أسمعك أيها البحر الهائج.....
فهتافك صمّ مسامعي اتجاه غيرك ...
أسمعك.....أسمعك....
لا..لا..لاتلامسني أيها البحر بمدك فلست أهوى الغوص في أعماقك...
لا تلمسني.... إني أخشى ما بعد المد...فالجزر قد يستدرجني لا تلمسني....
أود أن تغضب أيها البحر....
فإن غضبك هو مصدر الأمان ....
فكلما علت أمواجك و ازداد دوي هيجانك...
فإنني أبتسم و أترك مسافة الأمان بيني و بينك....
عذرا أيها البحر...فلست أخشى غضبك بقدر ما أخشى هدوءك... عذرا ...
لأنه لا يغرق إلا من غرته أيام سباتك و هدوء ظاهرك...لكن ما بداخلك لا يعرف للهدوء و لا للسبات سبيلا....
لست أعلن العداوة بيني و بينك أيها البحر ...
لكنك تتغير من تلقاء غيرك ....
فزيارة الرياح تقلب مزاجك ... وتعكر صفوك...
مع أنها عابرة سبيل... لكنها تركت بصمتها السوداء فيك...
.وإن قوبلت هي بقبول حسن ممن هم بحاجة اليها....
وأجمل ما فيك أنك تتحمل الأذى و كل ما حاولوا أن يشوه صورتك ...
تخفي أذاهم و تظهر طهارتك.....
أيها البحر...
عرفت فيك نخوة الوفاء لمن يرافقك مدى الدهر ...
حتى أنكما تلبسان نفس اللباس...
لتظهر تواضعك معه بالرغم من موضعه الذي هو أعلى منك في التموضع إلا أنك تحفظ حق الجوار وأنت مرآة العاكسة له ....
ويتجلى الوفاء ...هي السماء التي تقابلك في الأفق....
فبين وفاء .و شبه غدر....
فلست أبغضك...أيها البحر....
ففي قلبي بحر ....
وتعددت البحور و القصد واحد...........
.................................................. ..............م أحمد