السلفي راو منبوذ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]() اقتباس:
يبدو لي والله أعلم، ألا جديد قدمته هذه الحركات التي خرجت من عبادة مسمى السلفية الحديثة، فهي سلفيات؛ شاءت أم أبت، تبنت أم تخلت، أقرّت أم أنكرت، فهي ترى أنها تجنب المسلمين الصراع والدماء والفتن وغيرها، بينما هي تعود للماضي، تنتقي بعضه وتهمل بعضه، والماضي لم يخل من الصراعات والمواجهات حتى بين خيرالقرون، بين الصحابة وبين أبنائهم، فهي اليوم، سلفيات: علمية، حركية، جهادية، لا تختلف كثيرا عن باقي الحركات الإسلامية الأخرى سواء أكانت الموجودة الآن في الساحة، أو تلك التي كانت في الماضي من تاريخ المسلمين.
فهي وإن تسمت بالسلفية، فإنها لم تبق جماعة واحدة، لأن الخلاف كان في سلفها، فلم يكن في وسعها لا عقلا ولا نقلاً ولا تاريخاً أن تتلافاه وتوحّد وسيلة دعوتها إلى المسلمين، فالواقع يقول أنها جماعات، يجمعها التفكير بطريقة علماء الحديث كأحمد بن حنبل وابن تيمية، لكن الواقع وإسقاطات أحكام الشارع عليه، والذي فرّق في بدايات التاريخ يفرقها الآن، ومن هنا نرى منها اليوم: ثلاثة أطياف أو تيارات؛ علمية(يتهمها الجهاديون بالإرجاء)، جهادية(يتهمها العلميون بالخاريجية)، وحركية (يتهمها الفريقان السابقان بالحزبية وهي تتهمهم أيضا بقلة الفهم والوعي للواقع) هذه هي توصيفات هذه التيارات لبعضها البعض، وكلها جمعها منهج التلقي، وفرقها منهج التعاطي مع الواقع، فدب إليها الخلاف التاريخي، ومن هنا نلاحظ أن تغير الظروف يغير الكثير في هذه الجماعات، فالسلفية التي كانت ترفض الديمقراطية في مصرقبل الثورة وتراها ليست من الإسلام في شيىء، ومرفوضة عوضنا الله خيرا منها نظام الشورى الإسلامي، هاهي اليوم بعد الثورة تنخرط في تشكيل الأحزاب، فهذا النور، وذاك الوطن، وحازم أبو إسماعيل يقول في خرجة غريبة أن حزبه قيد التأسيس سيكون آية من آيات الله.وها نحن نرى أن السلفية التي كانت تتهم الإخوان المسلمين بالمفلسين والمفسدين لانخراطهم في الحياة السياسية الحزبية قبل رحيل حسني مبارك، هاهم ينخرطون فيما كانوا منه في وقت مضى يحذرون، ويدخلون البرلمانات والتأسيسيات الدستورية ومجلس الشورى ويترشحون للرئاسة. ولئن كانت بدايات هذا التيار علمية، بتسمية "السلفية"، التي كان غرضها خلخلة مفهوم أهل السنة والجماعة، بحجة أنه مصطلح فضفاض، يشمل كل الجماعات الإسلامية الموجودة والمختلفة، فكان لابد من دال جديد لمدلول قديم، لكن السلف اختلفوا أيضا، ولم يمنع قربهم من صدر الرسالة ومعايشة مرحلة النبوة ونيل شرف خيرية القرون الأولى أن يختلفوا، فاختلفوا وفرقتهم الاجتهادات السياسية، فمنهم من دخل غمرتها على حرفية النص(ومعه الحق)، ومنهم من تأوّل (وابتعد عن النص)، ومنهم من اعتزل (لعدم اتضاح جانب الحق، أو خشية الفتنة)، حتى انتشر الخلاف وتحول مع الوقت من السياسة إلى الفكر. فلم يقض التيار السلفي بكل توجهاته على الخلاف، بل قرأ بعضه ذلك الخلاف التاريخي بأنه من السياسة ترك السياسة، وطاعة ولاة الأمور وإن حكموا بغير ما أنزل الله درءا للفتنة، ورآه الطرف الآخر إرجاء جديداً، وانخرط في معالجة