رجل ونصف رجل (للترفيه)

[مكناسي]

[align=center]يحكى عن الشيخ عبد القادر الجيلاني أنه كان يقيم حلقة للعلم والوعظ في المسجد ومع مرور الأيام أخذ عدد من يحضر حلقة الشيخ في تزايد حتى اكتض بالحضور المسجد، وكما لا يخفى على اللبيب أن هناك من الناس من يريد أن يتقرب إلى السلطان زلفى على حساب الحق، فاندفع هذا النوع من الناس إلى السلطان ليقنعوه أن الشيح صار يشكل خطرا لما لا حظوا من تزايد أتباعه ، وعلى الفور أستدعي الشيخ إلى القصر ، فلما حضر بادره السلطان : ما هذه الكثرة الملحوظة للناس الذين يحضرون حلقتك؟، فأجابه الشيخ بلسان العارف البصير لما حوله : أيها السلطان : يوجد في هذا العدد الكثير ممن يحضر حلقتي رجل ونصف رجل فقط، وإذ أردت أن تتحقق مما أقول ، فأمسكني في القصر وأرسل في المدينة من ينشر خبر إعتقالي وكان الأمر كذلك وانتشر الخبر، وكان من الأتباع عند سماعه الخبر وهو في الشارع بادر إلى نزع عمامته التي كان يتشبه بها بالشيخ ومنهم من بادر بنزع قميصه الذي يشبه قميص الشيخ و ......وكل من كان متشبها
بالشيخ إلا أزال هذا التشبه فور سماع الخبر، إلا رجلا واحدا كان قد خرج باكرا بغنمه وفأسه لليحتطب في اليوم الذي قبض فيه على الشيخ، ولم يعد إلى بيته إلا في ساعة متأخرة من ذلك اليوم ولما دخل بيته أبلغته زوجته خبر إعتقال الشيخ فرجع مباشرة صوب القصر مسرعا والفأس ما زالت على كتفه، ودخل القصر وحسبه الحراس من عمال القصر، وفي هذه الأثناء كان السلطان والشيخ يترقبون أحوال الناس في المدينة، فرأى الشيخ الرجل قادما إليهما فقال للسلطان :هذا هو الرجل الذي ذكرته لك فتدخل الشيخ وطمأن الرجل.هذا هو الرجل وأين نصف رجل ؟ صعد الشيخ مع السلطان إلى شرفات القصر ليلحظوا حركات الناس في المدينة ، فقال الشيخ للسلطان انظر هناك في ذلك الشارع ذاك الذي يهرول نحو القصر ثم يعود ، يهرول ثانيه ثم يعود وهكذا خطوات إلى الأمام ثم إلى الخلف ولم يستطع التقدم نحو القصر هذا هو نصف رجل الذي ذكرته لك ، والباقي لا رجل ولا نصف رجل.
فاقتنع السلطان بما قال الشيخ وعاد الشيخ مكرما معززا إلى أهله.
"لست أدري إن كانت هذه القصة حقيقية أم لا ، لكن مثلها قد يحدث في كل زمان ومكان".[/align]