الواقع فوصمه الفريق الأول بالخوارج، وعدنا بالتالي إلى المربع الأول بلا فائض المعنى. فأين الجديد من السلفية، أليست هي نفس الخلافات بين الحركات الإسلامية السابقة عليها، وهل ماتزال السلفية صالحة لأن لا يدخل فيها من ليس منها، أم دخلها، أو لنقل انشطر مكوّنها، حتى بات يكفر بعضه بعضا ويجهّل بعضه بعضا. إذا، هي هي لا جديد تحت أديم السماء، ألاعيب الساسة ومكر السياسة، فلنعد إلى تسمية "أهل السنة والجماعة" لأنها من مشمولات فهم السلف أيضاً، ولنكف عن تزكية النفس، فلا خيرية جديدة أفضل من خيرية القرون الثلاثة الأولى، والتي مع ذلك وسعها الخلاف، ولنسع المسلمين بالرحمة والرأفة ولين الجانب والدعوة إلى الله في لين ويسر، والكف عن تصنيف الناس واستدعاء خلافات الماضي وإسقاطها على واقع ليس هو واقع تلك الأحكام في الكثير منها، فلا الحكام هم خلفاء ولا عادلين حتى، ولا السلفيين هم الفرقة الناجية وحدهم، ولا الخارجين منهم على حكامهم هم خوارج عن الحاكم المبايع له الساهر على شريعة رب العالمين، وحتى وإن رأينا عملهم يجلب المفاسد ويضر أكثر مما يصلح، فعلينا دعوتهم بالحكمة لا بالتشهيرسط منابر الحكام، الذين يعجبهم ذلك، فلولا زيغ السلطان ماكان هؤلاء، وهم لاشك مستعجلون يهولهم أن ينحي الحاكم شريعة نبيهم عليه الصلاة والسلام، ويستبدلها بقوانين يشرعها الجهلة والفاسدين، ولو وزنا شططهم إن صح، مع زيغ الحكام لكنا منصفين، لكننا أحيانا نقسم القسمة الضيزى، فلولي الأمر السمع والطاعة، والصمت عن أخطائه، وللإخوة التشهيربتفعيل آليات الجرح والتعديل. فلو شهرنا بالطرفين وبينا المنهج لكنا أبرأنا الذمة أم الله والمسلمين ولما كنا سببا في الخلاف، ولو تفضلنا بدعوة الناس بالحسنى بعيدا عن التجريح والتقبيح والتبديع والتفسيق والحكم على النوايا، لكنا خصبنا التربة التي تنبت فيها الدعوة، ولكنا قطعنا أشواطا كبيرة في إصلاح المجتمع. وحتى السلطان الذي نسكت عنه ونهادنه في عَلمانيته ومفاسده اليوم قد يفسح لنا في المجال لمصلحة يراها فينا، لكنه أيضا قد يحرق أوراقنا بعد أن تنتهي المهمة، وبعد أن يرانا ورقة يصلح دخانها للمرحلة، وهذا الذي نراه الآن. ووقتها لات ساعة مندم. إن الإسلام، الدعوة الطيبة، تحتاج اليوم إلى علماء ربانيين، لا إلى طلاب حق على سبيل النجاة، لإنقاذ الهمج الرعاع كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بل إن الإسلام يعاني أكثر مايعاني من علماء عملاء، تستعذبهم الأضواء ومتاع الدنيا الفاني، وحكام ظالمين، وكلا الفريقين يتنافسان على المناصب والجاه وفُتَاتِ الدنيا، فتاه الناس، واختلط عليهم الحابل بالنابل، وتركناهم وربما حولناهم إلى همج رعاع، وكان بإمكانهم أن يكونوا سادة، لا أن يعطوا للعبيد القيادة. ولله درّ ابن المبارك الذي قال: وهلْ أفسدَ الدينَ إلاّ الملوكُ * * * * وَأحبــارُ سُوءٍ وَرُهبانُهـــا فباعُوا النفوسَ ولمْ يربحَوا * * * * ولمْ تغلُ في البيعِ أثمانهُا وتحياتي |
||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجزائر؟, السَّلفيَّة, بيان, خطرٌ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc